سوريا .... جيش يقتل شعبه

وكأن الله ابتلى الشعوب العربية بحكام اغبياء وفاسدين ، كلنا نتذكر زين العابدين عندما قال " انا فهمت " ولكنه مثل كل الاغبياء فهم بعد فوات الاوان واعترف بفهمه وهرب مباشرة ، بالتأكيد انه فهم انه لاشيء يستطيع ان يقف عائقا امام الشعوب ، ايضا فهمها مبارك متأخرا جدا قبل ان يتنحى او ينحى ، اما القذافي فإنه بالتأكيد لم يفهم بعد ، والقذافي لااستطيع ان اصنفه مع الاغبياء من حكام الدول العربية ، اذ انه لا يصل لدرجة الغباء بل اني اطالب بالقبض عليه وتفريغ افكاره وكلماته واعتقاداته في كتب يستفيد منها العالم في عمل افلام كرتونية فهو بالطبع شخصية فريدة من نوعها .
نعود لموقف الجيوش العربية من الثورات في بلدانها ، ويجب اولا ان نصنف هذه الجيوش قبل ان نحلل موقفها من الثورات ، ففي مصر وتونس جيوشها نظامية وليست جيوش عائلية اشبه بالميلشيات مثل الجيش الليبي الذي يتولى اموره ابناء القذافي ، ونفس الحال في الجيش السوري الذي يسيطر عليه العلويين الذين ينتمي اليهم بشار الاسد وايضا الجيش اليمني الذي يسيطر عليه ابن على عبالله صالح .
لا استطيع ان اجزم بأن الجيش انحاز للثورة من اليوم الاول وإلا لسقط مبارك من يوم 28 يناير وهو اليوم الذي نزل فيه الجيش ،ولكننى اجزم ان القائمين على امور الجيش في مصر وتونس استخدموا ذكائهم ووقفوا موقف المشاهد في الصراع القائم بين النظام والثورة لحين وضوح الامور ومعرفه الى اي الجانبين سوف تميل كفة الميزان ،ووقفوا مع الجانب الرابح .
اما الجيش الليبي والسوري فهو اشبه بالجيش العائلي ، مستفيد من وجود حكامه وعنده ما يراهن عليه ، لذلك فهم يقتلون شعوبهم بدم بارد ، لانهم في الحقيقه جيوش الحكام وليسوا جيوش الشعوب .
الغريب أنه مع انهيار الجيش الليبي امام ارادة الشعب لم يفهم بعد بشار الاسد ان الرهان على الجيش امام ارادة الشعب هو راهن خاسر ومازال يقتل الشعب السوري حتى هذه اللحظة فمتى يفهم بشار ؟؟؟؟
ما اسعدني في سقوط الجيش الليبي امام الثوار هي تلك الرسالة التي يجب ان يفهمها المجلس العسكري في مصر ، وهي اننا لا نحمل جميلا للمجلس العسكري في عدم قتله لنا ، وهو الجميل الذي ما طالما ذكره المجلس العسكري وهو يتحدث لنا ويقول انظروا للجيوش في الدول المجاورة وما تفعله بشعوبها وانه مع كل خطأ يقوم به يقول ان رصيده لدينا يسمح ، و يجب على المجلس العسكري الان ان يسجد شكرا لله عي انه اتخذ القرار السليم في عدم قتل الثوار لانه حتى لوكان فعل ذلك فإن الثورة كانت لتنتصر ، ووجب عليه ان لا يراهن على سذاجة الشعب المصري ويسلم السلطة في اسرع وقت ممكن ودون مماطلة وتسويف .
لنبتهل جميعا الى الله في هذه الايام المباركة ان ينقذ الشعب السوري من بطش حاكمه الغبي ،وان يحمي سوريا وتنجح ثورتها المجيدة قبل ان يطبق بشار سياسة الارض المحروقة .

الأخ العزيز محمود

المشكلة الخطيرة فى الموضوع الذى طرحته هى منطق ادارة الدولة بمنطق العزبة مش الدولة , يعنى المصيبة ان كل الدول التى ذكرتها كانت ملكية ثم حدثت فيها ثورات واصبحت جمهوريات , واول كلمة قالواه عن الفرق بين الملكية والجمهورية , ان الملكية نظام مستمر مستبد والكل بيحس ان البلد دى العزبة اللى فاتها له ابوه الملك الراحل والطبيعى ان يرثا اولاده واحفاده الى تاريخين إما يوم القيامة او تيجى له ثورة تشيله اما بنظام ملكى آخر او جمهورى
واقصد بكلمة نظام ملكى آخر يعنى واحد من ولاد عم الملك او من العائلة المالكة يعمل عليه انقلاب او اى شىء ويشيله ويعين نفسه ملك بداله وتستمر القصة , ودى بتتكرر كتير عادى لما يموت ملك ويكون ولى العهد لسه سنه صغير يعنى مش بكامل الأهلية اللى ممكن يبقى ملك , وهنا ناس ممكن تتدخل وتلعب وتطيره وتمسك مكانه , او فى حاجة تانية فى النظام الملكى ان بيبقى فيه تسلسل للأمراء اولياء العهد فى التتابع وبيبقى على الاقل موجود خمس اسماء , وبتحصل ظروف ان يتم استبدال ولى العهد بولى العهد اللى بعده , نظرا لأنه ممكن يكون مريض , او صايع اصلا وسمعته وحشة زى ما حصل فى دولة عربية شقيقة مجود دلوقتى ان ولى العهد استبدلوه بولى العهد اللى بعده لأنه كان شخص ليه نزوات وحاجات تقلل من هيبة الدولة فتم استبداله , لكن من غير انقلاب او ثورة بيفضل النظام الملكى مكلبش فى الدولة زى القرادة اللى مش ممكن تطلع غير بحتة من اللحم , كل الكلام ده سمعناه وحفظناه واتربينا عليه , وينطبق على مصر وتونس وليبيا واليمن وسوريا , وبعد ما كرروا لنا مساوىء النظام الملكى بكل عيوبه 10000000 مرة , وكمان قالوا ان رئيس الجمهورية بيبقى واحد من الشعب يعنى اخوك وابن واحد فقير عشان يحس بالفقير , بينما الملك اصله تركى وغنى ماعندوش فكرة فقر يعنى ايه , واهم ماقالوه الديمقراطية والحرية , وكمان قالوا عن الفساد اللى حوالين الملك والاسرة المالكة , وقالوا ان من مميزات الرئيس انك ممكن تشيله كل 4 او خمس سنوات لو ما عجبناش وننتخب واحد غيره انتخاب حر نزيه , وطبعا صدقنا ولكن اتضح عكس كده , وفى كل الدول دى طلع حزب واحد او تيار واحد قضى على كل الاحزاب المعارضة له , او حتى مش المعارضة المهم خلاهم هامشيين ظلال لشىء مالوش وجود اصلا , واخطر حاجة فى الدنيا لما يبقى حزب واحد او تيار واحد , لأنه فى ظرف كام سنة بيحس ان البلد بقت بتاعتهم , ويبتدوا يسرقوا والفساد يعلى ويعلى , وضمانا انهم يفضلوا فى الامان وماحدش يوم ييجى يحاسبهم لازم انهم يحافظوا على بقاء نظام الحكم للأبد , يعنى الريس يقعد يجدد فترات لحد ما ربنا يفتكره , يكون متجهز ابنه وراه وهكذا , عشان مايجيش نظام جديد يمسك كل القطط السمان ويحاسبهم , وخطورة السيطرة على كل حاجة فى البلد انهم ممكن يسيطروا على الأجهزة الامنية او الجيش , يعنى زى ليبيا وسوريا واليمن ان الجيش يبقى اداة فى يد الحزب الواحد ده ويقاوم الثورة لحد ما حد منهم يغلب , مايعرفوش ان الثورة لو انطلقت بالشكل اللى بنشوفه ده مش ممكن حاتتكتم , والشعوب لما بيتقتل منها ناس مش بتخاف وتجرى ولكن بتصر على مطلبها اكتر , احنا هنا حظنا حلو فى مصر ان الجيش بييشتغل عند مصر , مش عند النظام , يعنى الفساد ماقدرش يتوغل جوا الجيش والا كان يبقى مصيرنا زى البلاد التانية اللى لسه مش باين لها .....
بس المشكلة الخطيرة فى مصر محتاجة شوية تشغيل مخ , وشوية حساب وحغرافية وتاريخ , يعنى الثورة قامت عشان ديمقراطية وحرية وعدالة اجتماعية ودول اما يحصلوا وإما نعود الى دكتاتورية اسوأ 1000 مرة مما كان , والثلات حاجت دول عشان يتحققوا لازم الحكم يكون متقسم على كل تيارات الشعب مش تيار واحد , لأن التيار الواحد او الحزب الواحد لو كان مائكة نازلين من السماء السلطة المطلقة حاتخليهم يفسدوا , يعنى الحزب الوطنى الديمقراطى اول ما اتعمل مكانش بالتوحش ده ولا بالتوغل ده , ولكن اللى افسده السلطة المطلقة والشعور بعدم المحاسبة
وربنا يستر
مع اطيب تحياتى