أسامة بن لادن ... و أمريكا دولة المجرمين

في هذا الموضوع سوف أعرض للعلاقة بين أسامة بن لادن و أمريكا.
من هو أسامة بن لادن؟ ولد أسامة عام 1957م، أي عمره 54 سنة، درس الاقتصاد ثم الهندسة المدنية، و هو الابن رقم 17 من بين 53 ابن لرجل الأعمال السعودي من أصل يمني محمد بن لادن. بعد وفاة أبية في حادث طائرة والذي ترك شركة برأس مال 900 مليون دولار أدار أسامة الشركة من بعده، وكان والده متزوج من أربعة نساء و كان يحيط قصره بأربعة قصور واحد لكل زوجة.
تزوج أسامة بن لادن خمس مرات منهم سورية وكان عمره 17 سنة وانفصل عنها ثم كان يجمع بين أربع نسوة أنجب منهن 23 من الأولاد.
في سنة 79 كان الإتحاد السوفيتي يحتل أفغانستان و كانت أمريكا ترغب بشدة في إخراجهم من أفغانستان فدعمت المجاهدين ضد السوفيت، وكانت الحكومات العربية تسمح في ذلك الوقت للمجاهدين في دولهم بالذهاب لأفغانستان للجهاد هناك حتى أن في هذه الفترة انتشر في مصر بين بعض جماعات السلفيين ارتداء ملابس الأفغان و الباكستانيين كرمز للجهاد ( القميص الطويل تحته بنطلون ) و الذي يسمى في باكستان ( الشلوار ) وهو الزى الرسمي للباكستانيين و الباكستانيات على حد السواء. على أية حال في هذه الأثناء كان أسامة بن لادن هو من يدعم المجاهدين الأفغان أيضاً لطرد السوفيت و بالفعل تم طردهم على يد المجاهدين و كان بن لادن يلقب في أفغانستان بعد طرد السوفيت (بالبطل).
بعد طرد السوفيت من أفغانستان ظلت الصراعات دائرة بين أحمد شاه مسعود الموالي للشيوعيين و الزعيم الإسلامي حكمتيار، وهنا دعم الأمريكان مرة أخرى حركة طالبان و طالبان كلمه أفغانية معناها الطلبة و قد قامت حركة طالبان بين طلاب العلوم الدينية في أفغانستان، كما دعمهم أيضاً أسامة بن لادن، واستطاعوا قتل أحمد شاه مسعود في عملية اغتيال قاموا بها فيما بعد.
في سنة 90 احتل العراق الكويت و كان هناك إجماع في الشارع العربي و الإسلامي على عدم تدخل أمريكا و أوربا في تحرير الكويت و أن العرب هم من يجب عليهم التدخل لتحرير العراق، و كان يعتقد بن لادن أنه باستطاعته تحرير الكويت كما حرر أفغانستان من السوفيت، ولكن تدخلت القوات الأمريكية على غير رغبة الشارع العربي و المسلم وأنشأت القواعد العسكرية في الخليج و هنا كانت لحظة فارقة في العلاقة بين بن لادن و أمريكا اللذان كانا يدعمان المجاهدين في أفغانستان.
فأسامة بن لادن أعتبر التدخل الأمريكي في الخليج بقواعد عسكرية هو بمثابة احتلال لبلاده، وأعلن الجهاد ضدهم و قاومهم بعمليات اعتبرها جهادية واعتبرها الأمريكان إرهابية، في كلاً من الخبر و الرياض ضدهم، وضغطت أمريكا و طردت السعودية أسامة بن لادن بل و سحبت منه الجنسية السعودية، فاستقبله حسن الترابي رئيس وزراء السودان وقتها و قام بن لادن بتأسيس مشروعاته الضخمة منها شركة ماشية و إبل و أغنام برأس مال ضخم، في هذه الأثناء كانت الحرب الأهلية الدائرة في الصومال و تدخلت أمريكا بقواتها ودعم بن لادن المجاهدين و الجماعات الإسلامية لطرد الأمريكان و السيطرة على الصومال و قد اضطر الأمريكان لسحب من تبقى من قواتهم بعد أن أذاقوهم المجاهدين الصوماليين ألواناً من الذل و المهانة فكان الصوماليون يعلقون الجنود الأمريكان مربوطون على أبواب المحلات كالذبائح و يركبونهم الحمير بالمقلوب ويمرروهم في الشوارع كنوع من الإذلال.
فاضطر الأمريكان للضغط مرة أخرى على السودان لتسليم بن لادن فطلبت السودان من بن لادن المغادرة، وماذا عن مشروعاته؟ قالوا له خذ الإبل و الغنم و المواشي وارحل فترك كل شيء للسودان و رحل لأفغانستان لينضم لرفاقه المجاهدين العرب و الأفغان و طالبان.
وهناك رأي آخر يقول أن أسامة بن لادن لما علم أن هناك صفقة تجري بين أمريكا و السودان لتسليمه لأمريكا، فترك السودان وغادر إلى أفغانستان.
في أفغانستان بدأ أسامة بن لادن مع الملا محمد عمر زعيم حركة طالبان يرافقهم الدكتور أيمن الظواهري تأسيس دولة إسلامية، فأنشأ المدارس و أسس لجامعة وقام برصف الشوارع، وكان من أهم إنجازاته القضاء على زراعة الخشخاش في أفغانستان و التي عادت بعد رحيلهم عن حكم أفغانستان، و أفغانستان كانت تعتبر من أول الدول في زراعة و تجارة الحشيش.
ولكن أمريكا التي سعت لطرد السوفيت ليس من أجل عيون الأفغان بل من أجل مصالحها في البلقان و دول الإتحاد السوفيتي السابق و محاصرة إيران و الضغط على روسيا...الخ، لا تقبل بقيام دولة إسلامية في أفغانستان فأيقظت المعارضين لطالبان و دعمتهم.
و في عام 2001 حدث تفجير 11 سبتمبر، و سرعان ما توجهت أصابع الاتهام للقاعدة و طلبت أمريكا من الملا محمد عمر زعيم طالبان تسليم أسامة بن لادن زعيم القاعدة، فأمريكا من دعمت الملا عمر ضد السوفيت، و بن لادن دعمهم أيضاً، ولكن هناك فرق بين دعم و دعم فأمريكا لا تدعم لوجه الله ولكن بغرض تحقيق مصالحها، و دعم بن لادن بغرض الدفاع عن عقيدة الجهاد ضد من اعتبرهم أعداء للإسلام و المسلمين المتمثلين في السوفيت و الأمريكان.
لذلك رفض الملا محمد عمر تسليم بن لادن حتى تقيم أمريكا الدليل على أن من قام بتفجير برجي التجارة هم القاعدة و زعيمها بن لادن هو من خطط للتفجير و أمر بذلك، فما كان من أمريكا سوى احتلال أفغانستان بحثاً عن بن لادن، و جاءوا بحامد كرزاي الموالي لهم، و تمكن بن لادن من الهرب، و هنا السؤال: هل أمريكا بكل ما لديها من قدرات و إمكانيات لا مثيل لها بالعالم لم تكن قادرة على العثور علي بن لادن خاصة في موقعة طورا بورا الشهيرة؟ و لماذا هذا التوقيت بالذات الذي تم العثور عليه و قتله؟ و لماذا كانت العملية بغرض القتل و ليس الاعتقال؟
هذا عن أسامة بن لادن.
أما أمريكا فقد ذكرت في العنوان أنها دولة المجرمين و هذا ليس قولي و لكنها الحقيقة المجردة فلا أحد في العالم لا يعلم حقيقة إرسال أوربا للمحكوم عليهم في قضايا إجرامية ( مجرميهم ) لأرض الهنود الحمر لطردهم من أراضيهم و احتلالها و تأسيس دولة المجرمين المحتلين.
فأمريكا دولة احتلال دولة مجرمين عليهم أن يعودوا لأوروبا أوطانهم الأم، بل عليهم أن يعودوا ليكملوا عقوباتهم فيما ارتكبوه من جرائم قبل احتلالهم لأراضي الهنود الحمر.
والآن و بعد أن حققوا الهدف الذي ادعوا أنهم جاءوا أفغانستان من اجله ، فهل يعودوا من حيث أتوا أم سيظلوا يقتلون الشعب الأفغاني يومياً بطائرات بدون طيار و بطيار؟
و يبقى السؤال الأخير:
هل ما قام به الأمريكان من قتل رجل أعزل كان يمكن اعتقاله مشروع أم يعاقب عليه قوانينهم الدولية التي وضعوها؟
ألم يكن بالإمكان اعتقاله و محاكمته والحكم عليه بالإعدام من خلال القضاء؟
أليس ما قام به الأمريكان من إلقاء جثته في البحر إجرام تعاقب عليه كل القوانين الدنيوية قبل الدينية؟
أليس ما قام به الأمريكان انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان هذا السيف البتار على رقاب كل العرب؟
ألم يقم الأمريكان الدنيا و لم يقعدوها لمجرد عرض صدام حسين صور لبعض الأسرى الأمريكان بدعوى حقوق الإنسان؟
إنها دولة مجرمين ... دولة احتلال ... دولة لا قيم لها و لا مبادئ.
تحياتي.

اقتباس :

إنها دولة مجرمين ... دولة احتلال ... دولة لا قيم لها و لا مبادئ.

الجرائم الأمريكية أبشع بكثير من ذلك ويكفي عدد مرات استخدام الفيتو ضد قرارات الإدانة للصهيونية
ويكفي جريمة الإبادة التامة لهيروشيما وناجازاكي
والله لن تكفي السطور لسرد الجرائم الأمريكية في مختلف بقاع الأرض

....

ولكن عزاؤنا الوحيد أنه كلما ارتفعت موجة الظلم حتى تظن أنه لا مفر أتاك الفرج من حيث لا تدري

وعسى الفرج يكون قريبا ونرى 50 دولة جديدة في العالم قريبا كما رأينا أكثر من 15 دولة سوفيتية

أشكرك أستاذة فرحة ... و حمداً لله أن من بيننا من هو مدرك لحقيقة الأمريكان، و نتمنى أن يدرك الجميع هذه الحقيقة وأن نكون يوماً ما فاعلين و ليس مفعولاً بنا.
تحياتي