منى و د . على الدين هلال والقهر بالطوارىء
كتبت : نعم الباز
كان الأسبوع الماضى هو أسبوع تمديد الطوارئ، وأتعجب للغاضبين الذين رفعوا راية العصيان بكل أنواعه!! أتعجب لماذا رفعوها، هل كانوا ينتظرون تراجعاً من الدولة؟ هل كانوا ينتظرون تغييراً بعد أن أعلن السيد الرئيس أن هناك فرقاً بين التغيير والفوضى، والفوضى يلزمها طوارئ، والطوارئ فى المجلس.. هل كان منتظراً من الدولة أن تلغى قانون الطوارئ الذى تعودنا عليه كطفل مدلل يعيش بيننا؟ لقد عودتنا الدولة على (الضرب بالقوانين) وهو اسم الدلع للصرم!! حتى إننى شخصياً لم أتوقع أى تغيير حتى لو كان طفيفاً أو بطريقة قوانين دواخينى يا لمونة أو الإلغاء عن طريق المخدرات أو حتى عن طريق الدائرى!!
لكن فى الواقع كان مهما أن تنبرى الفضائيات وتساهم فى علامات تعجب وحوارات ساخنة حتى تنتهى زفة الطوارئ وتجىء زفة أخرى تلهى الناس عن الغلاء الذى أوصل (ساندويتش الفول - أكل الغلابة) إلى جنيه وربع للنص رغيف البلدى والذى تشتريه المطاعم من الفرن الحكومى - الفرن أبوشلن - وبالرشوة لكى يختاروا لهم أعظم الأرغفة شأناً.. منذ أسبوع كان ساندويتش الفول بخمسة وسبعين قرشاً واضربوها فى خمسة للذين يأكلون نص بطن بعدد الأسرة المنتظمة فى تنظيم الأسرة يصل المجموع إلى أقل من دولار وهو دخل المصريين الغلابة فى اليوم بدراسات البنك الدولى.
انبرت الفضائيات تلهى الناس بمناقشة عودة (الندل) الشهير بالطوارئ وكان من الممكن أن ينزلوا إلى الشارع ويناقشوا الطعمياية أم جنيه التى أفردنا لها مقالاً من قبل وصولاً لساندويتش الفول أبو جنيه وربع، ولكن منى الشاذلى فى برنامجها الذى يلاحق البلاوى ساعة بساعة آثر أن يستضيف هلالاً من أهم أهلّة الحزب الوطنى الذى يتوارى خلفه قمر الزمان وعز الزمان الوطنى.. استضافت الأستاذ الدكتور علىّ الدين هلال - وهو صديق عمر عزيز - وخلاف الرأى لا يفسد للود قضية.
استضافت هلالاً يضىء ساحة الوطنى ويجد القانون طيعاً والسياسة مليئة بالمداخل عن أى تجاوزات للوطنى، وهو أصلاً تجاوز فى رحاب المحروسة.
استضافته وهى محاورة فذة شديدة المقدرة على المراوغة.. لكن على مين؟ هذا الجهبذ السياسى لم يختره الحزب - رغم غباء تصرفات الحزب - من فراغ فقد تحول الأستاذ الجامعى الدارس والممارس للسياسة إلى أهم المدافعين عن أى خروج على النص للوطنى!!
احتارت منى تيجى له من هنا ييجى لها من هنا دفاعاً بمقدرة قانونية وسياسية عن الطوارئ.
كنت سعيدة بالصديقة حسن شاه التى نبهتنى للمتابعة لأرى مباراة فى الذكاء بين اثنين كل منهما يريد الفوز برضاء الجمهور وإقناعه، فكانت مباراة حامية.
لكن استطاع الدكتور على الدين هلال أن يقهرها بالطوارئ رغم الألمعية والذكاء والمقدرة على سحب السجادة لمنى، ولكن على مين؟ لقد ازدان الوطنى بهذا الكادر السياسى العظيم صاحب التاريخ المضىء فى حب مصر الذى استقطته فى جب الحزب واستطعت أن أتأكد من ذكاء قمة الحزب على الاحتفاظ بالهلال رغم كراهية واستفزاز الناس بإحدى قممه وعزه الدائم.
كنت على الجانب الآخر مع تليفزيون الدولة (مصر النهارده) يحاور فرصة النظام السعيدة فى رجل بارع فى اصطياد نصوص القانون أستاذاً ودارساً تلك النصوص التى تحيط عودة الطوارئ بكل الإجلال والاحترام والأهمية.. شهاب من شهب الجامعة المصرية وتلميذ لأستاذ الأساتذة الدكتور فؤاد رياض. استطاع برنامج (مصر النهارده) أن يزدان بالدكتور مفيد شهاب ذلك الرجل الذى أعجبت بالحزب الوطنى مرة واحدة ولم يسقط إعجابى عند اختيار هذا القانونى الفذ.
هنيئاً للحزب الوطنى بأعظم من فيه من رجال عدا أمينه العام السيد صفوت الشريف.. هنيئاً له بالدكتورين العظيمين مفيد شهاب وعلىّ الدين هلال، وهنيئاً لى لأننى لم أفقد الصديقين رغم التزامهما بالدفاع عن الطوارئ التزاماً بحزب المحبة الشهير بـ«الوطنى». هنيئاً لى بالمقدرة على الاحتفاظ بهما لآخر العمر إن شاء الله وهنيئاً للحزب بهما
المصدر : جريده المصرى اليوم