قبل إسبوع من قيام الثورة العظيمة قرأت آيتين من القرآن الكريم حيث قال تعالى مبشراً إبراهيم عليه السلام بغلامين في الآيتين الأولى( وبشرناه بغلام حليم ) والثانية ( وبشرناه بغلام عليم )، ولما علم أهل الكتاب جميعاً من هو الغلام الحليم ومن هو الغلام العليم فعرفوا أن العرب هم من بني إسماعيل عليه السلام ذلك الغلام الذي وصفه الله بالغلام الحليم وأن اليهود هم من بنو اسحق عليه السلام الذي وصفه الله بالعليم.
فكيف فهم حكامنا العرب هاتين الآيتين؟
فهم حكامنا العرب هذا الحلم من بنو الغلام الحليم على أنه قدرة على تحمل الصعاب والمشاق وتفننوا في خلق هذه الصعاب من أجل إختبار قدراتهم على الحلم وهل هناك نهاية لهذا الحلم أم لا ؟ فبدأوا يضغطوا بأسلحتهم ، سلاح تلو الآخر كرفع الأسعار وفرض ضرائب إضافية لا معنى لها السماح بانتشار الرشاوى الإستعانة بالموالين في إدارة شئون البلاد بدلاً من الكفاءات ، كل هذا وبنو الحليم يزدادوا حلماً ومع شدة القسوة من الحكام يتوقع العالم أن ينفجر بنو الحليم ولكن لا حياة لمن تنادي ، فتزداد القسوة تجبراً وفرعنة من الحكام لدرجة أن عاشوا على فكرة أنهم مالكوا هذه الدول وأن الشعوب هم خدماً وعبيداً لهم ولهم كل الحق في ذلك فهم يتعاملون مع بنو الحليم ، ولما وجدوا هذه الإستكانة من بنو الحليم قرروا أن يكتشفوا سراً خطيراً لم ي خطر ببال أحد هل فعلاً هؤلاء بنو الحليم فيكونوا عرباً أم بنو العليم فيكونوا يهوداً؟
فهم يعلمون أن بنو العليم هم أقلية يتميزون بالعلم كما وصفهم الله سبحانه في سورة الفاتحة ( بالمغضوب عليهم ) لأنهم أهل علم .
وهنا تذكرت نقاشات دارت بيني وبين أصدقائي في نهائي هندسة سنة 1992 حين قلت لهم أن الشعوب كبالونات الأطفال تنفجر لما يشتد عليها الضغط وتصل لنقطة الضغط الحرجة التي بعدها يتم الإنفجار فخالفوني الرأي وقالوا لا حياة لمن تنادي ، وبالفعل إنتظرت قرابة العشرين عاماً بعد رأيي هذا قبلها بأيام سألت زوجتي في نقاش آخر يا ترى من أي أنواع الجلود خلقوا بنو الحليم وإختصاراً قالت لي من جلود الأبل ، وخالفتها أنا هذه المرة وذكرت لها جلد حيوان آخر يتميز بعدم الإحساس ، وخالف الجلد أقصد الشعب ظنوني بعد يأسي ، فمعذرة للشعب الذي خلق من جلود الأبل .
ولكن يبقى السؤال هل اكتشف الحكام أن العرب من بنو الحليم أم بنو العليم؟
تحياتي