الأحزاب أولاً هى المأزق
بقلم صلاح منتصر ٢٨/ ٦/ ٢٠١١ المصري اليوم
المأزق الذى نواجهه ليس الدستور أو الانتخابات أولاً، حسب الأسطوانة الدائرة هذه الأيام، وإنما المأزق الحقيقى عدم استعداد معظم الأحزاب لأى انتخابات حتى لو جرت بعد الدستور، وإذا كانت الانتخابات النزيهة هى الأمل الذى أصبحنا نتطلع إليه بعد انتهاء - أو هذا ما نرجوه - أسباب التزوير التى عشناها مما كان يجب أن تسعد له الأحزاب وتبدأ فوراً لاستثمار الحماس الجماهيرى الذى حدث فى يوم الاستفتاء، إلا أن الذى حدث هو العكس بعد أن ازداد خوف معظم الأحزاب التى تبين أن فيها من له أكثر من ٢٠ سنة، لكنه لم يمارس العمل السياسى الحقيقى.
ورغم ما يُقال عن العراقيل التى كان يضعها الحزب الوطنى، فإن الصحيح أن هذه الأحزاب قبلت الاستسلام واستمرت حالة الضعف حتى فقدت مع الأيام قدرة التواصل مع الشارع ومع الجماهير، وهو ما لن تستطيع معالجته بالتأجيل وإنما بنزول البحر والتعود على أمواجه ورياحه، أما الانتظار على الشاطئ دون أن تبلل نفسها بحجة العوامة أولاً، أقصد الدستور أولاً، فسوف يزيدها ضعفاً.
ومع أن اختيار الدستور أولاً يجهض نتيجة أول استفتاء حقيقى شهدته مصر، فإن الأخطر أنه ليس الحل السحرى، لأنه ببساطة شديدة سيدخلنا متاهة جديدة لا حدود زمنية أو توقيتات لها، وسنواجه خناقات أعنف حول من الذى يحق له وضع الدستور، ولماذا فلان واستبعاد فلان، وكل ذلك والوطن فى وضعه الحالى المعلق فى الهواء فى يد حكومة تتطوح بين البقاء واتهام بالضعف دون برلمان أو رقيب!
لكن الأغرب أن هذه القضية لا تهم كثيراً الأغلبية الجماهيرية، ففى استطلاع للرأى أجراه فى مصر معهد أمريكى متخصص ونشرت الصحف نتائجه، وقد شمل الاستطلاع عينة كافية شملت مواطنين من مختلف المحافظات، قال ٦٤٪ من الذين اشتركوا فى الاستطلاع، إنهم نزلوا إلى الشارع مؤيدين لثورة يناير بسبب الوضع الاقتصادى، وليس بسبب رغبتهم فى الديمقراطية، وهو اختيار لا يعنى رفض الديمقراطية، كما قد يخطئ البعض، وإنما أن هذه الديمقراطية ليست هدفاً لذاتها وإنما لقدرتها على حل مشاكل الأغلبية الاقتصادية.
أخطر من ذلك قال ٤١٪ من الذين شملهم الاستطلاع، إنهم يعانون مشكلة إطعام أنفسهم وأسرهم وتوفير احتياجاتهم الأساسية، أما عن الانتخابات لو جرت، فقد قال ٦٥٪ إنهم ليس لديهم أدنى فكرة عن الحزب الذى سيؤيدونه، وهى لو لاحظنا النسبة نفسها التى ذكرت أن الوضع الاقتصادى هو همها الأول.
على الأحزاب أن تعيد حساباتها لتستعيد ثقة الشارع وتمارس التجربة فى انتخابات عملية وإلا ستغرق على الأرض قبل أن تنزل الماء!
رأي المدون...
غريبه ؟؟؟؟؟
لم أعلق طوال الاسابيع الماضيه على المناقشات البيزنطيه الخاصه بالدستور أولا أو الإنتخابات أولا وذلك لإحساسي بالدهشه فإن أكثر الناس المطالبين سابقا بالديمقراطيه هم أول الناس حاليا اللذين يملئون الدنيا صراخا وخوفا منها ؟
أليس ذلك غريبا ؟
التاريخ يسجل
النوع
موضوع: الأحزاب أولاً هى المأزق 
الثلاثاء يونيو 28, 2011 3:36 pm
