سكينة فؤاد تكتب : سهرة مع جمال عبدالناصر ..

سكينة فؤاد تكتب : سهرة مع جمال عبدالناصر ..

الاربعاء 29 سبتمبر 2010

قدمت مني الشاذلي مع أصغر أبناء عبدالناصر حواراً تمنيت أن يبحر أعمق وأقرب من الإنسان في القائد.. وكان أخطر وأهم ما عرضته السهرة الفيلم التسجيلي الذي أعده محمد ناصر ملخصاً أهم الأحداث في هذه المرحلة من تاريخ مصر، مجسداً الهيبة والمكانة والعزة والكرامة، مجدداً ذكريات الانتصارات والانكسارات والخطر الذي مثله جمال عبدالناصر للاستعمار القديم والحديث، والأمل الذي مثله للشعوب، وقدم مقاطع نادرة من أشهر خطاباته السياسية الكاشفة عن رؤاه الوطنية والاجتماعية، كان صادقاً في أن الشعب القادم هو من قلبه ومن بسطائه، وأن الطبقة الوسطي والفقراء هم بوصلته الحقيقية لم يكونوا قد تحولوا إلي شعارات للاتجار، كما أصبحوا الآن! ولكن وبقدر ما آمن وانتمي للملايين من الشعب لم يستطع أن يدخلهم شركاء حقيقيين في صلب بناء ديمقراطي ودرع الأمان والاستقواء والحماية من القوي العالمية والمحلية، التي تكالبت عليه لتضع نهاية للخطر الذي أصبح ببلده وبحجم وتاريخ بلده يمثله عربياً وأفريقياً وفي العالم الثالث وإقليمياً وبالتحديد لإسرائيل.. كان يجب الخلاص من جمال عبدالناصر ليكتمل ويحكم ويدير المنطقة المشروع الصهيوني «ليست القضية تحرير سيناء فقط إنما أن نكون أو لا نكون»، كان واضحاً أنه يُجَدِّف وسط أنواء وعواصف ومؤامرات دولية وإقليمية ومحلية.. كلها تبحث عن ثغرات تنفذ منها ليسقط وتسقط مصر معه.. كارثة مؤسسة الفرد مهما كان قادراً ومحبوباً وساعياً إلي العدالة.. تنبه جمال عبدالناصر إلي مخاطر مؤسسة الفرد مؤخراً وبعد فوات الأوان ولخصها في خطاب في نهاية الفيلم التسجيلي «الفرد زائل .. الأمة باقية»، ولكن يجب تمكين الشعوب لتبقي وتقوي وتمتنع عن أن يتوارثها الاستبداد ومواصلة توريثها وتسليمها تسليم مفتاح.

في حوار مع الأستاذ توفيق الحكيم ـ وكانت كتبه كثيرة ـ وعودة الروح بالتحديد من الأمهات التي تعلم عليها عبدالناصر ـ سألت كاتبنا الكبير: لماذا وغيره من أمناء مصر ومفكريها ومثقفيها لم يقتربوا في الأوقات الحرجة ليقدموا بفكرهم أطواق نجاة وتنبيهاً وتصحيحاً ـ ومهما كان الثمن ـ وإن كان إنقاذ وطن وتجربة عظيمة في حياته أغلي من أي ثمن، وأذكر أنه يومها قال لي أ. توفيق الحكيم ــ ولم أقتنع ــ إنه كان يخشي علي الكاتب والمفكر أن يحترق بنار الاقتراب من السلطة!! وفارق بين اقتراب لمصالح ومآرب وقد فعلها من فعلها، وبين اقتراب أمين من الحاكم خاصة إذا عاش ما عاشه عبدالناصر من حروب وصراع ومؤامرات، وإن كان صمام الأمان لحكم الشعب ومشاركته في إدارة بلده من خلال مؤسسات تعبر تعبيراً حقيقياً عنه وفصل بين السلطات ــ للأسف جاء إدراك عبدالناصر متأخراً، وهو يحذر في النهاية من عبادة الفرد وحكم الفردـ «الفرد إلي فناء والوطن هو الباقي» كم كان يحتاج الدرس والمبدأ الذي لا أشك في صدقه فيه إلي من يعينه علي تحقيقه، حتي لا تصل كارثة ومأساة الميراث الفردي للحكم إلي من لا يملكون مقومات وأمانة وانتماء وتجرد الزعامة، وممن يتصورون أن الوطن هو الزائل، والأفراد وثرواتهم وأولادهم هم الخالدون!!

شكرا مستر أمير
كم أعجبني حديثها وخاصة الفقرة الأخيرة:
للأسف جاء إدراك عبدالناصر متأخراً، وهو يحذر في النهاية من عبادة الفرد وحكم الفردـ «الفرد إلي فناء والوطن هو الباقي» كم كان يحتاج الدرس والمبدأ الذي لا أشك في صدقه فيه إلي من يعينه علي تحقيقه، حتي لا تصل كارثة ومأساة الميراث الفردي للحكم إلي من لا يملكون مقومات وأمانة وانتماء وتجرد الزعامة، وممن يتصورون أن الوطن هو الزائل، والأفراد وثرواتهم وأولادهم هم الخالدون!!
========
ومن لحظات كنت قد كتبت تعليقا على موضوع مدام هند الديب
وذكرت فيه أن السلطة المفردة مفسدة مطلقه
أتمنى أن نعي أن القائد الحقيقي هو الذي يعطي وينهض بشعبه وليس بالضرورة ان يكون قائدا ملهما

الف شكر يا ابو اسامه علي متابعتك الممتازة ..

» نوارة أحمد فؤاد نجم تكتب عن منى الشاذلي!
» جمال بخيت يكتب: «حلم العلم».. المشروع القومى لمصر .. جمال بخيت : وفوجئت بمنى الشاذلي تطرح نفس الفكرة «الاكتتاب الشعبى».. اليوم في جريدة المصري اليوم ..
» د . زويل: عبدالناصر كان وطنياً.. لكنه ضيع فرصة بلاتينية لنشر الديمقراطية فى الدول العربية
» مني الشاذلي مع عم احمد فؤاد نجم
» نؤيد سيادتك لاحمد فؤاد نجم