تحياتي:
هاهو اليوم الثاني من رحلتنا فمرحبا بكم معنا
بعد تناول وجبة الإفطار كل منكم يرتدي ملابسه الصيفية إذ الجو اليوم صحو والشمس مشرقه
ولا تنسوا بالطبع كاميرات تصويركم
لأن الأماكن التي سنذهب إليها كلها أماكن تستحق التصوير
والآن علينا التحرك من أمام باب الفندق للتوجه نحو (العبارة) التي ستبحر بنا في النيل وتعبر بنا إلى (آثار البر الغربي)
وهانحن قد وصلنا إلى مرسى العباره (وتسمى فالوكه) وترسي على شط النيل وستعبر بنا إلى الجهة المقابلة تستغرق الرحلة قرابة العشرين دقيقه
فمن فضلكم فلينزل واحد تلو الآخر ويأخذ مكانه داخل الفلوكه أو المركبه
وتمتعوا بمنظر مياه النيل الصافية وأشعة الشمس ترمي خيوطها الذهبية على صفحة الماء فتشكل سيمفونية رائعة
الكل الآن أخذ مكانه وانطلقت الفالوكة تغوب المياه وفي مقدمتها رجل يقود دفتها بماتور
أسمر اللون ملامحه هادئة وابتسامته مشرقه
ومعظم الأعضاء منشغلون إما بالغناء أوالتصوير أو باسقاط يدهم على صفحة المياه وملامستها
والآن أشاهد بعض الأعضاء يرش الآخرين برزاز المياه
هتسكت ام أحذف مشاركتك؟
فيرد علي قائلا:
هوه إنت هنا مشرف وفي المنتدى كمان مشرف؟
إيه الغلب ده؟
هههههههههههههههه
قربت الفلوكة من مرسى البر الغربي
على مهلكم في الهبوط إلى اليابسه
مازال الشباب يغنون أغنيتهم الشهيرة
الأقصر بلدنا بلد سواح
فيها الأجانب تتمخطر
وكل عام ساعة المرواح
بتبقى مش عاوزه تروح
الاقصر بلدنا على الخارطه
ينحط من تحتيها شرطه
ولف بينا أي يسطى
أجمل مدينه أي يسطى
ألخ
والآن وصلنا إلى الطريق المؤدي إلى البر الغربي
وهاهو أتوبيس مكيف في انتظارنا لمرافقتنا والتجول معنا
تفضلوا بالصعود على داخل الباص
هناك مجموعة من الأعضاء منشغلون بشراء عيدان قصب السكر من الباعة المتواجدين بكثرة في هذا المكان
وهاهم قد أتوا وكل واحد منهم يحمل عودا من قصب السكر
إصعدوا إلى الباص وإياكم أن ترموا نفايات بقايا قصب السكر في ارضية الباص
ردوا قائلين:
سنضعها في كيس أحضرناه لذلك
وانطلق الباص بنا على طريق ممتد وكان أول ما شاهدناه هو:
تمثالان يقفان شامخان على يمين الطريق كنا نسميهم حراس المدينة
ولكن هما
تمثالا ممنون :
وهما كل ما تبقى من معبد تخليد الذكرى للفرعون امنحتب الثالث ويصل ارتفاع الواحد نحو 19.20 متر وقد أطلق الإغريق هذا الأسم عندما تصدع التمثال الشمالى منهما وأخرج صوتا – فشبهوه بالبطل الأسطورى ممنون الذى قتل فى حرب طرواده وكان ينادى أمة أيوس إلهة الفجر كل صباح فكانت تبكى عليه وكانت دموعها حارة
وها أنا أشاهد الآن مجموعة من الاعضاء يلتقون الصور التذكارية وهم وقوف بين التمثالين أو بجوارهما
هيا اصعدوا ثانية إلى الباص فمازالت الرحلة أمامنا طويله
وانطلق بنا الباص حتى وصل بنا إلى
مقابر وادى الملوك والملكات :
وهى المقابر التى أمر ملوك وملكات الدولة الحديثة بنحتها فى باطن الصخر فى هذا الوادى لتكون بمأمن من عبث اللصوص .. وتتكون من عدة غرف وسراديب توصل إلى حجرة الدفن
صورة عامة لمنطقة وادي الملوك
صورة أخرى لوادي الملوك
أولا : مقابر وادي الملوك
وأهم هذه المقابر
1. مقبرة توت عنخ أمون
توت عنخ أمون كان أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشر في تاريخ مصر القديم, و كان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. في عصر الدولة الحديثة. يعتبر توت عنخ أمون من أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق بانجازات حققها او حروب انتصر فيها وانما لأسباب اخرى لا تعتبر مهمة من الناحية التاريخية ومن ابرزها هو اكتشاف مقبرته وكنوزه بالكامل دون اي تلف واللغز الذي احاط بظروف وفاته حيت اعتبر الكثير وفاة فرعون في سن مبكرة جدا امرا غير طبيعي وخاصة مع وجود آثار لكسور في عظمي الفخذ و الجمجمة و زواج وزيره من ارملته من بعد وفاته وتنصيب نفسه فرعونا, كل هذه الأحداث الغامضة والإستعمال الكثيف لأسطورة لعنة الفراعنة المرتبطة بمقبرة توت عنخ أمون التي استخدمت في الأفلام وألعاب الفيديو جعلت من توت عنخ أمون أشهر الفراعنة لأسباب لا تتعلق على الأطلاق بالاهمية التاريخية او لأنجازات حققه اثناء سنواته القصيرة كفرعون مصر وانما لألغاز وأسئلة لا جواب لها اعتبرها البعض من اقدم الأغتيالات في تاريخ الأنسان.
توت عنخ أمون كان عمره 9 سنوات عندما اصبح فرعون مصر واسمه باللغة المصرية القديمة تعني "الصورة الحية للاله أمون"، كبير الآلهة المصرية القديمة. عاش توت عنخ آمون في فترة انتقالية في تاريخ مصر القديمة حيث أتى بعد أخناتون الذي حاول توحيد آلهة مصر القديمة في شكل الإله الواحد وتم في عهده العودة إلى عبادة آلهة مصر القديمة المتعددة. تم اكتشاف قبره عام 1922 من قبل عالم الأثار البريطاني هوارد كارتر واحدث هذا الإكتشاف ضجة اعلامية واسعة النطاق في العالم
صورة لمدخل مقبرة توت عنخ أمون
اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون
كان ما يسمى وادي الملوك الواقعة على الضفة الغربية من نهر النيل بالقرب من طيبة ولمدة 450 سنة اثناء عهد الدولة الحديثة من تاريخ قدماء المصريين التي امتدت من 1539 إلى 1075 قبل الميلاد بمثابة مقبرة لفراعنة تلك الفترة حيث يوجد في هذا الوادي الصخري الذي يبلغ مساحته مايقارب 20,000 متر مربع 27 قبرا ملكيا تعود لثلاثة أسر وهي الأسرة المصرية الثامنة عشر و الأسرة المصرية التاسعة عشر والأسرة المصرية العشرون تم اكتشافه لحد هذا اليوم
يعتقد ان الوادي يضم على اقل تقدير 30 قبورا أخرى لم يتم اكتشافها لحد الآن. القبور المكتشفة في وادي الملوك لحد الآن وحسب الترتيب الزمني لحكم الفراعنة تعود إلى تحوتمس الأول و أمنحوتپ الثاني و توت عنخ أمون و حورمحب وهم من الأسرة المصرية الثامنة عشر و رمسيس الأول و سيتي الأول و رمسيس الثاني وآمينمسيس وسيتي الثاني و سبتاح و هم من الأسرة المصرية التاسعة عشر و ست ناختي و رمسيس الثالث و رمسيس الرابع و رمسيس الخامس و رمسيس التاسع وهم من الأسرة المصرية العشرون. وهناك قبور أخرى لفراعنة مجهولين لازالت المحاولات جارية لمعرفتهم.
كان بناء قبر الفرعون يبدأ عادة بعد ايام من تنصيبه فرعونا على مصر وكان البناء يستغرق على الأغلب عشرات السنين وكان العمال يستعملون ادوات بسيطة مثل الفأس لحفر اخاديد طويلة وتشكيل غرف صغيرة في الوادي وبمرور الزمن كانت هناك قبور تبنى فوق قبور اخرى وكان شق الأنفاق والأخاديد الجديدة تؤدي في الغالب إلى انسداد الدهاليز المؤدية إلى قبر الفرعون الأقدم, انعدام التخطيط المنظم هذا كان السبب الرئيسي الذي ادى إلى بقاء هذه الكنوز وعدم تعرضها للسرقة لألاف السنين.
في4 نوفمبر 1922 وعندما كان عالم الآثار والمتخصص في تأريخ مصر القديمة البريطاني هوارد كارتر يقوم بحفريات عند مدخل النفق المؤدي إلى قبر رمسيس الرابع في وادي الملوك لاحظ وجود قبو كبير واستمر بالتنقيب الدقيق إلى ان دخل إلى الغرفة التي تضم ضريح توت عنخ أمون وكانت على جدران الغرفة التي تحوي الضريح رسوم رائعة تحكي على شكل صور قصة رحيل توت عنخ أمون إلى عالم الأموات وكان المشهد في غاية الروعة للعالم هوارد كارتر الذي كان ينظر إلى الغرفة من خلال فتحة وبيده شمعة ويقال ان مساعده سأله "هل بامكانك ان ترى اي شيء ؟" فجاوبه كارتر "نعم اني ارى أشياء رائعة".
في 16 فبراير 1923 كان هوارد كارتر (1874 - 1939) أول انسان منذ أكثر من 3000 سنة يطأ قدمه ارض الغرفة التي تحوي تابوت توت عنخ أمون. لاحظ كارتر وجود صندوق خشبي ذات نقوش مطعمة بالذهب في وسط الغرفة وعندما قام برفع الصندوق لاحظ ان الصندوق كان يغطي صندوقا ثانيا مزخرفا بنقوش مطعمة بالذهب وعندما رفع الصندوق الثاني لاحظ ان الصندوق الثاني كان يغطي صندوقا ثالثا مطعما بالذهب وعند رفع الصندوق الثالث وصل كارتر إلى التابوت الحجري الذي كان مغطى بطبقة سميكة من الحجر المنحوت على شكل تمثال لتوت عنخ أمون وعند رفعه لهذا الغطاء الحجري وصل كارتر إلى التابوتالذهبي الرئيسي الذي كان على هيئة تمثال لتوت عنخ أمون وكان هذا التابوت الذهبي يغطي تابوتين ذهبيين آخرين على هيئة تماثيل للفرعون الشاب . لاقى هاورد صعوبة في رفع الكفن الذهبي الثالث الذي كان يغطى مومياء توت عنخ أمون عن المومياء ففكر كارتر ان تعريض الكفن إلى حرارة شمس صيف مصر اللاهبة ستكون كفيلة بفصل الكفن الذهبي عن المومياء ولكن محاولاته فشلت واضطر في الأخير إلى قطع الكفن الذهبي إلى نصفين ليصل إلى المومياء الذي كان ملفوفا بطبقات من الحرير وبعد ازالة الكفن المصنوع من القماش وجد مومياء توت عنخ أمون بكامل زينته من قلائد و خواتم و التاج والعصى وكانت كلها من الذهب الخالص ، لإزالة هذه التحف اضطر فريق التنقيب إلى فصل الجمجمة والعظام الرئيسية من مفاصلها وبعد ازالة الحلي اعاد الفريق تركيب الهيكل العظمي للمومياء ووضعوه في تابوت خشبي.
بعض الرسومات الفرعونية الموجودة داخل المقبرة
الضريح الرئيسي لقبر توت عنخ أمون
وسأكتفي معكم هذه الليلة بهذا الجزء على أن نكمل رحلتنا لاحقا فانتظرونا
وآمل أن تكونوا مستمتعين معنا
لكم كل الحب