لم يستطع الرئيس مرسي كتمان سر ناصريته و باح بالسر في مصنع الزعيم وأمام عمال مصنع الحديد و الصلب و الذي بناه الزعيم جمال عبد الناصر ليكون قلعة للصناعة المصرية، و هنا يتجلى فكر الزعيم عبد الناصر حيث بدأ بمصنع الحديد و الصلب كنواة لقلعة الصناعة باعتبار أن كل الصناعات ترتكز على صناعة الحديد و الصلب و منها بنى شركة النصر لصناعة السيارات و صنع المصريون في عهده سيارة برمائية بل و صنعوا طائرة و جربت الطائرة بالفعل و تم استكمال بناء ألف مصنع خلال خمس سنوات فقط من طراز هذه المصانع العملاقة كالألومنيوم و الكيماويات و غيرها من المصانع كثيفة العمالة.
الإخوان المسلمون الذين كفروا الزعيم عبد الناصر ليست مرة و لا اثنتين و لا ثلاث بل ست مرات لم يجدوا بداً سوى الإعتراف بعبقرية هذا الرجل و السير على خطاه المجيدة المخلصة لله و الوطن فعاد رئيسهم محمد مرسي ليعلن أمام أبناء جمال عبد الناصر من عمال المصانع الذين رعاهم و دعمهم لدعم الصناعة المصرية فيقول سأكمل ما بدأه عبد الناصر ... آلآن استوعبتم عبقرية الرجل ... أنا كمحب لهذا الزعيم الفذ أسعد بأن استطعتم أن تستوعبوا ما قام به هذا الزعيم من أجل مصر و لو تأخر استيعابكم لأكثر من خمسين سنه.
الآن أقول لكم ( أفلحتم لو صدقتم )
إن ما يسعدني أكثر ما اعترف به الزعيم الراحل ( زعيم فنزويلا هوجو تشافيز ) بأنه ناصري حين اتهموه الأمريكان بأنه يسير على خطى عبد الناصر فرد قائلاً أنا ناصري و يسعدني ذلك.
إن من أكثر ما أسعدني ما قرأته عن زعيم ماليزيا مهاتير محمد و اسمحوا لي أن أنقل لكم بعض ما جاء عنه في هذه المقالة التي قرأتها:
( إذا ذكرت ماليزيا ذكر معها مهاتير محمد الذي كتب أو ألف كتابه الشهير ( لننظر إلى الشرق ) والذي حث فيه الشعب الماليزي على الاقتداء بتجربة شعب اليابان لبناء نهضته، لكن القارئ في بلاد العرب والمسلمين لا يعرف أن مهاتير محمد اعترف عندما أفاد بالقول (استلهمنا تجربة عبدالناصر) الذي حفر لنفسه مكانة ليس على مستوى وطنه مصر وليس على مستوى الوطن الكبير من الخليج إلى المحيط وإنما على مستوى دول عدم الانحياز الذي جمع دول آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية وإلى جانبها يوغسلافيا. )
رفض مهاتير سياسة الإملاءات التي تمارسها قوى أو منظمات كبرى وهو نفس الخط الذي تبناه عبدالناصر ويقول مهاتير:
( نجحنا في الخروج من الأزمة الاقتصادية لأننا خالفنا تعليمات صندوق النقد الدولي ) ويعزى تخلف البلاد العربية والإسلامية إلى أنها تفتقر إلى الإرادة السياسية لأن الحكام عبيد لشهواتهم وطغيانهم وساعدهم على استمرار ذلك العبث رجال دين أفتوا بضرورة الخضوع لولي الأمر ولو كان عاصياً وذروا الرماد على عيون الشعوب لأنهم ملؤوا الدنيا ضجيجاً وعجيجاً في الحديث عن النصارى واليهود في حين أن تلك الأنظمة تمارس الظلم والنهب ومصادرة حقوق الإنسان وأوضاع السجون في بلاد العرب والمسلمين لا نظير لانحطاطها.
وأجمل ما قاله صانع نهضة ماليزيا (قضيت فترة طويلة في الحكم وتنحيت لأفسح المجال أمام قيادة جديدة وفي ذهني عبارة أمي التي علمتني عدم إطالة الزيارة حتى وإن كنت حمل ترهيب).
تحياتي