غالباً مجتمعنا المصري إما صعيدي أو فلاح و في كلا المجتمعين غالباً ما يكون الأبن الأكبر هو المسيطر و المهيمن على مقاليد حياة الأسرة بأكملها و غالباً هو من يرث والداه ببساطة هو الأبن ( الطماع ) ... هو صاحب كل الحقوق و إخوانه هم أصحاب كل الواجبات فهم من يزرعون الآرض و هو من يحصد ... و هم من يشغلون المصانع و هو من يبيع المنتج ... و هم من يفكرون و يبتكرون و يعملون على تطوير أسرتهم و هو من يسيطر و يستعبدهم... ببساطة هذا هو حال الجيش المصري...
لننظر لواقع الجيش المصري ... يعيش الجيش المصري في رغد من العيش و لديهم إعتقاد بأنهم هم من يجب أن يملكون الدولة فهم الأبن الأكبر للدولة الذي يحميها و على ذلك يجب أن يكون هو مالك الدولة و حاكمها و مستعبد الشعب من خلف الستار عن طريق ذراعه القوية الحديدية الشرطة و بها الجهاز الفولاذي أمن الدولة. و لنرى ماذا فعل الجيش منذ حرب 73؟؟؟ يملكون ميزانية لا يعلمها إبن أمه في الدولة يتصرفون فيها كيف شاءوا دون محاسبة... لا يجرؤ أبن أمه في الدولة أن يضع يده على قطعة أرض دون أن يسمح الجيش للدولة ... هناك ملايين الأفدنة خلف وحداتهم العسكرية يقوم المجندون في الوحدة باستصلاحها ليس لصالح الدولة و لكن لحساب قائد الوحدة التي تقع خلفها المزرعة دون رقيب أو حسيب ... و من هو الرقيب أو الحسيب الذي يجرؤ على مراقبة او محاسبة السيد صاحب الدولة ( الإكسلانس ).إنهم هم الدولة يسيطرون و يتحكمون و يحكمون.
هذا الإعتقاد الذي يتملك السادة قادة الجيش يجب أن يصحح و عليهم أن يعلموا بأنهم آحاد أفراد و أبناء هذه الدولة و ليسوا حكامها ... و إذا كانوا هم من يقوموا على حماية الدولة فهذه مهام أوكلت إليهم يتقاضون عليها أجراً و كان من الممكن ان يكون غيرهم هم من في أماكنهم و قتها كانوا سيقولون ما نقول لماذا يعتقد الجيش أنهم سادة هذا المجتمع و عليهم أن يحكموه و يؤدبوه كما شاهدنا في فيديو مدير أمن البحيرة حين قال ( نحن أسيادهم ).
مما لا شك فيه أن بعض الإعلام الذي لا يخلوا غالباً من النفاق ( المطبلاتية ) يتحملون جزء كبير في تمكين و هيمنة الجيش على مقاليد الأمور في الدولة فهم من يروجون ليل نهار لقادة الجيش كي يظلوا حكاماً لهذا البلد ... لا ننكر أن ما فعله الجيش من إقصاء للإخوان كان مطلباً شعبياً و لكن كان عليهم أن يعيدوا الحكم للشعب و ليس لهم ... (كان عليهم ألا يكونوا كالمحلل الطامع في إمرأة صديقة بل العاشق لها)... عليهم أن يعلموا أن كل المصريين عاشقين لبلادهم و يضحون بأكثر مما يضحي به الجيش... و ما العدوان الثلاثي عنا ببعيد و ما مقاومة شعبنا في مدن القناة و تضحياته و تهجيره بالشيء الذي ينسى ... ففي كثير من الأحيان يضحي الشعب بأكثر مما يضحي به الجيش.
أما السادة الإخوان فهم يرون انهم سادتنا و كبرائنا في الدين يرون أنهم المقربون إلى الله و هم من سيقربونا إلى الله زلفى و على ذلك فعليهم ان يكونوا هم من يحكمون العلمانيين و الملحدين و الكفار و المارقين و العصاة كي يعيدوهم لحظيرة الدين ... إن هذه العنصرية الجاهلية التي نهى عنها الرسول ( ص ) هم من أعادوها و بنوا مجتمعاً ميزوه هم بأنفسهم عن باقي المجتمع حتى خرج علينا أحد قادتهم ( صبحي صالح ) يحث شباب الفئة المميزة الإخوان على الزواج من الإخوانيات و ليس من باقي بنات المجتمع مستدلاً بالآية الكريمة التي ذكرت في حق اليهود ( أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير ) ... هذا التعالي الكريه و التميز لفئة على حساب باقي المجتمع يجعلنا نؤمن بأننا نتعامل مع جماعة لا يجب أن تستمر في مجتمعنا ... و يجعلنا نشعر شعور دائم بالندم على خياراتنا التي لم تكن في محلها ... فكيف لي أن أكون أدني ممن أخترتهم كي يقودوا البلاد و ها هم ينظرون إلينا نظرة دونية
إن امثال هذه الجماعات العنصرية و التكفيرية يجب أن تختفي من الوجود ليس بقتلهم لا بل بتصحيح مفاهيمهم ... و عليهم أن يدركوا أنهم بشر من خلق الله لا تمييز لهم على غيرهم بأي حال من الأحوال أما مسالة الكفر و الإيمان فالله هو الذي يحكم فيها و نحن فقط مأمورون بالتبليغ ... و لسنا بأكثر فضل و لا حجة من الرسول ( ص ) حين قال الله تعالى له ( إنك لا تهدي من أحببت و لكن الله يهدي من يشاء ) ... و حين قال ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) ... و حين قال ( و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ... و قال سبحانه ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن ) ... فأين حكمة و موعظة الإخوان حين يبلغني بأنني الأدنى و انه هو الخير ... إن ما وصلنا إليه من حال لا يسر العدو قبل الحبيب لهو من عمل يد الإخوان الذين واتتهم الفرصة كي يحكموا بالدين فحكموا بغير الدين فأدبهم الله و أدبنا نحن من أخترناهم كي نحسن الإختيار في مرات أخرى فأعاد إلينا الجيش كي يختبرنا ثانية فهل سنعود.