لنتخيل جميعا انه بعد يوم 11 فبراير قام المجلس العسكري بأصدار مراسيم تؤيد الثورة على سبيل المثال :-
1- تغيير النائب العام
2- تغيير جودت الملط رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات .
3- محاسبة وعزل القضاه الفاسدين .
4- حل الحزب الوطني وعزل روؤسه عزلا سياسيا
5- محاكمة رموز النظام السابق بتهم الفساد السياسي ، الاضرار بالمال العام ، قتل المتظاهرين في محاكم مختلفة عن كل تهمة
6- التحدث مع الشعب المصري عن صعوبة تطبيق الحد الادنى للاجور نظرا للظروف الاقتصادية ، وتطبيق الحد الاقصي للاجور
7- اصدار اشارات واضحة للرقابة الادارية والنيابة الادارية بفتح ملفات الفساد الموجودة وجاهزة لديهم
8- بذل جهد حقيقي في استرداد اموال المصريين المنهوبة والمهربة في الخارج والداخل
واجراءات كثيرة اخرى كان يمكن اتخاذها لدعم اهداف ثورة 25 يناير
ترى لو حدث هذا من المجلس العسكري وشعر المصريين ان هناك ثورة حقيقية حدثت هل كانوا ليقوموا باعتصامات للمطالبة بمطالب فئوية ؟ بل هل كانوا ليخرجوا في مليونيات جديدة كل جمعة ؟
اتذكر في شهر مارس بعد الثورة عندما حدثتني زميلة لي بأن هناك من يدعي لعمل اعتصام للمطالبة بحوافز اضافية ، فما كان ردي إلا انني نهرتها بشدة وقلت لها من الذي يدعوا لذلك ؟ انهم الثورة المضادة ، ذلك انني كنت من المشاركين في الثورة من البداية وكنت مؤمن بأن الثورة ستحقق اهدافها وان مثل هذه المطالب الفئوية هي من تهدم الثورة ، وبالفعل لم يتم عمل اعتصام ، بل العكس الذي حدث هو ان دخلنا الشهري نقص بسبب تعطيل بعض الحوافز ومع ذلك لم نعتصم .
الاعتصامات الفئوية الان تؤمن بالمثل الذي يقول " ان خرب بيت ابوك الحق منه قالب " ومن يقومون بهذه الاعتصامات الفئوية ايقنوا بأن شيء لن يتغير في مصر بسبب الثورة وأن كل شيء سيعود كما كان اللهم إلا من يلحق ويحقق بعض المكاسب عن طريق الاعتصامات الفئوية .
يمكننا ان نصنف المطالب الفئوية على انها هي المطالب التي تخص شريحة من الشعب دون باقي الشعب المصري ، وعلى هذا يمكننا اعتبار ان ما حدث في ماسبيرو هي مطالب فئوية لفئة من الشعب آمنت بالثورة ثم ما لبثت ان ايقنت ان شيء لم يتغير بل على العكس هدمت دور عبادتهم في حوادث لم تكن لتحدث ايام مبارك المخلوع دون حتى محاولة تطبيق القانون على من هدموا دور العبادة .
حتى القضاء المصري الذي طالما تغنينا بشموخه يحاول الحصول على مكاسب مادية ومعنوية سريعة ويصدروا مشروع قانون السلطة القضائية دون انتظار مجلس الشعب المنتخب .
المشكلة الحقيقية ان فئات كثيرة من الشعب المصري بدأت تفقد الامل في انجازات للثورة يمكن تحقيقها في المستقبل لذا يمكننا بسهولة ان نحصي عدد الاعتصامات في الشهر الاخير وعدد الاعتصامات في شهر فبراير بعد خلع مبارك لندرك ان حجم الاعتصامات في زيادة .
اذا استمر اداء المجلس العسكري وحكومة شرف في الشهرين القادمين في ادارة البلاد بنفس الطريقة التي اداروا بها مصر في التسعة شهور الماضية والتي ادت إلى ان يخرج الينا الفلول متجاهرين ومتحدين للشعب المصري ، والتي ادت الى هذا الكم الهائل من الاعتصامات واخرها اضراب امناء الشرطة ، فأنني اجزم بأن الموجه الثانية للثورة قادمة لا محالة ولن تكون موجة ولكنها ستكون تسونامي عنيف غير سلمي يعصف بمصر كلها الاخضر واليابس ، فيا ايها العقلاء رفقا بمصر .