حوار مع المجددة إيثار الكتاتنى
صحفية وإعلامية مصرية. رغم عمرها الصحفى القصير إلا أنها كانت أول مصرية تفوز بجائزة السى إن إن كأفضل صحفية فى قارة أفريقيا عن موضوع التجارة فى الإسلام. هذا بالإضافة لجوائز أخرى كثيرة داخل وخارج مصر .
بدأت إيثار الدراسة فى الجامعة الأمريكية فى سن الخامسة عشر وحالياً تحضّر رسالة ماجستير إدارة أعمال بالإضافة لماجستير آخر فى التلفزيون والصحافة الرقمية.
تسافر إيثار للعديد من الدول لحضور مؤتمرات دولية تشجع الحوار بين مختلف الأديان والثقافات, وتعاملت عن قرب مع عدد من الدعاة مثل عمرو خالد والشيخ حمزة ويوسف فى برامج تنمية وتطوير ذات فى انجلترا والسعودية واليمن حيث قضت أربعين يوم وليلة فى برنامج إيمانى صممه الحبيب على الجفرى ومذكراتها عن هذه الرحلة ستكون أول كتاب يصدر لإيثار فى أنجلترا فى يناير 2010.
تعمل إيثار حالياً كصحفية فى مجلة : إيجبت توداى, المجلة الرائدة فى مجال الشئون الداخلية فى الشرق الأوسط, كما تساهم بشكل كبير فى موقع: Muslimah Media Watch الذى يتعامل مع مشكلة التمثيل السلبى للمرأة المسلمة فى الثقافة والإعلام الغربى .
وأخيراً, فى مجال العمل التطوعى, تشارك إيثار بفاعلية كبيرة فى عدد من الجمعيات الخيرية التى تعنى بقضايا الأيتام والأسر الفقيرة ودور المسنين.
1- متى تعتبرى نفسك حققتى نجاح؟
حين اجتهد فى عمل وأرى نتائجه المتمثلة فى إنجاز يتحقق أو تغيير إيجابى كنت سبب فيه سواء فى شكل مشروع أو تغيير فى أشخاص.
2- كيف تصفى نفسك فى جملة واحدة؟
أعيش, أحب, أتعلم وأترك أثر.
أحاول دائماً أن أكون الأفضل. تدفعنى رغبة قلبية خالصة ألا أترك هذا العالم بنفس الشكل الذى استقبلنى به. أحاول أن أحقق أى قدر من التغيير والتأثير مهما كان بسيطاً. أحيا بشعار: إن لم تزد شيئاً على الحياة, كنت أنت زائداً عليها.
3- من هو مثلك الأعلى؟ لماذا؟
كل الناس أجعلهم مُثُل عُليا, لأن هناك شيئاً مميزاً فى كل شخص. ولكن أحياناً أحاول أن أكون صبورة كوالدتى وحازمة كأبى وملتزمة كمدرسى ومبتسمة كصديقتى. أحاول أن أتعلم من كل انسان الشئ العظيم الذى اختصه الله به.
4- أهم موقف فى حياتك كلها؟
حين كنت فى الجامعة وأنا فى السادسة عشر من عمرى, اشتركت فى نادى اجتماعى اسمه: Hand In Hand. (يد مع يد). أنشطة هذا النادى تطوعية كانت تشمل زيارة دور مسنين. الخبرة التى اكتسبتها من زيارة هؤلاء الرجال والنساء الذين لا يريدون أى شئ من الحياة سوى ألا يكونوا عبئ على الآخرين. هذه الخبرة من أهم ما علّمتنى الحياة.
فغداً, لو امتد بنا العُمر وكبرنا فى السن سنحتاج نفس الرحمة والحق فى السعادة الذى نطالب به لأنفسنا اليوم.
والحمد لله تمكنت فى ذلك الوقت من العثور على رعاة تكفلوا بإرسال عشرة من رواد دور المسنين التى كنت أزورها إلى عُمرة لبيت الله الحرام.
ووالله أشعر دائماً أن الدعاء الذى أحصل عليه من هؤلاء الرجال والنساء هو الوقود الذى يبارك فى حياتى حتى اليوم.
وأنا مازلت أتحدث معهم وأزورهم, ودائماً يخبرونى أنهم يدعون لى طول الوقت, وهذا الموقف فى حياتى يثبت لى أن كل عمل تقوم به مهما كان بسيط قد يكون سبباً فى تغيير حياة الآخرين بالرغم من أن مجهود هذا العمل قد انتهى بالنسبة لك, إلا أن الآخرين لن ينسوه أبداً وهذا بالنسبة لى هو أكبر نجاح.
5- كيف تتعاملين مع التحديات الشخصية وفى مجال العمل؟
بالصبر وتصديق أن كل تحدى هو امتحان من الله.
بالدعاء والأخذ بالأسباب.
بالتفكير فى كل الوسائل التى من الممكن استخدامها للتعامل مع هذا التحدى.
بالاستماع لنصيحة.
بوضع هدف وببدء خطة العمل فوراً.
6- ما أهم الصفات المطلوبة للنجاح فى الحياة فى رأيك؟
الإيمان, التخطيط, الإصرار, الالتزام, وضع الأهداف واليقظة السريعة فى حالة الإخفاق.
7- ما الأكثر أهمية, النجاح فى الجامعة والتفوق فيها أم تحقيق النجاح فى الحياة
العملية؟ وهل هناك تعارض بين الاثنين؟
منذ كنت صغيرة وأنا أعتقد أن كونى الأفضل من الناحية الاكاديمية هو أهم شئ فى العالم. ولكن العلم الأكاديمي وحده لا يكفى. من الرائع تحقيق النجاح فى الفصول الدراسية ولكن بدون تحقيق النجاح فى الفصول الحياتية - التعامل مع الناس, التفاوض, الإقناع وهكذا...بدون هذه المهارات لا يمكن أن تكون ناجحاً فى حياتك.
ولأن الحياة مرتبطة بالناس الذين يعيشون معك ومن حولك, فأنت لا تستطيع أن تحقق نجاحاً وحدك.
لقد كنت أذكى تلميذة فى الفصل, ولكنى كنت أيضاً الأكثر خجلاً على الإطلاق. لم أكن أتفاعل مع الناس أو أشارك فى أى أنشطة.
فقط فى الجامعة حين شاركت فى مؤتمرات ونوادى اجتماعية وجريدة الجامعة بدأت أنضج بشكل حقيقى. بدأت أتعلم وأشارك فى مجتمعى الذى أعيش فيه.
النجاح الأكاديمى مهم ولكن لا يجب أن يكون هو الهدف. النجاح فى العمل والاستمتاع بالحياة وبالصداقات مع الآخرين أهم فى رأيي.
8- كيف ترين نفسك بعد خمس سنوات من الآن؟
الإعلام هو مجالى وهو أقوى أداة اليوم يمكن استخدامها لتغيير المفاهيم المغلوطة حول الإسلام والعرب. أتمنى أن أحقق المزيد فى هذا المجال وفى نفس الوقت يكون لى دور فى تغيير الصورة المأخوذة عن المسلمين.
أتمنى بعد خمس سنوات من اليوم أن أكون قد سافرت كثيراً لأتحدث مع الناس حول الإسلام. مؤخراً, كنت فى محادثة مع صحفى فى أكبر جريدة أنجليزية. نظر لى الرجل وقال لى:” أعلم أن تؤمنين بوجود رب. وأنا أقول لكِ أنه سيسألك: ماذا فعلتى بالمنح التى ميزك بها عن بقية الخلق؟ اللغة والقدرة على التفاهم والتواصل مع الآخرين. على عاتقك مسئولية السفر عبر العالم وتعريف غير المسلمين عن الإسلام الصحيح”.
فاجئنى هذا الكلام ووصل لأعماقى ومازلت أفكر عن أفضل الطرق التى يمكننى بها تحويل هذا الكلام لواقع وحقيقة.
كما أتمنى بمشيئة الله فى غضون خمس سنوات أن أكون زوجة وأم.
9- ما الذى تستفيديه من خلال المشاركة فى الموسم الأول من مجددون؟
أشارك فى هذا البرنامج بنية تحفيز الشباب والفتيات للنهوض والعمل. أنا لست انسانة عظيمة. أنا مجرد فتاة عادية ولكن أحلامى كبيرة. بالنسبة لى, جائزة البرنامج شئ ثانوى. أريد أن أقابل أشخاصاً مدهشين يلهمونى للعمل بشكل أكثر جدية. أريد أن أتعلم مهارات جديدة وأكتشف الحد الأقصى لما أستطيع القيام به.
وكما قال الإمام الحدّاد:
نويت التعلم والتعليم٬ والتذكر والتذكير, النفع والإنتفاع, الإفادة والاستفادة, والحث على التمسك بكتاب الله٬ وسنة رسوله٬ والدعاء الى الهدى والدلالة على الخير , وابتغاء وجه الله ومرضاته وقربه وثوابه سبحانه وتعالى.
10- كيف تقضين وقت فراغك؟
أنا دودة قراءة حقيقية. أقرأ على الأقل كتابين فى الأسبوع. بالإضافة إلى أنى أحب الذهاب للسينما.
11- ما هى كتبك المفضلة؟
أقرأ كل ما يقع تحت يدى, بداية من مجلات أخى الأصغر المصورة إلى كتب التاريخ السميكة إلى السير الذاتية إلى روايات الخيال العلمى حتى لو كانت سخيفة.
12- هل هناك برامج/ أفلام/ مسلسلات تحب مشاهدتها؟
نعم...مسلسلات:
greys anatomy, heroes, house, X factor
13- هل تواجهين كفتاة تحديات أكثر من تلك التى يواجهها الرجال لتحقيق النجاح فى
المجتمع؟
أود أن استبدال كلمة تحديات أكثر بتحديات مختلفة عن تلك التى يواجهها الرجال. فأكبر صعوبة هى صعوبة داخلية: نحن نسلم دائماً برسالة أن البنات يجب أن يعملن أكثر من الرجال لإثبات أنفسهن, بينما فى الحقيقة نحن لا نحتاج لإثبات أنفسنا ووجودنا على الإطلاق' لو اشتغلت بجدية ستنجح. هكذا بكل بساطة بغض النظر عن كونِك امرأة أم رجل.
14- هل تعتقدين أنه يمكنك تحقيق النجاح فى الحياة طوال الوقت؟ حتى بعد الزواج
وإنجاب الأبناء؟ كيف؟
أؤمن أن تحقيق النجاح فى الحياة الزوجية ومع الأبناء واحد من أهم النجاحات على الإطلاق. السؤال يبدو كما لو أنه يحدد أن الزواج والأبناء حواجز أو تحديات تمنع النجاح , بينما فى الحقيقة أنى لو نجحت فى بناء أسرة ناجحة فسأكون قد حققت نجاحاً عظيماً.
بالإضافة إلى أن النجاح لا يجب أن يكون فى شئ شديد الضخامة. كل شئ بسيط تقوم به بإتقان يعتبر نجاحاً فى حد ذاته. أؤمن أن مفتاح البقاء ناجحاً فى كل مجالات حياتك هو ترتيب الأولويات وحسن إدارة وقتك.
لن يمكنك أبداً أن تؤدى كل المهام فى وقت واحد. وفى مراحل معينة من حياتك ستتغير ترتيب أولوياتك. لا تدع العمل يمنعك من إعطاء وقت لنفسك. وإن شاء الله, لو اشتغلت بجدية كافية على هذه المبادئ, فسأتمكن من تحقيق التوازن فى جميع شئون حياتى.
15- كيف يواجه الشباب العربى الإحباط؟
الإحباط مشكلة كبيرة تواجه العديد من الشباب. وهى مشكلة حزينة وخاصة حين يستسلم الشاب للإحباط. بالاعتماد على شخصية الشاب أو الفتاة, طريقة التربية والبيئة المحيطة. فالشباب يتعامل مع الإحباط اعتماداً على شخصيته وطريقة تربيته والبيئة المحيطة. أحياناً يواجهه بالتطرف كإدمان المخدرات والكحول أو بطريقة الهروب إما بشكل رمزى: البطالة وعدم القيام بأى عمل سوى مشاهدة التلفاز والتسكع فى الشوارع. أو بشكل حقيقى عن طريق ترك أوطانهم.
مشكلة كبيرة تؤدى إلى هذا الإحباط وهى النماذج التى يتطلع لها الشباب هذه الأيام, والمأخوذة من الأفلام التى تخدعهم للاعتقاد بأنهم يستحقوا حياة كاملة رائعة بدون القيام بأى عمل شاق أيا كان. وحتى لو كان الشاب يعمل أو يتزوج وينجب أطفال ويعيش حياة عمل وإنتاج, فهو يقارن حياته بحيوات الآخرين الغير واقعية فيجد الفارق الكبير ليس لصالحه فيصاب بالإحباط.
وأخيراً, أعتقد أن أفضل طريقة لمواجهة هذا الإحباط هو عدم الاستهانة بأى عمل نقوم به مهما كان صغيراً.ليس معنى أنك لا تستطيع اليوم أن تحقق أحلامك الضخمة الكبيرة أنك لا تستطيع تحقيق أى أحلام. الحلم الصغير يظل حلماً. قم بتحقيقه وتحلى بالإيمان وإن شاء الله ستتمكن من تحقيق أحلامك الكبيرة.
16- هل تؤمنين بمفهوم النهضة؟ وماذا تعنى كلمة نهضة؟
بالطبع أؤمن به. اعتماداً على التوقيت والمكان, النهضة قد تأخذ أشكالاً متعددة. من الممكن أن تكون نهضة روحية أو فنية أو علمية أو تعليمية وهكذا. كل شئ فى حياتنا يمكننا أن نحوله للأفضل. أنا يمكننى ذلك وأنت يمكنك ذلك.
فى المنطقة التى نشغلها من العالم الآن, نحتاج كل ما تشمله كلمة نهضة من جوانب فى الحياة ولكن أهم نهضة نحتاجها فى هذه اللحظة تماماً هى أن ننهض بشكل حرفى' نقوم ونفعل شيئاً. نتوقف عن كوننا عبئ على العالم. مستهلكين ولسنا منتجين. يمكننا أن نفعل ذلك فى أى مجال نختاره. العديد من الأمور تحتاج للإصلاح والتطوير أو التجديد بشكل عام.
وحل مسألة النهضة فى أيدينا نحن الشباب. هذا لو توافرت لنا الرغبة للنهض ونفعل شيئاً.