اتهام قناة دريم بالتبعية لأمريكا
ولكن أمس ـ الأربعاء ـ وقعت عدة مفاجآت، الأولي أن زميلنا وصديقنا بـ الأهرام جمال زايدة دخل المعركة ضد مني الشاذلي باتهام أمريكا باستخدام قناة دريم لأغراضها الخاصة، فقد قال: ان إجراء حوار مع الرئيس بوش بترتيبات خاصة من السفير الأمريكي السابق ريتشاردوني مع المذيعة مني الشاذلي قد لا يندرج تحت بند السبق الصحافي وقد يكون في اختيار السفارة الأمريكية أو السلطات الامريكية في واشنطن لمذيعة محددة أو محطة تليفزيون محددة محاولة للتأثير بشكل ما علي المصالح القومية المصرية، تماثل تلك الحوارات المفتوحة بين واشنطن وجماعة الإخوان تهدف إلي تحريض جماعة دينية علي النظام السياسي بهدف اخضاعه لتنازلات تتلاءم مع المصالح الأمريكية في الشرق الأوسط. ان ما حدث يؤكد بلا جدال ان اللعب الأمريكي في مصر والشرق الأوسط اصبح علي المكشوف وعلي عينك يا تاجر وعلي من يشكو أن يخبط رأسه في الحيط .
أما المفاجأة الثانية فكانت إصدار اتحاد الإذاعة والتليفزيون بيانا بواسطة وكالة انباء الشرق الأوسط نفي فيه ما نشرته ـ احدي الصحف ـ يقصد مقال عبدالله كمال رئيس تحرير جريدة روزاليوسف لملكية الاتحاد لحصة في قناة دريم قدرها خمسة وعشرون في المائة، وقال احمد أنيس رئيس الاتحاد ان الاتحاد لا يملك أي حصة في هذه الشركة أو القناة وأن قناة دريم مملوكة لثمانية أشخاص مصريين معظمهم من عائلة صاحب القناة وليس من بين هؤلاء المساهمين اتحاد الإذاعة والتليفزيون.
وأسرعت روز بنشر الموضوع بشكل بارز مع تعليق عليه، في صفحتها الأولي، قالت فيه عن مقال رئيس تحريرها: الوزير امتنع عن الرد علي جميع النقاط الأساسية واختار واحدة فقط، تصور أن المعلومات التي تستند إليها فيها روزاليوسف غير صحيحة، ومن ثم ظهر تصريح رئيس الاتحاد، ومازلنا نكرر طالما انكم تقبلون بمبدأ الرد وطالما انه قد طرحت علي الوزير مسائل محددة فان عليه ان يصدر ردا مباشرا وواضحا، لا سيما فيما يتعلق بالمعرفة المعلوماتية لما يدور في ساحة الإعلام. وسبب طرح هذا السؤال هو انه لم يكن لديه علم بحوار قناة دريم مع الرئيس الأمريكي .
كما خصصت الجريدة ثلاث فقرات من فقراتها الست في بابها ـ ستة في ستة ـ الذي يوقعه رئيس التحرير باسم جدول الضرب للرد علي تصريحات مني الشاذلي لـ المصري اليوم ، وبالمناسبة مني تتمتع بقدر هائل من الرقة والوداعة والجمال قبلهما طبعا، ورغم ذلك قال عنها جدول الضرب: ـ تثير مني الشاذلي قدرا هائلا من الشفقة وهي تقول بملء فمها انها لم تكن تعرف حين تقدمت بطلب الحوار مع الرئيس الأمريكي جورج بوش انه سوف يزور المنطقة في توقيت الحوار، صح النوم يا محترفة، بوش أعلن في المنطقة يوم 15 يناير الماضي انه سيزورها في مايو.
ـ إذا كانت تدري وتنكر فتلك مصيبة وإذا لم تكن تدري فذلك اعتراف منها بالجهل ولكن لماذا تنكر علي الولايات المتحدة الأمريكية انها تحملت نفقات السفر وثمن الإقامة والتذاكر، علي الأقل يجب أن تعترف لكي ترد الجميل.
تقول مني الشاذلي، لم تكن هناك موانع اطلاقا في حوارها مع بوش، ولم يطلب منها عدم السؤال في اي موضوع لكنهم سمحوا لها بعشر دقائق فقط، طبعا أصعب سؤال وجهته مني لبوش جاء في الدقيقة الثانية عشرة، أما أخطر سؤال فقد وجهته له في خيالها .
وأمس ايضا، أسرع زميلنا محمد علي إبراهيم رئيس تحرير الجمهورية بالرد علي تصريحات مني لـ المصري اليوم في بابه ـ مختصر ومفيد ـ بقوله: لم يكن الانتقاد الذي وجهته في هذا الباب للمذيعة اللامعة مني الشاذلي بسبب انها توجهت للولايات المتحدة لتجري حوارا مع الرئيس جورج بوش فربما يكون هذا سبقا صحافيا من وجهة نظرها ووجهة نظر كثيرين، لكن الانتقاد كان للأسباب التالية: برنامج (العاشرة مساء) هو برنامج محلي بالدرجة الأولي كما تشيع مقدمته التي تعطي انطباعا بأنها مع الغلابة والكادحين ضد الحكومة الظالمة والمفترية، لذلك فهي مع الإضراب والعصيان المدني والاحتجاجات العمالية ورغم أن هذا التشيع ينشر الفوضي ويعطل الانتاج وقود التنمية إلا انها حرة في آرائها، لذلك عندما تتجاهل مني تاريخها الثوري وتذهب إلي دولة هي السبب الأول في أزمة الغذاء العالمي وهي التي تحرق القمح والذرة وتقود رفع أسعار المحاصيل الزراعية عالميا مما يؤثر علي الدول النامية ومنها مصر، هنا نقول لها أن المباديء لا تتجزأ فأنت تحملين حملة شعواء علي الحكومة بسبب ارتفاع أسعار الغذاء للمواطنين، ثم تذهبين للاحتفاء بالدولة المتسببة في ذلك.
لا شك ان اختيار الإدارة الأمريكية لك تم بانتقائية شديدة، علي أساس شعبية البرنامج الذي تقولين انه يعبر عن البسطاء والفقراء والمحتاجين، فهل هؤلاء يحبون أمريكا؟ وهل الشارع المصري الذي تقولين انك تتحدثين بلسانه ستكون ثقته في البرنامج مثلما كانت قبل رحلة واشنطن؟ مجرد سؤال .
امير
عن جريدة ايلاف