| وجع الذكرى | |
|
+3احمد سعد سامح المصرى ابو ريم محذوف 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محذوف
النوع : العمر : 36 الدولــة : تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: وجع الذكرى الثلاثاء فبراير 09, 2010 9:11 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
عجوز..مكتئبه..منطويه..تعيش بمفردها..لا تتحدث مع احد ولا يزورها احد ولا تخرج من بيتها الا نادرا
تللك هى الاقوال التى يرددها الجيران وسكان المنطقه المجاوره عن هدى
السيده المسنه التى قاربت السبعين من عمرها وتعيش بمفردها وحيده فى منزل عائلتها
لم تتزوج ولم يبقى احد من اهلها معها سوى اخ وحيد اصغر منها تزوج ونادته الغربه وابتلعته ايامها فى بلد اوربى بعيد وبارد
هدى السيده التى كانت فيما مضى شابه جميله مرغوبه تملأ الدنيا ضحكا وفرحا
جسدها النحيل الهزيل تملأه امراض الدنيا كلها
هدى لا تخرج من منزلها الا فيما ندر..وتعتمد على حارس العقار فى تلبيه احتياجتها البسيطه للغايه
وتعيش مع الذكريات الحلوه والمره يعتقد البعض ان الذكرى صوره باهته صامته وجامده لا تتحرك الا عندها
فالذكريات بشر احياء متحركون ومتكلمون فهى تضحك معهم وتسامرهم وتتكلم وتتغنى حتى شاع عنها الجنون او انها مصابه بامراض الشيخوخه التى لا ترحم
هدى تحادث نور عينها امها جزء من روحها لا تؤمن ابدا او تصدق ان امها تركتها وحيده ورحلت تركتها وهى عانس حزينه بعد ان كان حضنها هو الامان والملاذ
لذلك هدى تعيش مع امها ولا تؤمن بفكره الرحيل
كذللك تعيش مع ابيها فالبرغم من صرامته الا انه كان ظهرا قويا تستند عليه ولم يبخل عليها بشىْ
هدى تعيش مع الذكريات الحيه فانها تنادى امها وتراها وتكلم ابيها وتعيش معه وتحادث خالاتها تليفونيا
تتذكر صديقتها من ايام الدراسه
تلك الايام البعيده التى مر عليها عشرات السنون لكن ذكرياتها ما تزال حيه
كان لها صديقه مقربه تزوجت وكانت هدى بجانبها ليله عرسها وسافرت الصديقه مع الزوج لبلاد بعيده بحثا عن لقمه العيش
ظل الاتصال بينهما قويا فى اول سنوات غربتها لكن دوااامه الدنيا تاخذ الناس فاخذ يقل تدريجيا الى ان انقطع تماما
راتها هدى ذات يوم ويبدو وكأنها فى اجازه فى شارع مزدحم وهدى قد احنى المرض ظهرها وظهرت علامات الشيب عليها وهد المرض جسدها تمشى متكأه على العصا رات صديقتها وحولها زوجها وشاب يافع يبدو انه ابنهما
توارت هدى من عين صديقتها كى لا تلمحها وهى عجوز
فماذا سوف تقول ان سالتها عن حالها وعن اولادها؟؟؟ فهى عانس لم تتزوج ولم تنجب.......
هدى تستمع صوت جدتها فى حكايات الطفوله البعيده وتشم رائحه البحر وامواجه حينما كانت صغيره وشابه وسط اهلها وعائلتها
ياتى اخوها بصحبه زوجته كل عام لمده شهر فى زياره ثم سرعان ما تنقضى الايام ويعود لعمله
زوجته امرأه لا تحبها وتعنفها دائما
فهدى دائما تتحدث مع نفسها فهى مجنونه... وهدى دائما ترتعش فتكسر الاطباق...
وهدى دائما تبكى وتضحك وحدها بلا سبب...
كان يوما صعبا بل ايام صعبه حينما تزوج وارتبط اخيها الرجل وهو الاصغر منها وهى وحدها باقيه عانس كما هى بلا زوج ولا حبيب
كانت مثار حديث مع خالتها وبناتها الصغار
ولكنهم اصبحوا يخشونها ويخشون عينها ""ان تحسدهم"" بعدما تزوجن ايضا وهى لا
جاء اخيها فى زياره فى شهر شباط "فبراير"البارد
شعرت هدى ان هذه ليلتها فانها ترى امها تعد العده لرحله غدا.... فالذكريات تؤلمها ولا تتركها
وتسمع صوت صديقتها تحادثها هاتفيا
قالت لاخيها بصوت مبحوح"اريد الذهاب للبحر""
رد متعجبا""نحن فى عز الشتاء يا هدى..اى بحر تودين الذهاب له؟؟؟؟""
كررت القول وكأنها لا تسمع
""اريد الذهاب للبحر""
مل منها فرد ""غدا اخذك للبحر""
قامت بخطوتها الثقيله تستند للحائط وزوجته تتبعها بنظرها وكأنها تتمنى سقوط هذا الجسد الهزيل لتتخلص منها على الرغم من انها لا ترها سوى بضعه ايام كل عام وترحل
انتصف الليل ومرت بعده ساعه
سمعت صوت ضحك منبعث من حجره اخيها وزوجته
فهى لا تعرف معنى الزوج ولا معنى ان تكون زوجه...هدى المسكينه
مشت ببطء الى ان وصلت للصاله وادرات مزلاج الباب البارد وخرجت
ركبت المصعد بهدوء ونزلت لفحتها بروده اليل القارص ليل فبراير البارد وفى مدينه ساحليه
كان المطر يتساقط بغزاره والشوارع خاليه من الماره
انتظرت نصف الساعه الى ان توقفت امامها سياره اجره ركبت بصعوبه وقالت بنفس الصوت""اريد الذهاب للبحر""
نظر السائق متعجبا ترى من تكون تلك العجوز المخبوله التى تذهب للبحر فى عز ليالى الشتاء والبرد لكنه ادار سيارته وانطلق فهو سائق واعتاد ان يشاهد اشكال واشكال من البشر
توقف عند رصيف البحر بعد دقائق واستدار قائلا لها""هذا هو الكورنيش يا حاجه اين تريدى الذهاب ربنا يخليليك ولادك عايز اروح الدنيا ليل والبرد""
يا مجنون اى اولاد انا عاااااااااااااااااااااااااااااانس وعجووووووووووووز""صوت فى اعماق نفسها يهزها"
وجهها المكرمش والمتعب نظر له نظره قصيره وفتحت حافظه النقود التى اعطتها لها امها منذ زمن واعطت للسائق حقه ونزلت بصعوبه
لا بوجد انسان على الشاطىء ولا الرصيف المجاور للبحر سيارات قليله تمر مسرعه على الطريق وتخلف ورائها الماء على ملابس هدى وقدميها ووجهها
فندق بعيد على الرصيف الجاور نوره مرتعش وابوابه مغلقه وثمه نادل بداخله من خلف الزجاج يضع مشروب ساخن على طاوله
والهواء البارد يلفحها بقوه
وصلت لرصيف البحر بصعوبه
كان منظر الامواج العاليه وسودا البحر مرعبا لاى عاقل الا انه اسعد هدى فقد تذكرت نفسها وهى تعوم فيه شابه جميله
وامها معاها
على البعد اشتمت هدى رائحه جدتها بقوه..شعرت ان عنفوان وقوه الشباب يرتد لها
فصعدت السور متكئه على يديها الواهنه وفتحت ذراعيها لامها الاتيه من بعيد
اختل توازنها وسقطت فى الماء البارد
وجرفتها الامواج العاتيه بعيدا بعيدا بعيدا بعيدا | |
|
| |
سامح المصرى ابو ريم عضو مميز
النوع : العمر : 41 Localisation : مصر الدولــة : تاريخ التسجيل : 06/07/2008
| موضوع: رد: وجع الذكرى الثلاثاء فبراير 09, 2010 10:55 pm | |
| اشكرك يا استاذة مريم على هذة القصة الجميلة الحزينة فى أخرها تقبلى مرورى | |
|
| |
احمد سعد كاتب مميز
النوع : العمر : 46 الدولــة : تاريخ التسجيل : 25/11/2009
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 12:34 am | |
| عندما تُسرد علينا قصة فلننظر إلى أولها و ليس أخرها فالهدف دائما من القصة معرفة كيف تسببت الالآم والمعاناة فى نهاية مؤلمة كى نتجنب النهاية علينا أدراك البداية فمن القصص نتخذ العبرة ونتذكر العظة وياليتنا نعتبر أو نتعظ فكم من الذكريات المترسبة فى عقولنا ولكننا لا نستدعيها عند تكرار أخطائنا أستاذتى الفاضلة / مريم خالص الشكر لحضرتك على مواضيعك جملة وعلى هذا الموضوع خاصة وخالص تحياتى لشخصك المحترم. | |
|
| |
محذوف
النوع : العمر : 36 الدولــة : تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 12:37 am | |
| استاذنا وشاعرنا الكبير سامح الغالى الف الف الف شكر لمرورك الغالى وتعليقك الجميل
استاذنا الكبير احمد سعد الف الف شكر لمرورك الجميل وتعليقك | |
|
| |
أبو أسامة كاتب مميز
النوع : العمر : 59 Localisation : صحافي الدولــة : تاريخ التسجيل : 26/02/2008
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 2:07 am | |
| شكرا جزيلا للفاضلة مريم على تلك القصة الواقعية الحزينه
واقعية نعم لأننا نراها أمامنا وفي حياتنا ولكن إكمالا للقصة فلقد نالت زوجة أخيها القاسية عليها مصيرا شبيها بمصيرها إذ توفيت في حادث سير مؤلم بعد أقل من سنة واحدة على رحيل بطلت قصتنا فكما تدين تدان أحييكي على أسلوبك القصصي الممتع وإلى الأمام على الدوام | |
|
| |
امنية احمد
النوع : العمر : 28 Localisation : القاهرة الدولــة : تاريخ التسجيل : 07/11/2009
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 2:37 am | |
| قصة حزينة اوى يا مريم بس جميلة جدا لماذا دائما النهاية تكون سوداااء ومؤلمة؟؟؟ | |
|
| |
محذوف
النوع : العمر : 36 الدولــة : تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 2:50 am | |
| استاذ ابو اسامه اشكرك جدا على مرورك الكريم الذى عطر التوبيك
الغاليه امنيه احمد مرسى على مرورك واجابه السؤال مش عارفه ليه يا امنيه دايما النهايات تكون حزينه | |
|
| |
طلعت الحداد كاتب مميز
النوع : العمر : 61 Localisation : مصر تاريخ التسجيل : 01/12/2008
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 3:11 am | |
| بجد قصة رائعة يا مريم مواضيعك كلها دافئة وذات معانى ودلالات عميقة شكرا يا مريم على الإبداع ولو منقول فمن يتذوق الجمال كمن يصنعه | |
|
| |
آيات السيد مؤسس وإدارة الموقع
النوع : العمر : 30 الدولــة : تاريخ التسجيل : 16/06/2007
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 12:49 pm | |
| قصة جميلة ومؤثرة جدا وواقعية شكرا مريم فاروق | |
|
| |
محذوف
النوع : العمر : 36 الدولــة : تاريخ التسجيل : 21/11/2009
| موضوع: رد: وجع الذكرى الأربعاء فبراير 10, 2010 1:40 pm | |
| اشكر الجميع
لكن ليست منقوله واشكر ايات على المرور الكريم | |
|
| |
| وجع الذكرى | |
|