الكاتب الصحفي/ فهد الحربي
النوع : العمر : 47 الدولــة : تاريخ التسجيل : 07/02/2011
| موضوع: أبا علاء ستبقى رمزآ للأمه الأحد فبراير 13, 2011 11:16 pm | |
| شكراً يا سيادة الرئيس فأنت, وحتى اللحظة الأخيرة في سدة المسؤولية, وضعت مصر نصب عينيك, ولم تخن قسماً أقسمته أو وعداً قطعته, فحين قلت إنك ستلبي مطالب الشباب المشروعة قبل ان تلوثها أيدي لصوص الثورات وسارقي براءة الفتية, نفذت ما وعدت ولم تترك مصر نهباً للفوضى بل وضعتها أمانة في يد من نذروا انفسهم أمام الله وأمامك لحماية الوطن. شكراً يا سيادة الرئيس الذي وقفت في وجه العاصفة كالطود وأوصلت مصر إلى بر الأمان. آن أوان الاستراحة الآن, ولك الحق في ان تستريح من كل هذا العناء, ليرى العالم اجمع ماذا سيفعل الذين سطوا على ثورة الشباب التي كنت أول من أيدها. نعم يا سيادة الرئيس اترك مصر وغادرها فالشياطين خطفوا ثورة شباب 25 يناير ولم تعد كما كانت بريئة صافية كما أرادها أصحابها الذين يريدون المساهمة في مستقبل مصر الذي أسست له طوال 30 عاما. لست انت اول رئيس يقسو عليه شعبه ويتنكر لإنجازاته, فقبلك كان الملك فاروق الذي أُخرج من الحكم ليتولى مكانه 11 ملكا اسموا انفسهم "مجلس قيادة الثورة" وتحولت ثورتهم الى فساد نخر كل مفاصل الدولة حتى كاد يهدمها. وفي التاريخ الكثير من الامثلة بدءا من المهاتما غاندي الذي قاد الهند الى الحرية والاستقلال, لكن التطرف الاعمى اغتاله, وقبله ابراهام لنكولن الذي قتلته العنصرية البيضاء حين رفع قيود العبودية عن السود, وبينهم الملك فيصل وشاه ايران وجون كنيدي, الاول قتلته ثورة --- في العراق والثاني نفته ثورة الشياطين المتخفية بزي الملالي, والثالث غدرت به رصاصات مؤامرة الفساد الاميركي. نعم يا سيادة الرئيس اتركهم في غيهم يعمهون لانهم استثمروا دم الابرياء وصوت الشباب وحماستهم في السعي الى الانقلاب على مصر, وليس على حسني مبارك فقط, فكلما أعطيتهم طلبوا المزيد كأنهم النار لا تشبع, ولا يريدون ان يسمعوا كلمة العقل في حرصك على دفع أذى التآمر الخارجي, العربي والاجنبي, عن مصر. هؤلاء الذين زينوا للناس الباطل حقا وكتموا صوت الشباب ليتكلموا هم بلسان الخارج لن يقبلوا أبدا أن يروا الحقائق, فدعهم لمصيرهم حتى يكتشف شعبك كم كان بعض المرتبطين بأجندات خارجية قساة عليه. دعه يكتشف بنفسه ان ما لحسني مبارك في التاريخ اكثر مما عليه, وليس كل ما تطرزه ايدي المؤامرة من تشويه وتضليل هو الحقيقة. شيطان... نعم شيطان كل من يتهمك زورا وبهتانا انك مددت يدك وسرقت, وانك لم تؤد امانتك بإخلاص ووطنية. مهما اشاعت عنك تلك المجموعات المضللة لن تستطيع ان تخفي شمس الحق بغربال التجني. شيطان كل من لا يعترف بما بذلته طوال حياتك من اجل مصر كي تصل بها الى بر الامان, وكم كنت امينا اثناء ممارستك الحكم, وكم كنت منزها وستبقى عن كل الادران التي يحاول الحاقدون على ارض الكنانة إلصاقها بك فكل الدول والانظمة ترتكب أخطاء فمن يعمل يخطئ وهذا لن يعيب عهدك. اترك مصر في ذمة الله والتاريخ حتى لا تتغلب كثرة الجهل على قلة الشجاعة والحكمة, فهؤلاء لن يتورعوا عن ارتكاب المجازر من اجل السيطرة على السلطة وتخريب مصر, وانت الذي اديت الامانة لن تساعدهم على ذلك بحكمتك المعهودة وشجاعتك العسكرية وتفانيك بحب بلدك, لذلك اتركها لتفوت عليهم الفرصة. يا سيادة الرئيس يشهد العرب, انك لم تكن امينا فقط على امن مصر, بل كنت امينا على امن العالم العربي برمته, ومنعت عنه الكثير من الويلات, وهم لا يتنكرون لمن خدم قضايا امته و وطنه بكل هذا النقاء, ولذلك يا سيادة الرئيس دعهم وسترى ماذا سيحل بهم حين تخرج ثعابين المصالح المرتبطة بالخارج تعيث فسادا, عندها سيبكون عهدك كما بكوا عهد الملك فاروق, وكما تبكي ايران الآن الشاه, وهاهو العراق أكثر الأمثلة وضوحا على الندم لما اقترفته ايدي الغدر بالملك فيصل. يا من حافظت على الامانة وأديت قسطك الى العلا لن يظلمك التاريخ لذلك اتركهم... اتركهم... اتركهم.
| |
|