جميعنا يعرف ( الكوز ) و هو الإناء الذي كنا نشرب به من ( الزير الفخار ) قبل دخول الثلاجات لبيوتنا ... و في السودان كذلك يسمونه الكوز و هي شائعة الاستخدام حتى جاءهم الإخوان ... و حين حكم الإخوان المسلمون السودان خرجوا على الشعب واصفين أنفسهم بالكيزان على أساس أن الناس ينهلون بهم من العلم الديني ... بمعنى أنهم هم الأداة التي من خلالها يتعلم الناس و يشربون من بحر الدين ... كما يشرب الناس الماء بالكوز من الزير. و بعد الذي فعلوه بالسودان كره الناس هناك كلمة الكوز و ألغوها من قاموسهم و لا يشربون من الكوز بل يشربوا من (الكوب أبو إيدان) يعني الكوب أبو ودان كي لا يستخدموا كلمة الكوز.
و لكن ... ماذا فعل الكيزان بالسودان؟
تقضي جارتنا السودانية أجازتها السنوية ببلدها السودان و حيث أنها لا تمتلك شقة هناك فسألت جارة أهلها و التي تعمل مع الكيزان ( الإخوان ) عن قطعة أرض أو شقة تشتريها ... فأجابتها بأن الهيئة التي تعمل بها و هي هيئة حكومية و التي يديرها الكيزان قد عرضوا عليها عدة مرات بإلحاح أن تشتري قطعة أرض لتستثمر فيها لو لم ترغب في بناءها حيث أن الكيزان يحصلون عليها بأسعار زهيدة جداً و بسعر مرتفع للجمهور ... فطلبت منها أن تذهب إليها في مقر عملها كي تحصل لها على قطعة أرض... و بالفعل ذهبت و قابلتها فاصطحبتها لمدير الهيئة وبادرته بالقول ( كنتم قد عرضتم علي قطعة أرض ... فأجابها نعم موجودة و لم يبدي أي امتعاض ... فقالت له إنها ليست لي بل لجارتي ... فأحالها للموظفة المختصة و التي قابلتهم بالترحاب ... وهنا أخبرتها الموظفة بأنهم مرسلون من المدير... ونطلب قطعة الأرض التي عرضتموها علي لجارتي ... هنا قامت الموظفة المختصة منتفضة من مكانها قائلة أين هذه الأراضي؟! لقد نفذت من قال أن لدينا أراضي؟! لماذا لا تذهب لتشتري من حيث يشتري الشعب؟! و حتى عندما سألوها أين هذا المكان؟ أجابتهم اركبوا تاكسي واسألوا كل الناس عارفه المكان... هكذا هم الكيزان ... و عندما وصلوا للمكان علموا سر الكيزان ... لقد صدمت جارتنا السودانية من السعر المخصص للشعب. فهي لا تقدر على شراءها بهذه الأسعار.
و حين حكت لي زوجتي قصة جارتنا السودانية ... أعادت لذاكرتي قصص قد مررت بها مع الكيزان المصريين في نقابة المهندسين حين كنت أرى الإعلان عن قيام النقابة برحلة للإسكندرية أو مطروح و قد امتلأت مقاعد الرحلة بالكامل بعد دقائق من الإعلان عنها. حيث شاهدتهم و سمعتهم ذات مرة يهاتفون بعضهم عن عزم النقابة القيام برحلة و سوف أسجل إسمك فيها و هكذا تمتلئ الرحلة قبل الإعلان عنها . و حين كنت طالباً بكلية الهندسة و اختلفت مع إتحاد طلابهم بسبب الرحلات و أنشطة الكلية التي كانوا يتشاركون فيها دون غيرهم. و حين رفضوا مشاركة زميلين في مباراة كرة القدم لمجرد أن رأوهم يدخنون السجائر فاختلفت مع أمين اتحاد الطلاب حسام أمين و بعد الخلاف رفض إعطائي حقيبة ملابسي الرياضية فقررت شكواهم لعمادة الكلية أو رئيس الجامعة و لكن تدخل بعض أصدقائي الذين أرسلوهم لي حال دون شكواهم.
تحياتي