السفير المصري في واشنطن: ليس من حق أمريكا تقييم ديمقراطيتنا.. إنه حق الشعب المصري وحده
[size=29]
كتب دارين فرغلي ١٥/٥/٢٠٠٨
قال نبيل فهمي، سفير مصر في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه لا توجد دولة في الشرق الأوسط تتحرك في أفريقيا وآسيا أو علي مستوي العالم في قضايا الحرب والسلام مثل مصر، في تصريح له في برنامج «العاشرة مساء» أمس الأول تعليقا علي الحوار الذي أجرته مذيعة البرنامج مني الشاذلي مع الرئيس الأمريكي جورج بوش من واشنطن، أن قراءته للوضع السياسي تقول إن مصر تتحرك في محافل كثيرة ولا يمكن الاستغناء عنها. وحول حديث بوش عن حالة الديمقراطية في مصر، قال فهمي إنه لا توجد مشكلة لدي مصر في تحديد مفاهيم عامة للعلاقات الدولية،
وأضاف لكن يجب أن يكون تقييم الديمقراطية في النهاية للشعب وليس للحكومة المصرية ولا الأمريكية، وإذا تابعنا تصريحات الرئيس بوش علي مدي السنوات الماضية سنجد أنه أصبح أكثر حساسية تجاه ردود الفعل، ولاشك أن التصريحات التي صدرت من البيت الأبيض كانت محل عدم ارتياح للشعب المصري لسبب بسيط هو أننا نمر بمرحلة تطور ديمقراطي يجب أن يمارسها الشعب المصري وحده ويقيمها الشعب المصري وحده.
وعن مقولة الرئيس بوش: «من ليس معنا فهو ضدنا» قال فهمي: ما قاله الرئيس بوش كان أساسه قضية الإرهاب التي حددت أساس السياسة الخارجية للولاية الأولي للرئيس الأمريكي وهي التي حكمت توجهاته في بداية عهده ولكن القضية تتجاوز مقولة «مين معايا ومين مش معايا» إذ يجب أن نكون جميعا مع الحق وضد الباطل يجب أن نعترض جميعا علي قتل الأبرياء ولكننا سنختلف علي من هو البريء وما هي الأدوات المستخدمة لذلك.
وقال فهمي: لاشك أن العالم العربي ينظر للزيارة التي سيقوم بها بوش إلي إسرائيل للاحتفال بمرور ٦٠ عاما علي إنشائها علي أنها زيارة للاحتفال بمناسبة يعتبرها العرب نكبة ولكننا يجب أن نعترف بأن الرئيس بوش كان صادقا في إجابته عندما قال إنه أول رئيس أمريكي يعلن تأييده الصريح لدولة فلسطينية بجوار إسرائيل.
وعن قول الرئيس بوش إن التاريخ سيحكم عليه بشكل إيجابي عندما ينظر إلي التحديات التي كانت أمامه وتصرفاته قال فهمي: لكي يتم ذلك فإن القضية الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن تكون علي رأس القضايا التي يجب أن تعالج بشكل سريع وجوهري وأن ينتهي الوضع في العراق إلي استقرار الدولة، كوحدة متكاملة لجميع العراقيين، وتقام الدولة الفلسطينية علي حدود ٦٧ بما في ذلك القدس.
من جانبه اعتبر الدكتور عمرو حمزاوي، كبير الباحثين في مؤسسة «كارنيجي» بواشنطن أن الرئيس بوش في لحظة من الإنكار تتخطي قضية العراق وتتعلق بسياسة بوش منذ عام ٢٠٠٠ إلي الآن وقال حمزاوي: إن الرئيس بوش يري أنه تصرف بالطريقة نفسها التي كان ينبغي علي أي رئيس أمريكي في موقعه أن يتصرف بمثلها وهو الآن في شهور ولايته الأخيرة يفتقد بوصلة حقيقية للتقييم بخصوص ما يمكن إنجازه ومالا يمكن إنجازه.
وقال حمزاوي: من المهم أن نقرأ سياسة بوش تجاه إيران في السياق الزمني، أي سياق اللحظة الراهنة، فنحن أمام إدارة سترحل بعد ٧ شهور تقريبا، وأمام إدارة مأزومة في الشرق الأوسط ككل وتكلفة السياسة الأمريكية سواء في العراق أو فلسطين أو لبنان عالية، وأول شيء نسمعه من أي خبير عسكري في واشنطن أن قدرة المؤسسة الأمريكية علي إدارة مواجهة عسكرية جديدة محدودة، فالولايات المتحدة تستثمر جزءاً كبيرا من مجهودها العسكري في أفغانستان وبصورة أكبر في العراق وعندما نضع أمامنا كل هذه العوامل فأنا لا أتوقع أي ضربة أمريكية ضد إيران .
وعن العلاقات المصرية ـ الأمريكية قال حمزاوي: هناك قناعة واضحة من الأعصاب الرئيسية لصناعة القرار في الإدارة الأمريكية ككل أن مصر أحد اللاعبين الرئيسيين في الشرق الأوسط، وأن هناك أزمة في العلاقة المصرية ـ الأمريكية تبلورت بصورة واضحة خلال السنوات الثلاث الماضية.
امير