مع كامل احترامي وتقديري للدكتور / عصام شرف وهو الرجل رقيق القلب ... وجم الأدب .والذي أحببناه من قلوبنا بل أنني أسعد حينما أراه على شاشات التليفزيون في أي لقاء له.
ومع ذلك فعفواً دكتور عصام ، ليس هذا كافياً لإدارة البلاد في هذا التوقيت الصعب و الذي يحتاج لزعيم بما تعنيه الكلمة من معنى. البلد تحتاج لجمال عبد الناصر آخر يدير هذه المرحلة الصعبة جداً من حياة مصر.
البلد تحتاج لديكتاتور عادل
وربما يكون مصطلح الديكتاتورية العادلة غريب على أسماعنا وربما يعارضني الكثيرون في مطلبي هذا بل ربما أقرأ تعليقات مسيئة لي . ولكني أرى أنها الحقيقة.
ولكن معنى الديكتاتورية العادلة ببساطة القدرة على اتخاذ قرارات صعبة لصالح الوطن حتى ولو كانت تضر بفئة مؤثرة في المجتمع، ولنضرب مثالاً على ذلك.
كلنا يعلم أن أحمد عز حصل على مصانع الحديد و الصلب و التي هي مملوكة للدولة دونى أدنى مقابل ، فهل وجدنا من استطاع استردادها، لم يجرؤ أحد ونحن نتسول لعدم انهيار البورصة وللآن في مداولات ومشاورات بل ومهاترات، فماذا نتخيل لو أن بيننا جمال عبد الناصر ، ماذا كان فاعل بهم؟
ماذا لو أن بيننا جمال عبد الناصر ووجد جمال مبارك بكل جرائمه يعيش حياته حتى الآن كما لو كان مازال في عزبة مبارك؟ كيف لو رأه يذهب لمؤسسات الدولة بكل فخر وسعادة وخيلاء كخبر الوفد أمس الجمعة بتواجد جمال مبارك وزكريا عزمي وعاطف عبيد بنادي رجال الأعمال بجاردن سيتي؟ أليس هذا خبراً استفزازياً؟
بالتأكيد لا أروج للزعيم الراحل جمال عبد الناصر فالرجل قد مات رحمة الله عليه.
لكن حينما لا أجد شيئاً قد تغير ، والبلد بعد كل هذه الثورة مازالت عزبة مبارك فلا بد أن أطالب بديكتاتور عادل، لابد من قرارات قوية وجريئة وشجاعة ، لا بد أن أطالب بمن يحرر البلد ويعيد عزبة مبارك إلى جمهورية مصر الحرة.
فحين أجد كل قيادات المؤسسات و الهيئات و المنظمات و المصالح الحكومية و الجامعات وعمد ومشايخ البلد و المحليات و التي هي كارثة والإعلام و الثقافة ، حين أجد كل هذه الكوارث كما هي لم يتغير فيها شيئ وتعمل بنفس فكر عزبة مبارك فماذا ننتظر وكيف أتوقع أن يحدث تغيير؟.
إن ما يحدث هو تكريس للتواجد و السيطرة و الهيمنة من النظام السابق وليس فلول النظام كما يقولون.
حينما نرى يومياً مظاهرات بداع وبدون داع وحرائق في كل مؤسسات الدولة.
حينما نجد كل من أجرموا في حق الوطن و المواطن مازالوا هم من يديرون البلد.
حينما يكون جمال مبارك يفترض أنه أمام المحاكمة وأمام العدالة وهو مازال يستمتع بعقد صفقات بنادي رجال الأعمال، ولم يجرؤ أحد على استدعائه حتى الآن.
حينما يؤدي زكريا عزمي حصته الرياضية بممارسة المشي يومياً بنادي هليوبولس.
حينما يطلب عاطف عبيد من أحد رجال الأعمال أقرباء السادات أن يصافح جمال مبارك مذكراً إياه بأنه مازال جمال مبارك بيه برده.
حينما لا نسمع شيئاً عن أحمد نظيف ورفاقه.
حينما لا نسمع شيئاً عن يوسف والي الذي تسبب في قتل ملايين المصريين وأمرض الآخرين بأمراض الكبد التي لانجد علاجاً لها.
و حين نرى منتهى التبجح من محامي جمال بيه مبارك في قضية شركة بالما هيلز يطالب بعدم المساس بأرصدة جمال بيه مبارك بداعي أن هذا سيؤدي إلى هروب المستثمرين من مصر . ما هذا السفه؟ ومن أين له بهذه الجرأة؟ إنها مازالت عزبة مبارك بلا شك.
حين لا نسمع ولا نرى ولا نشتم أى رائحة للتغيير ولا توجد أية بوادر أو مؤشرات تدل على ذلك فلم ولن يحدث التغيير.
لذلك أرى أن الحل في الديكتاتور العادل.
فعفواً الدكتور عصام شرف أنت رجل رقيق القلب ... أنت رجل طيب القلب. وهذا ليس عيباً ... ولكن ليس الوقت وقتك ...
أنت تحتاج لدولة تعيش الرومانسية ... ونحن نحتاج لديكتاتور عادلالتغيير الجذري يحتاج لقرارات شجاعة من رجل شجاع... لقرارات جريئة من رجل جريء... لقرارات قوية من رجل قوي... هذه المرحلة تحتاج للزعيم جمال عبد الناصر.
تحياتي