أنا شخصياً معجب بأن يشكو الحزب الوطنى برنامج العاشرة مساءً وقناة دريم، فهذا الحزب الحاكم الذى يسيطر على أجهزة الدولة (وهى ملك للشعب)، ويملك ضغوطاً هائلة على أصحاب القنوات الفضائية، من أخطرها ضغوط الأمن والبيزنس، ها هو يشكو مثل أى حزب آخر إلى لجنة رصد وتصحيح التغطية الإعلامية لانتخابات مجلس الشعب، متهمًا البرنامج والقناة والمذيعة اللامعة منى الشاذلى بالانحياز.
ففى فقرة لمناقشة قوائم مرشحى الحزب الوطنى، استضافت زميلين صحفيين كبيرين هما نصر القفاص، ومحمود نفادى، للتعليق دون استضافة الطرف الأساسى، وهو الحزب الوطنى، ليتم التحقيق فى الشكوى مع كل الأطراف، وبغض النظر عن رأيى بأن هناك بالفعل انحيازًا، فهذا يمكننا بالمثل من أن نشكو الحزب الوطنى وحكومته إلى ذات اللجنة، لأنهم يسخرون مؤسسات صحفية وإعلامية يملكها الشعب لمصلحته السياسية، مستبعدًا باقى المرشحين والأحزاب.
لذلك لست مع التصريحات التى قالها الدكتور محمد خضر، رئيس قناة دريم، فقد قال لموقع "اليوم السابع" إن القناة لن تعتذر للحزب الوطنى، وهو ذات المعنى الذى قاله الدكتور، أحمد بهجت، مالك القناة لبرنامج مصر النهارده، ليس السبب هو أننى أطلب منهم الاعتذار، ولكن لأنه طالما ارتضت قيادات الحزب الوطنى اللجوء للجنة بالمجلس الأعلى للصحافة لتحقق فى الأمر، أى أنه لجأ إلى وسيلة سلمية ديمقراطية محترمة ومعلنة، فأظن أنه علينا أن نشجعه على ذلك، بل وعلينا ألا نغلق الأبواب بالرفض المسبق لنتائج التحقيق، بل وعلينا قبول مبدأ التحقيق، بل وعلينا قبول نتائجه، وإلا أصبحنا مثل الحزب الوطنى الذى ننتقده بسبب عدم إعماله القواعد الديمقراطية وعدم احترامه للشفافية وللقانون.
فربما يأتى اليوم الذى يصبح الحزب الحاكم فى بلدنا يدير البلد دون أن يملكها.