الأزهر في ثوبه الجديد: حرس قديم في مواجهة الشيعة
الاضطرار للخلط بين الدين والسياسة ومواجهة الفكر السلفي
شبكة النبأ:
في أول تصريح له حول حوار المذاهب قال أحمد الطيب، شيخ الأزهر الجديد، ان الأزهر سيتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي في أي بلد إسلامي أو لنشر خلايا شيعية في أوساط الشباب السني، تماماً مثلما تتصدى إيران لأي محاولة لنشر المذهب السني لديها، مشيراً إلى أن الأزهر سيواصل دوره في مسألة التقريب الفكري التي بدأها مع المذهب الشيعي منذ عهد شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد الحليم محمود، وهو الحوار الذي أدى للتقليل من الكثير من التوترات والحساسيات.
من جهة أخرى دعا شيخ الأزهر إلى مطاردة البرامج الدينية للدعاة الجدد معتبرها خطرا وضارة، لأنها تشوه حقائق الدين الإسلامي مشيرا إلى إنهم يهتمون أكثر للحبكة الفنية بأداء تمثيلي. وفي الوقت نفسه رفض حضور أي مؤتمر يشارك به الإسرائيليين، مؤكدا أنه لن يذهب للقدس والأقصى طالما إنهما تحت الاحتلال حتى لا يستفيد من هذه الزيارة الإسرائيليون، لكنه قال إنه ليس لديه أي مانع من لقاء اليهود.
وعرجَ شيخ الأزهر على الفكر السلفي واصفاً إياه بأنه" حديث وطارئ على الإسلام وعمره لا يتجاوز مئتي عام، وقال إنه ليس قلقاً من انتشار هذا الفكر في مصر لأن القاعدة هي الأزهر وأفكاره الوسطية والمعتدلة، وقال إن مواجهة السلفية تتم من خلال الفكر.
سنتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي
وقال شيخ الأزهر، ان الأزهر سيتصدى لأي محاولة لنشر المذهب الشيعي في أي بلد إسلامي أو لنشر خلايا شيعية في أوساط الشباب السني، تماماً مثلما تتصدى إيران لأي محاولة لنشر المذهب السني لديها، مشيراً إلى أن الأزهر سيواصل دوره في مسألة التقريب الفكري التي بدأها مع المذهب الشيعي منذ عهد شيخ الأزهر الأسبق الشيخ عبد الحليم محمود، وهو الحوار الذي أدى للتقليل من الكثير من التوترات والحساسيات.
وأشار الطيب خلال مواجهته للصحافة في برنامج "واجه الصحافة" مع داود الشريان، والذي بثته قناة العربية إلى وجود توافق مع عدد كبير من العلماء الشيعة داخل إيران فيما يخص مسألة عدم التبشير لمذهب شيعي في أوساط السنة أو العكس.
وشدد الدكتور الطيب على أنه سيكون يقظاً ومنتبهاً وسيعمل على إبطال أي أجندة سياسية لأي طالب شيعي يدرس في مصر، فهو لا يريد أن يتحول الأمر لـ"مصيدة" للشباب السني للتحول للمذهب الشيعي وتتحول بعدها إلى بؤرة، ثم مركز شيعي يعقبه قتال ، فهذا أمر لا يمت للإسلام أو للفكر بصلة.
وقال شيخ الأزهر في أول ظهور تلفزيوني له عبر قناة عربية ، غير مصرية ، على أن التقارب هو تقارب على المستوى الفكري وفي الحدود العلمية فقط ، وأنه يرحب بدراسة الطلاب الشيعة في الأزهر لأنه يرى في ذلك فرصة لتعرفهم على المذهب السني.
يذكر أن المواجهة مع شيخ الأزهر الجديد، والذي عين بقرار جمهوري من الرئيس المصري، يوم 19 آذار الماضي، تمت عبر الأقمار الاصطناعية، وشارك فيها أيضاً الكاتبة السعودية بدرية البشر، والإعلامي المصري ومدير تحرير الوطن السعودية شريف قنديل، وجاسر الجاسر نائب رئيس تحرير الوطن.
ونفي شيخ الأزهر اختراق جماعة الإخوان المسلمين للأزهر ، مستشهداً بأن من تم القبض عليهم بتهمة الانتماء للجماعة بين طلاب الأزهر عددهم لا يتجاوز بضع عشرات من بين نحو نصف مليون طالب يدرسون بالأزهر ، كما نفي أيضاً أن يكون هناك رفض أو اعتراض من الجماعة على توليه مشيخية الأزهر ، موضحاً أنه لم يلمس مثل هذا الرفض من الجماعة ، كما نفى طرد أي طالب من جامعة الأزهر بسبب انتمائه للإخوان ، ولكنه ضد أي مظاهر لوجود ميلشيات ذات طابع عسكري داخل الجامعة لأن هذا إخلال بالأمن العام وضد تقاليد وآداب الجامعة. بحسب رويترز.
وتطرق شيخ الأزهر في مواجهته لبعض الفتاوى العديدة والمتضاربة ، مؤكداً أن تلك الفتاوى لم تصدر عن الأزهر كمؤسسة أو عن عالم ازهري ، وأن الكثير منها يهدف لضرب الاستقرار الديني والاجتماعى للأمة في إطار ما يسمى بالفوضي الخلاقة ، ودافع في هذا الصدد عن فتوى الأزهر باعتبار النقاب عادة وليس عبادة ، مستنداً إلى أن المذاهب الأربعة تعتبر النقاب عادة إلا رأياً بين الحنابلة يخالف ذلك.
وأنحى الدكتور الطيب باللائمة على بعض الفضائيات العربية التي قال أنه لا توجد بينها قناة واحدة قادرة على العمل على تنشئة جيل إسلامي قادر على التصدي للتحديات التي تواجه الأمة، وحمل بشدة على بعض الدعاة الجدد، الذين وصفهم بـ"السفسطائيين" وبأنهم تركوا القضايا الرئيسية وشغلوا الناس عن جوهر الدين الإسلامي وجعلهم يتصارعون وراء شكليات.
وأوضح شيخ الأزهر أن الفكر السلفي حديث وطارئ على الإسلام وعمره لا يتجاوز مئتي عام ، وقال إنه ليس قلقاً من انتشار هذا الفكر في مصر لأن القاعدة هي الأزهر وأفكاره الوسطية والمعتدلة، وقال إن مواجهة السلفية تتم من خلال الفكر.
كما تطرق شيخ الأزهر للجدل الدائر حول عضويته في المكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم في مصر، وألمح إلى أنه ربما يتخلى عن عضوية الحزب قريباً إن كان تفرغه سيكون في صالح الأزهر، وإن كان هو شخصياً لا يرى تعارضاً بين المشيخة والعضوية، وأضاف أن الأزهر سيواصل عملية التطوير ومراجعة المناهج بشكل مستمر للعودة لدوره التنويري والفكري الرائد في العالم الإسلامي.
شيخ الأزهر: الشريعة الإسلامية حفظت حقوق الأقباط
'ركبتُ قطار المفاجآت منذ صغري وما سعيت إلى وظيفة.. أنا رجل بحث وعلم ومشيخة الأزهر مفاجأة ولم يكن لدي استعداد لهذه الوظيفة الخطيرة والصحافة تناولت مسألة الجمع بين الدين والسياسة منذ اليوم التالي لاختياري ولم تترك لي فرصة التفكير لطرح موضوع استقالتي من عضوية الحزب الوطني علما ان الامر مطروح من باب التفرغ التام للمشيخة'.
هذه فحوى بداية حوار شيخ الازهر الجديد الدكتور احمد الطيب مع الاعلامي حسن معوض في برنامجه الاسبوعي الناجح 'في الصميم' الذي بثته الـ 'بي بي سي.
ووصل الحديث بشيخ الأزهر إلى مسألة الاقباط وحقوقهم في مصر وقال: ' ميزانية الأزهر كلها يتحكم بها الأستاذ الدكتور يوسف بطرس والأقباط لديهم وزراء وموظفو حكومة وضباط في الامن والجيش، وانا متمسك بالمادة الثانية من الدستور وعلى الأقباط العقلاء المحافظة عليها لأنهم لن ينالوا حقوقهم إلا من خلال هذه المادة'.
وشدد شيخ الازهر ان الشريعة الاسلامية هي التي حفظت حقوق الاقباط وكنائسهم ومذاهبهم ولو ان هناك احصائية لرصد نصيب المسيحي من الكنائس في مصر لفاق نصيب المسلم من المساجد لكنه لن يقبل بتبوؤ قبطي لمركزالرئاسة في مصر ضاربا مثالا في ان ذلك قد يتم اذا سمح' بتنصيب رجل من الاقلية المسلمة على رئاسة الوزارة او العرش الملكي في بريطانيا.
وحول فتوى القرضاوي حول لا شرعية بناء الجدار الفاصل بين مصر وغزة رد شيخ الازهر قائلا:''حين يفتي العالم عليه ان يلم بكل تفاصيل ما يفتي فيه' وعن تلبيته لدعوة زيارة القدس قال د. الطيب 'انها زيارة ذات بعدين فقد تفهم على انها اما قوية للمسلمين واما تصب في خدمة الاسرائيليين' وفي معرض دفاعه عن مصافحة الشيخ الراحل طنطاوي لبيريس علق انه 'لن يذهب لاي محفل يحضره الاسرائيليون ولكنه مستعد لمحاورة اي انسان قد يختلف معه شريطة توافر اصول الحوار واهمها الابتعاد عن موضوع العقائد الدينية والاعتراف بها لان مسألة الاعتراف بالعقائد غير مطلوبة في حوار الاديان وانما المطلوب احترام عقائد الآخر'.
فكر الإخوان المسلمون لا يتفق مع الأزهر
وقال شيخ الأزهر في حوار تلفزيوني على فضائية "دريم" أن الأزهر يحتاج إلى قفزة نوعية كبيرة في الفترة المقبلة كما يجب أن يعود إليه الصوت القوي الذي اجتمعت عليه القوى الإسلامية.
ونفى الطيب أن يكون منصبه سيتأثر بانتمائه للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ورأى أن هذا الانتماء "ربما يضيف بعدا دينيا للحزب". وعندما سألته منى الشاذلي عن أيهما أهم بالنسبة له الأزهر أم الحزب الحاكم قال "لا أستطيع أن أقول أيهما أهم فإن ذلك كأنك تسألينني أيهما أهم الشمس أم القمر".
وقال "الحزب يحتاج إلى الأزهر والأزهر يحتاج إلى الحزب وليس هناك تعارض في أن يكون وراء شيخ الأزهر حزب يستفيد منه لتقوية الأزهر" وأضاف" إن من يحاربني مسنود بدعم وبأموال وأنا احتاج لصوت قوي يقول لي تقدم وأنا وراءك" وقال إن المخاوف من حدوث تعارض قد تكون صحيحة إذا ما كان يقدم نفسه كممثل للحزب مؤكدا "الحزب لا يوجهني أو يوجه نشاطي داخليا أو عالميا وإذا شعرت يوما أن الحزب سيقيد رسالتي سأستقيل منه".
وعندما قالت له منى الشاذلي "قد تتعامل مع جمال مبارك على أنه يرأسك أو يأمرك" أكد الإمام الأكبر أن هذا "لم يحدث ولن يحدث". ونفى الطيب أي تدخل من الحزب أو غيره من المسئولين في عمله وقال أنه طوال عمله في دار الإفتاء أو في جامعة الأزهر لم "يرفع احد سماعة التليفون" ليقول له أي شيء. وعن أنشطة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة داخل جامعة الأزهر أكد أن فكر الجماعة لا يتفق مع فكر الأزهر مشددا في الوقت نفسه على أن الأزهر ليس له أجندات سياسية أو حركية.
ودافع الطيب عن سلفه الراحل محمد سيد طنطاوي ووصفه بأنه كان "طيب القلب وبكاء ودمعته قريبة جدا ولم يسع إلى معركة" وأكد أن "المشكلة ليست في الأزهر أو في شيخ الأزهر وإنما في أناس متربصة بالأزهر وجدوا في طنطاوي وطبعه الحار فرصة" وشدد على أنه لا يسعى للمشاكل ولكن إذا فرضت عليه فإنه سيتصدى لها.
الطيب: لن أشارك بمؤتمر تحضره إسرائيل
ودعا شيخ الأزهر الجديد الى مطاردة البرامج الدينية للدعاة الجدد معتبرها خطرا وضارة، لأنها تشوه حقائق الدين الاسلامى مشيرا إلى إنهم يهتمون أكثر للحبكة الفنية بأداء تمثيلي..
فى الوقت نفسه رفض حضور أي مؤتمر يشارك به الإسرائيليين، مؤكدا أنه لن يذهب للقدس والاقصى طالما انهما تحت الاحتلال حتى لا يستفيد من هذه الزيارة الاسرائيليون، لكنه قال إنه ليس لديه أي مانع من لقاء اليهود.
وقال الدكتور الطيب فى لقاء ببرنامج"مصر النهاردة" بالتلفزيون المصرى الأحد ونشره موقع التليفزيون أن الدعاة الجدد وبرامجهم المتشددة ضارة بالمسلمين مؤكدا انهم يؤدون أداءا تمثيليا خاصة حين يبكون أمام الشاشة واكد انه يرفض كلامهم عن الجنة والنار والقبر، وانه ينوى عقد لقاءات لتوعية الشباب.
وأشار إلى أن سبب اتجاه الناس للدعاة الجدد هو الأسلوب التقليدي لدعاة ومشايخ الأزهر، واصفا الشباب اليوم بـ" أكشن "ولا تناسبه هذه الأساليب التقليدية، مؤكدا أن فلسفة التحريم التي انتشرت في المجتمع فلسفة مدعومة من الخارج.
وقال شيخ الأزهر أنه لن يحضر أي مؤتمر يثبت أن به اسرائيل ولكنه لا يجد ضررا فى لقاء اليهود مؤكدا أن الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر السابق أقسم له انه لم يكن يعرف شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلى حين صافحه، مضيفا أنه لن يزور القدس والأقصى في عهد الاحتلال حتى لا تستفيد إسرائيل من الزيارة.
وأكد الطيب أنه لن يمنع النقاب بأسلوب حاد كما فعل الدكتور طنطاوى ولكنه سيعالجه بشكل أكثر هدوءا وبالحوار مع الفتيات مشيرا إلى أن النقاب ليس فرضا وانما هو عادة .
وقال ان دور الأزهر تراجع بسبب انتشار الفلسفة الماركسية التي حاربت الدين لأنه "افيون" الشعوب مشيرا إلى أن أساتذة الأزهر سافروا إلى دول الخليج في السبعينيات وضاعت منهم وسطية الأزهر وتبنوا بعد ذلك اتجاهات سلفية متشددة.
وأضاف الطيب انه ليس ضد خروج طلبة الأزهر في مظاهرات لنصرة الأقصى، ولكن خارج أسوار الجامعة، مؤكدا أنه ضد دخول الأمن للجامعة وضد رفع المصحف في المظاهرات وانه لا يجد ضرورة لانضمامه إلى أي حزب سياسي لأنها حرية شخصية.
شيخ الأزهر الجديد في سطور
ولد الدكتور أحمد محمد أحمد الطيب شيخ الأزهر الجديد في السادس من يناير عام 1946 بقرية القرنة بالاقصر وله ولد وبنت. بحسب صحيفة الوطن الكويتية.
وحصل على الليسانس في العقيدة والفلسفة من جامعة الازهر بمصر عام 1969 والماجستير في العقيدة والفلسفة من جامعة الازهر بمصر عام 1971 والدكتوراة في العقيدة والفلسفة من جامعة الازهر بمصر عام 1977.
عمل معيدا بقسم العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 2/9/1969 ومدرس مساعد العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 5/10/1972 ومدرس العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 24/8/1977 واستاذ مساعد العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 1/9/1982 وأستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الازهر من 6/1/1988 حتى الان.
وانتدب عميدا لكلية الدراسات الاسلامية والعربية للبنين بمحافظة قنا «مصر» اعتبارا من 27/10/1990 حتى 31/8/1991 وانتدب عميدا لكلية الدراسات الاسلامية والعربية بنين بأسوان«مصر» اعتبارا من 15/11/1995 وتجدد انتدابه عميدا لذات الكلية اعتبارا من 9/11/1997 وحتى 3/10/1999 وعين عميدا لكلية اصول الدين بالجامعة الاسلامية العالمية باكستان في العام الدراسي 1999/ 2000م.
وشغل الدكتور أحمد الطيب منصب مفتي جمهورية مصر العربية من 10/3/2002 حتى 27/9/2003 ثم رئيسا لجامعة الازهر من 28/9/2003 الى ان صدر قرار جمهوري بتعيينه اليوم شيخا للأزهر.
ومن مؤلفاته "مباحث العلة والمعلول من كتاب المواقف عرض ودراسة القاهرة 1407 هجرية 1982م وأصول نظرية العلم عند الاشعري «بحث» القاهرة 1407 هجرية 1982 م ومفهوم الحركة بين الفلسفة الاسلامية والفلسفة الماركسية «بحث» القاهرة 1982م ومباحث الوجود والماهية من كتاب المواقف عرض ودراسة القاهرة 1402 هجرية 1982 م ومدخل لدراسة المنطق القديم-القاهرة 1407 هجرية 1987 م وبحوث في الثقافة الاسلامية بالاشتراك مع آخرين -جامعة قطر-الدوحة 1414 هجرية -1993 م وتعليق على قسم الالهيات من كتاب تهذيب الكلام للتفتازاني - القاهرة 1997 م والجانب النقدي في فلسفة ابي البركات البغدادي دار الشروق-القاهرة 1425 هجرية -2004 م.
ومن المهام الاخرى التي شغلها: رئيس اللجنة الدينية باتحاد الاذاعة والتلفزيون وعضو مجلس أمناء اتحاد الاذاعة والتلفزيون وعضو مجمع البحوث الاسلامية وعضو المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية وعضو الجمعية الفلسفية المصرية.