موقع الاعلامية مني الشاذلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 0d344d436cf006

 

 دعــوة للـتــأمــل

اذهب الى الأسفل 
+7
RANA
آيات السيد
سامح المصرى ابو ريم
هند الديب
supervisor / Amir
أبو أسامة
زين العابدين
11 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 11, 12, 13  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 12:03 pm

الموضوع: حِينَمَا تَحَدَّثَتِ الحُرُوفِ
(قسم النقاشات و أعتذر مسبقا)

عندما تعجز الكلمات و معانيها و جُمَلٌ مُرَكَّبَةٌ منها و من مبانيها، تَنْبَرِي الحروف الرَّشِيقَةُ بين حَنَايَا تلك الكلمات للبَوْحِ بِسِرِّ الحديثِ، حديثٍ عن دمعة بكاء..حديثٍ عن زغرودة فرحة..تَبُوحُ بِكُلِّ المستور دون الفضح و بكل ما يقال دون إساءة أدب و تَسْتَشِفُّ الحكمة في رَفْعَةِ فاعلٍ صاحبِ خير أو شر. تَسْتَشِفُّ الحكمة في كَسْرَةِ جَارٍّ ساحبٍ مَرَّةً و أخرى مسحوب. تَسْتَشِفُّ الحكمة في فَتْحَةٍ تَنْصِبُ مرة و تَصْلِبُ أخرى..حتى صوت السُكُونِ تُسْمِعُنا أَنِينَهُ و صَفِيَرهُ المكتوم..كان هذا في مدينة الحروف، عندما نزلت ضيفا مُكَرَّمًا على صديقَيَّا، السيِّدة "لغة عربية" و السيِّد "قلم"، كانا سيدا هته المدينة الجميلة..

دخلت في ضيافتهما و تجوَّلتُ في ربوعٍ خضراءَ مرميةً على مَدِّ البصرِ تكسوها حروف اللغة العربية المعروفة البهيَّة، كانت زهورًا، كانت فراشاتٍ، كانت ثمارا..كانت جَنَّةَ حروفٍ، تُزْهِرُ كلماتٍ، تُثْمِرُ جُمَلاً بليغةً، أَوْدِيَتُهَا مِدَادُ "القلم" المتلألئ و أرضها بياضُ قرطاسٍ ناصعٍ، يَعْبُقُ جَوَّهَا مَعَانِيَ وَرْدِيَّةً و أخرى شَفَّافَةً، و يَحُفُّ المدينةَ صوتُ الآذان وتلاوة القرآن العظيم ليلَ نهار..تَتَشَنَّفُ الآذان لسماع حرف ضُبِطَ مخرجه و قَلْقَلَةٍ لها في القلب سلطان..

عِشْتُ مع الحروف و أَنِسْتُ بصحبتها و بادلتني الإحساس الصادق الذي يملأ قلبي نحوها.. و بعد مكوثي معها خَبِرْتُ حزنها و فرحها و ألمها و أملها، حَسِبْتُنِي أَعْرِفُهَا حَقَّ المعرفة، لأني صَدَقْتُهَا فَصَدَقَتْنِي و سأروي لأحبتي و إخوتي قِصَّتِي معها و عن أحوالها:


بعدما أخذت تفويضا خاصا في أن أتجول كيف أشاء في مدينة الحروف من السيِّدة "لغة عربية" و السيِّد "قلم"..قَرَّرْتُ أن أغتنم هته الفُرْصَةَ السَّانِحَةَ..ليت شعري، ربما بَنَيْتُ دَارًا (بعد موافقة سَيِّدَا المدينة طبعا)..سأجعل أساسَها لغة القرآن العظيم، أعمدتُها التَتَلْمُذُ على أيدِ أهلِ الفصاحةِ و اللغةِ العربُ الأقحاحُ..لست أدري ماذا سأفعل ببلاطها و سقفها، كيف يكون بابها، نافذتها، أما عن أثاثها المريح فسأجعل بعض نَمَاِرقِهِ أحلى أشعار شعراء هذا المنتدى الطيب..ثمن الدار العلم و الإجتهاد أما حُبُّ الدار فقد سَكَنَّ قلبي فلا تَسَلْنِي!

أما بعد:


مررتُ يوما على حرف من حروف لُغَةِ الضَّادِ الجميلة..فوجدته كئيبا حزينا، تحمل يداه رأسه من فَرْطِ ثِقَلِ الهموم عليه..فبادرته بالسَّـﻻمِ فَرَدَّ التحية بصوتٍ كَنَوْحِ الحمام عَلِمْتُ منه بعض مَكَامِنِ ألمٍ غائرٍ في كبد المسكين..فسألته مُمَازِحًا: كيف أحوالك و أحوال أخوالك؟..قصدتُ، إخوته الحروف! فتَنَهَّدَ تنهيدةً هي زفرةٌ حارَّةٌ من قلبٍ مكلومٍ و شَخَصَ بِعَيْنَيْهِ السَّوْدَاوَينِ لِيُحَدِّقَ فِيَّ كأنَّما يُحَدِّثُنِي بهما..فانطلقَ لسانُ الحزنِ يَسْرُدُ القصة حرفا حرفا فقال:

عندما يعجز الحرف أن يَضُمَّ حرفا آخر ليُكَوِّنَ أعذب كلماتِ محبةٍ..فإنه يبكي بُكَاءً مُرَّا..

أبكي لفراق دفء الضَمَّةِ..ضمة الضمة!

أبكي من وجع كَسْرَةٍ آلَمَتْ خَصْرِي..كأنما كُتِبَ عَلَيَّ أن أَتَذَوَّقَ مرارتها و لست أدري ما جريرتي..

أبكي من فَتْحَةٍ فوق رأسي..أردت أن أشرب من رحيق ضوء الشَّمْسِ المار عَبْرَهَا..لكنها (الفتحة) باتت اليوم مُوصَدَةً!

أبكي من سُكُونٍ فارق خلجات القلب فاضطربت (الخلجات) لسماع "اللَّحْنِ" (لحن اللغة) مِمَّنْ يَتَشَدَّقُ مِـْلءَ الفم و يُجِيزُ لنفسه أن يُسْكِنَ جميع الكلماتِ و يُحَدِّثَ في جميع اﻹتجاهاتِ إﻻَّ اﻹتجاهَ الصحيحَ!..

أبكي ﻷنَّ حَرَكَاتِي، مِنْ ضَمَّةٍ و فتحةٍ و كسرةٍ و تسكينٍ، أُنتزعت مِنِّي عُنْوَةً..جُرِّدْتُ من ريشِ تَأَنُّقِي لكنِّي بِسَتْرِ الله ما زِلْتُ مَكْسُوًا..

أبكي ﻷنِّي أجد نفسي فقط بين قراطيسِ قواميسِ اللُّغةِ..إعتراها غبار الزَّمَنِ و أهملتها اﻷيدي و لم تُرَطَّبْ اﻷلسنةُ بحلو مذاقي!

أبكي ﻷنَّ أفواه الصغار إمتـﻷت حلوى و " نَدَّاغَاتْ".. و قد مضى أو كاد زمنٌ، كان فيه النطق الصحيح للحروف أحلى من السُّكَّرِ و الحلويات..بل قبل ذلك و بعده، آياتٌ بَيِّنَاتٌ يحفظها هؤﻻءِ الصغارُ تَتَحَرَّكُ بها (باﻵيات الكريمات) شِفَاهُهُمْ الصغيرة، دُرْبَةً على الفصاحةِ و ثوابا يبلغ السموات..

أبكي ﻷنَّ صوت الحرف العربي أصبح غريبا بين أهله..يُسْخَرُ منه، يُسْتَخَفُّ به و يريد البعض أن يُضْرَبَ رأسُه (رأس الحرف) بالحائط..عُذُوبَتُهُ اﻷصيلة سُكِبَ عليها "جالونات" من مياه "الدارجة" حتى انعقد اللِّسانُ من أخـﻻطٍ و أغـﻻطٍ..فصار النَّاسُ أعاجم مُهَجَّنِينَ!

أبكي ﻷنِّي أُسْتُبْدِلْتُ بالحرف اﻷعجمي.. و تُعُمِّدَ طَمْسُ جمال و سحر رسم الحرف العربي..هذا الجمالُ الخـﻻَّبُ عرفه القاصي و الداني إﻻ مَنْ بِهِ رَمَدْ!..

أبكي على ريشةِ فنَّانٍ ..يُذْخِرُ ريشتَهُ بمدادٍ أسودَ ثم يَخُطُّنِي على صفحةٍ بيضاءَ، فَيُمَدِّدُ الحِبْرَ المُتَـﻷَ لِئَ برشاقةِ جناحي الفراشة عندما تنطلقان إلى النور فوق!..فيصنع حرفا بل يصنع جماﻻ..للهِ دَرُّهُ!.. أما في عالم التقنية الحديث، فنقرة على رأس مفتاح، تنسخ حرفا..تنسخ حرفا و فقط.


فقلت له و بعض لَفْحِ اﻷسى المنبعث من كلماته أصابني: يا صاحبي، يا حَرْفَ الضَّادِ..هَوِّنْ عليكَ..فبقيةُ خَيْرٍ في هذا المنتدى الطَيِّبِ حقيقةٌ عَلَّ عَيْنَكَ تَقَرُّ بِهَا..

فقال، و ابتسامةٌ كضوءٍ خَافِتٍ لكنَّه ظاهرٌ للمتأمِّلِ: لقد طُفْتُ بالمنتدى و بأهل المنتدى فَسَرَّنِي ما رأيتُ..لكنَّ الوجعَ أكبر! يَحُزُّ في نفسي وكُلَّ أخٍ من إخوتي الحروف(و قد تَحَلَّقَتْ بنا الحروف جَمِيعُهَا، بعدما عَلِمَتْ بحديثي مع صاحبي حرف الضاد ) ..فاستجمِعْ مِدادَك و ريشتَك و قرطاسَك و اكتب!..فَلِكُلٍّ مِنَّا قِصَّةٌ و حكاية!..


مع حرف اﻷلف:

تَقَدَّمَ مِنِّي حرف اﻷلف بكل أَنَفَةٍ و كبرياء لكن مع تواضع العقـﻻء..شامخا أنفه في السماء، يضع هَمْزَتَهُ فوق رأسه في العلياء. طِوَالٌ هو يأبى أن يُطَأْطِئَ إﻻَّ لِرَبِّ السَّمَاء..نحافته بل قُلْ رشاقته، قل إن شئت يتبع حِمْيَةً أو رياضِيٌّ ماهرٌ يلعب كرة السَلَّة Smile ..

فألقى السَّـﻻم تحية طيبة فرددت عليه بأفضلَ منها. جلس حيث ينبغي لحرف اﻷلف أن يجلس..في أول المجلس ثم قال:


- عندما أكون بِضْعَةً من كلمة " ألم" إِسْتَغْرَقَ (هذا اﻷلم) الواقع الذي نحياه حياة الموتى دون إحساس بما يحاك ضدنا..أنتفض و قُشَعْرِيرَةٌ تسري من أخمص القدمين إلى أعلى الرأس.. ما بال أقوامٍ صَبُّوا جام غضبهم على شخصي (حرف اﻷلف يتحدَّث) و تخيَّلوا أنِّي تحوَّلتُ إلى سِكِّينٍ تُمَزِّقُ حالهم، قبضتها (السكين) عـﻻمة الهمزة و الجزء الحاد القاطع، بدني الممتد على عرض الكلمة..

واحسرتاه!..أشعر بـ"ألم" الضعيف عندما ﻻ يجد من يذود عنه ضد قهر الظلم.

واحسرتاه!..أُحِسُّ بـ"ألم" المسكين الذي ﻻ يجد شربةَ ماءٍ باردٍ في جَوٍّ حَاٍّر خانقٍ.

واحسرتاه!..أشفق على المريض و "ألمه".. يُكَلِّفُ مرضه المـﻻيين من الجنيهات و الدنانير. البعض يأخذها (المـﻻيين و ما تشتريه من اﻷدوية) مجانا دون وجه حق أما دواؤه (المريض) موتٌ يرحمه من لظى اﻷلم.

واحسرتاه!..على "ألم" أُمَّتِنَا لم يَبْرَحْ مُخَّ عَظْمِهَا و شِلْوَ لحمها..اللَّهُمَّ رحمتك!

ليت شعري..تَتَعَدَّدُ أسباب الـ "ألم" لكنَّ جمرة الحرقة واحدة..فمن لي ببلسم يطفئ جذوتها.

هذا عن بعض الـ "ألم".. أما عن الـ"آهات" فلستُ أُطِيقُ له تحملا..

فتَسَمَّرَ حرفُ اﻷلف اﻷبِيِّ كَاسِفَ الوجه..فأسرعت بالقول: و تكون أجمل ما تكون في كلمة "أمل"..فردَّ بعد هنيهة، كأنما عَلِمَ ما بنفسي من أنِّي أريد أن أُطيِّبَ بعض ما في خاطره فقال: أي نعم، تلك سُنَّةُ الكونِ..هناك "ألم" و "أمل" كما هناك موتٌ و حياة..لكنَّ حديثَ الـ "أمل" سأروي قِصَّتَهُ (يُتْبِعُ حرف اﻷلفِ القولَ) كما سأعيشها عندما يَبْزُغُ أول شعاعٍ له (اﻷمل)فوق أفقٍ للناظر بعيد لكنَّه بعون الله قريب..


مع حرف الباء:

"بـسمة"..هي بسمةٌ، جاءت تمشي على استحياءٍ و من بعيد توقفت و قالت: أخي (تقصدني) ، حَلَلْتَ ضيفًا كريمًا على مدينة الحروف..لقد دُعِيتُ فاستجبتُ فما الخطب؟..فاستحييتُ، علِّ أثقلتُ عليها(الشاهد هنا هو استعمالها لكلمة الخطب..)، فما لَبِثَتْ أن عادت من حيث جاءت..و اختفى طيفها بين أرجاء المدينة، لكنَّ صاحبي (حرف الضاد) قَصَّ قِصَّتَها فقال:

كانت "بسمة" إبنةُ أبيها باسمةَ الثغرِ لؤلئيةَ السِنِّ.. تُشرق كفَلَقِ الصبح و تَنْثُرُ بهجتها على من حولها بكل سخاء..و في صباحٍ لم تشرق بَعْدُ شمسه و صوتُ المُؤذِّنِ يرفع اﻵذان: الله أكبر.. الله أكبر، طلعت روح أبيها إلى بارئها، رحِمَهُ الله تعالى (يترَحَّمُ حرف الضاد)..من يومها "بسمة" لم تعد بسمةً و اختفى كل تعبير دقيق لها، لكن سِحْرَ الثَّغْرِ لم يزل و اعتـﻻج البهجة في قلبها يَتَدَفَّقُ لكلِّ من حولها.. كأنما تعطي أكسجين الفرحة لكل من أراد و تمتص ثاني أكسيد الكربون حزنا يعتصرها و بكاء يجري أنهارا من عيونٍ خُلِقَتْ من الجمال و للجمال..و بعض ما أبكاها و ما يبكيها، حيث قالت (يسترسل حرف الضاد):

أبكي ﻷبٍ كان يعطف على "بِنْتٍ" وضعها في قلبه قبل أن يرفعها على كتفه القَوِيَّةِ سَنَدًا لها..

أبكي ﻷبٍ ربَّاني، غَرَسَ فِيَّ الخُلُقَ و الدِّينَ..ستر حياءنا و ستر سِرَّنَا في مسكنٍ نفترش أرضه و يعلونا سقفه..

أبكي ﻷبٍ كان صانع "بارود" و "بندقية"..كان يحمل كَفَنَهُ بين يديه كلما خاض معارك البطوﻻت ضِدَّ الخوَّارِينَ الجُبَنَاءِ..

أبكي لحكمةِ أبٍ، سأفتقدها..عَلَّمَنَا (مع إخوتها الحروف..يُعَلِّقُ حرف الضاد) أنَّ اﻷخَ هو شطر النفس الذي بدونه يموت الجميع و تَغْرَقُ مدينة الحروف بِرُمَّتِهَا.. عَلَّمَنَا أنَّ اﻷَرْضَ عِرْضٌ، الموتُ أهونُ دونَ التفريط فيها (اﻷرض).. عَلَّمَنَا أنَّ العدوانَ و الظلمَ عَدُوٌّ ﻻ مساومة معهما، ﻻ عَهْدَ لهما..خِـﻻَلُ القبحِ مجتمعةٌ فيهما..عليكم بجَزِّ الهامة المُتَعَفِّنِةِ و إن لم يكن فإسفينٌ في القلب (إذا كان له قلب..و هيهات!)..


بكت أباها و بكت حبيبها و بكت و بكت..العروسُ "بسمة" (بصوتٍ خافتٍ، حرف الضاد، يُتَمِّمُ القِصَّة ) حتى عندما زُفَّتْ إلى عريسها و هي تنتظر قُدُومَهُ، لم يأتي و إلى اﻷبد..ﻷنَّهُ مشى على درب أبيها صاحب الـ"بارود" و الـ"بندقية"..دربِ الشهادة و الذَّوْدِ عن العِرْضِ و اﻷرض..إنتظرته في دار فناء و ها هو ينتظرها في دار الخلود في جَنَّة الرضوان..هو فَارِسُهَا و هي حُورِيَّتُهُ..و لمحتُ أسارير صاحبي حرف الضاد، عندما اختلطتِ الفرحةُ بالشهادةِ مع دموعٍ تَفْهَمُ حُرْقَةَ فراق الحبيب..لقد كانت الشهادةُ "مَهْرَ" الجميلة "بسمة".



مع حرف التاء:

فانتظرت الحرف المُتَقَدِّمَ اﻵخر..فطال اﻹنتظار، فعلمتُ أنَّ في اﻷمر خطبا..فتَأَبَّطْتُ صاحبي (حرف الضاد..أصبحتم تعرفونه) و أسرعنا الخطى نحوها (حرف التاء)..وجدتُّ ثَمَّ رأيتُ مـﻻكا يلبس ثيابا أبيضَ، سابغٌ ساترٌ، مع إطراقة للرأس بكل إستحياء، فألقينا عليها السَّـﻻم فردَّت التحية..فقلت لها مُشْفِقًا: ما قصة سَيِّدَتي؟ لما البكاء؟..و بعد صمتٍ مُمْتَدٍّ جَعَلَتْهُ (حرف التاء) ديباجةً لحديثِ "توبة" القلوب فقالت:

أبكي يا بُنَيَّ (تقصدني و قد شرفتني بهته التَّسمية) على قلبٍ تَقَلَّبَ على جَنْبَيْهِ في الملذَّاتِ و الشهواتِ و ما ارْعَوَى..بالرَّغم من سنين المراقبة و التمحيص و تنقيته من الشوائب الصَّغيرة و الكبيرة!

أبكي عندما قبضتُ قبضةً على تلك المُضْغَةِ (القلب) و أردتُّ أن أعتصر الرَانَ كالقَطِرَانِ منه و أغسِلَه بالمِسك و الماء البارد الطَّهُورِ..لقد فَعَلْتُ و ما فَلَحْتُ، و قيل لي: أنَّ الذنوبَ ﻻ يغسلها الماء و الصابون بل "توبة" نصوحٌ و دموعُ حُرقةٍ من العيون..

أبكي عندما رُحْتُ أبكي (تستطرد حرف التاء و ما رفعتْ رأسها بَعْدُ) على نفسي و دموعي تنهمر على كلماتِ إبن الجوزي: "إﻻهي و سيِّدي إن قضيتَ عَلَيَّ بالعذاب غَدًا فـﻻ تُعلِمْهُمْ، صيانةً لكرمك ﻻ ﻷجلي، ﻷﻻَّ يقولوا عَذَّبَ مَنْ دَلَّ عليه"..رحِمك الله شيخنا إبن الجوزي و رحِمنا معك و جميع المسلمين.


بكيتُ مُرَّ البكاء عندما صًلَّيْتُ ركتينِ للهِ توبةً و مغفرةً منه..و ما سَلَّمْتُ حتى سمعتُ صوتَ اﻵذانِ المُحَبَّبِ إلى نفسي يَصْدَحُ: حيَّ على الفَـﻻَحِ..حيَّ على الفَـﻻَحِ..فاستبشرتُ و انشرح صدري.

و كما ترى يا بُنَيَّ (قالت حرف التاء مُوَجِّهَةً رافعةً رأسها صوبي) ما زلتُ أتوبُ و أتوبُ في كُلِّ يومٍ عَلَّ الله يختم لي بالخير..ﻷنَّ الـ"توبة" مَرْتَبَةٌ أولى في درجات اﻹرتقاء و العمل الصالح بعد ذلك و اليقين في عدل الله و رحمته تاج اﻷمر كله..فاللَّهمَّ يا مُثَبِّتَ القلوبِ ثَبِّتْ قلوبنا على دينك.

فرفعنا جميعًا أكفنا و قلنا على قلب رجلٍ واحدٍ: اللَّهم آمين يا رب العالمين.

ثم غادرتنا السَيِّدَةُ الوَقُورَةُ إلى محرابها و رجعتُ مع صاحبي حيث كُنَّا نجلس..


مع حرف الصاد: (هي هديتي المتواضعة للأستاذ الغالي أستاذ أمير في عيد ميلاده..مَتَّعَهُ الله بالصحة و العافية: هو حضرته عَنَيْتُهُ بصاحب القلب الكبير)

و على غير المتوقع في ترتيب الحروفِ المعروفِ، سمعنا صوت خُطَى تَدُكُّ الأَرْضَ دَكًّا و تَشُقُّ الصُفُوفَ بِلَهْفَةِ المُشْتَاقِ..كان هذا حرف الصَّادِ يَصْرُخُ يَصْرُخُ من "صدمة" أصابته إثر "صدع" وقع بين "صحبة" دامت دوام أجمل لحظات و أصدق كلمات..و لندعه يقص علينا قصة الـ"صحبة": يقول بعد أن إستأذن في الحديث (لأن ترتيبه يُؤَخِّرُهُ إلى حين ) و بعد خير سلام رَدَّ الجميعُ مُتَلَهِّفِينَ لما سيقول..ثم قال (و هو واقف):

"صُدِمْتُ" اليوم بعد سماعي لصوتِ "صدع" يُطَقْطِقُ بين ظهرِ دارٍ بنتها "صُحْبَةٌ" كانت تعيش عيشةً راضيةً، البسمةُ حَلْوَاهَا (حلوى الدار) تُوَزَّعُ في كل حين، بابها تحيَّةُالسَّلاَمِ، نافذتها تُطِلُّ على نِيلٍ أزرقَ يسقي الروح قبل أن يسقي الحروف، جدرانها الطمأنينة و السَّكِينَةُ التي تَغْمُرُ أهلها و ضيوفهم، أَعْمِدَتُهَا كلماتُ صدقٍ تَعَارَفَتْ فَأْتَلَفَتْ أرواحها، سقفها الإحترام المتبادل و بلاطها أطيب مسك..أما عن المحبة و الأخوة التي تجمعهم فحديث السماء يرتقي لصحبتهم من هو مِثْلُهُمْ أو مَنْ يُحِبُّهُمْ و يَوَدُّ صَدَاقَتَهُمْ..

ثم يُتَمْتِمُ حَرْفُ الصَّادِ، و هو مَنْ هو "صلب" و جَلِدٌ بينه و بين نفسه و يَعْتَصِرُ دمعةً عَصِيَّةً تحكي بعض الذي حدث..يستجمع قُوَّتَهُ ثم يقول:

تَنَبَّهْنَا لصوتِ الصَّدْعِ المُدَوِيِّ من أنينِ قلبٍ كبيرٍ يسكن هته الدَّارَ، يبكي و يختنق، يَسُدَّ الثغرةَ و أَشْوَاكَهَا المُدْمِيَّةَ بصَدْرِهِ و يُضَحِّي بأغلى شرايينه..لكنَّه قبل ذلك و بعده مُضْغَةٌ من لحمٍ يَتَأَذَّى و يَئِنُّ و دائما تسمع له كلماتٍ هي لسان قلبه قبل أن تكون ما يجود به لسان قلمه..

عندما يختنق القلبُ الكبيرُ.. يجب أن نستشعر جميعا و حتما أنَّ كميةَ مخزونِ الأوكسجينِ في المنتدى قد نَقُصَتْ!
عندما يختنق القلبُ الكبيرُ.. هو علامةٌ على أَنَّ ناقوس الإنذار لم يُقْرَعْ في أوانه!
عندما يختنق القلبُ الكبيرُ..نهرع جميعا لفتحِ نوافذَ نسماتِ المحَبَّةِ و الأُخُوَّةِ في أشكالها المُتَعدِّدَةِ.

عندما يحزن القلبُ الكبيرُ و يريد أن يبتعد بعيدا عن الدار..يجب حينها أن يجتمع أهل الدار في موعدٍ عاجلٍ غير آجلٍ للتفكيرِ في رَأْبِ الصدعِ و معرفةِ أسبابهِ الظَّاهِرَةِ و الخَفِيَّةِ..

يقول أصحاب مهنة البِنَاءِ أنَّ الصُّدُوعَ و الشُّقُوقَ في البناء قد تكون ظاهرةً منطقيةً، مفهومةَ الضغوطِ و القوى المُؤَثِّرَةِ، و هي سهلة المعالجة كَأَنْ لَمْ تَكُنْ..أمَّا الصُّدُوعُ و الشُّقُوقُ الغائرة في جسد المبنى المُزَلْزِلَةِ لكيانه فلا يجب السُّكُوتُ و لا التَغَافُلُ عنها لأنَّ زلازلَ الظروفِ و الصُّرُوفِ قد تطيح بالدَّارِ كُلِّهَا و تُؤْذِي أهلها (يحميهم الله و يحفظهم جميعا، أَرْدَفَ حرف الصَّادِ القول)..

في دنيا الحروف، ديارٌ تُبْنَى من حديدِ و ملاطِ الكلماتِ و من طوبِ العباراتِ..من أثاثِ قوافِ أشعارٍ، من "أباجورات" معانٍ نورانيةٍ تزدهي بها كل دار..كل حرفٍ يَضُمُّ أخاه الحرف الآخر، كل كلمةٍ تمسك بيد أختها الأخرى، كل جملةٍ مع صاحباتها تَنْتَظِمُ كَعِقْدٍ لُؤْلُئِيٍّ في جِيدِ غَادَةٍ حَسْنَاءْ..فَيْحٌ مِنْ هذا (من كل ما ذكر من مُكَوِّنَاتٍ: الملاط، الطوب..) يصنع قَصْرًا مُنِيفًا في جَنَّةِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ.

أمَّا الصُّدُوعُ المُزَلْزِلَةُ فقد تكون:

- كلماتٍ تَنْبُو عن قصدٍ أو غير قصدٍ و تُشَوِّهَ جمال المكان، سَتُرْمَى في سَلَّةِ الدار..
- معاني بل أسرارُ ما بين السُّطُورِ تبوح بها جُمَلٌ تَصَنَّعَ قَائِلُهَا و حَسِبَ أنَّ أمره لا يُفْتَضَحْ..فَزَلَّ لسانُ جُمَلِهِ بكلمةٍ أو كلماتٍ أَبَانَتْ المستور.."صعبٌ" (يَتَأَسَّفُ حرف الصاد) كَشْفُ نِيَّةِ صاحبها إلا بعد تجربةٍ و إن كانت أسرارُ ما بين السُّطُورِ تفوح للخبير بها..
- خَلَلٌ في قواعد الإعراب التي يعرفها البعض بالسَّلِيقةِ، و يُتَعْتِعُ فيها بعضٌ آخر(تَذَكَّرْتُ نفسي، العبد الفقير) ..أما البعض الآخر يَهْوَى كَسْرَهَا و كَسْرَ أَضْلُعِهَا..هته القواعدُ البسيطةُ تَعَارَفَ عليها أَهْلُ الدَّارِ مُذْ أُنْشِئَتِ الدَّارُ و ارْتَضَوْهَا، سِمَتُهَا الوُّضُوحُ و الدِّقَةُ، سُلْطَانُهَا العَدْلُ و غايتها الجمال و عدم اللَّحْنِ في اللُّغَةِ..فيا عَاشِقَ الجَمَالِ أَقْبِلْ و يا هَادِمَ الجَمَالِ أَدْبِرْ..
- للدَّارِ أركانٌ تُبْنَى على أساسها أوَّلَ الأمرِ من مثل صاحب القلب الكبير..هَدْمُ أَحَدِ هذه الأركانِ أو إستبدالها قد يُقَوِّضُ من تماسك الدار و إن كان و لا بُدْ، فالتمحيصُ بعد التمحيصِ بعده تمحيصٌ يتلوه تَأْكِيدْ..
- للدَّارِ حُرْمَةٌ و قُدْسِيَّةٌ..عَامُّهَا عَامٌّ و خَاصُّهَا خَاصٌّ لا يجب أن يختلطا. هذا مُكَلَّفٌ بِمُهِمَّةٍ خاصَّةٍ و ذاك مُكَلَّفٌ بِمُهِمَّةٍ عَامَّةٍ..و ضُيُوفٌ كِرَامٌ يَرُوحُونَ و يَجِيئُونَ في رِحَابِ أرجاء الدار، يَحْتَرِمُونَ سَيِّدَةَ الدَّارِ و ما أدراك مَنْ هِيَ، مِنْ طِينَةِ الأَخْيَار..
- مِيثَاقٌ مُعَلَّقٌ على بابِ الدَّارِ يَقْرَؤُهُ كُلُّ مَنْ يَطْرُقَ البَابَ ليستأذن في الدخول..فيا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ و يا بَاغِيَ الشَرِّ أَقْصِرْ..
- الحدود شرائع و المتعاقدون عند شروطهم..و أَهْلُ الخَيْرِ يتنافسون بِبَذْلِ الفَضْلِ بينهم. أَمَّا من تَعَدَّى هَتِهِ الحُدُودَ فَلَهُ مَا لَهُ و عَلَيْهِ مَا عَلَيْهِ..و إِمَّا اعْتَدَلْتَ و إِمَّا اعْتَزَلْتَ!
- "صَمَّامُ" الأمر كُلِّهِ (كأنما يُلَخِّصُ حرف الصاد مَقُولَتَهُ) : في "صُحبةٍ" مُخْلِصَةٍ، الـ"صبر" مِفْتَاحٌ، تَرْضَى مِنِّي أَمْرًا و تُنْكِرُ آخَرَ لكنَّ حَبْلَ الوُدِّ و الإحترام لا ينقطع.. و تزداد "صلابة" الـ"صحبة" عندما يصبح مَذَاقُ الـ"صبر" أحلى من شَهْدِ العَسَلِ و أَعْذَبَ من سَلْسَبِيلٍ بَارِدٍ و أَرَقَّ من رَفْرَفَةِ فَرَاشَاتْ..تَنْفَرِطُ عِقْدُ الـ"صحبة" عندما يُعْدَمُ الإِخْلاَصُ على مِقْصَلَةِ الأَنَانِيَّةِ و تَضَخُّمِ الذَّاتِ..

ثَقُلَتْ رِجْلاَ حَرْفِ الصَّادِ بعد طولِ وُقُوفٍ فَقَرَّرَ قبل الإسترسالِ الجلوسَ بجانبي..إلا أنَّه، مع دَهْشَتِي، "صَمَتَ" فجأةً و لم يَنْبِسْ بِبِنْتِ شَفَا..ثم طَفِقَ ينظر إِلَيَّ دون حَرَاكٍ لكنَّ صَمْتَهُ يَضِجُّ بالكلمات يقول في بعضها: ليت شعري..ما أشبه اليوم بالبارحة..حال هذه الدار (دار الحروف) هي حال الدنيا تَتَقَلَّبُ على أوجهٍ..البحث عن الصُّحْبَةِ الطَيِّبَةِ، بحث السنين و قد تستغرق العُمُرَ كُلَّهُ..هنيئا لمن سَعِدَ بصحبة طيبة فهي من أعظم الأرزاق..

بعد حديث حرف الصاد و أشجان حديثه و أحزانه..إستأذنت من سَيِّدَا المدينة، السيِّدة "لغة عربية" و السيِّد "قلم" لأعود إلى بيتي مع الوعد، بمشيئة الله العودة، و شَكَرْتُهُمَا على حُسْنِ الضيافة و الكرم..لا أخفيكم أحبتي و إخوتي ما كان من كلام حرف الصاد تَلْزَمُهُ وقفة، يلزمه صبر و تفكر..

في اليوم التالي رجعت إلى مدينة الحروف في ضيافة الكرماء..فكانت قصة بل قصص و حكايات!

يُتْبَعْ..(إن شاء الله تعالى)
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 5:47 pm

ان من البيان لسحرا

كلمات قوية التعابير
ووصف ساحر بليغ
تتبعته حرفا حرفا وجال خيالي وصال
مع تلك الحروف وصاحبة الدار
لعل الرواية في بدايتها
الا أنها ملكت علينا القلوب والأسماع
وراويها طبيب حاذق يضع يده على الجراح
ويصف الداء ويشخص له الدواء
ما أجمله من قول: الحدود شرائع و المتعاقدون عند شروطهم..و أَهْلُ الخَيْرِ يتنافسون بِبَذْلِ الفَضْلِ بينهم. أَمَّا من تَعَدَّى هَتِهِ الحُدُودَ فَلَهُ مَا لَهُ و عَلَيْهِ مَا عَلَيْهِ..و إِمَّا اعْتَدَلْتَ و إِمَّا اعْتَزَلْتَ!
فارس الكلمة بمنتدانا
مملكتنا لغة الضاد وأخواتها
لها في القلوب مكانة العاشق مع من أحب
في صحبة تنبض بالحب حتى وان اعتراها في الآونة الأخيرة بعض منغصات وأدواء حب الذات وحب الخروج عن المألوف والمعروف
بعد أن كنا نرتوي من معين واحد
ملؤه سعادة الآخرين جزء من سعادتك

بانتظار بقية الرواية وكلنا شغف
لكم منا كل التقدير والاحترام
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 6:37 pm


الاستاذ الكبير و المحترم جدااااااااااااا / زين العابدين ..

قراءة ما تكتبه حضرتك . متعة ما بعدها متعة .

لا يوجد اروع و لا اجمل من هذه الكلمات ..

الف الف الف شكر يا استاذنا كلنا و حبيب قلوبنا جميعا ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
RANA

avatar


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 34
Localisation : egypt
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/12/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالسبت أغسطس 07, 2010 9:33 pm

صدقا هى دعوه للتأمل
كتبت فابدعت استاذنا الفاضل استاذ زين
عود احمد ويارب تكون دايما معنا وتمتعنا وتفيدنا بهذه الكتابات الرائعه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالإثنين أغسطس 09, 2010 12:13 pm

السلام عليكم،

أخجلتم العبد الفقير..

الأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة هذا شرف لي و من حضرتك نقبس بعض بعض جمال اللغة العربية و "دعوة للتأمل" مُشَرعَةُ الأبواب لحضرتك و لكل الأحبة..

الأستاذ الغالي، أستاذ أمير..يحميك الله و يحفظك.

الفاضلة رنا، بارك الله في حضرتك و لقد تشرفت بردك الذي أسعدني.

أخوكم و محبكم زين العابدين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
هند الديب
عضو مميز
عضو مميز
هند الديب


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 44
Localisation : egypt
الدولــة الدولــة : احلى بلاد الدنيا مصر
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 17/03/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 10, 2010 10:40 am

الاستاذ زين
فى منتهى التالق دائما
ويمتعنا بما يكتب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 10, 2010 12:17 pm

السلام عليكم،

سيدتي التي أحترمها و أقدرها، مدام هند الديب..شرف للعبد الفقير بارك الله في حضرتك..و حفظ لك الله أولادك و متعك بهم.

أخوك زين العابدين.


عدل سابقا من قبل زين العابدين في الثلاثاء أغسطس 17, 2010 11:42 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
منصور عناد

منصور عناد


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 69
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 21/07/2010

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء أغسطس 17, 2010 2:23 am

سلام جميعا.

الأخ الفاضل زين العابدين بعد التحية اثارني العنوان فكتبت التالي:
:



نملك في هذه الايام منازل كبيرة و لكن أسر صغيرة
لدينا منازل فخمة و لكن في داخلها محطمة
نملك وسائل راحة أكثر و لكن وقتا أقل
لدينا شهادات أكثر و لدينا منطق أقل
لدينا معرفة أكثر و لكن الحكمة أقل
لدينا خبراء أكثر و بنفس الوقت مشاكل أكثر
الأودية لدينا كثيرة و لكن اين هي العافية؟
نقود سياراتنا بسرعة و نغضب بسرعة
نسهر كثيرا و نستيقظ منهكين
نقرأ قليلا و نشاهد التلفاز كثيرا
ضاعفنا ممتلكاتنا و قللنا قيمنا
نتكلم كثيرا و لكن للاسف نحب قليلا و نكذب كثيرا جدا
تعلمنا كيف نكسب رزقنا و لم نتعلم كيف نحيا
لدينا مبانٍ أعلى و طباعاً حادة
لدينا طرقا سريعة جدا و وجهات نظر أضيق
ننفق و نشتري اكثر و نملك أقل
وصل الانسان الى القمر و لكنه يستصعب عبور الشارع لزيارة جار جديد
لقد انتصرنا على الفضاء الخارجي و للأسف لم ننتصر على أنفسنا و طباعنا السيئة
نكتب كثيرا و نتعلم قليلا
نخطط كثيرا و ننجز القليل
لقد تعلمنا العجلة و لم نتعلم الإنتظار
لدينا دخل أعلى و لكن أخلاق أدنى
لدينا فائض في الكمية و نقص في النوعية
هذه ايام الوجبات السريعة و الهضم البطيء
لدينا الكثير من انواع الأغذية و القليل من التغذية
رجال هذا الزمان طوال القامة لكن دون الشخصية
ارباح هذه الايام كثيرة و علاقاتنا الإنسانية ضحلة



و اخيراً و بعد كل ذلك تذكرت قول الله عز و جل



كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاْزَ وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ


صدق الله العظيم
[/center[/b]]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.imperialgas.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:47 pm

إمبراطوريـة الإعلانات بين الصحافة والفضائيات

بقلم:الكاتب و الشاعر الكبير فاروق جويدة

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Farouk
10 اكتوبر 2010 09:53:48 ص بتوقيت القاهرة - الشروق الجديد -

الرابط: نص المقال

 لا نتجاوز إذا قلنا إن سطوة الإعلانات فى سوق الإعلام أصبحت الآن هى الجواد الرابح فى كل شىء ابتداء بالمسلسلات وانتهاء بالبرامج، وإن مقياس نجاح أى مسلسل أو برنامج يرتبط بمدى قدرته على تحصيل أكبر قدر من الإعلانات.. وفى هذا السياق لا يهم أبدا ما يحتويه المسلسل من قيمة فنية أو ما يقدمه البرنامج من خدمة إعلامية.. اختلط الحابل بالنابل فى الساحة الإعلامية ولم يعد الفرق واضحا بين برنامج نجح لأنه يحافظ على ثوابت القيم الإعلامية أو نجح لأسباب أخرى آخرها القيمة وتسبقها لغة الإعلانات.

هذه القضية طرحت نفسها بقوة فى الفترة الأخيرة بعد تلك المعارك الطاحنة التى دارت بين الفضائيات وأصحاب المسلسلات من المنتجين والفنانين.. وكان السؤال هل تخضع الرسالة الإعلامية والدرامية لمتطلبات تفرضها سوق الإعلانات أم أن هذه السوق قد تهدد أشياء كثيرة فى رسالة الإعلام والدراما من حيث الهدف والقيمة الفنية؟.

إن أخطر ما جاء فى هذا الطرح أنه يضع هذه الأعمال فى امتحان صعب أمام الحرص على القيم الفنية أو مجاراة سوق الإعلانات.. كان النموذج الصارخ فى هذه القضية تلك القناة الخاصة التى حشدت عددا كبيرا من البرامج الهابطة واستطاعت أن تجمع حصيلة من الإعلانات غير مسبوقة.. فهل يعنى ذلك أن يلجأ البعض إلى الحصول على الإعلان بأى صورة وأى وسيلة حتى ولو كانت برامج ومسلسلات بلا هدف أو قيمة.

إن القنوات الجنسية من أكثر الأساليب انتشارا وأكثرها قدرة على الوصول إلى الإعلانات بلا جهد أو عمل لأنها مضمونة الرواج فهل يعنى ذلك أن الغاية تبرر الوسيلة وأن الوصول إلى الإعلان يمكن أن يكون على حساب أى شىء وأى قيمة.

إن الملاحظ فى هذه المعركة أنها كشفت عن أشياء كثيرة.

إن بعض المسلسلات التى قدمها عدد من النجوم الكبار كانت فى الأصل صفقات إعلانية لبست أثواب الدراما ولهذا ظهرت عيوبها أمام المشاهد واتضح أنها مجرد حيل إعلانية استخدمت بعض الفنانين.

إن بعض البرامج التافهة فرضت نفسها على الشاشات ليس لقيمتها أو أهمية مقدميها ولكن لأنها استطاعت أن تجمع رصيدا إعلانيا جعلها تتصدر قائمة البرامج وتطيح ببرامج أخرى أكثر عمقا وهدفا وقيمة.

كانت هناك تنازلات كثيرة أمام سطوة الإعلانات فى وضع خرائط البرامج والمسلسلات بحيث تحولت وسائل الإعلام إلى وسائل إعلانية وفقدت دورها الحقيقى الذى ينتظره المشاهد كنافذة إعلامية تتمتع بالعمق والمصداقية.

من هنا اتسعت دائرة المواجهة بين الفضائيات العربية من منها يستطيع الحصول على الجزء الأكبر من غنيمة الإعلانات؟.

فى العالم العربى الآن حسب آخر التقديرات 696 قناة فضائية تنطلق من 17 قمرا صناعيا ويشاهدها أكثر من 150 مليون مواطن ولاشك أن هذا العدد من الفضائيات وهذا الكم من ساعات الإرسال جعل المشاهد العربى يعيش فى حالة حصار دائم والدليل على ذلك أن الطفل العربى يقرأ 6 دقائق فى العام ويقضى أمام التليفزيون 9 ساعات يوميا.. هذا التأثير الطاغى للإعلام المرئى ممثلا فى التليفزيون جعل هذه الشاشة الصغيرة تتصدر أهم وسائل التأثير الثقافى والفكرى والسلوكى.. ومن هنا فإن أخطاء هذه الشاشات فى تشكيل سلوكيات الأجيال الجديدة تتجاوز كل وسائل الإعلام الأخرى ابتداء بالكتاب وانتهاء بالصحف من هنا كان تركيز المؤسسات الإعلانية للوصول إلى عقل وقلب المشاهد بكل الوسائل والأساليب.

لجأت المؤسسات الإعلانية إلى عنصر أساسى من أهم عناصر نشاط الفضائيات وهى الأعمال الدرامية.. وفى السنوات الأخيرة أصبحت الدراما من أهم المواد التى تقدمها شاشات التليفزيون وتكدست هذه المسلسلات من حيث العدد والتأثير والانتشار، ومن هنا كان الاهتمام بدمج إنتاج المسلسلات مع الحملات الإعلانية التى تغطى تكاليف الإنتاج وتحقق معدلات من الربح غير مسبوقة ليس بسبب رواج المسلسل ولكن بسبب الإعلانات التى حصل عليها.. وتسابق النجوم الكبار فى سوق الدراما وسوق الإعلانات وبدأت رحلة الأرقام الضخمة فى الأجور وهى فى الحقيقة لم تكن من أسواق الدراما ولكنها جاءت من سوق الإعلانات.

أصبح هناك عدد من النجوم القادرين على جلب كميات كبيرة من الإعلانات إما بوسائلهم الخاصة أو بما حققوه من نجومية جعلت الإعلانات تسعى إليهم.. ولاشك أن ذلك كان سببا فى ظلم كثير من النجوم الكبار الذين اعتادوا على الاهتمام بقيمة الفن قبل انتشاره وتأثيره بعيدا عن أسواق الإعلانات.

ظهرت فى الأفق حالة أخرى تشبه سوق المسلسلات وهى أسواق البرامج حيث استطاع عدد من نجوم هذه البرامج الحصول على كميات من الإعلانات لا يحصل عليها غيرهم وهنا أيضا لم يعد مستوى الجودة والمادة والقيمة هو المقياس.. إن نجاح البرنامج ووضعه فى خريطة الشاشات لا يرتبط بقيمة مقدمه أو ما يقدمه ولكن سوق الإعلانات لها الكلمة الأولى فى أجر مقدم البرنامج والمساحة التى يحصل عليها.

لاشك أن سوق الإعلانات أصبحت الآن مسئولة عن تراجع مستوى الدراما فى أحيان كثيرة وتراجع مستوى البرامج.. إلا أن البعض استطاع أن ينجو من فخ الإعلانات من الفنانين الكبار ومقدمى البرامج الذين استطاعوا أن يحتفظوا بقدر كبير من المصداقية والثقة مع المشاهد وقد تجسد ذلك فى عدد قليل من المسلسلات وعدد أقل من البرامج.

لم تعد سوق الإعلانات تهدد فقط شاشات الفضائيات سواء كانت محلية أو دولية.. لقد انتقلت الظاهرة بصورة أخطر إلى الإعلام المكتوب وليس المرئى فقط.. لاشك أن الإعلانات كانت وما زالت تمثل أحد الأعمدة الرئيسية فى بلاط صاحبة الجلالة.. ولكن كانت تحكمها اعتبارات كثيرة أهمها ألا تتحول إلى وسيلة ضغط على الرسالة الإعلامية للصحيفة.. وألا تصبح سيفا مصلتـا على توجهاتها وآرائها فى كثير من القضايا، وكان هناك خوف دائم من الخلط بين رسالة الصحيفة كوسيلة إعلامية تسعى للحقيقة والرسالة الإعلانية لترويج سلعة أو تحقيق أرباح.

كان الصراع داخل الصحف الكبرى بين دور الإعلان ودور الإعلام وفى أحيان كثيرة ضعفت بعض الصحف أمام إغراءات الإعلان بل اختلط الإعلام بالإعلان فى حالات كثيرة وفقدت الصحف مصداقيتها.. وقد اتسعت هذه الظاهرة أمام ظهور طبقة رجال الأعمال التى سيطرت على الأسواق وأصبحت تمثل ثقلا سياسيا وماليا ترك آثاره على الصحافة بصورة عامة.

وبجانب هذا فقد اشتدت حدة المنافسة بين الصحف التى التفت حول غنيمة الإعلانات كل صحيفة تحاول أن تحصل على الجزء الأكبر منها، ومن أخطر الأمراض التى أصابت الوسط الصحفى هو التداخل الشديد بين العمل الصحفى والأنشطة الإعلانية.. لقد اتجه عدد كبير من الصحفيين إلى ممارسة العمل الإعلانى والإعلامى فى وقت واحد رغم الاختلاف الشديد فى طبيعة الرسالتين.

كلنا يعلم أن العمل الصحفى واضح وصريح فى البحث عن الحقيقة وتوصيلها إلى القارئ ولكن العمل الإعلانى يسعى لتجميل القبح وتشويه الحقيقة فى بعض الأحيان من أجل تحقيق الرواج لسلعة أو إنتاج أو خدمة.. وقد أفسد الخلط بين الاثنين الكثير من ثوابت العمل الصحفى فوجدنا الصحفى لا يفرق بين أن يكون صاحب رأى أو صاحب مصلحة فى صفقة إعلانية.. ساعد على ذلك أن عائد الإعلانات أكبر بكثير من عائد العمل الصحفى.. ومع انهيار الكثير من قيم وثوابت صاحبة الجلالة وجدنا أجيالا كاملة لا ترفض الجمع بين الصحافة والإعلان.

وكانت نتيجة ذلك أن الإعلان أفسد القيم الصحفية كما أفسد قيم الفن فى المسلسلات وأطاح بقيم الإعلام فى البرامج.. ثلاث جبهات سقطت مرة واحدة أمام جبروت الإعلان.. الدراما التليفزيونية التى تحولت إلى أحد توابع النشاط الإعلانى.. والصحافة صاحبة الرسالة الإعلامية المجردة التى استطاع الإعلان أن يعصف بالكثير من رسالتها وثوابتها.. والبرامج الإعلامية التى ارتدت ثوب الإعلام وهى فى الحقيقة تعتمد اعتمادا كليا على النشاط الإعلانى.

وقد ترتبت على ذلك آثار خطيرة.. أن الزواج الذى تم فى يوم من الأيام بين السلطة ورأس المال وكان زواجـا باطلا دخل فى علاقة أخرى غير شرعية مع الإعلام ووجدنا زواجا آخر بين رأس المال والإعلام وكان الإعلان هو أول شهود هذا الزواج الباطل.

إن السلطة بما فيها الوزراء لم تتورع عن الضغط على الصحف بسيف الإعلانات بما فى ذلك إغراء الصحفيين ودفع رواتب كبيرة لهم تحت دعاوى العمل كخبراء إعلاميين أو مستشارين.. وكانت الصفقات الإعلانية أكبر ثمار هذه العلاقة المشبوهة.

من أكثر الأساليب التى استخدمها المسئولون لشراء الصحافة واستخدامها لتضليل الرأى العام فى إنجازات غير حقيقية أو تجميل صور المسئولين هذا التداخل المرفوض بين رسالة الإعلام والفن والإعلان ترتبت عليه نتائج كثيرة، ربما كان أهمها وأخطرها هو حالة الشك التى أصابت الناس أمام حقائق مغلوطة ومشاهد كاذبة وشواهد افتقدت المصداقية.

وليس معنى ذلك أن نعلن أو نطالب بانفصال مملكة الإعلانات عن بلاط صاحبة الجلالة أو شاشات الفضائيات أو البرامج الناجحة لكن المطلوب فقط أن نضع كل شىء فى مكانه دون أن يجور على الآخر، أن رسالة الإعلان واضحة وصريحة ولا يستطيع أحد إنكارها أو تجاهلها فى هذا العصر لأن الإعلان يقف وراء نجاح مؤسسات ضخمة وترويج سلع كثيرة وتقديم خدمات متنوعة.. والإعلان يقف وراء مظاهر التقدم فى مجالات كثيرة تبدأ بصحة الإنسان وتنتهى بالخدمات التى حملتها ثقافة العصر وأساليبه.. إن الإعلان أصبح الآن نشاطا اقتصاديا وإنسانيا وحضاريا مبهرا فى تقنياته وبرامجه ومؤسساته.

آخر التقديرات الدولية لحجم الإعلانات فى العالم تقول إنها وصلت إلى 700 مليار دولار فى كل وسائل الإعلام العالمية.. والغريب ان جهازا حديثـا مثل الإنترنت بوسائله المختلفة قد وصلت الإعلانات فيه إلى مليارات الدولارات فى السنوات الأخيرة.

إن الأزمة الحقيقية هى الخلط بين الإعلام والإعلان لأن ذلك يهدد مصداقية الإعلام ويمنح الإعلان ما لا يستحق، والحل أن تبقى تلك المسافة التى تحفظ لكل أسلوب أهدافه ووسائله.

إن الصراع الذى يجرى الآن فى العالم العربى بين المؤسسات الإعلانية قد تجاوز الصراعات بين شركات الإنتاج والخدمات ولكن الشىء المؤسف أن الصراع بين شركات الإعلان الخاصة يستخدم فى أحيان كثيرة أساليب تتنافى مع القيم والأخلاق.

إن الإعلانات الراقصة التى تستخدم جسد المرأة وسيلة لترويج سلعة أو خدمة تتنافى مع قدسية جسد المرأة خاصة فى مجتمعاتنا العربية.. إن امتهان جسد المرإة فى الإعلانات يمثل خطيئة كبرى مهما كانت أهمية وقيمة العائد المادى الذى تحققه.

فى أحيان كثيرة تهبط لغة الإعلانات إلى مستويات تتجاوز بكثير ما يحدث فى الأغانى الهابطة.. ولاشك أن استخدام هذه اللغة يمكن أن ينعكس على أجيال جديدة تتعلم من لغة الإعلانات.

كثيرا ما استخدمت الإعلانات جزءا من تراثنا الغنائى والفنى الذى نشأت عليه أجيال وأجيال وكان النموذج الصارخ إحدى الأغنيات الوطنية التى تحولت لإعلان نوع من الجبن.

وقبل هذا كله فإن اقتحام الإعلانات للبرامج والمسلسلات تفقد المشاهد متعة التواصل مع الأحداث والأشخاص والأفكار.. فى كثير من الأحيان يقطع الإعلان أحداث المسلسل بحيث يصبح من الصعب استكمال ما يجرى على الشاشة.. والأخطر من ذلك أن تقطع حديث ضيف مهم أو حوار مسئول كبير أو تشويه قضية من القضايا.. هذه الأخطاء أصبحت شيئـا عاديا ودائما فى سوق الإعلانات حيث لا أهمية لحديث ولا قيمة لضيف ولا حساب للمشاهد الذى يجلس أمام التليفزيون.

لا يستطيع أحد الآن أن يسقط مملكة الإعلانات عن عرشها بل إنها قادرة على إسقاط ممالك أخرى كثيرة حتى ولو كانت صاحبة الجلالة.. لقد أفلست صحف كثيرة وأغلقت أبوابها لأنها لم تنجح أمام صفقات الإعلانات وصراعات المعلنين.. وأغلقت فضائيات كثيرة أبوابها لأنها عجزت عن توفير تمويل مناسب من الإعلانات وهذا يعنى أن الإعلان ضرورة.. إنه ضرورة فى بلاط صاحبة الجلالة.. وهو يمثل أهمية خاصة للفضائيات ولكن يجب أن يبقى دور الإعلان فى حدود مرسومة بحيث لا يتجاوز هذه الحدود.. إن الأخطر من ذلك هو استخدام الإعلانات الآن فى الأنشطة السياسية وهذا ليس جديدا ولكن الجديد أن الإعلانات السياسية التى تمولها الدول والحكومات والأحزاب تشوه الحقائق وتلون الأشياء وتسعى إلى تجميل صور قبيحة وتستبيح كل جوانب الحقيقة تحت شعار أنه لا سلطان على الإعلان.

ولهذا فإن تحديد العلاقة والمسئولية بين الإعلام والإعلان ووضع مسافة واضحة بينهما أمر فى غاية الأهمية.. ومع هذا يجب أن يقتصر دور الإعلان على المساهمة فى تمويل الأعمال الفنية ومنها الدراما بشرط ألا يكون من حق الإعلان صياغة فكر أو أسلوب أو فرض وجهة نظر معينة. 
أما البرامج التليفزيونية فهى فى النهاية نشاط إعلامى ويجب أن تبقى مساحة الإعلان شريطـا صغيرا يحيط بالصورة حتى تبقى للبرامج مصداقيتها.

لاشك أنها معركة كبيرة وأخطر ما فيها أنها صراع بين الفكر والمال.. ونحن نعيش فى عصر أصبح المال فيه سلطانـا على كل شىء فهل تتوج مملكة الإعلانات على ما بقى من الممالك الأخرى وفى مقدمتها الفضائيات وصاحبة الجلالة.. أم يبقى لكل وسيلة سلطانها وبريقها فى كل الأحوال
؟.


عدل سابقا من قبل زين العابدين في الثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:56 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 09, 2010 2:51 pm

السﻻم عليكم،

منصور عناد كتب:
سلام جميعا.

الأخ الفاضل زين العابدين بعد التحية اثارني العنوان فكتبت التالي:
:



نملك في هذه الايام منازل كبيرة و لكن أسر صغيرة
لدينا منازل فخمة و لكن في داخلها محطمة
نملك وسائل راحة أكثر و لكن وقتا أقل
لدينا شهادات أكثر و لدينا منطق أقل
لدينا معرفة أكثر و لكن الحكمة أقل
لدينا خبراء أكثر و بنفس الوقت مشاكل أكثر
الأودية لدينا كثيرة و لكن اين هي العافية؟
نقود سياراتنا بسرعة و نغضب بسرعة
نسهر كثيرا و نستيقظ منهكين
نقرأ قليلا و نشاهد التلفاز كثيرا
ضاعفنا ممتلكاتنا و قللنا قيمنا
نتكلم كثيرا و لكن للاسف نحب قليلا و نكذب كثيرا جدا
تعلمنا كيف نكسب رزقنا و لم نتعلم كيف نحيا
لدينا مبانٍ أعلى و طباعاً حادة
لدينا طرقا سريعة جدا و وجهات نظر أضيق
ننفق و نشتري اكثر و نملك أقل
وصل الانسان الى القمر و لكنه يستصعب عبور الشارع لزيارة جار جديد
لقد انتصرنا على الفضاء الخارجي و للأسف لم ننتصر على أنفسنا و طباعنا السيئة
نكتب كثيرا و نتعلم قليلا
نخطط كثيرا و ننجز القليل
لقد تعلمنا العجلة و لم نتعلم الإنتظار
لدينا دخل أعلى و لكن أخلاق أدنى
لدينا فائض في الكمية و نقص في النوعية
هذه ايام الوجبات السريعة و الهضم البطيء
لدينا الكثير من انواع الأغذية و القليل من التغذية
رجال هذا الزمان طوال القامة لكن دون الشخصية
ارباح هذه الايام كثيرة و علاقاتنا الإنسانية ضحلة



و اخيراً و بعد كل ذلك تذكرت قول الله عز و جل



كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَاْزَ وَمَاْ الحَيَاْةُ الدُّنْيَاْ إِلاَّ مَتَاْعُ الغُرُورِ


صدق الله العظيم
[/center[/b]]

و عليكم السﻻم و رحمة الله و بركاته..حياك الله و وفقك اﻷخ الفاضل منصور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 10, 2010 6:25 pm


اشكرك جدا اخي العزيز الاستاذ زين العابدين ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 10, 2010 6:58 pm

السلام عليكم،

supervisor / Amir كتب:

اشكرك جدا اخي العزيز الاستاذ زين العابدين ..

الأستاذ الغالي، الأستاذ أمير، تسعدنا دائما و بارك الله في حضرتك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء نوفمبر 23, 2010 10:52 pm

السلام عليكم،


أستسمح الأستاذ الغالي الأستاذ أمير في تثبيت كلمات السيدة الإعلامية منى الشاذلي في هذا الباب: "دعوة للتأمل"، بمناسبة عودة البرنامج بتاريخ 21-11-2010 بعد ما حدث قبل هذا التاريخ من "ما قيل" (حسب حد تعبير قائدة البرنامج)..


تقول السيدة الإعلامية القديرة:

"فكرنا كثيرا جدا..أول ما نصعد (نطلع) على الهواء ماذا سنقول؟. أنتناول كل ما قيل أو نُشِرَ أو حُكِيَ بالتفصيل؟ نُفَنِّدُ هذا، نُؤَكِّدُ هذا، نُكَذِّبُ هذا؟ هل نضع عناوين عريضة؟ أم أَنَّ خروجنا على الهواء بشكل مستقر هو الإجابة على كل شيئ؟!..

الحقيقة أننا إنحزنا أكثر لطبيعة هذا البرنامج و طبيعة صانعيه و تأسيسه منذ البدأ من حوالي خمس سنوات و نصف..دائما كان الهم الأساسي لهذا البرنامج، أنه أول ما يطلع على الهواء الذي نعرضه هو فقط ما هو يَهُمُّ المشاهد ليس ما يشغلنا بشكل شخصي أو شكل إداري أو شكل قانوني..على مدار خمس سنوات و نصف بالتأكيد برنامج مثل العاشرة مساء رفعت عليه قضايا و دخل في مشاكل و دخل في معارك أدارها أحيانا بطريقة ناجحة و أحيانا أخرى أخفق فيها، إنما في النهاية كانت القاعدة الذهبية الأصيلة هي: ما ليس له علاقة بالشاشة يبقى بعيدا عنها..و نحن إنحزنا لهذه البنية لبرنامجنا، لكن ليس هناك مانع لنقول لحضراتكم تصورنا للمرحلة الآتية:

المرحلة التي تعيش فيها مصر هي حالة إنتخابات..دعونا نقول أن أية إنتخابات تجرى في غير البلدان ذات الديمقراطيات العريقة تكون فترات توتر..نعم، نعلم أننا نقدم برنامجا على الهواء في أجواء متوترة بسبب الإنتخابات، بسبب الخصومات، بسبب أحكام مسبقة، بسبب ضيق بعض الصدور، بسبب محاولة تنميط الإعلام بحيث يكون كله على شاكلة واحدة..محاولات إلقاء إتهامات أو تصنيف الناس على أنهم موالين أو معارضين.

هذه الأجواء بالتأكيد أجواء غير مريحة، إنما في النهاية، مرة أخرى، إنحزنا للفكرة الأساسية لهذا البرنامج، إذا كنا سنطلع على الهواء إذا: سنعمل بشرف..و هذا ما نستطيع أن نقدمه للمشاهد و لأنفسنا..أكثر من هذا، أعتقد أنه سيكون : "لت و عجن"."


ملاحظة: لقد حرصت كل الحرص على تثبيت كل كلمة و عدم التزيد، لا في المعنى و لا في المبنى..بل هي نفس كلمات السيدة الإعلامية حاولت جهدي المتواضع في كتابة حروفها و كلماتها على صفحة المنتدى.

هي كلمات، كما أراها و قد سمعتها بأذني و شاهدتها رؤيا العين..نُسِجَتْ من قائدة البرنامج و طاقمه بدقة و بحرص، كأنما تضع خطوط سكة حديدية لقاطرة برنامج العاشرة التي لا تحيد عنها كما في الأصل و كما ستنتهجه في المستقبل..

في رأيي لها أبعاد عدة من بينها و ليس أقلها أهمية بل قد يتصدر تلك الأبعاد هو بُعْدُ "ما هو يَهُمُّ المشاهد"، فهو بذلك ميثاق بين البرنامج و قائدته و كل المشاهدين، ملايين المشاهدين، أن سقف البرنامج سيظل عاليا مهما إحتدمت الأمور و جوبه (البرنامج) بالعوائق..

فلنتأمل و نعتصر فكرا و نخط كلمات، بعد تكرمكم فضلا لا أمرا..عَلَّنَا ننتج ثمرة هي عبرة يستفيد منها الجميع..

و قد تتبعت بالصور (و هي إلتقاط صور من فيديو الفنان الرائع الأستاذ أمير بارك الله فيه) لنتذكر تلك اللحظات التي يجب أن تحفر في سجل منتدانا الطيب و نقتبس منها فوائد حقيقية و كثيرة.


دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 ElaShera22-11-2010
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 7:21 pm

السلام عليكم،


بقلم: فهمي هويدي

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Fahmy-Howaidy

21 ديسمبر 2010 09:36:17 ص بتوقيت القاهرة


الشروق الجديد -مقالات وأعمدة-



قبل أن يسقط المغرب من الذاكرة المشرقية
تنويه سريع: المغرب (دول المغرب العربي الكبير)


كون مشاكلنا فى المشرق أكثر من الهم على القلب، لا يغفر لنا أن نسقط المغرب من حسابنا، ونتركه نهبا للطامعين والكائدين والمتفرنسين.

(1)

أتحدث عن دول المغرب، وليس المملكة المغربية وحدها التى أمضيت فيها أياما خلال الأسبوع الماضى كانت مليئة بالحوار والدهشة، مما أقنعنى بأن المغرب يزداد بعدا وعزلة عن المشرق، وأن ذلك حين يتم تحت أعيننا وبرضا أو عدم اكتراث من جانبنا، فإننا نصبح بغير حاجة إلى أعداء يتآمرون لإحداثه.

فتحت جريدة الصباح فوقعت عيناى على العنوان التالى: المغرب والجزائر من يقرع طبول الحرب؟ فتحت صحيفة أخرى فصادفت حوارا لأحد قادة الحزب الاشتراكى الموحد تحدثت عناوينه عن أن الجزائر لن تعرف الاستقرار فى حالة الحرب على المغرب، وفى صحيفة ثالثة قرأت بيانا لحزب الحركة الشعبية دعا إلى «استبدال خيار السلم والمهادنة والدبلوماسية مع الجزائر بخيار التصدى، وحتى المواجهة العسكرية إذا لزم الأمر».

إلى جانب هذه العناوين وجدت فى الصحف المغربية أخبارا أخرى عن صفقات سلاح بقيمة تجاوزت المليارى دولار عقدتها الجزائر مع روسيا، وعن صراع فى الجزائر بين معسكرين، أحدها يحبذ شراء السلاح الروسى، والثانى منحاز أكثر إلى شركات السلاح الفرنسى.

وكان واضحا من الإشارات أن ذلك السلاح يدخل ضمن الاستعدادات للمواجهة العسكرية، التى تتحدث عنها الصحف. بل قرأت أيضا أن شحنات من ذلك السلاح أرسلت عبر الحدود إلى جبهة البوليساريو، التى تساندها الجزائر وتدعمها.

كان ذلك السيل من الأخبار مفاجئا لى مرتين، مرة لأنه حاصل وواصل إلى تلك الدرجة المفجعة من الاحتشاد والتأهب.

ومرة ثانية لأننا لا نجد له صدى فى المشرق، لا فى وسائل إعلامنا ولا فى دوائر «القمة»، ولا حتى فى إطار جامعة الدول العربية التى يفترض أن يسارع أمينها العام إلى زيارة البلدين، لإطفاء مقدمات الحريق قبل أن يتفاقم.

وجدت أن مظاهر البؤس السياسى واحدة فى المشرق والمغرب. فعندنا تحاصر مصر غزة وتخاصم دمشق، فى حين تظل أبواب القاهرة مفتوحة أمام الإسرائيليين.

وعندهم تمتد الجسور بين الرباط وتل أبيب ويتدفق السياح الإسرائيليون على المغرب، فى حين تغلق الحدود على الجزائر منذ نحو عشر سنوات، ولا يستطيع الشقيق أن يعبر خط الحدود فى أى من البلدين ليلتقى شقيقه فى البلد الآخر.

سألت، فانتقد الجميع موقف الجزائر من دعم جبهة البوليساريو الداعية إلى الانفصال عن التراب المغربى، لكن الآراء اختلفت فى تشخيص الأسباب وراء ذلك، فمن قائل إن هناك تطلعات إلى ثروات منطقة الصحراء.

وقائل إن الجزائر التى تطل على البحر الأبيض تريد منفذا لها إلى المحيط الأطلسى، ولا سبيل إلى ذلك إلا باختراق منطقة الصحراء، وقائل إن التنازع بين البلدين ليس حول الصحراء فحسب، ولكنه أيضا حول زعامة منطقة المغرب العربى، كما أن الفرنسيين والأمريكيين ليسوا بعيدين عنه.

(2)

فى حين كانت الصحف تتحدث عن الأزمة مع الجزائر، وجدت البرلمان المغربى هائجا على إسبانيا ومتهما وسائل إعلامها بالتزوير والتدليس، بل وارتفعت فيه أصوات داعية إلى قطع العلاقات مع مدريد.

كنت أعرف أن هناك مشكلة معلقة بين البلدين لم تجد حلا منذ أكثر من خمسة قرون، أعنى بذلك مشكلة سبتة ومليلية اللتين احتلتهما إسبانيا وضمتهما إلى ترابها، ولا تزال ترفض الجلاء عنهما رغم تعلق أهلهما المغاربة بوطنهم الأم. وهى مشكلة تكاد تماثل قضية الجزر الثلاث، التى تسيطر عليها إيران.

والفرق أن المشرق بحكوماته ومؤسساته مشغول بالجزر الثلاث طوال الوقت، ولم يأت على ذكر سبتة ومليلية فى أى وقت، حتى أصبح المغرب يقف وحيدا أمام إسبانيا، ولم يستطع أن يتوصل إلى حل للإشكال حتى الآن.

لم تكن مشكلة البلدتين هى موضوع الأزمة، وإنما كانتا فى خلفيتها ممثلة فى حالة التوتر والمرارة وسوء الظن. وفهمت أن الأمر متعلق بموضوع الصحراء، ذلك أن هجوما من بعض الصحراويين الغاضبين وقع على بعض رجال الشرطة المغاربة فى منطقة «العيون» أسفر عن مقتل 11 شخصا من عناصر الشرطة.

ولكن بعض الصحف الإسبانية قلبت الآية، ونشرت قصة مفبركة عن قمع الشرطة المغربية للصحراويين، واستشهدت فى ذلك بصورتين تبرزان قسوة وبشاعة القمع الذى مارسته الشرطة. وأحدثت التقارير التى نشرت بهذا الخصوص أثرها السريع فى أوساط الإعلام الإسبانى وفى موقف البرلمان الأوروبى، حيث اتجه الرأى الساند إلى إدانة المغرب والتنديد بسلوكه «الوحشى» واضطهاده للصحراويين.

وتبين فيما بعد أن الصور مزورة، وأن واحدة منها كانت لجريمة قتل وقعت فى الدار البيضاء، والثانية كانت لأطفال من ضحايا الهجوم الإسرائيلى على غزة. ولم يكن لأى منهما صلة بأحداث الصحراء أو ما جرى فى العيون.

وحين انفضح الأمر على ذلك النحو ثارت ثائرة المغاربة ونواب البرلمان، واحتجت الحكومة، لأنهم اعتبروا اختيار تلك الصور والتنديد بالمغرب بناء عليها تعبيرا عن سوء النية وتعمد الإساءة والتشهير.


بعد يوم من وصولى إلى فاس تابعت على شاشة التليفريون مظاهرة هائلة خرجت إلى شوارع الدار البيضاء، قيل إنها ضمت ثلاثة ملايين شخص، وشاركت فيها كل القوى السياسية، وقد رفعت شعارات الاحتجاج والإدانة «ضد تعنت الحزب الشعبى الإسبانى اليمينى، الذى تعمد أسلوب التلفيق والتزوير والكذب ضد أهم القضايا الوطنية فى الساحة المغربية»، كما ذكرت صحيفة الشروق المغربية فى إشارتها إلى قضية الصحراء.

كانت المظاهرة حاشدة حقا، وان لم أجد لها ذكرا فى الصحف المصرية، لكن نجاحها لم يشف غليل بعض المثقفين، فتعددت كتاباتهم مثيرة أسئلة من قبيل: ماذا بعدها؟ وهل يكفى الغضب لحل مشكلة الصحراء؟ وهل يتطلب الأمر مقاربة من نوع آخر تحل الإشكال مع المغرب والجزائر؟ وحدهم كانوا يتساءلون، ووحدهم كانوا يجيبون. لكن حواراتهم ظلت محكومة بحدود المغرب ولم يكن لها صدى يذكر فى فضاء المشرق.

(3)

فى كل مكان ذهبت إليه كنت أرجو ممن التقيهم أن يحدثونى باللغة العربية.

حدث ذلك فى الفندق والمطعم والسوق والتاكسى وصولا إلى شرطة المرور والحمالين، الذين يتزاحمون فى المطار. ولم يكن ذلك جديدا علىّ لأن فرسنة اللسان المغاربى كانت أهم إنجاز حققه الاحتلال، الذى سحب عساكره وترك لغته لكى تبقى على الاحتلال وتكرسه.

وكانت المفارقة أن اللغة الفرنسية منيت بهزيمة نسبية،، وصارت تتراجع فى مواطنها «كما تحدثت لوموند دبلوماتيك فى عددها الصادر فى أول ديسمبر الحالى» إلا أنها ما زالت ثابتة القدم ومهيمنة فى المغرب وتونس والجزائر وموريتانيا على الأقل، المتغير الذى لاحظته هذه المرة فى المغرب تمثل فى أمرين، الأول أن الحديث بالفرنسية صار وباء ولم يعد مجرد مرض عارض، والثانى أن الثقافة الأمازيغية أصبحت تحتل موقعا متقدما فى لغة الخطاب العام. والأمازيغية لهجة البربر التى كانت فى الأصل منطوقة ثم تحولت إلى مكتوبة، وأصبحت هناك قناة تليفزيونية ونشرات إخبارية ناطقة بها، وتولى رعاية هذا المد المعهد الملكى للثقافة الأمازيغية. وهو أمر لا غضاضة فيه طالما أن 30٪ من ذوى الأصول البربرية فى الجمهور المغربى لا يتكلمون العربية.

إلا أن المشكلة أنه فى حين تتقدم الفرنسية والأمازيغية فإن التراجع مستمر فى حظوظ اللغة العربية ــ حتى ظهرت جماعات دعت إلى اعتماد الدارجة المغربية محل العربية الفصحى، واعتبارها لغة وطنية بدلا من الفصحى.

المدافعون عن العربية الفصحى يقاومون ما يسمونه «تسونامى» الفرنسية. وقد نددوا بوزير التعليم حين تحدث فى مؤتمر صحفى باللغة الفرنسية.

وأثاروا ضجة فى وسائل الإعلام حين وجدوا أن الكلمات والخطب، التى ألقيت فى عيد الاستقلال كانت كلها بالفرنسية، واعتبروا أن تلك المفارقة دليل على أن استقلال المغرب لا يزال منقوصا.

وسمعت من بعضهم أن الدوائر الرسمية لا تزال منحازة إلى الفرنسية فى مكاتباتها، حتى إن نشرات الأخبار والبرامج الحية تقدم باللغة الفرنسية فى أوقات الذروة. أما النشرات والبرامج العربية فيتم بثها فى الأوقات، التى يضعف الإقبال فيها على المشاهدة.

حين ناقشت الأمر مع من أعرف من المثقفين المغاربة أرتأى أكثرهم أن المغرب العربى كله يواجه أزمة هوية، وأن رياح التغريب والتفتيت تعصف به بقوة. وقالوا إن انصراف المشرق واستغراقه فى همومه ومشاكله ترك المجال واسعا لانطلاق كل من يريد أن يعبث بمقدرات المغرب وهويته.

سألت عن المقصود بهولاء، فقال أكثر من واحد إن أهم اللاعبين فى المغرب العربى الآن هم الأمريكيون والفرنسيون والإسرائيليون، والعرب يأتون كأفراد سائحين للصيد أو المتعة أو الالتقاء بالسحرة وقراء الكف والمشعوذين.

وانتقد بعضهم موقف الإعلام العربى، قائلين إن: الإعلاميين يفضلون الذهاب إلى دول الخليج والنفط ولا يجدون فى دول المغرب ما يجذبهم أو يغريهم.

وبسبب هذا الغياب فإن منطقة المغرب أصبحت فى إدراك المشارقة مهرجانات فنية وغنائية وفرقا لكرة القدم، ومشاحنات ومكايدات بين المشجعين لهؤلاء وهؤلاء، أما المجتمعات بتحدياتها ومشاكلها وحراكها. فهى بعيدة عن إدراك المشارقة.

قلت إن تراخى المشارقة فى متابعة ما يجرى فى المغرب قصور لا مفر من الاعتراف به، لكننا يجب أن نقر أيضا بأن ثمة ضيقا فى دول المغرب بحرية الإعلام. وهو ما تمثل فى إغلاق مكاتب قناة الجزيرة فى تونس والمغرب والجزائر.

رد واحد قائلا إن منظمات المجتمع المدنى احتجت وعارضت إغلاق مكاتب الجزيرة. وهو ما لا ندافع بدورنا عنه. وما دمت قد ذكرت الجزيرة فقد لاحظنا أن الحوار الأخير، الذى أجرته القناة مع الأستاذ محمد حسنين هيكل حين تطرق إلى أوضاع العالم العربى، فإنه لم يشر بكلمة إلى بلاد المغرب، حتى المذيع محمد كريشان، وهو تونسى، فاته أن يسأله عنها، الأمر الذى جاء شاهدا على أن المغرب لم يعد حاضرا حتى فى بال كبار المثقفين المشارقة.

(4)

بقيت عندى كلمتان. الأولى أن للصورة فى المغرب وجها آخر لا ينبغى تجاهله. ذلك أن التحديات التى أشرت إليها إذا كان قد استسلم لها البعض، خصوصا فيما تعلق بالتغريب والتطبيع ، إلا أن هناك أيضا من تصدى بشجاعة ونبل مشهودين.

ذلك أن المغرب فئات ومنظمات ما زالت قابضة على الجمر، ومستبسلة فى الدفاع عن هوية المغرب ورافضة التغريب والتطبيع. لكن تلك الفئات التى لا تملك إلا رفع الصوت والإعراب عن الغضب، تحتاج إلى دعم ومساندة نظرائها فى المشرق، خصوصا المثقفين المهجوسين بهموم الأمة والحادبين على مصيرها.

الكلمة الثانية تتعلق بالمناسبة التى أتاحت لى هذه الإطلالة على المشهد المغربى. ذلك أننى ذهبت مدعوا إلى المؤتمر السنوى لمنتدى فاس حول حوار الحضارات والتنوع الثقافى، الذى شارك فيه مثقفون وخبراء من العالم العربى وأوروبا وآسيا والولايات المتحدة.

ومما قلته فى المناقشات إن ثمة عملا يجب أن ننجزه قبل أن ننخرط فى الحوار مع الحضارات الأخرى. يتعلق بحوارنا الداخلى فى الساحتين الوطنية والعربية.

وضربت مثلا بالقطيعة بين المغرب والجزائر. التى لا نستطيع ولا ينبغى أن نتجاهلها وننشغل بالحضارات الأخرى. قلت أيضا إن مشكلة التنوع الثقافى أصبحت مثارة فى بعض الدول الأوروبية بأكثر منها عندنا.

ونموذج فرنسا وألمانيا وسويسرا وهولندا دال على ضيق الصدر بالآخر تتسع دوائره فى الأوساط الأوروبية، التى دأبت دولها على أن تلقننا دروسا فى أهمية القبول بالآخر.

لم يكن ذلك أهم ما قيل فى المنتدى بطبيعة الحال، لأنه تطرق إلى أمور كثيرة أرجو أن يتاح لى أن أتطرق إليها فى مرة لاحقة بإذن الله.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 7:30 pm

السلام عليكم،

أحيي هذا الفكر و هذا الفهم و نحتفي عاليا باستقراء وضع دول المغرب العربي الكبير مع الأوضاع المشرقية و الدولية، لتكتمل الصورة.

تحية إحترام لأستاذنا الفاضل فهمي هويدي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالثلاثاء ديسمبر 21, 2010 7:55 pm

المفكر الكبير / فهمي هويدي
كتب:
حين ناقشت الأمر مع من أعرف من المثقفين المغاربة أرتأى أكثرهم أن المغرب العربى كله يواجه أزمة هوية، وأن رياح التغريب والتفتيت تعصف به بقوة. وقالوا إن انصراف المشرق واستغراقه فى همومه ومشاكله ترك المجال واسعا لانطلاق كل من يريد أن يعبث بمقدرات المغرب وهويته.

سألت عن المقصود بهولاء، فقال أكثر من واحد إن أهم اللاعبين فى المغرب العربى الآن هم الأمريكيون والفرنسيون والإسرائيليون، والعرب يأتون كأفراد سائحين للصيد أو المتعة أو الالتقاء بالسحرة وقراء الكف والمشعوذين.

وانتقد بعضهم موقف الإعلام العربى، قائلين إن: الإعلاميين يفضلون الذهاب إلى دول الخليج والنفط ولا يجدون فى دول المغرب ما يجذبهم أو يغريهم.

وبسبب هذا الغياب فإن منطقة المغرب أصبحت فى إدراك المشارقة مهرجانات فنية وغنائية وفرقا لكرة القدم، ومشاحنات ومكايدات بين المشجعين لهؤلاء وهؤلاء، أما المجتمعات بتحدياتها ومشاكلها وحراكها. فهى بعيدة عن إدراك المشارقة
===================================================
وأقول:
بهذه الكلمات القلائل أوجز قضية هجران المشرق وانفصاله عن المغرب العربي
نظرة المشرق الى دول المغرب العربي اقتصرت على المهرجانات والمتعة والسياحة وقراءة الكف
ولقد أعجبني حديثه عن ذهاب الاستعمار الفرنسي وبقاء لغته حية بين المغاربه دليل على امتداد جذوره وثبات دعائمه حتى بعد رحيله
كما أعجبني تطرقه الى الالخلافات المغاربية وخاصة بين المغرب والجزائر وتجاهل الاعلام المشارقي لتلك الخلافات لكأنها في كوكب آخر
مع العلم أن الدول المغاربية لها باع طويل وما يزال في قضايا العرب الرئيسه
سلمت يداك يا هويدي فلقد وضعت اليد على الجرح المغاربي الغائر الذي تجاهلته معظم بلدان الشرق العربي
والشكر موصول لابن الجزائر فارس الكلمة بمنتدانا الأستاذ زين العابدين الذي يطوف بنا تارة في المشرق العربي وتارة في بلاده المغرب العربي
لكم كل الحب والتقدير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 22, 2010 7:13 pm

السلام عليكم،

أبو أسامة كتب:
المفكر الكبير / فهمي هويدي
كتب:
حين ناقشت الأمر مع من أعرف من المثقفين المغاربة أرتأى أكثرهم أن المغرب العربى كله يواجه أزمة هوية، وأن رياح التغريب والتفتيت تعصف به بقوة. وقالوا إن انصراف المشرق واستغراقه فى همومه ومشاكله ترك المجال واسعا لانطلاق كل من يريد أن يعبث بمقدرات المغرب وهويته.

سألت عن المقصود بهولاء، فقال أكثر من واحد إن أهم اللاعبين فى المغرب العربى الآن هم الأمريكيون والفرنسيون والإسرائيليون، والعرب يأتون كأفراد سائحين للصيد أو المتعة أو الالتقاء بالسحرة وقراء الكف والمشعوذين.

وانتقد بعضهم موقف الإعلام العربى، قائلين إن: الإعلاميين يفضلون الذهاب إلى دول الخليج والنفط ولا يجدون فى دول المغرب ما يجذبهم أو يغريهم.

وبسبب هذا الغياب فإن منطقة المغرب أصبحت فى إدراك المشارقة مهرجانات فنية وغنائية وفرقا لكرة القدم، ومشاحنات ومكايدات بين المشجعين لهؤلاء وهؤلاء، أما المجتمعات بتحدياتها ومشاكلها وحراكها. فهى بعيدة عن إدراك المشارقة
===================================================
وأقول:
بهذه الكلمات القلائل أوجز قضية هجران المشرق وانفصاله عن المغرب العربي
نظرة المشرق الى دول المغرب العربي اقتصرت على المهرجانات والمتعة والسياحة وقراءة الكف
ولقد أعجبني حديثه عن ذهاب الاستعمار الفرنسي وبقاء لغته حية بين المغاربه دليل على امتداد جذوره وثبات دعائمه حتى بعد رحيله
كما أعجبني تطرقه الى الالخلافات المغاربية وخاصة بين المغرب والجزائر وتجاهل الاعلام المشارقي لتلك الخلافات لكأنها في كوكب آخر
مع العلم أن الدول المغاربية لها باع طويل وما يزال في قضايا العرب الرئيسه
سلمت يداك يا هويدي فلقد وضعت اليد على الجرح المغاربي الغائر الذي تجاهلته معظم بلدان الشرق العربي
والشكر موصول لابن الجزائر فارس الكلمة بمنتدانا الأستاذ زين العابدين الذي يطوف بنا تارة في المشرق العربي وتارة في بلاده المغرب العربي
لكم كل الحب والتقدير

أحيي الأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة و كلماته الحكيمة و ما لفت النظر إليه من نقاط هامة و وجيهة..هي بعض "الجرح الغائر" (كما يقول الأستاذ) بين جسد الأمة الواحدة، مغربها أو مشرقها..بل هي أطراف هنا و أطراف هنالك و قضايا هنا و قضايا هنالك، تتشابك تشابك أصابع اليد الواحدة.

حضرة الأستاذ ركز على بعض النقاط الهامة و كتب حضرته:

"نظرة المشرق الى دول المغرب العربي اقتصرت على المهرجانات والمتعة والسياحة وقراءة الكف"..و كان أيضا من هذا "المشرق" المنير، و لا يجب أن ننسى و لن، أيادي العلماء الأفاضل (حفظ الله من هم أحياء و رحم الله من توفاهم) الذين غَذَّوا أجيالا و أناروا فترات من الزمن الغابر، و تَشَنَّفَتْ أسماع ذلك "المغرب" بأصوات من السماء ما زال صوتها يتردد و يتردد..حتى الإبداع الراق و الفن الجميل و الكلمة العفة و الموعظة الحسنة كانت نبراسا لأجيال من الشباب. و قد كانا (المشرق و المغرب) حضنا حبيبين، عندما تشتد رمضاء أحدهما، يهرع أحدهما مستظلا بين أحضان أخيه.

و قد أُعْجِبَ الأستاذ و أنا معه،و أتعجب، حيث قال:

"ولقد أعجبني حديثه عن ذهاب الاستعمار الفرنسي وبقاء لغته حية بين المغاربه دليل على امتداد جذوره وثبات دعائمه حتى بعد رحيله"

"الإستعمار" بل الإستدمار (كما يقول الدكتور مولود بلقاسم نايت بلقاسم رحمة الله عليه رحمة واسعة) الفرنسي أراد أن يمسح بـممسحة طباشير كل هوية، كل قيمة دينية أو ثقافية، كل لغة و كل لهجة محلية و أراد أن يدق إسفين الموت في لغة الضاد لكن! هيهات!..بطاقة تعريف "المغاربي" كما "المشارقي" لم و لن تُمْحَ تقاسيم الحياة فيها بقبح الإستدمار الذي جثم على القلوب و أزهق الأرواح الزكية. لن يمحو القُبْحُ إسمي أو كنيتي العربية، لن يمحو الثقافات الغنية الثرية بالمعاني الإنسانية التي تمتد من الخليج إلى المحيط، لن يمحو تعايش الأديان، لن يمحو تاريخ ميلادي المزروع في رحم الأرض التي أنجبتني و أنجبت إخوتي و أخواتي الذين تجمعنا كل عناصر المصير الواحد و المستقبل المنشود.

و تعبير "لغة حية" (للتدقيق: حسب سياق العبارة المقصود لغة المستدمر الغاشم..لكني تناولت هاتين الكلمتين و وظفتهما مُفَنِّدًا عكس المُسَاقِ في كامل الجملة و هو موجود و لا يُنْكَرُ، بجذور مُتَرَهِّلَةٍ و بحكم التفاعل "الجيوسياسي" بل أكثر تكاد تكون سُنَّةَ كل غالبٍ على كل مغلوبٍ..لكن أبدا لم تحتل أصالة جذور المغرب العربي الضاربة في التاريخ العربي و الإسلامي بل و حتى في عصور غابرة، شكلت التنوع الزاخر..و من يقترب أكثر يرى بعين اليقين) دقيق و يرفرف كجناحي فراش، بل اللغة الأم ما زالت و لن تزول لأننا رضعنا حليبها ثم فطمنا فشبعنا و ارتوينا و لساننا لم يشطر إلى نصف أعجمي و نصف شبه عربي بل ذلك مَنْ تشبه بلسان الحية و رَكَّزَ سُمَّ التغريب في أقواله و أفعاله لينفثه (و هو يفعل ذلك ليل نهار) فيمن حوله، لكننا، بحول الله و قوته، لدينا مناعة التاريخ و الثقافة المتنوعة و الإستمساك بالدين الحق مع مخصبات الحرص و العمل الدؤوب و الجهد و الإجتهاد و إعطاء القدوة للأجيال الصاعدة التي أصبحت اليوم ريشة هباء في مهب أقل الرياح قوة.

و يستطرد الأستاذ ليلمس وَتَرًا يَطِنُّ و يقول حضرته:

"كما أعجبني تطرقه الى الالخلافات المغاربية وخاصة بين المغرب والجزائر وتجاهل الاعلام المشارقي لتلك الخلافات لكأنها في كوكب آخر"

حسابات الحكومات، تبيع و تشتري..حسابات الشعوب أبدا لن تكون كذلك، بل هي مُكَبَّلةٌ (الشعوب) بحدود تاريخية مفتعلة، تلاها قطع للحدود بمبررات تخضع لعقولٍ سَكْرَى و منشغلة بذاتها و تأكيد سيادتها الوطنية (من هذا الأخ الشقيق أو ذاك).

أُحِبُّ أخي المغربي (بلد المغرب الشقيق..بلد القرآن و المساجد. هناك الجَمَال و أشهى ذوق و حُلَّةٌ مغربية بهية و عبقريات كالدكتور المنجرى و غيره) و أفهمه حينما يتحدث أو يلقي نكته أو يتفرج الأهل على "شهيوات المطبخ" فنستمتع و نفخر. يأتيني شعور، و يكاد يتملكني كلما ذكرت البلدين الشقيقين المغرب و تونس الخضراء، كأنما أنا (العبد الفقير المتواضع) بين سَنَدَيْنِ، بين عَضُدَيْنِ، فَيُشِيعُ فِيَّ طمأنينةً أريد أن تغمر جميع البلدان بل حقيقتها أنها بلد واحدة.

و أضيف، سيسألني السائل عن "الصحراء الغربية" أو "الصحراء المغربية" أم هي "الصحراء الحرة" و تَدَخُّلُ أطراف النزاع المباشرة أو غير المباشرة و تدخل الأمم المتحدة و محاولات "التسوية"!؟..سيسألني و لن أهرب و معي إجابة أضعها تحت طرف لساني و لا أكشفها!..لا! لن أفعل و لكن سأرد بما سبق، أَنَّ: حسابات الحكومات، تبيع و تشتري. بل لو سألني السائل ماذا ستفعل أنت (يقصدني، من لا يملك سلطة و لا يَخْتًا يجوب به البحار السبع)لأجبت و ما تأخرت: لو كان لي أن أفعل فيجب أن أُلْبَسَ قلادة أو أُزَيِّنَ هامتي بتاجٍ و طبعا فترة حكم واحدة لا تكفي أقصد و لا أربع..ما أعنيه حتى تأكل الأرضة كُرْسِيِّ و أسقط من علٍ.. Smile لا! لا! بل أجيب بأن:

إختيار الشعوب محض حرية..و حرمة الدم بين الإخوة أقدس و أطهر من تلك الحسابات (بين من يعنيهم الأمر و بين الأطراف المباشرة و غير المباشرة). و لا أزيد!

بل إن علم تاريخ الأرض أكد أن وجه الأرض و سطح يابسته كان مضموما و ملتحما كأنما قطعة واحدة متجانسة.. و بمرور العصور و المؤثرات تباعدات أطراف اليابسة و كونت هته القارات في عصرنا الحاضر..علنا نقتدي بأمنا الأرض، أصل واحد و إن تباعدت الأطراف.

و يختم الأستاذ و يقول:

" وتجاهل الاعلام المشارقي لتلك الخلافات لكأنها في كوكب آخر.." لن أدقق في نية هذا التجاهل إن تأكد، أهو متعمد لأسباب أو غير متعمد لانشغال، أو إن كان هذا "الإعلام" (تابعا أو خاصا) منوطا به (و لو كان كفؤا) التكفل بمثل هته الخلافات أو حتى اعتباره يشمل تلك النخبة الحقيقية من ذوي الفكر و الرأي، فحسبها الرأي و إعمال الفكر و عرضه على الشعوب بين طَيَّاتِ سطور الكتب أو شاشات الفضائيات..و أمثال الأستاذ المفكر فهمي هويدي ما فتئت تكشف و تحلل و تنير لكن أمثلة لهذا "الإعلام المشارقي" كما "المغاربي" لم ترقى لمستوى طموح الشعوب البسيطة و انحصرت في المحلية بل غرقت حتى أذنيها.

في هته الخلافات المعول عليه، حسب رأيي، هو إرادات (الإرادة) أصحاب السلطة في مد جسور (حتى بمفهوم المصالح الضيقة) بين البلدان المختلفة، و الحسبة (كما يحبذها أصحاب السلطة) بسيطة: أمن جاري من أمني و استقراره الإجتماعي و الإقتصادي يزيد من فرص التعاون المتبادل فتزداد التنمية و تزدهر..آه! و لا أريد أن أقولها: حتى أن الكراسي لا يشوش عليها أحد.

و يضيف الأستاذ نقلا عن المفكر فهمي هويدي:

"..مع العلم أن الدول المغاربية لها باع طويل وما يزال في قضايا العرب الرئيسه.."

أرجو من يقرأ هته الكلمات أن يقرأها بصوت مسموع لأن الأهمية كامنة في تضاعيف كل كلمة و أثق أن أستاذنا الفاضل أبو أسامة يدرك مدلولها و أبعادها الأفقية و العمودية و هي جديرة بالفعل بكل تأمل و تقدير خاصة من أجيال لم ترى عيونها إلا الشاشات ثلاثية الأبعاد و تكتب الرسائل القصيرة و تتابع أعداد المشاهدة لـ"فيديوهات اليوتيوب" و إن كانت لا تسمن و لا تغني و لا حتى تدفئ من برودة هته الأيام.

و يختم حضرته بقوله ممتنا للمفكر الكبير فهمي هويدي:

"سلمت يداك يا هويدي فلقد وضعت اليد على الجرح المغاربي الغائر الذي تجاهلته معظم بلدان الشرق العربي"..إي و الله سلمت يمينه و يمين الأستاذ على عروق الذهب المطرزة لكلماته..مع تأكيده (أستاذنا الفاضل أبو أسامة) أن "التجاهل" (بقوله:" تجاهلته معظم بلدان الشرق العربي " ) موجود و هي دعوة للتأمل كما عنون أستاذنا لهذا الموضوع.

و شكر العبد الفقير و هي شهادة من الأستاذ أعتز بها فقال:

" والشكر موصول لابن الجزائر فارس الكلمة بمنتدانا الأستاذ زين العابدين الذي يطوف بنا تارة في المشرق العربي وتارة في بلاده المغرب العربي "

لله درك أستاذنا..إبن الجزائر هو إبن لمصر الحبيبة و كلنا أبناء هته الأمة الواحدة. و طوافي بجناحي المحبة عند "مشرق الشمس" تطلع على طرف في هذا الجسد الممتد، بنور يقتبسه أو جذوة يستدفئ بها و يتمتع بجمال طلعتها (الشمس) البهية إلى "مغرب الشمس" و منظر الغروب الأزلي المشوب بالحمرة الخجلانة و سكون حضن الليل..جَمَالٌ هنا و جَمَالٌ هناك.

و أدعو الله أن لا ينقطع تطواف الإخوة حول بعضهم البعض و يكون بساط المحبة و سيلتهم لسباق ريح الخير و المحبة بينهم.

أحييك يا أستاذنا الفاضل أبو أسامة على أن رَصَّعْتَ موضوعي المتواضع بتدخل حضرتك.

أخوك و محبك زين العابدين.



عدل سابقا من قبل زين العابدين في الأربعاء ديسمبر 29, 2010 4:54 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء ديسمبر 22, 2010 7:27 pm


استمتعت بكل ما كتبه الرائعان الاستاذ زين العابدين و الاستاذ ابو اسامه ..

الف شكر و تحية علي هذا الفكر الرائع المتزن .. و لقد تم تثبيت موضوع دعوة للتامل حسب طلب الاستاذ المحترم زين العابدين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 23, 2010 7:30 pm

السلام عليكم،

supervisor / Amir كتب:

استمتعت بكل ما كتبه الرائعان الاستاذ زين العابدين و الاستاذ ابو اسامه ..

الف شكر و تحية علي هذا الفكر الرائع المتزن .. و لقد تم تثبيت موضوع دعوة للتامل حسب طلب الاستاذ المحترم زين العابدين

الأستاذ الغالي، الأستاذ أمير.. و بأصالة أخلاقك و براعة أنامل حضرتك نفخر و نعتز، حفظك الله و رعاك و متعك بالصحة و العافية.

و التثبيت المُهْدَى مسؤولية أحسست ثقل وزنها بعدما تفقدت الموضوع فلم أجده في المواضيع المنشورة بل فوق "مثبتا". أشكر الأستاذ الغالي و الإدارة الموقرة بقيادة إعلامية المستقبل آيات السيد..

وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و جعل التأمل طبيعة ثانية فينا لتمحيص الغث من السمين و اقتلاع قَشَّةِ الحقيقة من كوم السباخ.

أخوكم زين العابدين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالخميس ديسمبر 23, 2010 7:39 pm


Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy Very Happy
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد يناير 16, 2011 2:28 pm

السلام عليكم،

كيف قضى الطغاة ليلة الجمعة؟

بقلم: عماد الدين حسين

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Emad-eldin-hussein

16 يناير 2011 09:46:23 ص بتوقيت القاهرة

الــــرابط: الشروق الجديد - مقالات وأعمدة-

سقط طاغية.. فليت كل الطغاة يتعظون، هرب زين العابدين بن على من تونس بعد 23 عاما من الحكم الفردى المطلق.. وفساد عائلة حاكمة ظنت أنها امتلكت تونس وشعبها من دون حسيب أو رقيب.

لو أن الظلمة والفجرة يقرأون التاريخ ويتأملون الحوادث، لو أنهم فكروا أن الخلود لله فقط.. لو فعلوا ذلك ما أصبحوا طغاة أو مستبدين.

عندما سمعت وشاهدت خبر هروب بن على تمنيت أن أعرف كيف استقبل كل الحكام المستبدين فى العالم هذا الخبر؟.

كيف عاشوا ليلتهم.. هل عرف النوم طريقا إلى عيونهم.. هل سألوا أنفسهم أن هذا «الفيروس التونسى» يمكن أن يصيبهم ويضرب جهاز مناعتهم الذين يظنون أنه حصين؟!.

هل فكر أحدهم أو بعضهم فى التوبة والخروج إلى شعبه وطلب العفو والاعتذار عن جرائمهم السابقة أو حتى عن مجرد أخطائهم؟!.

هل استمعوا جيدا لخطاب بن على يوم الخميس وهو يبكى ويرتعد ويتسول الصفح والغفران من شعبه؟!.

هل قرروا بعد الاستماع إلى الخطاب جمع «المعاونين والمستشارين المضللين»، ومحاكمتهم بتهمة الفساد وتقديم معلومات مغلوطة إليهم؟!.

هل فكروا فى تغيير سياستهم الإجرامية بعد أن شاهدوا طائرة بن على حائرة وتائهة فى أجواء العالم تبحث عن مطار تهبط فيه من دون جدوى إلى أن قبلت السلطات السعودية أن يهبط فى جدة لأسباب «إنسانية».

هل اتعظ هؤلاء الحكام وهم يرون زعماء أوروبا يتخلون عن الرئيس التونسى بين عشية وضحاها رغم كل ما قدمه لهم من خدمات؟.

حتى مساء الخميس كانت فرنسا.. الدولة الأكثر نفوذا فى تونس ــ تحمى بن على لكنها غيرت رأيها فورا واعتبرته ورقة محروقة لأنها لا تريد خسارة تونس للأبد.

مأساة الحكام المستبدين أنهم يخلطون بين ذواتهم وبلدانهم.. يعتقدون أن زعماء أوروبا والعالم يرون فيهم حكماء فعلا.. لا يفكرون أن هؤلاء القادة لا يشغلهم إلا مصالح بلدانهم.

لو كنت مكان أى حاكم ظالم.. لفكرت ملايين المرات فيما حدث فى تونس خلال الأسبوع الماضى.

فى الماضى كانت الثورات والانقلابات والانتفاضات والهبَّات والاحتجاجات والمظاهرات تتم دون أن يشعر بها أحد.. لكن إحدى المزايا الكثيرة لثورة الاتصالات وتنوع وتعدد الفضائيات، أن العالم صار مفتوحا.. وحبس الشعب وراء جدران الصمت ولَّى وانتهى إلى غير رجعة.

تابعنا جميعا تطورات الانتفاضة الشعبية فى تونس لحظة بلحظة...كنا نعرف ما يحدث فى مدن وقرى تونس فى اللحظة نفسها بفضل الانترنت واليوتيوب والهواتف المحمولة.

صار ممكنا ما يمكن تسميته بعدوى انتقال الحالة من مكان إلى مكان، وتأثر شعب بما حدث عند شعب آخر، ولعل ما حدث فى الجزائر بعد تونس خير دليل على ذلك وقبلها التاثر بين أوكرانيا وجورجيا مع الفرق بين الحالتين.

الدروس المستفادة من الهبَّة الشعبية التونسية كثيرة جدا، وسيتحدث عنها الجميع لأيام وأسابيع وشهور قادمة.

أحد هذه الدروس المهمة لكل الشعوب أن أى نظام ومهما كان مستبدا ومتجبرا وظالما يمكن أن ينهار ويسقط ويتبخر فى لمح البصر، إذا قرر الناس ذلك.

إذا كانوا مستعدين لدفع ثمن التغيير. أراده شعب حى و50 شهيدا أنهت نظاما ديكتاتوريا فى أقل من أسبوع.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد يناير 16, 2011 3:30 pm


شئ رااااائع جدااااا ..

الف الف شكر ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
عزه عبد المنعم
كاتب مميز
كاتب مميز
عزه عبد المنعم


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 62
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2009

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأحد يناير 16, 2011 9:50 pm

أى قدر من الغباء يحمله شخص يفهم شئ ما بعد 23 سنه
( لقد قالها اكثر من مره ( لقد فهمتكم
وكان ذلك فى آخر كلمه للطاغيه
فلم يفهم شعبه إلا بعد مرور مايقرب من الربع قرن
فكم من الطغاه الاغبياء فى عالمنا العربى
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 1:48 pm

السلام عليكم،

أحيي الأستاذ الغالي الأستاذ أمير و السيدة الفاضلة عزه عبد المنعم..شرفت بمروركما.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 1:58 pm

السلام عليكم،


بن علي سقط.. لكن كل الديكتاتوريين العرب لم يسقطوا بعد

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 2 Robert-fisk
الكاتب البريطاني روبرت فيسك

الرابــط: الدستور الأصلي

الإثنين, 17-01-2011 - 10:05الإثنين, 2011-01-17 22:04 | ترجمة: تحازم فؤاد * الشرق الأوسط


عبر الكاتب البريطاني الكبير روبرت فيسك المتخصص في شؤون الشرق الأوسط عن احباطه في أن تنجح الثورة التونسية في إنهاء عصر الحكم الديكتاتوري في المنطقة العربية، مرجعا السبب في ذلك إلى رغبة الدول الغربية والولايات المتحدة في بقاء الوضع على ماهو عليه، منتقداُ في الوقت نفسه زيف الحديث الغربي عن الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم العربي.

وإلى نص المقال :


هل هي نهاية عصر الحكام الديكتاتوريين في العالم العربي؟ من المؤكد أنهم يرتعشون خوفا الآن في جميع دول الشرق الأوسط، الأمراء منهم والملوك، المسنون مثل الذي يحكم السعودية أو الشباب مثل الذي يحكم الأردن، كذلك يصل الخوف للرؤساء المسنون مثل الرئيس المصري وحتى الرئيس الشاب في سوريا، وكل هذا الخوف بسبب أن ما حدث في تونس لم يكن مخططا له.

هناك أيضا مظاهرات بسبب غلاء الأسعار في الجزائر، واحتجاجات تطالب بسقوط الحكومة الاردنية في عمان ، ناهيك عن أرقام القتلى في تونس التي فر طاغيتها إلى السعودية، بالضبط مثلما فعل قبله رجل يدعى عيدي أمين الدكتاتور العسكري ورئيس أوغندا في الفترة ما بين 1971 و1979.

إذا كان كل ذلك قد حدث في المكان الذي نقصده من أجل قضاء اجازة، إذا يمكن أن يحدث في أي مكان آخر، أليس كذلك؟ لقد حدثت الثورة في البلد التي طالما احتفى بها الغرب مشيدين باستقرارها إبان حكم بن علي. فطالما تغنى الألمان والفرنسيين والبريطانيين بالدكتاتور "الصديق" لأوروبا، والذي يضع الاسلاميين تحت قبضته الحديدية.

لن ينسى التونسيون هذا الماضي، حتى ولو كنا نريد منهم أن ينسوا. فالعرب دائما ما كانوا يتحاكون عن أن ثلثي الشعب التونسي، أي نحو 7 ملايين تونسي من أصل 10 ملايين يعملون بشكل أو بآخر لدى الشرطة السرية في نظام بن علي. فلابد أنهم كانوا في الشارع أيضا للمشاركة في التظاهر ضد الرجل الذي أحببناه حتى الأسبوع الماضي.

ولكن لا تدعوا ذلك يثير غضبكم. نعم، لقد استخدم الشباب التونسي الانترنت لحشد انفسهم، وهو ما فعله الجزائريون ايضا، لتمتلئ الشوارع بأبناء الثمانينات والتسعينات الذين لم يجدوا عملا بعد تخرجهم من الجامعات، ولكن في الوقت نفسه ستتشكل حكومة الوحدة على يد محمد الغنوشي أحد رجال بن علي الذين رافقوه طيلة 20 عاما، وهو اليد الأمينة التي سترعى مصالح الغرب وليس مصالح شعبه.

وهو ما يثير مخاوفي من أن تتكرر نفس القصة القديمة. نعم نحن (الغرب) نريد ديمقراطية في تونس، ولكن ليس الكثير من الديمقراطية. هل تتذكرون كيف كنا نريد الديمقراطية في الجزائر في أوائل التسعينات؟

عندما بدى تفوق الاسلاميين في الجولة الثانية من الانتخابات سارعنا بدعم ومساندة الحكومة العسكرية وسحق الاسلاميين لتبدأ الحرب الأهلية التي سقط فيها 150 ألف جزائري.

ففي العالم العربي، نحن نريد قوانين وقواعد الاستقرار، حتى مع فساد حسني مبارك في مصر الفاسدة، فهذا ما نحن نريده، وما سوف نحصل عليه.

الحقيقة بالطبع هي أن العالم العربي يعاني من خلل وظيفي، فهو متصلب، فاسد، يعيش في ذل وقسوة، وتذكروا هنا أن بن علي وصف المتظاهرين والمحتجين التونسيين بأنهم ارهابيون قبل أسبوع واحد فقط، وبالتالي فهو عاجز تماما عن احداث أي تقدم أو تطور على الساحة السياسية أو الاجتماعية، ذلك لأن فرص خلق ديمقراطية من رحم الفوضى التي تعم الشرق الأوسط لا تتجاوز صفر%.

وستظل مهمة الحكام العرب ووظيفتهم الأساسية هي اخضاع شعوبهم لأوامرهم، والتحكم فيهم، واحكام السيطرة عليهم ليحبوا الغرب ويكرهوا إيران.

وعلى أرض الواقع، ماذا كانت تفعل هيلاري كلينتون بينما كانت تونس تحترق؟ كانت تقول لأمراء الخليج الفاسدين إن مهمتهم هي دعم العقوبات ضد ايران، ومواجهة الجمهورية الاسلامية ، استعدادا لهجوم جديد على دولة اسلامية بعد نكبتين ارتكبتهما الولايات المتحدة وبريطانيا في المنطقة.

إن العالم الاسلامي، على الأقل في المنطقة الواقعة بين الهند والبحر المتوسط، هو أكثر من مجرد مكان تملؤه الفوضى. لقد شهدت العراق عدة حكومات آخرها تلك الموالية لإيران، وكذلك فان حامد قرضاي هو أكثر من مجرد محافظ لكابول، أما باكستان فتقف على حافة كارثة لن تنتهي، وفي القاهرة نرى المصريون وقد خرجوا لتوهم من انتخابات مزورة.

وفي لبنان لا توجد حكومة، وفي جنوب السودان قد تكون هناك شمعة صغيرة إذا كان الاستفتاء عادلا بالفعل، ولكن لا تعولوا كثيرا على ذلك.

إنها نفس المشكلة القديمة التي نعاني منها هنا في الغرب، فنحن ننطق بكلمة ديمقراطية وننادي جميعا بانتخابات نزيهة، ونوجه الصوت العربي لمن نريد أن تذهب إليه أصواتهم.

فقبل 20 عاما في الجزائر لم يصوت الشعب لمن يريده الغرب، وكذلك في فلسطين ، وفي لبنان لم يفعلوا. إذا فنحن نعقابهم، ونحذرهم من ايران، وبعد كل ذلك ننتظر منهم أن يسدوا أفواههم عندما تستولي اسرائيل على المزيد من الأراضي الفلسطينية لتوسيع مستعمراتها في الضفة الغربية.

فطوال سنوات مضت يتحدث الرجال البائسون عن "التحرر البطئ"، ولكن الديكتاتوريين يعلمون جيدا أن الخطر يحدق بهم إذا سمحوا بوجود حرية بالفعل وتحرر الشعب من أغلالهم.

و حطت الشجاعة فجأة على صحفهم العربية فور سقوط بن علي ، لتصف الرجل الذي طالما أغرقهم بأمواله وكانوا يتسابقون على مسح حذاءه، ليصفوه باساءة الحكم والفاسد والسلطوي ومنتهك حقوق الانسان.

بالطبع ، فقد بدأ الجميع في خفض أسعار المواد الأساسية، فزيت الطعام والخبز هم غاية الشعب. إذا ستنخفض الأسعار في تونس والجزائر ومصر، ولكن السؤال هو ، لماذا كانت الأسعار مرتفعة بالأساس؟

فالجزائر يمكن أن تكون دولة تتمتع بنفس ثراء السعودية بفضل ثروات الغاز والبترول التي تتوفر فيها، ولكن مع ذلك فبها أسوأ معدلات البطالة في الشرق الأوسط، ولا يوجد أمان اجتماعي ، لا منح حكومية، لا يوجد شئ للشعب لأن الجنرالات يسرقون ثروات البلاد بعيدا في بنوك سويسرا.

في الحقيقة لا أعتقد أن زمن الديكتاتوريين العرب قد ولى ، وسنرى ذلك.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعــوة للـتــأمــل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 2 من اصل 13انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, ... 11, 12, 13  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الاعلامية مني الشاذلي  :: شاشات حرة لمتابعي مني الشاذلي والعاشرة مساء :: قسم النقاشات والقضايا العامة-
انتقل الى: