متجدد اصداء برنامج العاشره مساء فاروق الباز لـ"العاشرة مساء": "ثوار يناير" يستحقون تولى الحكم فى مصر..

العاشرة مساء: نظيف يكلف حكومته بإنشاء جهاز جديد مستقل بإنتاج وتوزيع الخبز لتسهيل توصيله للمواطن.. وتأجيل قضية الإبراشى إلى 19 ديسمبر المقبل.. ومحافظة الجيزة تقرر 7 نوفمبر عيدا قوميا للمحافظة.. وتأجيل اجتماع إدوارد ومكرم محمد أحمد إلى الغد بنقابة الصحفيين
شاهده أكرم سامى

أهم الأخبار
- مكتب وزير السياحة يصحح الإملاء الخاص باسم وزير السياحة على أن يكون على النحو التالى زهير جرانة وليس زهير جرانة.

- رئيس مجلس الوزراء يكلف حكومته بإنشاء جهاز جديد مستقل خاص بإنتاج وتوزيع الخبز بشكل أسهل لمنع الأزمات بين المواطنين.

- قررت محكمة جنايات الجيزة تأجيل قضية وائل الإبراشى لـ19 ديسمبر المقبل.

- وجود قنبلة فى مدرسة رفح الثانوية.

- إلغاء اجتماع رضا إدوارد ونقيب الصحفيين مكرم محمد أحمد أمس وتأجيله لليوم.

- صدور بيان من محافظ الجيزة يقرر 7 نوفمبر العيد القومى للمحافظة وهو تاريخ إعلان المحافظة لأول مرة عام 1960.

- إضربات فى فرنسا شارك فيها الملايين من الفرنسيين بسبب رفضهم لقانون رفع سنة التقاعد المهنى من 60 سنة إلى 62 سنة.


الفقرة الرئيسية: حوار مع المهندس هانى عازر المقيم بألمانيا

هانى عازر مهندس مصرى مختص ببناء الأنفاق ومحطات القطارات الذى بات فى مقدمة أشهر 50 شخصية فى ألمانيا منذ تشييده محطة قطارات برلين عام 2006 التى أصبحت أشهر محطة قطارات فى أوروبا منذ ذاك الوقت، كما شيد نفق مترو "دورتموند " عام 1979، ويسعى وصولا إلى مشروع تطوير سكك حديد «شتوتجارت» بتكلفة 10 مليارات يورو وينتهى فى العام 2019.

تحدث عازر فى البداية عن محطة قطار برلين وكيفية تنفيذها وصولا لهذا الشكل العظيم الذى لفت إليه جميع أنظار العالم، فقال "سمعت الحكومة الألمانية بما قمت به من أعمال بنائية وتشييد نفق دورتموند، فاشترتنى من الشركة التى كنت أعمل بها وكلفتنى فى عام 1994 بالتحديد بتشييد أنفاق قطارات السكك الحديدية التى كان العمل قد بدأ فيها منذ ذلك العام، وكان يشرف على مشروع تطوير المحطة قبلى أكثر من مهندس ألمانى ولكنهم فشلوا فى تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سواء من حيث التصميم أو التنفيذ أو تكاليف المشروع التى تزايدت بمرور الوقت..

وفى مايو عام 2001 استدعانى رئيس سكك حديد ألمانيا وطلب منى تولى مسئولية الانتهاء من المحطة وأن يكون التسليم بعد 5 سنوات كنت فيها مسئولا عن 750 مهندسا و1500 عامل، ومفوضاً بالتعامل مع 35 شركة تورد المواد للمحطة..

وقبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم، وبالتحديد يوم 26 مايو 2006 تم افتتاح أكبر وأحدث محطة قطارات فى أوروبا والعالم بتكلفة 4.5 مليار يورو، وتم اختيار موقعها فى المنطقة الفاصلة بين شطرى ألمانيا الغربية والشرقية قبل الوحدة عام 1990 لنُرِى العالم معنى الوحدة وأثرها".

وعن المشكلات التى واجهت عازر عن تشييد المحطة قال "المشاكل كانت كثيرة للغاية، أهمها المياه الجوفية التى كادت تغرق برلين أثناء الحفر فى الأنفاق، وفشل المهندسون الألمان فى إيجاد حل لها وكان من الممكن أن تعوق المشروع كله، ولكننى وجدت الحل فى تجميد التربة وبالتالى تجميد المياه الجوفية فيها لدرجة 36 تحت الصفر، مع الحفاظ على عدم تجميد المياه القريبة من سطح التربة وإلا ماتت النباتات بالكامل، فزودنا التربة بمجسات لقياس درجة حرارة المياه لمعرفة الوضع وتحقيق الهدفين "تجميد المياه الجوفية ورى النباتات"، كانت لدى أيضاً مشكلة حفر الأنفاق تحت مياه نهر "سبراى" دون تعطيل حركة الملاحة النهرية، فقررت تعديل مجرى النهر لمسافة 70 متراً لتسير فيه الملاحة بشكل مؤقت، وقمت بعدها بحفر الأنفاق المطلوبة وتغطيتها بالخرسانة ثم بطبقة سميكة من الحديد، وتعجب الألمان من استخدامى الحديد فوق الخرسانة ورأى البعض أن فى هذا زيادة فى تكلفة البناء، ولكننى شرحت لهم وجهة نظرى، التى تتلخص فى أننى حميت الخرسانة بالحديد حتى لا يتسبب إلقاء السفن الهلب فى شرخ أو تهديد للخرسانة المبطنة للأنفاق على المدى الطويل، وبعدها أعدت النهر لمجراه الطبيعى، فقالوا عنى إننى أمتلك مفاتيح كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة".

أما بالنسبة للمبنى الضخم فى محطة برلين والمتكون من خمسة طوابق قال عازر عنه "هذا مبنى عبارة عن 5 طوابق على جانبى الكوبرى يمر عليه خط قطارات يربط بين شرق وغرب ألمانيا وبالتالى أوروبا، ويصل بين طرفى المبنى جزء طوله 70 متراً به مكاتب إدارية، وكان بناؤه بالشكل التقليدى يعنى تعطل حركة مرور القطارات، فقررت بناءه رأسيا من جزأين ثم قلبه بشكل أفقى بمفصلات بحيث تكون سرعة قلبه 3 سم فى الدقيقة واستغرق قلبه 48 ساعة..

فتبلغ محطة برلين ٢٥٠ ألف متر مربع، وهى محطة مركزية بين محطات القطارات فى أوروبا تلتقى بها قطارات الشمال والجنوب مع قطارات الشرق والغرب، ويزورها يوميا نحو ٧٠٠ ألف راكب".

لاحظت الإعلامية منى الشاذلى أثناء تجولها مع المهندس هانى عازر أعمدة حديدية تشبه نبات اللوتس خلف المحطة، فأجابها عازر بأن "تلك الأعمدة حديدية بداخلها خرسانة وتشبه نبات اللوتس، تحمل الكوبرى الذى تسير عليه قطارات الشرق والغرب ووزنه ٨٠٠٠ طن، وراعيت فى تصميمها إمكانية صيانتها من خلال إحاطتها بدوائر وضعنا تحتها حديداً يتم رفعه مثل كوريك السيارة فى حالة حدوث أى هبوط أرضى".

وسألت منى الشاذلى عازر عن استخدام ٩١١٧ لوحاً زجاجياً لتغطية سقف محطة برلين وأرصفة القطارات بها، لماذا كل هذا الرقم ولماذا فى بعض الألواح نقاط مستديرة، أجابها عازر بأن "تلك الدوائر المستديرة خلايا ضوئية تم وضعها فى بعض ألواح الزجاج المعرض لضوء الشمس، وهو يستخدم لتوليد الطاقة الكهربائية التى تستخدم فى إنارة المحطة ليلاً، وتعطينا ٧٥٠ كيلو وات فى الساعة، وقد صممها المهندس المصرى العبقرى إبراهيم سمك، أما بقية ألواح الزجاج التى تغطى المحطة فهى كما تلاحظين مثبتة فى إطارات من المعدن ويحملها قضيبان من الحديد على شكل حرف X خوفاً من تمدد أطر الحديد واتساعها على الزجاج فيسقط مكسوراً أو يصيب أحداً، وهناك بعض ألواح الزجاج التى تفتح أتوماتيكيا فى حال تصاعد أى دخان لتنقية الهواء داخل المحطة".

تحدث عازر بعد ذلك عن شعوره الداخلى وهو يسير داخل محطة برلين فقال "أشعر بالتعب الذى مر على وكم الضغط الذى لاقيته للانتهاء من المحطة فى الوقت المحدد الذى أعلنته الحكومة الألمانية وهو يوم ٢٦ مايو عام ٢٠٠٦ قبل استضافة ألمانيا بطولة كأس العالم لكرة القدم وقتها، فكان هناك ضغط شديد من قبل الحكومة الألمانية والمستشارة أنجيلا ميركل التى كانت تتحدث بنفسها إلى مسئول المحطة عند توقف المشروع أو حدوث أى عقبات".

وعن شعور عازر بهذا الإنجاز العظيم وهل يشعر بالفخر والسعادة حين يحدث أحدا عنه قال "بالتأكيد هناك إحساس بالسعادة والرضا، ودائما أتمنى أن يرانى أبى فى هذا الحال وأن أشرفه وأرفع رأسه، لكنى أفتقد وجود والدى بجوارى".

وقال عازر خاتما حديثه عن إمكانية عودته لمصر "كثيرا ما أفكر أن أتقاعد وأقضى بقية حياتى فى مصر وسط إخوتى وأصدقائى القدامى وأفتتح مشروعاً هندسياً خاصا بى، لكن من عاش حياة الغربة يدرك تماما أنه بات مقسما بين مكانين لا يعلم لأيهما ينتمى أكثر، فعندما أزور مصر وأرى ازدحامها وسلوكيات الفوضى وعدم وجود نظام من بعض الناس فى الحياة أتساءل: كيف يمكننى التكيف الآن مع ذلك وأقضى حياتى هنا فأعود لألمانيا مرة أخرى، لكن مهما كان حجم إنجازاتى سأظل مصريا عربيا مهما حدث".