وزارة الدروس الخصوصية
من كتاب إحياء التعليم إستراتيجية من الواقع
للأستاذ / أحمد مراد الغزالي (الطبعة الأولى فبراير 2006)
مما يدعو للدهشة ويؤول للحيرة ويثير التعجب أن الغالبية العظمى من طلبة الدروس الخصوصية (70% )مستواهم العلمي حوالي (50%) فيما أقل .
وأكاد أجزم أن درجة استفادة هؤلاء الطلبة الضعاف المستوى من هذه الدروس صفر .
وإنما هم يلتحقون بهذه المسرحية من واقع كونها موروث وعادة وتقليد متبع سهرت على رعايته جنينا فطفلا فشابا" ينعى بالحيوية والقوة وزارة التربية والتعليم ومؤسساتها وقراراتها المتخبطة وسلبيات التعليم المختلفة (مناهج , امتحانات ,تقويم ....
اعتقادا"خاطئا"واهما" من الطلبة ضعاف المستوى بأنها السبيل إلى النجاح وعدم الرسوب , في حين أنهم ينجحون آليا طبقا لنظام
نجح .... نجح ارفع ....ارفع ولا يجنون من هذه الدروس سوى إهدار المال .
في حين نجد قرابة (20%)من طلبة الدروس الخصوصية مستواهم العلمي أقل من (70%) , (5%)من الطلبة مستواهم العلمي أقل من (90%) , (5%) من الطلبة مستواهم العلمي حوالي (95%)
وهؤلاء هم المستفيدون فعليا"من هذه الدروس .
وهذه النسب السابقة هي نسب المستوى العلمي الحقيقية الواقعية بمدارسنا بعيدا" عن نظام نجح.. .. نجح ارفع.. .. ارفع
لقد باتت الدروس الخصوصية موروث سيء , وعادة قبيحة ,
وتقليد أعمى متبع , لا يجنى من ورائه الطالب والطالبة سوى الغياب خارج المنزل لفترات طويلة قد تمتد لساعات من الليل
ذهابا" ........... وإيابا" ! ! !
وأتساءل لماذا كل هذه المشاق ؟
ولماذا لا تتخذ الوزارة أي إجراءات مناهضة لهذا الوباء الذي أودى بحياة محدودي الدخل ؟ !
لقد أصبحت المدارس تعوى من هجر الطلبة لها , وتثور المنازل وتستغيث من ازدحام الطلبة بها !
فقد آلت العملية التعليمية إلى المنازل , فما الجدوى من المؤسسات التعليمية التي باءت بالفشل ؟
ولماذا كل هذه الميزانية الرهيبة في التعليم دون جدوى مثمر ؟
وفيما تصرف ؟ وكيف تصرف ؟ ولمن تصرف ؟ فقد آل التعليم إلى المنازل ! !
نحن الآن في أمس الحاجة لوزارة للدروس الخصوصية ترعى شؤونها أحوالها ! !
الدروس الخصوصية :
عند النظر لمشكلة الدروس الخصوصية يستدعى الانتباه وجود فئتين متناقضتين من طلبة الدروس الخصوصية الفئة الأولى في غنى عنها والفئة الأخرى لا جدوى منها .
(1) الفئة الأولى :
وأقصد بهم الطلبة المتفوقين (95% ) فأكثر
لماذا يرتاد هؤلاء الطلبة الدروس الخصوصية ؟
ببساطة شديدة لعدم توافق الاختبارات لمستوى قدراتهم العقلية فالاختبارات خاصة الثانوية العامة (بعد عام 93) تأتى بسيطة وواضحة تحتاج لطالب ملم بالمنهج وليس مفكر به , وهذا يحتاج لمدرس يعرض المنهج في أبسط صوره و أهم نقاطه ويقدمه للطالب للتلقين والحفظ دون إعمال فكر .
أما إذا تناسبت الاختبارات مع مستوى ذكاء الطلبة المتفوقين واعتمدت على إعمال الفكر والعقل وتنمية الذكاء وخلق الإبداع فاءن الطالب المتفوق لا يفكر في إهدار وقته بدرس لا يجنى من ورائه سوى إضاعة الوقت .
وذلك لا نستطيع تطبيقه سوى بتصنيف الطلبة .
(2) الفئة الثانية :
وأقصد بهم الطلبة ضعاف المستوى وهم غالبية الطلبة في النظام الذي بدأ منذ قرابة عقدين من الزمن , الذي أفرز أجيالا" لا تجيد القراءة والكتابة ومبادئ الحساب .
لماذا يرتاد هؤلاء الطلبة الدروس الخصوصية ؟
اعتقادا" خاطئا"منهم بأنها السبيل إلى النجاح في حين أنهم ينجحون آليا طبقا لنظام نجح .. نجح ارفع .. ارفع
فهم لايستفيدون منها إطلاقا" نظرا" لعدم توافق المنهج مع مستوياتهم العقلية الحقيقية .
بالإضافة إلى أننا نحصل في النهاية على طالب متعلم رسميا" جاهل واقعيا " ! !
حل المشكلة :
لاسبيل للقضاء على الدروس الخصوصية إلا من خلال النقاط الآتية:
1- تصنيف الطلبة إلى مستويات (ا , ب , ج ) من خلال التقويم التراكمي طبقا" لمستوياتهم العقلية الحقيقية.
2- استبدال كلمة راسب دراسيا" بضعيف وضعيف جدا " وانتقال الطلبة الضعاف المستوى من سنة إلى أخرى آليا بتقديرهم الضعيف حتى نهاية التعليم الاساسى كشهادة نهائية أو الصعود للتعليم المهني طبقا لتقديراتهم .
3- مطابقة المنهج الدراسي لفئات تصنيف الطلبة .
فما نريده هو التعليم المعلم , التعليم الهادف , التعليم المفيد .
خاصة الطلبة ضعاف المستوى ذوى المستوى (ج ) فالهدف الاساسى لهم هو إجادة القراءة والكتابة والحساب إجادة تامة تامة تامة , وليس وصولهم إلى دبلوم التجارة وهم صم بكم عمى لا يعرفون شيئا" عن القراءة والكتابة والحساب ! !
بتطبيق ذلك يمكننا القول بأننا قضينا على الدروس الخصوصية بنسبة 90% ولا نبالغ في ذلك .
Email :ahmad.elghazaly@yahoo.com
[center][left]