إعلاميون وقتلة!!
محمود سلطان
نقل صحفيون زخات الشتائم التي كالها ضباط شاركوا في العملية الأمنية ضد كرداسة، لعدد من الإعلاميين العاملين في فضائيات محسوبة على حركة 3 يوليو 2013, والملقحة في "رحم" الأجهزة الأمنية لعصر مبارك .
الشتائم كانت بسبب المفاجأة التي صدمت الضباط، عند دخولهم كرداسة ومن قبلها دلجا في صعيد مصر، حيث كان دخول البلدتين يشبه النزهة وتمضية وقت ممتع بعيدا عن الحياة النمطية والمملة في أقسام البوليس الكئيبة.. فلا متاريس في المداخل.. ولا يوجد مقاتلون ولا "إرهابيون" ينتظرون الحملة الأمنية بالأحزمة المفخخة.
عشية اقتحام "رابعة" نقل الإعلام "الفولي" أيضا صورة عن الميدان، بوصفه ثكنة عسكرية مسلحة بكل أنواع الأسلحة الثقيلة.. ومن بينها منصات صواريخ مضادة للآليات وللطائرات.. وكانت النتيجة مئات القتلى والجرحى من بينهم ما لا يقل عن 100 ضابط شرطة.. ناهيك عن الأزمة الأخلاقية والإنسانية التي خلفتها هذه العملية الدامية، مع المجتمع الدولي، الذي علق موقفه منها، إلى أن يفرغ من مشكلته مع النظام السوري.
مارس الإعلام "الميري" و"الأمني" ذات اللعبة، ونقل لوزارتي الدفاع والداخلية، صورة مروعة عن تفاصيل التسليح داخل "دلجا" الفقيرة والمعدمة و"كرداسة" سلة غذاء القاهرة المعطلة.
المؤسستان :العسكرية والأمنية، حشدت آليات عسكرية ضخمة، وغير مسبوقة، لم تحدث منذ حرب أكتوبر 1973 لاقتحام البلدتين، وفقا لـ"التقارير الأمنية" التي نقلتها قعدات "السواريه" الليلية على فضائيات "الثكنات"، للرأي العام وتلقفتها الأجهزة الأمنية، بوصفها "وحيا" نزل بها الأمين "جبريل" عل"جنرالات" الإعلام الفولي في مدينة الإنتاج الإعلامي.
قوات الإنزال الجوي والصاعقة والخاصة وطائرات المسح من الجو، اكتشفت أن دلجا وكرداسة بلدتان مسالمتان وديعتان تفيضان رقة وعذوبة.. وتنزه بداخلها الجنود الذين راحوا يزاحمون أهلها في طوابير الخبز.. وارتاحت المدرعات المنهكة من طول السفر، تحت ظلال البيوت القديمة و داخل حواريها الفقيرة وحقولها الحزينة.
اكتشف الضباط بأنهم كانوا ضحية إعلام تحريضي، أوعز إليهم بأنهم مقبلون على حروب قاسية تفوق حروب مصر مع الإسرائيليين.. وأن المدن والقرى المستهدفة تنتظرهم بالكمائن والصواريخ والأربيجية وبزرع الانتحاريين في كل مكان.. وهي الحملة التي جعلت قوات الأمن، قوى متوترة ومضطربة ومستسلمة لهواجس غير موجودة أصلا ما جعلت أصابعها على الزناد مرتعشة، تطلق الرصاص الحي عشوائيا، إذا سمعت أصوات حراك قطة تسللت تحت جنازير المدرعات خلسة.
أعرف بأن ضحايا رابعة ودلجا وكرداسة والحرس الجمهوري والمنصة، من مواطنين وإسلاميين ومعتصمين وجنود وضباط شرطة وجيش، هي في رقبة الدولة.. وتحتاج إلى عدالة لم يمسها حظ من شهوة الثأر من السياسيين في فترة حكم الإخوان.. ولكن أيضا هي في رقبة هذا الإعلام المملوك لرجال أعمال، انتفخت جيوبهم وكروشهم وحساباتهم البنكية من عصر الفساد الإداري والمالي والأمني في عهد مبارك.. وعلى أهالي شهداء الشرطة مقاضاة هؤلاء الإعلاميين وملاك تلك الفضائيات والأرشيف الخاص بهم المترع بالحض على الكراهية والتحريض على القتل وعلى الحرب الأهلية موجود وبوسع أي محام مبتدئ الحصول عليه بسهولة وبيسر.
http://almesryoon.com/المقالات/محمود-سلطان/blog/253379-إعلاميون-وقتلة