انها الصفقة الكبرى التي لم أفاجئ و لم أصدم حين تم الإعلان عن قرب اكتمال فصولها أمس
"الجيش يسلم السلطة للإخوان ... و الإخوان يضمنون للمجلس العسكري عدم ملاحقة القضاء لجرائمهم ... و عدم المساس بميزانية القوات المسلحة السرية و التي لا يحق للدولة الإشراف عليها" بمعنى أنه الحزب الوطني الجديد للإخوان المسلمين.
و لكن هل من دليل على أنها صفقة؟ إذاً ما معنى اسقاط ما ترتب على صدور أحكام قضائية بحق المهندس خيرت الشاطر و لم يعلن عن هذا الإسقاط كما هو الحال مع أيمن نور!
و يدل ذلك على إرادة مشتركة و مخطط لها لمفاجأة الشعب و المراقبين في اللحظات الأخيرة بخبر تقديم الإخوان مرشحهم الرئاسي كي يصاب الجميع بالصدمة ليس لسبب ترشحة و لكن لعدم وفاء و التزام جماعة ناطقة باسم الإسلام بما صرحت به مئات المرات على ألسنة أكبر قادتهم.
و لماذا يبرم المجلس العسكري صفقاته مع الإخوان و ليس مع تيارات أخرى كالعلمانيين أو حتى السلفيين؟
لأن
1- الإخوان تمرسوا على إبرام الصفقات فهم يخططوا لها و ينفذوها بإتقان.
2- هم من لديهم الأكثرية التي يظن المجلس العسكري أنها ستدعمهم و تضمن لهم استمراريتهم و بالتالي يجدوا أغلبية تحميهم ... و كان ذلك واضحاً حين شيدوا دروعاً بشرية بأجساد شباب الإخوان لمواجهة شباب الثورة المتظاهرين أمام مجلس الشعب في أولى جلساته كبدلاء لجنود المجلس العسكري من أجل إجهاض الثورة.
3- الإخوان هم الفصيل الوحيد الذي يجرؤ على خيانة الشعب لصالح جماعتهم.
4- العلمانيون الذين لا أكن لهم أي إحترام هم " أكثر شرفاً " من هذه الجماعة ... فهم لا يقبلون التآمر و إبرام صفقات ضد الوطن.
5- السلفيون هم أكثر الأحزاب السياسية وضوحاً فهم لا ينافقون أحد و لا يقبلوا بأن يكونوا يوماً ما منافقين أو خائنين للشعب و الوطن، لذلك فمن المستبعد أن يحاول المجلس العسكري إبرام صفقات معهم.
6- الإخوان دأبوا على قول ما لا يفعلون.
إذا كان الأمر كذلك، فما الحل إذاً؟
يكمن الحل برأيي في السير على محورين متوازيين.
أولهما: توافق كل القوى السياسية على مرشح واحد من ثلاثة نثق فيهم و هم ( الأقرب للفوز بالمنصب ) و اقترح أبو إسماعيل _ عمرو موسى _ أبو الفتوح ) و دعمهم كي لا تفتت الأصوات.
ثانيهما: التوعية الإعلامية جنباً إلى جنب مع الدعم السياسي بحقيقة مواقف الإخوان المسلمين ... و التنويه بدعم كل القوى السياسية لمرشح ضد مرشح الإخوان و المجلس العسكري.
هذه رؤيتي أما الأخت نوارة نجم فرؤيتها أن الإسلاميين قدموا أربعة مرشحين ( أبو الفتوح _ العوا _ أبو إسماعيل _ الشاطر ) من أجل تفتيت الأصوات كي يحظى مرشح المجلس العسكري بأغلبية الأصوات.
و دمتم...
[center]