أصبح توفيق الحكيم وحيدا في داره بعد رحيل زوجته وإبنه عن الحياه كاد الفراغ والوحدة تقتلانه في حياته , حتى وجد تلك اللوحة على جدار بيته معلقة ومكتوب عليها (يارب )تمنى أن يتحاور مع الذات الإلهية وطمع في ذلك وتسائل هل أنت ياربي فوق القانون ؟ بل إنك الحريص عليه لأنك خالق القانون كله , إدعى ان المعجزة حدثت وأتاه الدليل من ال...بارئ على السماح بإجراء ذلك الحوار ,نزع الكلفة , وكتب حديث إلي الله
وتحدث عن نسبية الأديان وان لكل أرض وزمان دين معين واعطى للعلماء كافة صك دخول الجنة بلا أي اشتراط كنطق الشهادة أو الإيمان برسله فقط لطالما هم مؤمنون بوجوده
إهتزت الأرض تحت الحكيم وثارت الدنيا عليه وإتحد العلماء وهاجموه وإنتقدوه أبرزهم الشعر...اوي وبنت الشاطئ والمسير واحمد عمر هاشم والتلمساني
الكل إتفق على انه تجاوز الخطوط الحمراء وتكلم ذلك الكلام غير المباح فلا يحق لعبد أن يتجرأ ويزعم ذلك الحوار مع رب الكون كله ويتعدى على الذات الإلهية وينزع الكلفة ويناقشه بذلك الإسلوب وكيفية إعطائه صكوك دخول الجنة لغير المؤمنين وإن الإسلام ليس هو الدين الوحيد مستشهدين بالقرأن والسنة النبوية
ولكن واحدا فقط هو الذي إرتقي أعلى الدرجات العليا في الفلسفة ليرد عليه بنفس منطقه العلمي وبالدليل القطعي وكان إمام الدعاة الشعراوي فكان رده
بدأه بعدم إيجازة لفظ حديث مع الله لانه يعني بالندية والمساواه بين عبد وربه
ثم تساؤل لم يخبرنا الحكيم كيف تحاور مع الله هل عن طريق ملاك أم رسول ؟؟؟؟ ولكنه هو الذي يجيب نيابة عن الذات الإلهية إذن هو قيد مرادات الله بمرادات الحكيم أي أن ما يريد أن يقوله الحكيم سيقوله الله على لسان الحكيم وما لا يريد أن يقوله الحكيم لن يقوله الله على لسان الحكيم فجعل مراداته محدودوه تخضع لفكر مخلوق ضعيف بعد أن كانت غير محدودة من الخالق نفسه
كما أن الكلمة عند الله غير محدودة وعند العبد محدودة وخاضعة لحدود حددها الله فلا يجوز أن ينتقل اللا محدود الي المحدود
كان الحكيم يتوقع رد فعل ما ولكنه لم يتوقع أن تزلزل الأرض من تحت أقدامه فكان اول ما فعله غير حديث مع الله إلي حديث إلي الله
ووصف ما كتبه وما قاله بأن ذلك ما هو إلا مناجاه العبد لربه, الحبيب لحبيبه من باب الطمع في العفو والرحمة والمغفرة وأنه مسلم بدين الرحمة والمغفرة بعد الشهادة ردا على محاولات تكفيره ونقح ما كتبه ونزع منها ما فيه إسائه أدب مع الذات الإلهية ونزع للكلفة والستار بين العبد والرب والاحاديث الضعيفة التي إستند إليه وان العلماء فهوه خطأ ولكنه إحترمهم كلهم وإحترم فكرهم وتراجع بعض الشئ عما كتبه رغم تأكيده صدق نواياه
رغم كل ذلك في نهاية حياته كان الشيخ الشعراوي يداوم على زيارته في مرض الموت لم يطلق عليه كافرا ولا خارجا عن الملة ولم يبيح دمه
عندما زاره الشعراوي لميكن يفتح معه أبدا ذلك الحوار في أشرس المعارك الفكرية التي شهدتها حقبة الثمانينات لإنها كانت قضية وإنتهت
كتبه / عمرو علي