موقع الاعلامية مني الشاذلي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخولدعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 0d344d436cf006

 

 دعــوة للـتــأمــل

اذهب الى الأسفل 
+7
RANA
آيات السيد
سامح المصرى ابو ريم
هند الديب
supervisor / Amir
أبو أسامة
زين العابدين
11 مشترك
انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4 ... 11, 12, 13  الصفحة التالية
كاتب الموضوعرسالة
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 19, 2011 11:00 pm

حقيقى زمن الديكتاتورين العرب لم يولى بعد .. لكنه سيولى حتما باذن الله تعالى
و سيولى معهم زمن التسلط الأمريكى و الغربى على ارادة الشعوب العربية
لأن الظلم و الجبروت لا يدوم ابدا أبدا ..
لكننا قبلا بحاجة لأن نستعيد قيما و فضائل تساقطت منا بمرور الزمن .. بحاجة حقيقية لاستعادة قيم الشرق و روحه الطاهرة الأبية

و بالنسبة لتونس كم أتمنى أن تتم فرحتنا بالياسمين بحكومة نظيفة وطنية يرضى عنها و يرتضيها الشعب التونسى لتكتمل اللوحة الرائعة و تسير تونس فى طريق النهضة و الحرية الحقيقية .. سيكون ذلك فعلا أجمل ما يكون

ألف شكر لحضرتك استاذ زين


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس يناير 20, 2011 1:09 am

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته
أسعدني جدا ما قام به التوانسه
ولكم كنت أكثر سعادة حينما وجدت أن التغيير خرج من داخل الشعب البسيط
لكن
عندي أسئله أرجوا أن أجد عليها اجابات:
وليتسع صدوركم وقلوبكم ولتكن اجاباتكم في صميم أسئلتي
1- وماذا بعد؟
فرقه وحكومه انتقاليه ونزاعات على السلطه واهدار حق من يستحق القياده
بالامس وحتى كتابتي لهذه الكلمات مات أكثر من 100 شهيد على أرض تونس جراء الانفلات الامني
فما بالكم لو حدث ماحدث في بلد كبيره مثل مصر 86 مليون مواطن
كم سيكون عدد القتلى
وكم سيكون حجم الدمار
لنكن صرحاء
لو حدث ما حدث في مصر وسألت المصريين من سيكون الرئيس المنتخب سيترشح نصف الشعب ليكون رئيسا
وعلشان نختار رئيس هيكون الدم وصل للركب
خلونا عقلاء
من سيقود البلد بعد ثورة الياسمين في اي بلد عربي ؟
الثورة لما تكون بدون زعامه ليس لها الا مسمى واحد (هوجه) تقود البلاد للدمار
لا أخفي عليكم أسئلة تدور في ذهني عن مستقبل أي بلد تقوم فيه ثورة بدون زعامه
ماذا سيكون مصيره؟
عاوزكم تفكروا بقليل من التأمل
فهي دعوة للتأمل كما أطلقنا عليها أنا وأخي الفاضل زين العابدين
منتظر اجاباتكم
وشكرا جزيلا لفارس الكلمة (زين العابدين)
وأهمس : حينما اختار أخي زين العابدين اسما له بعد ثورة تونس وهو (تونسي حر ) قلت في نفسي ضاحكا حتى اسم (زين العابدين) غيره لرغبته في عدم التشبه باسم الرئيس الهارب فاراد أن ينسى أو يتناسى أي شيء يذكه به حتى اسمه هههههههههههههههه
هي مزحة والله يا( زين )ما قصدت بها شيء وأنت تعلم مدى حبي لك ولاسم زين العابدين
لكم جميعا كل الحب
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس يناير 20, 2011 6:16 pm

أعتقد يا أستاذ أبو أسامة ان مشكلتنا كشعوب عربية ان فكرة الفرعون الأوحد أو زعيم القبيلة ما زالت تسيطر علينا على رأى الاستاذ هيكل
يعنى نحن فى عز ما بنعانى من ديكتاتورية و تسلط و فساد أفراد معينة استباحت لانفسها ما لا يحل لها من حقوق شعوب مغلوبة على أمرها ـ فى عز هذا الظلم نبحث لأنفسنا و نتسائل عن زعامة جديدة تقودنا الى الامان و العدالة .. أعتقد أن الزعامة الفردية غير مأمونة العواقب بمرور الزمن للاسف هذا ما نعانى منه فى دول العالم الثالث عموما ليس أدل على ذلك من تجربة كوبا فكاسترو نفسه زعيم الثورة و صديق الثائر العظيم جيفارا ظل فى الحكم الى ان أخذ منه الزمن ما اخذ ثم عندما ترك السلطة تركها لأخيه
فى رأيي أن ما يجب ان نبحث عنه فعلا هو المشاركة و كيف نعزز هذا المعنى و نفرضه على حكوماتنا و انفسنا .. فى النهاية أى تقدم او حل لقضايانا يجب ان يكون جماعى .. يجب ان تتاح الفرص للجميع للاحزاب و الافراد للتنافس فى سبيل الخدمة العامة التى هى من المفترض مرادف للسياسة هذا المرادف الذى نفتقده فى السياسة العربية .. اما احتكار افراد او حزب واحد للسلطة فهذا لن يجنى الا الركود و الفساد




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالخميس يناير 20, 2011 6:16 pm

السلام عليكم،

أختي الفاضلة فرحة كتبت:

حقيقى زمن الديكتاتورين العرب لم يولى بعد .. لكنه سيولى حتما باذن الله تعالى
و سيولى معهم زمن التسلط الأمريكى و الغربى على ارادة الشعوب العربية
لأن الظلم و الجبروت لا يدوم ابدا أبدا ..
لكننا قبلا بحاجة لأن نستعيد قيما و فضائل تساقطت منا بمرور الزمن .. بحاجة حقيقية لاستعادة قيم الشرق و روحه الطاهرة الأبية

أحييك أختي الفاضلة فرحة..

قيم الشرق..(هنا الشرق بمدلوله كما يقول شوقي-رحمة الله عليه-: "كلنا في الهم شرق") حب و تعايش، أخي الجار حتى و إن فصل بيننا جدار لكننا نسكن نفس الدار، الدار الكبيرة، جسد الأمة العربية و الإسلامية..نبوغ العلم و تكريم العقول النَيِّرَةِ. أولو النهى و الرأي الحكيم نقدمهم في قرحنا و في فرحنا. و المرأة الأم و الأخت و الزوجة و الإبنة قوارير عفيفة نباهي بهن سُفُورَ الغرب، و دورهن أساس لبناء الأمة..عن جمال و كمال الأخلاق نتحدث، عندما نتحدث عن قيم الشرق و عن تاريخٍ بعمر الأرض و ثقافاتٍ بألوانِ قوس قزح ترسم أروع صورة رسمها فنان، هذا الفنان هو إبن هته المنطقة (الشرق) الذي نبت من هته الأرض الخصبة، التي هي كما تلد الثمار المختلفة، من علوم و فنون و عمران، تلد الثورات العظام بالتضحيات الجسام، التي تزلزل عروش الطغيان..

و كل هذا و أكثر لا يخفى على عناية حضرتك، أختي الفاضلة فرحة، لكنني أحببت أن أَتَنَشَّقَ و أستذكر بعض عَبَقِ هته القيم و الفضائل التي تسكن العقل و القلب..و إن "تساقطت" (كما تفضلت) بعض لآلئها من عِقْدِ الأمة، من خَلَلٍ هنا أو تَسَوُّسٍ (و اعذروني) هنالك، بأسبابٍ و إكراهٍ و برغم "روحه الطاهرة الأبية "، يجب أن تكون لنا وقفة تأمل معها (مع هته الأسباب) و الأحرى أن نقف وقفات مع أسباب النهوض و كيفية العمل على تحقيقها في أرض الواقع الذي هو تحت أقدامنا لا على سُحُبٍ في سماء دون أعمدة..

و بالنسبة لتونس كم أتمنى أن تتم فرحتنا بالياسمين بحكومة نظيفة وطنية يرضى عنها و يرتضيها الشعب التونسى لتكتمل اللوحة الرائعة و تسير تونس فى طريق النهضة و الحرية الحقيقية .. سيكون ذلك فعلا أجمل ما يكون

أختي الفاضلة فرحة، أفرح الله قلبك، الفرحة تَمَّتْ و الزغاريد إرتفعت عاليةً و دموع الفخر و الإعتزاز و حتى شهقاتها، إنهمرت و لم يمسحها أحد من على عينيه و جبينه و زد على ذلك، نسمات الحرية هَبَّتْ من تونس الخضراء و دخلت خياشيم الأنف و متعتنا بمسك طيبها..هذا "تمام الفرحة" بأن رأسا من رؤوس الطغيان، هرب كالجبان الخوَّار، و بطانته الفاسدة، سقطوا في قاع الذل و الإنكسار إلى الأبد..أما عن "كمال الفرحة" فقصة، قصيرة أو طويلة، لم تنهي "ثورة الياسمين" كتابة فصولها، لأن مهر العروس الحرية غال، غال..تضحيات بالنفس الزكية و تضحيات أخرى لبناء أساس جديد مُحَصَّنٍ من عودة الفساد و رؤوس الفساد، لأن المعركة بين الحق و الباطل سِجَالٌ إلى يوم الساعة..

ألف شكر لحضرتك استاذ زين

بل العبد الفقير من يشكر حضرتك، أختي الفاضلة فرحة..و شرفت بمساهمتك القيمة.



الأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة كتب:

سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركاته

و عليكم من الله السلام و الرحمة و البركات و المغفرة.

أسعدني جدا ما قام به التوانسه
ولكم كنت أكثر سعادة حينما وجدت أن التغيير خرج من داخل الشعب البسيط


و اسمح لي أستاذنا الفاضل أبو أسامة أن أشاركك هته السعادة و تثبيت النقطة بخصوص أن: " التغيير خرج من داخل الشعب البسيط "..هي سُنَّةٌ، في رأيي المتواضع، من سنن التغيير التي سبق أن عَلَّمَنَا التاريخ دروسا مثلها، و ها هو يعطينا من تونس الخضراء نموذجا، أحد عناوينه: "شعب بسيط يصنع ثورة عظيمة"، سيكون حديثَ العامِ و الخاصِ في هذا القرن الواحد و العشرين..

لكن
عندي أسئله أرجوا أن أجد عليها اجابات:
وليتسع صدوركم وقلوبكم ولتكن اجاباتكم في صميم أسئلتي
1- وماذا بعد؟


و سريعا أجيب، حضرة الأستاذ، تجديد التضحية من أجل الحرية بكل غال و نفيس..

فرقه وحكومه انتقاليه ونزاعات على السلطه واهدار حق من يستحق القياده
بالامس وحتى كتابتي لهذه الكلمات مات أكثر من 100 شهيد على أرض تونس جراء الانفلات الامني


أستاذنا الفاضل أبو أسامة..هي ضريبة كل تغيير و مخاض عسير خاضته الشعوب من قبل و ليس بِدْعًا من إخوتنا و أهلنا في تونس الخضراء..إستئصال الداء بمشرط الجراح يلزمه دقة و مهارة و وقت..قد نخيط هذا الجزء لكي لا تنفجر شرايين، و قد نبقي مؤقتا (و المشرط في إثره لبتره و بتر مفسدته) هذا الجزء لكي لا يدخل الجسد في غيبوبة لا رجعة منها و في فوضى تُعَطِّلُ جميع أعضاء الجسد السليمة..و أهلنا في تونس الحبيبة يضربون الأمثلة الرائعة في هذا المسلك، و الأحداث الجارية من قبض العصابات و استقالات أعضاء ذلك الحزب الذي حكم و مظاهراتٍ تطالب بسقوطه و المخاض متواصل..

العقول النيرة و الحكيمة في بلدنا الشقيقة تونس حقيقة لا تقبل الجدال و لا القسمة على إثنين، لكنها طُمِسَتْ من قِبَلِ ذلك النظام البائد و رأسه الفاسد و أشلاء زبانيته، فها هي معركتهم يقودونها بمطالبات في الشارع و مداخلات قانونية و تحليلية للوضع قَيِّمَةٌ و تاريخية (و أدعو أن يكون كل أخ حبيب تونسي ضيفا على كل البلاد العربية و الإسلامية في حلقات و حلقات لأنهم أعمق و أقرب و فصاحتهم ملء الفم و السمع) و الأيام تتوالى، و التغيير يلزمه وقت و صبر و معونة (حتى بكلمة طيبة أو دعوة في جنح الليل لرب السماء أن يرفع الغمة و يكشف الكربة عن إخوتنا التوانسة و كل بلاد المسلمين)..

" مات أكثر من 100 شهيد " و تقول الجَنَّةُ هل من مزيد..بحسابات أرقام بل أعداد حوادث المرور، بالكوارث الطبيعية و الخراب الذي تحدثه في الأرواح و البنيان، بالحروب القبيحة التي لا تفرق بين من يريد إسترداد حريته و بين من أراد أن يصبح عبدا لسيده..هو لا شيء (ذلك العدد)..و أعظم من ذلك، التاريخ يحكي و يروي و يقصص علينا قصصه و يكرر علينا عبر الثورات التي نفضت على رأسها رماد "الحقرة" و أرادت في أبسط ما أرادت، حياة كريمة، حياة ككل البشر..

هذا التاريخ يشهد بأن: ثمن الحرية تضحية، و انتصار هته الحرية يلزمها دماء زكية تغذي شوكة التغيير لتفقأ عين "سارون" الشر. و التاريخ لم يشهد و لم يسجل "ثورات" على أوراق و أصحابها وراء مكاتبهم الفارهة و "كرفتات" الحرير التي يلبسونها و المسكين، خدش صغير على خده الأيمن يدميه (الخد)، أما الأيسر فلا يحتمل لطمة براحة اليد، قد ترديه قتيلا. لا! و ألف كلا!.

هذا التاريخ يشهد بأن ثورة يوليو المجيدة و ثورة نوفمبر الخالدة و انتفاضات فلسطين الحبيبة، و حرب غزة البطلة المحاصرة و حرب لبنان الأخيرة و كل ثورات الدنيا (بكل ما لها أو عليها)، لم تبخل كل تلك الشعوب بأن تهب أرواحها و دماءها الزكية في سبيل قضيتها و في سبيل الله.

فما بالكم لو حدث ماحدث في بلد كبيره مثل مصر 86 مليون مواطن
كم سيكون عدد القتلى
وكم سيكون حجم الدمار
لنكن صرحاء
لو حدث ما حدث في مصر وسألت المصريين من سيكون الرئيس المنتخب سيترشح نصف الشعب ليكون رئيسا
وعلشان نختار رئيس هيكون الدم وصل للركب


أستاذنا الفاضل أبو أسامة و لأن حضرتك وجهت السؤال لأهلنا في مصر العظيمة، فالأقرب أولى و إن كان قلمي المتواضع يحمل بعض إجابة..و لأني يشرفني أن أعتبر نفسي مصريا و قد كان مَيِّزَةً لشخصي المتواضع أن أكرمتني سيدة الدار عالية المقدار بضيافتها الكريمة فسأقول و تخترق صرختي آذان من بهم صمم(و الإجابة أتركها، بتفضل منهم، أحبتنا و إخوتنا في المنتدى): أنا مصـــــــــري حر و للأبد.

خلونا عقلاء
من سيقود البلد بعد ثورة الياسمين في اي بلد عربي ؟


أما هذه أستاذنا الفاضل أبو أسامة، فسأجيب: و بما أنها ثورة الياسمين، فحتما ستقودها زهور البستان العطرة..قد يجتمع القرنفل و "التيوليب" و زهور "اللوتس" و ورود جنة الأرض الحمراء القانية لتتنافس في عَبْقِ الجو بأذكى شذى و روائح المسك..

عن بلدي سأجيب: سيقودها الشباب لأن زمن العجائز قد ولى! و هناك المزيد، و لن أبشر و لن أنذر، فولادة ثورات التغيير من رحم الأرض الطاهرة يكون في ميعاد..

الثورة لما تكون بدون زعامه ليس لها الا مسمى واحد (هوجه) تقود البلاد للدمار

"بدون زعامه"..زعامة فرد، زعامة حزب، زعامة جماعة، زعامة فكر. أرى، و أحسب حضرة الأستاذ لا يختلف معي، أن الثورات أكبر من الزعامات و أتفق مع حقيقة أن كل ثورة بل كل شيئ لا بد له من رأس يقوده إلا الطغيان فلا رأس له، و لا حتى ترتقي هته "الثورة" إلى مسمى الثورة الحقيقي لأنها تكون حينها و بالفعل "هوجه"..و لأن نواميس الكون لا تحابي أحدا، فبذور الثورة (بمفهومها الذي يبني بعد دمار السوس الذي نخر خيرات البلاد و يشيع الحرية بعد ظلم و طغيان) موجودة في عصعص جسد الأمة الواحد، و ها هي بعض تلك البذور تنتفض من تونس الخضراء..

لا أخفي عليكم أسئلة تدور في ذهني عن مستقبل أي بلد تقوم فيه ثورة بدون زعامه
ماذا سيكون مصيره؟


و أفتح قوسين دون سهمين..و كذلك ثورة زعيم (تعليقا) دون شعب عظيم (تحقيقا) كيف يكون مستقبلها؟؟..و سأجيب: لا مستقبل!

و لنتصارح، العبد الفقير، عندي أسئلة و أسئلة تتقاطع مع ما طرحه الأستاذ، أستاذنا الفاضل أبو أسامة و أخرى عن ماهية ثورات التغيير الحقيقية: فكرتها، وقودها، آليات نجاحها، غاياتها..عن ماهية الإستبداد و طينة المستبدين الذين هم جزء من تراب هذه الأرض، كل الأرض.

عاوزكم تفكروا بقليل من التأمل
فهي دعوة للتأمل كما أطلقنا عليها أنا وأخي الفاضل زين العابدين
منتظر اجاباتكم


أستاذي الفاضل أبو أسامة..لقد عَصَرْتُ بعض خلايا أعصابي و مهج فؤادي، و غذيت قلمي المتواضع بفيح كلمات من فيض شعوري الذي، أعترف أني لم أستطع أن أبوح بكل ما فيه (شعوري)، و إني أتابع بكل اهتمام ما يقوله المفكرون و أصحاب الأقلام النيرة، لأن اللحظة تاريخية و قد بَلَغْتُ من السن عِتِيَّا و ما سأستخلصه من عِبَرٍ لن يكون لي أو لجيلي..بل للشباب الصاعد و سيكون لي (ما سأستخلصه) وصيــــة.

وشكرا جزيلا لفارس الكلمة (زين العابدين)

و لحضرتك كل الشكر، أستاذنا الفاضل أبو أسامة على تشريفك و كلماتك القيمة.

وأهمس : حينما اختار أخي زين العابدين اسما له بعد ثورة تونس وهو (تونسي حر ) قلت في نفسي ضاحكا حتى اسم (زين العابدين) غيره لرغبته في عدم التشبه باسم الرئيس الهارب فاراد أن ينسى أو يتناسى أي شيء يذكه به حتى اسمه هههههههههههههههه
هي مزحة والله يا( زين )ما قصدت بها شيء وأنت تعلم مدى حبي لك ولاسم زين العابدين


أضحك الله سنك حضرة الأستاذ...

و حضرتك سيد العارفين، يا أستاذنا، فقد تسمى بهذا الإسم مِنْ خَيْرِ خلق الله و الصالحون الأولون و مَنْ بعدهم..و ليت شعري أحب الصالحين و لست منهم..و تعلم أيضا حضرتك قصة الإسم و المسمى، فقد كان لمن سبق أسماء، إنتصر أحدهم بالله، و توكل آخر على الله و اعتز ثالث بالله..و..لكن مسمياتهم كان لسان حالها: "أنا"، "أنا"، "أنا".


لكم جميعا كل الحب

أخوك و محبك زين العابدين.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة يناير 21, 2011 1:30 pm

السلام عليكم،

رفع أستاذنا الفاضل أبو أسامة نداءه عاليا و قال "منتظر اجاباتكم"..و أضيف: أثورة ملء السمع و البصر، و ما من مجيب؟!!:

عاوزكم تفكروا بقليل من التأمل
فهي دعوة للتأمل كما أطلقنا عليها أنا وأخي الفاضل زين العابدين
منتظر اجاباتكم


أستاذي الفاضل أبو أسامة، الكاتب الكبير إبراهيم عيسى، يجيب حضرتك في المقال التالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة يناير 21, 2011 1:35 pm

السلام عليكم،


إبراهيم عيسى يكتب: الإجابة تونس



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 2010-10-05T154505Z_01_ACAE69417RB00_RTROPTP_2_OEGTP-EGYPT-PRESS-AT4

إبراهيم عيسى


الجمعة, 14-01-2011 - 6:31الجمعة, 2011-01-14 18:31 | من أول السطر

الرابـــط: الدستور الأصلي


شكرا للشعب التونسي العظيم فقد أثبت للعالم كله أن الشعوب العربية لم تمت

أثبت أن الشعوب العربية لم تفقد النخوة ولا الكرامة ولا الكبرياء

أثبت للحكام القتلة الذين استباحوا دماء شعوبهم فيقتلون معارضين ومناهضين بأحكام قضائهم غير النزيه ويقهرون بقوانين الطوارئ أبناء الأمة ويعذبون مواطنيهم في أقسام الشرطة والسجون ويزورون الانتخابات ويمددون فى حكمهم مدى الحياة ويسعون لتوريث عروشهم لأبنائهم وأبناء زوجاتهم، أثبت لهم أنهم أضعف من جناح ذبابة رغم طغيانهم واستبدادهم!

لا زين العابدين ولا مبارك ولا البشير ولا بوتفليقة ولا القذافى ولا صالح يقدمون أى شيئ لأوطانهم وبلادهم إلا طغيان حكوماتهم وبقوانين الطوارئ وجحافل الأمن المركزى وبالبوليس وامن الدولة وتزوير الانتخابات

لا أحد يريدهم ولا يحبهم ولا يؤيدهم

بل أى ضمير مواطن عربى فى أى دولة من هذه الدول والدليل تونس والمثل تونس والنموذج تونس يرفض رئيسه الطاغية الأبدى المتشبث بالحكم المتمسك بالكرسى الملزوق على المقعد والذى يحكم بلاعدل أو عدالة ولا قانون ولا حرية

أثبت الشعب التونسى ان الشعوب العربية مستعدة فى لحظة كى تنفجر بالغضب كى تنطلق بالحمم كى تهب بالثورة كى تنتفض بالتغيير، لا صمتها رضا ولا سكوتها خضوع ولا هدوؤها استسلام

أثبت الشعب التونسى للأمريكان ولأمريكا أن حكامها المستبدين الفسدة الذين وضعتهم علي مقاعد الحكم في الجمهوريات العربية لن يحموا مصالحها للأبد وأن مصيرهم مثل شاه إيران حتى لو طال بقاؤهم حتى لو اشتغلوا خدامين لأمريكا وإسرائيل ومتآمرين على العروبة والمقاومة!

أمريكا لن تحمى هؤلاء الجالسين الماكثين الكابسين على الحكم فى الدول العربية ولن تستطيع لا حمايتهم ولا حماية مصالحها من غضبة شعب يرفض الاستبداد ويضج بالديكتاتورية!

أثبت الشعب التونسى أن أحزاب المعارضة التى يشكلها الرئيس التونسى أو المصرى أو الجزائرى أو السورى ويربيها فى الجنينة داخل بيته يأمرها كالكلاب التعسة والقطط الأليفة أن ترقص تحت قدميه فترقص لن تخدمه ولن تسانده ولن تحميه ولن تقف معه ولن تدافع عنه بل سيدوسها المعارضون الحقيقيون والمحتجون الصادقون بالأحذية حين يدوسون الطغيان وأعوانه والطغيان وعرائسه الخشبية

أثبت الشعب التونسى أن التيارات الإسلامية فى الدول العربية أكثر عجزا من أن تقف إلى جانب الشعب وأنها مجرد وهم كبير يستخدمه كل حاكم مستبد كى يفزع حكام وحكومات الغرب وساعة الحقيقة لا سلفيين ولا اخوان ولا جماعات بل هم فرق حلقية مغلقة لا تتصل بغير أعضائها ولا تعرف التواصل والاتصال بالناس بل كل مطالبها التى ترفعها هى مطالب ذات شعارات دينية لا علاقة لها بواقع الاضطهاد السياسى والاقتصادي!

أثبت الشعب التونسى أن الغرب منافق وآفاق واستعمارى لا تهمه دماء العشرات المراقة فى شوارع تونس بينما ينتفض من أجل جرح اصبع معارض فى إيران، لا يهتز أمام تزوير فاجر للانتخابات فى مصر بينما يدين اتهامات بالتلاعب فى انتخابات ايران، يتواطأ مع خدامى واشنطن وباريس وتل أبيب ضد شعوبهم بل يتجاوزون عن جنون تصريحات مواقف الرئيس السودانى لأنه منحهم انفصالا يريدونه لدولة جنوبية

أثبت الشعب التونسى ان التغيير قادم ليكتسح الوطن العربى ويكسح طغاة واشنطن وإسرائيل فى الجمهوريات العربية!



عدل سابقا من قبل تونسي حــــر في السبت يناير 22, 2011 5:03 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة يناير 21, 2011 4:43 pm

تحياتي:
سأقتبس كلمات من الدرر المنتقاة التي خطها أخي وحبيبي زين العابدين
وكذا الفاضلة فرحة
وكاتبنا الشجاع ابراهيم عيسى لعلي أجد اجابات لتساؤلاتي وهي ماذا بعد ؟
وبداية أكرر أنني مسرور بما فعله التوانسة وأقدر شجاعتهم وما تساؤلاتي الا خوف مني لعدم اكمال ما بدؤوه
وأن الثورة أو قل الانتفاضة أو الغضبة الجماهيرية سمها كيفما شئت لابد لها من قيادة تنظم شؤونها وتراعي مصالحها والأهم أن تكمل مسيرتها
وليس شرطا أن تكون تلك القيادة فردا بعينه وانما فئة من الناطقين باسم ثورتهم المطالبين بما من أجله قامت تلك الانتفاضة لا بأن تكون هوجاء كل في واد يطالب بمصالحه منفردا
شاهدت كما شاهد الملايين حالة ( الهستيريا ) بين قوسين التي قام بها مواطنون توانسة في شوارع تونس بصرخون باعلى صوتهم معبرين تارة عن فرحتهم باستقلال تونس وتارة اخراج المكبوت داخل نفوسهم مما كانوا لا يستطيعون البوح به ولو سرا اثناء عهد النظام السابق
سمعناهم يقولون عاشت تونس حرة مستقلة
هرب الطاغية القاتل السارق
بن علي هرب
متخافوش يا توانسه بن علي هرب
وما على شاكلة ذلك
وما زال سؤالي حائرا (ثم أما بعد ؟)
قالت الفاضلة فرحة :
أعتقد يا أستاذ أبو أسامة ان مشكلتنا كشعوب عربية ان فكرة الفرعون الأوحد أو زعيم القبيلة ما زالت تسيطر علينا على رأى الاستاذ هيكل
ثم ضربت مثالا بكاسترو
ثم عقبت قائلة :فى رأيي أن ما يجب ان نبحث عنه فعلا هو المشاركة و كيف نعزز هذا المعنى و نفرضه على حكوماتنا و انفسنا .. فى النهاية أى تقدم او حل لقضايانا يجب ان يكون جماعى .. يجب ان تتاح الفرص للجميع للاحزاب و الافراد للتنافس فى سبيل الخدمة العامة التى هى من المفترض مرادف للسياسة هذا المرادف الذى نفتقده فى السياسة العربية .. اما احتكار افراد او حزب واحد للسلطة فهذا لن يجنى الا الركود و الفساد
وأقول :
ما قصدت اطلاقا ان يقود المظاهرات فرد واحد بعينه ولكن أن تكون هناك جهة تتبنى تلك المظاهرات والا تفرق دم المتظاهرين بين الاحزاب والقوى السياسية المتفرقة اصلا
واما موضوع المشاركة الجماعية فانا معها وليس ضدها شريطة أن تكون منظمة أقول منظمه أي تحت قيادة موحده
=================================================

وأما أخي الفاضل فارس الكلمة بمنتدا فاجابة على سؤالي ثم أما بعد؟
فقال : تجديد التضحية من أجل الحرية بكل غال و نفيس
أوافقك على تجديد التضحية ولكن بالتنظيم بتحديد الادوار والمهام لا بان يخرج مجموعة هنا ومجموعة هناك وتتشتت الفكر والمطالب
ثم أعجبتني مقولته التالية :
العقول النيرة و الحكيمة في بلدنا الشقيقة تونس حقيقة لا تقبل الجدال و لا القسمة على إثنين، لكنها طُمِسَتْ من قِبَلِ ذلك النظام البائد و رأسه الفاسد و أشلاء زبانيته، فها هي معركتهم يقودونها بمطالبات في الشارع و مداخلات قانونية و تحليلية للوضع قَيِّمَةٌ و تاريخية (و أدعو أن يكون كل أخ حبيب تونسي ضيفا على كل البلاد العربية و الإسلامية في حلقات و حلقات لأنهم أعمق و أقرب و فصاحتهم ملء الفم و السمع) و الأيام تتوالى، و التغيير يلزمه وقت و صبر و معونة (حتى بكلمة طيبة أو دعوة في جنح الليل لرب السماء أن يرفع الغمة و يكشف الكربة عن إخوتنا التوانسة و كل بلاد المسلمين)..
أقول اللهم آمين
ولأن الكثير والكثير من كلمات أخي الحبيب زين العابدين في محلها وسيطول المقام لتدارك قيمها
رأيت أن نعيش بعضا من واقعنا حتى تتضح رؤيتي
تعالو بنا نجول سويا في وطننا العربي ونشاهد ماذا كان الوضع قبل سقوط حكومات وبعدما سقطت
(وليس معنى ذلك أنني راض عن الحكومات الظالمه )
لا
وانما لاثبت ان المظاهرات والانقلابات لا بد وان تكون منظمة
لبنان كان الحريري يمسك برباط ذلك البلد وكان حزب الله يدافع عن حدوده وبعد رحيله أي الحريري شهيدا ظل البلد في انقسامات وتناحرات عدة سنوات لا يستطيعون تشكيل حكومة حتى بعد تشكيلها برياسة سعد ولده سقطت هي الأخرى منذ ايام بل واتهم حزب الله بالحكم الظني ولا أدري ماذا تخبيء الايام للبنان
العراق كانت في عهد صدام مستقرة لا احزاب ولا شيع صحيح كان بها حروب ومشاجرات مع جيرانها الا انها كانت داخليا على قلب رجل واحد وطبعا هذا لم يعجب الغرب فتكاتلوا عليها وسقطت وانقسمت الى عشرات الفرق والتيارات وبعد سنوات عجاف لم يستطيعوا تكوين حكومة بها الكل راغب في الكرسي ولا ادري ايضا ماذا تخبئي لها الايام
السودان كله خيرات وهو سلة غذاء الوطن العربي الا ان انفصال الجنوب عن الشمال سيجعل الشمال في اضطرابات مستمرة وهذا ايضا ما يريده الغرب ولو استمر الحال بقيادة البشير حاكما لكامل السودان لما حدثت كل تلك الحروب ولكن الصراع على الكرسي
سمعت أحد المرافقين يهمس ويقول : وكيف يعيش الناس في ظل حكومات ظالمة جائرة؟
اقول : يهبوا هبة رجل واحد بقيادة عادلة
مقصدي أنني لست ضد الثورات الشعبية على الحكومات الطاغية ولكن أن تكون منظمة وان يكون لها قياده
لانها بدون ذلك ستكون دمارا على الجميع
سأكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بكم مجددا واجابتي عن سؤالي ماذا بعد ؟ لو حدث ما حدث في تونس في بلد مترامية الاطراف مثل مصر وما هو تصوري عن النتائج التي ستؤول له مصرنا الحبيبة ؟ وكيف سيكون الصراع على الكرسي ؟
وكيف سيكون النهب والسلب ومدى الدمار
حفظ الله مصرنا من كل سوء
ولكم جميعا كل الحب


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالجمعة يناير 21, 2011 7:43 pm

السلام عليكم،

يقول أستاذنا الفاضل أبو اسامة:

تحياتي:
سأقتبس كلمات من الدرر المنتقاة التي خطها أخي وحبيبي زين العابدين
وكذا الفاضلة فرحة
وكاتبنا الشجاع ابراهيم عيسى لعلي أجد اجابات لتساؤلاتي وهي ماذا بعد ؟
وبداية أكرر أنني مسرور بما فعله التوانسة وأقدر شجاعتهم وما تساؤلاتي الا خوف مني لعدم اكمال ما بدؤوه
وأن الثورة أو قل الانتفاضة أو الغضبة الجماهيرية سمها كيفما شئت لابد لها من قيادة تنظم شؤونها وتراعي مصالحها والأهم أن تكمل مسيرتها


سأسميها "ثورة محمد البوعزيزي".. أسميها "ثورة الياسمين"..أسميها "ثورة الشعب البسيط"..أسميها "شعلة ثورات القرن الواحد و العشرين القادمة".. أسميها و أسميها و أباهي بها و بآساميها ثورة تونس الخضراء..

أستاذي، مع حضرتك، " لابد لها من قيادة تنظم شؤونها وتراعي مصالحها" و " وتراعي مصالحها والأهم أن تكمل مسيرتها" في المستقبل المنظور...

وليس شرطا أن تكون تلك القيادة فردا بعينه وانما فئة من الناطقين باسم ثورتهم المطالبين بما من أجله قامت تلك الانتفاضة لا بأن تكون هوجاء كل في واد يطالب بمصالحه منفردا

"هوجاء"..لا نريدها بالطبع كذلك و هي ليست كذلك ثورة الياسمين..فالمشهد التاريخي لهذه الثورة العظيمة نرى و نسمع و نقرأ فصوله (المشهد) منذ أيام، و هي (هته الأيام) في عمر الشعوب لا تعد و لا تحصى..و أيام الحرية القادمة ستثبت أن لهذه الثورة المجيدة، رأسا و عقلا و روحا و قلبا..يجب أن نقترب من المشهد التونسي و جو الحرية الدافق أكثر فأكثر لنعرف هذا الشعب و نستيقن من أن هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، و سَيَلِيهِ الإنجاز الأعظم، إعادة البناء و غسل المجتمع من أدران الفساد في غَسَّالَةِ التنقية الدائمة و المستمرة..و يكفي غاية لكل ثورة حيثما كانت أن يكون شعارها: "أعطني حريتي..أطلق يدي".

شاهدت كما شاهد الملايين حالة ( الهستيريا ) بين قوسين التي قام بها مواطنون توانسة في شوارع تونس بصرخون باعلى صوتهم معبرين تارة عن فرحتهم باستقلال تونس وتارة اخراج المكبوت داخل نفوسهم مما كانوا لا يستطيعون البوح به ولو سرا اثناء عهد النظام السابق
سمعناهم يقولون عاشت تونس حرة مستقلة
هرب الطاغية القاتل السارق
بن علي هرب
متخافوش يا توانسه بن علي هرب
وما على شاكلة ذلك


و الله الذي إِسْتَشْهَدَ الأحبة التونسيون في سبيله..لقد بكيت و بكيت عندما تابعت مشاهد أخي التونسي و هو يصرخ صراخ العاشق للحرية، المستعد لرصاصة طائشة بصدره العار بتلك الجرأة..

" الهستيريا "، توصيفا للمكبوت و المذبوح، و المباح و غير المباح..ليكن! حضرة الأستاذ، لكن و اسمح لي، لكن أبدا نحكم عليها أنها ("الهستيريا"..و الحديث ليس موجها لحضرة الأستاذ لكنه أخذ و رد) مَرَضِيَّةٌ أو هي تصرف غير ناضج..ألسنا من لحم و دم..في هكذا لحظات إذا لم نغضب، فمتى نغضب؟...لقد ثار القائد الهندي غــاندي و هو يلبس قطعتا قماش و جاع و لم يكد ينبس ببنة شفا و قيل عن ما فعله ثورة..و ثار المسلمون الأولون و كانت صرختهم التي تهز الجبال: "الله أكبر"..

ليت شعري، أنطلب من المُعَذَّبِ في سجون القهر أَنْ تَصَبَّرْ و لا تجأر بصوتك!..أنطلب من المرأة الثكلى بفجيعتها، أن أكتمي دموعك..

حتى "ثورة الفيسبوك" حينما تُحَرِّكُ ساكنا على أرض الواقع تصبح ثورة حقيقية..أما إذا رَكَنَّا إلى "ثورات الوغى الإفتراضية" على صفحات الشبكة العنكبوتية، بصحبة عَدَّادِ الذين حَمَّلُوا مقطع صورة أو صوتا أو مقالا "لانتفاضة إلكترونية" (دون صراخ مسموع أو "هستيريا") ، سنكون حتما، حينها في عالم الــ"ماتريكس"..

وما زال سؤالي حائرا (ثم أما بعد ؟)

حضرة الأستاذ، سؤالك مشروع و هو يدعو للتأمل بحق لا للحيرة..لكن!

"أما بعد"..قد يُوَلِّدُ أسئلة و أسئلة..عن:

الزمان و المكان: لقد أَرَّخَتْ ثورة الياسمين للـ"ما بعد" الزماني و المكاني الذي سيحصل على أرض تونس الحرة و كل بلد، يعشق الحرية.

مَنْ يتحمل مسؤولية (صاحب فكرة، سياسي، مواطن بسيط..كل مُكَوِّنْ من مُكَوِّنَاتِ الدولة) التغيير الحقيقي القادم الحتمي، حتمية القدر المتمثل في ثورة الياسمين العظيمة..

قالت الفاضلة فرحة :
أعتقد يا أستاذ أبو أسامة ان مشكلتنا كشعوب عربية ان فكرة الفرعون الأوحد أو زعيم القبيلة ما زالت تسيطر علينا على رأى الاستاذ هيكل
ثم ضربت مثالا بكاسترو
ثم عقبت قائلة :فى رأيي أن ما يجب ان نبحث عنه فعلا هو المشاركة و كيف نعزز هذا المعنى و نفرضه على حكوماتنا و انفسنا .. فى النهاية أى تقدم او حل لقضايانا يجب ان يكون جماعى .. يجب ان تتاح الفرص للجميع للاحزاب و الافراد للتنافس فى سبيل الخدمة العامة التى هى من المفترض مرادف للسياسة هذا المرادف الذى نفتقده فى السياسة العربية .. اما احتكار افراد او حزب واحد للسلطة فهذا لن يجنى الا الركود و الفساد
وأقول :
ما قصدت اطلاقا ان يقود المظاهرات فرد واحد بعينه ولكن أن تكون هناك جهة تتبنى تلك المظاهرات والا تفرق دم المتظاهرين بين الاحزاب والقوى السياسية المتفرقة اصلا
واما موضوع المشاركة الجماعية فانا معها وليس ضدها شريطة أن تكون منظمة أقول منظمه أي تحت قيادة موحده
=================================================

وأما أخي الفاضل فارس الكلمة بمنتدا فاجابة على سؤالي ثم أما بعد؟
فقال : تجديد التضحية من أجل الحرية بكل غال و نفيس
أوافقك على تجديد التضحية ولكن بالتنظيم بتحديد الادوار والمهام لا بان يخرج مجموعة هنا ومجموعة هناك وتتشتت الفكر والمطالب
ثم أعجبتني مقولته التالية :
العقول النيرة و الحكيمة في بلدنا الشقيقة تونس حقيقة لا تقبل الجدال و لا القسمة على إثنين، لكنها طُمِسَتْ من قِبَلِ ذلك النظام البائد و رأسه الفاسد و أشلاء زبانيته، فها هي معركتهم يقودونها بمطالبات في الشارع و مداخلات قانونية و تحليلية للوضع قَيِّمَةٌ و تاريخية (و أدعو أن يكون كل أخ حبيب تونسي ضيفا على كل البلاد العربية و الإسلامية في حلقات و حلقات لأنهم أعمق و أقرب و فصاحتهم ملء الفم و السمع) و الأيام تتوالى، و التغيير يلزمه وقت و صبر و معونة (حتى بكلمة طيبة أو دعوة في جنح الليل لرب السماء أن يرفع الغمة و يكشف الكربة عن إخوتنا التوانسة و كل بلاد المسلمين)..
أقول اللهم آمين
ولأن الكثير والكثير من كلمات أخي الحبيب زين العابدين في محلها وسيطول المقام لتدارك قيمها


و حضرة الأستاذ على العين و الرأس و تشريفك للموضوع، حَرَّضَ قلمي المتواضع أن خَطَّ بعض حروف و شبه كلمات.

رأيت أن نعيش بعضا من واقعنا حتى تتضح رؤيتي
تعالو بنا نجول سويا في وطننا العربي ونشاهد ماذا كان الوضع قبل سقوط حكومات وبعدما سقطت


هنا أستاذنا الفاضل أبو أسامة حدَّدْتَ نقطةً في فحوى "مابعد" و هي: " سقوط حكومات"..التي " نعيش بعضا من واقعنا" معها و يئست الشعوب "منها" و "من قبلها" و "من بعدها" و حالها (هته الشعوب) لا يخفى على أحد..بمعنى: هي حكومات في سقوط حر إلى الهاوية منذ الأزل و الـ " ما قبل" و الـ"مابعد" يُكَرِّسُ حقيقة واحدة: سقوط تلك الحكومات و ركود جسد الأمة في حالته الساكنة (و لا أقول الميتة..لأن الأمة لا تموت)..و عليه:

فالوضع يجب أن يشاهد بمنظار الشعوب و إرادتها، و مخاضات الشعوب للتغيير (من أجل الحرية و حق الحياة) عَبْرَ التاريخ تتنوع..فمنها (الشعوب المحبة للحرية) من بلغ بعض أهدافه و استدرك أهدافه الأخرى بعد قرون و قرون و اكتملت الفرحة.. ومنها من لم ينل كل غاياته بعد، لكنه لم ييأس و لن يموت..

(وليس معنى ذلك أنني راض عن الحكومات الظالمه )
لا


أستاذنا الفاضل أبو أسامة، مثلك فوق كل الشبهات و "لا"ء حضرتك صرخة تَصُكُّ آذان " الحكومات الظالمه ". و الرضا و الـ"لا" رضا عن هته الحكومات، أحسب أن شعوب " وطننا العربي" لا تدخلها في قواميسها بل لهم (البعداء) عندنا كلمة واحدة: "ديــغـــاج" (أغربوا عن وجوهنا)..

وانما لاثبت ان المظاهرات والانقلابات لا بد وان تكون منظمة
لبنان كان الحريري يمسك برباط ذلك البلد وكان حزب الله يدافع عن حدوده وبعد رحيله أي الحريري شهيدا ظل البلد في انقسامات وتناحرات عدة سنوات لا يستطيعون تشكيل حكومة حتى بعد تشكيلها برياسة سعد ولده سقطت هي الأخرى منذ ايام بل واتهم حزب الله بالحكم الظني ولا أدري ماذا تخبيء الايام للبنان
العراق كانت في عهد صدام مستقرة لا احزاب ولا شيع صحيح كان بها حروب ومشاجرات مع جيرانها الا انها كانت داخليا على قلب رجل واحد وطبعا هذا لم يعجب الغرب فتكاتلوا عليها وسقطت وانقسمت الى عشرات الفرق والتيارات وبعد سنوات عجاف لم يستطيعوا تكوين حكومة بها الكل راغب في الكرسي ولا ادري ايضا ماذا تخبئي لها الايام
السودان كله خيرات وهو سلة غذاء الوطن العربي الا ان انفصال الجنوب عن الشمال سيجعل الشمال في اضطرابات مستمرة وهذا ايضا ما يريده الغرب ولو استمر الحال بقيادة البشير حاكما لكامل السودان لما حدثت كل تلك الحروب ولكن الصراع على الكرسي
الأستاذ، حضرتك وضعت الواقع تحت عدسة تحليلك الحكيم و المتأمل لتداعيات ناكسة و عيوبها فاقعة، لكنها في الوقت نفسها لم تنتهي و أحداث المستقبل قد تكون حُبْلَى بثورات زهور بأنواع شتى..

سمعت أحد المرافقين يهمس ويقول : وكيف يعيش الناس في ظل حكومات ظالمة جائرة؟


همس رفيقك حضرة الأستاذ ليس كهمسك العجيب!..أَتَلَمَّسُ فيه خفوتا، و صوتا خفيضا و لا يريد أن يسمع أحد بسؤاله!!..

اقول : يهبوا هبة رجل واحد بقيادة عادلة

كلمات بليغة من الأستاذ، تكاد "هَبَّة" تجعلني أقفز من على كُرْسِيِّ (أقصد..كرسي مكتبي..و مكتبي في حي من أحياء الجزائر العميقة Smile )..

مقصدي أنني لست ضد الثورات الشعبية على الحكومات الطاغية ولكن أن تكون منظمة وان يكون لها قياده
لانها بدون ذلك ستكون دمارا على الجميع


ثورات الشعوب ضد حكومات و أنظمة و إقطاعِيِّ الإستدمار الغاشم الخارجي، بقيادات تنجبها الأمة و تربيها على يديها و لا تفرط أبدا في مبادئها..سنلبي كلنا نداءها (القيادة) و نبذل الغالي و النفيس..

أما ثورات الشعوب ضد حكومات بلدانها، تَسَلَّطَتْ على رقابها من زمرة تجار و حمقى فاسدين، يصلح فيها قول القائل: "سلطة مطلقة..مفسدة مطلقة"(إ.هـ)، و "المفسدة المطلقة" تلزمها "ثورة الياسمين"، إلا أن نفس القائل "عَدَّلَ" فقال: " ثورة سلمية للتغيير وأن يقودها بنفسه"!! و المعنى و مراميه يسأل عنه صاحب المقولة.

عن القيادة، فلنحدد ماهية من يقود..و كيف يقود..عن التنظيم، فلنحدد كذلك، كيف يكون..و عنهما (القيادة و التنظيم) مع شعوب مُتَعَشِّقَةٍ للحرية و للحياة، قد يفتح موضوع كامل، و حري بنا ذلك، لأن "هَبَّةَ" "ثورة الياسمين" قامت، و بعد اليوم لا رجعة للوراء..

سأكتفي بهذا القدر على أمل اللقاء بكم مجددا واجابتي عن سؤالي ماذا بعد ؟ لو حدث ما حدث في تونس في بلد مترامية الاطراف مثل مصر وما هو تصوري عن النتائج التي ستؤول له مصرنا الحبيبة ؟ وكيف سيكون الصراع على الكرسي ؟
وكيف سيكون النهب والسلب ومدى الدمار


أكرر، الأقربون أولى و أرجو منهم التدخل، تفضلا.

حفظ الله مصرنا من كل سوء

اللهم آمين و جميع بلاد المسلمين..و عاشت ثورة الياسمين و تونس الخضراء.

ولكم جميعا كل الحب

تحية خالصة لأستاذنا الفاضل أبو أسامة.


عدل سابقا من قبل تونسي حــــر في السبت يناير 22, 2011 7:46 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 4:51 pm

السلام عليكم،

و يجيب أستاذنا الفاضل أبو أسامة، الأستاذ محمد حسنين هيكل في المقال التالي.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 4:59 pm

السلام عليكم،

هيكل: أخشى أن ما حدث في تونس وأفزع الغرب يتم الرد عليه في لبنان

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Hekal


آخر تحديث: الجمعة 21 يناير 2011 5:41 م بتوقيت القاهرة


الرابـــط: الشروق الجديد


اعتبر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن الثورة التونسية جرت بصورة غير تقليدية للثورات في العالم العربي، فلم تتدخل الدبابات والمدافع، وإنما خرجت كتل متلاحقة من الجماهير، جماهير غاضبة ولكنها ليست جماهير هائجة وعصبية.


ما ظهر -كما يؤكد هيكل- هو شبان وشابات خرجوا للمطالبة بما لم يتوقعه أحد. الجماهير لم تخرج فقط للقمة العيش، بل خرجت تطالب أيضًا بالحرية العصرية ومقاومة الفساد ومقاومة التبعية، من خرج من الشباب يتعامل مع كل وسائل العصر الحديثة من إنترنت وتويتر وغيرها من المظاهر الحديثة، وهذا المشهد بدا مفاجئًا للجميع.


وشدد الكاتب الكبير –في برنامجه المذاع على قناة الجزيرة أمس الخميس- على أن النظام التونسي فوجئ بما حدث لأنه أعد نفسه للبقاء في الحكم مدى الحياة مثل أنظمة كثيرة جدًّا في العالم العربي والشرق الأوسط، النظام التونسي فعل كل شيء يؤكد بقاءه الأبدي في الحكم، لكنه فوجئ بما لم يكن يتحسب له.


وأشار هيكل إلى أن ثورة تونس نقضت معادلة استقرار النظم العربية التي وضعها الغرب، والتي هدفت لفرض السلام ومنع الثورات، مشيرًا إلى أن النظم التي كانت مسلحة لمواجهة هذا الأمر أصبحت تواجه قضية كبيرة للغاية، فما حدث في تونس يخيف كل القوى ويقلقها، فنظام (بن علي) كان مطلوبًا منه الحكم بكل قوة وقسوة ليمنع أي ثورة.

وأكد هيكل على أن الولايات المتحدة الأمريكية أعطت النظام التونسي كل وسائل تصفيح السلطة، بداية من القنابل المسيلة للدموع والرشاشات والتنصت الإلكترونى، ومنذ سنوات تم إرسال وحدة حرب إلكترونية تمتلكها وزارة الداخلية لاستخدامها في القمع ومقاومة الإرهاب.


وأشار إلى أن زين العابدين بن علي نموذج لرجل الأمريكان. فهو قوي، ويستطيع السيطرة، وقد مُنِح كل الوسائل في سبيل الاستقرار ومنع الثورة، وقامت عائلة الرئيس التونسي بتغطية رقيقة للنظام من المشروعية بالسيطرة على الإعلام، وبصنع شكل ما للدولة من خلال دستور ومؤسسات، لكن الفساد والقمع والاستغلال بدأ يزيد، حتى أن الأمريكان الذين جاءوا به وساعدوه بدأوا في الشعور بالقلق من التجاوزات الشديدة له ولنظامه، الأمريكان يمكنهم الإتيان بشخص ومساعدته بالوسائل الممكنة لإمساك السلطة والسيطرة، ولكن شرط رضائهم عنه أن ينجح، وأن يكون محبوبًا من الشعب، وهذا أمر مستحيل تحقيقه، لذا حينما ينكشف هؤلاء الزعماء يتخلون عنهم.


وكشف هيكل -نقلا عن مصادر، قال إنه لا يستطيع تأكيد مصداقيتها- أن أحد ضباط الجيش قال لوزير الدفاع رشيد بن عمار: "عمن ندافع؟ عن نظام نصفه مكروه ونصفه الآخر محتقر"، ويرسل وزير الدفاع للرئيس رفضه لقمع الثورة، ويخبر رئيس الوزراء أن يفهم الرئيس أن كل شيء انتهى، وعلى الرئيس أن يرحل، ويتم الاتصال بالسفارة الأمريكية لكنها لا تفعل شيئًا، ويهرول الرئيس بعد تأكده من النهاية تاركًا كل الناس إلى مصائرها.


وأشار هيكل إلى أنه التقى الرئيس المخلوع مرتين، مرة عند الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة، ومرة أخرى عام 1988، أي بعد حوالي عام من الانقلاب، الذي قام به ضد بورقيبة، وأكد هيكل أن "بن علي" تحدث لمدة تزيد على الساعة عن الأسباب التي حدت به إلى القيام بانقلابه على بورقيبة، ولم يتحدث هيكل مطلقًا سوى أنه قال: سيادة الرئيس، أنت (في الأصل) أحسن من صورتك.


وهنا يضيف هيكل قوله: "فوجئت بأن بن علي ركّز علي كلامي، بل وطلب من الهادي بكوش، رئيس الوزراء آنذاك، أن يتصل بالسفارة التونسية في باريس، لكي تبعث بأفضل مصور فرنسي، حتى يصور الرئيس صورة أخرى غير الصورة الرسمية المعتمدة".


ويصل هيكل في النهاية إلى أمرين هامين، الأول: يتعلق بمستقبل تونس، ويقول إن المشكلة هي أن الشعب قام بالثورة بصورة ناجحة، وبدون عنف، وخلع نظامًا مصفحًا، وهنا حدث فراغ سياسي كبير في تونس، وبدت السياسة التي يفترض أن تأتي لملأ الفراغ حائرة حتى هذه اللحظة.


أما الأمر الثاني: هو تداعيات ما حدث على الغرب، "علينا قبل أن نسأل عن ردود الفعل العربية، وماذا سيحدث في باقي الدول العربية، وهذا سؤال مشروع، أن نسأل السؤال الأكثر أهمية، وهو ماذا ستفعل القوى الأخرى التي فاجأها الحدث التونسي؟ أين يردون؟ وماذا سيكون رد فعلهم؟ ما حدث في تونس يسقط كل السياسيات التي مورست وفرضت على العالم العربي في الثلاثين عامًا الأخيرة، أخشى أن ما حدث في تونس وأفزع الغرب يتم الرد عليه في لبنان.. إذا كان علينا أن نضع عينًا على تونس، فعلينا أن نضع العين الأخرى على لبنان".
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو أسامة
كاتب مميز
كاتب مميز
أبو أسامة


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 58
Localisation : صحافي
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 26/02/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 8:26 pm

ههههههههههههههه
أنت أحسن من الصوره يا بن علي فارسل يستجلب كبير المصورين ليلتقط له صورة أفضل
هكذا هم رؤساء العرب يهتمون بالصورة ويتركون الجوهر
ثم ركز الاستاذ هيكل على ثم أما بعد ؟
وذكر اعجابه بان الثورة التونسية كانت عفويه دون اراقة الدماء الكثيره وبدون عنف
وأوضح أنها تركت فراغا كبيرا في السلطة وعلى الساسة ملئ هذا الفراغ ووصفها بأنها حائرة حتى الآن
وهذا ما أخشاه
وهذا ما ناديت به
وهذا هو سؤالي الحائر : ثم أما بعد ؟
ثورة بدون قيادة حكيمة ورشيدة ووجود بديل سريع لملئ الفراغ ما هي الا (هوجه ) تضر العباد وتفسد أكثر مما تصلح
أتمنى أن تتمعنوا في تلك الفقرة من كلام الاستاذ هيكل :
ويصل هيكل في النهاية إلى أمرين هامين، الأول: يتعلق بمستقبل تونس، ويقول إن المشكلة هي أن الشعب قام بالثورة بصورة ناجحة، وبدون عنف، وخلع نظامًا مصفحًا، وهنا حدث فراغ سياسي كبير في تونس، وبدت السياسة التي يفترض أن تأتي لملأ الفراغ حائرة حتى هذه اللحظة.
======================================================
أما موضوع نظرة الغرب لما حدث في تونس وتخليهم عن حليفهم وعمليهم الذي خدمهم ردحا من الزمن فليس بمستغرب لان من يصنع المعروف في غيره أهله يستغن عنه ويذمم كما قال (زهير بن أبي سلمى)
=======================
نقطة هامه حول ذات الموضوع :
شاهدت كما شاهد الملايين عبر المواقع المختلفة دعوة المصريين للخروج يوم الثلاثاء 25 يناير
وأقول : ثم أما بعد ؟
ولكي أبسط عليكم المسأله
أقول : خرج الناس عن بكرة أبيهم هاتفين مهللين مكبرين صاحين باعلى أصواتهم لا نريد تلك الحكومه
وسألتهم الحكومة العاقلة الرشيدة ومن سيكون البديل ؟
سيتلفت الجميع حول نفسه ليجد من سيتحمل تلك المسؤولية فلن يجدوا
وستمر البلاد بمنحدر خطير جدا الى الهاوية لا يعلم مداه الا الله
وبمجرد أن يخرج عليهم (أيا كان ) وأكرر ( أيا كان ) ليتجمل المسؤولية سيقولون جميعا موافقون
وفي أول ليلة يجلس فيها على الكرسي ستجد 40 مليون مواطن سيقولون ولم هذا الشخص الذي لا نعلم عنه شيئا
لم لا يكون فلان
ويقول آخر ولم لا أكون أنا
ويقول ثالث ولم لا يكون علان
وتتشتت الآراء
وتتحزب الاحزاب
وتتفرق الرؤى
وتضيع دماء الشهداء هباءا
يا قومي مالي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار
==============================================
أختم:
أتمنى من كل قلبي أن يستقر التوانسة على من يعبر بهم الى بر الامان بسلام
تحياتي لفارس الكلمة بمنتدانا الذي يتحفنا دائما بكل مفيد
ويدعونا معه للتأمل في الاحداث الجارية عبر بابه (دعوة للتأمل )
لكم جميعا مني كل الحب
وأهمس أشاهد الكثيرين يتابعوننا وكنت أتمنى أن يشاركونا بآرائهم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://plasy3@yahoo.com
فرحة
عضو مميز
عضو مميز
فرحة


النوع النوع : انثى
العمر العمر : 39
الدولــة الدولــة : دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 3
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 10/04/2010

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 8:51 pm

طيب و ليه ما يحصلش انه تتقدم الاحزاب ببرامج للشعب و تحصل انتخابات نزيهة و يكون البرنامج الافضل لمصلحة الشعب هو القائد و هو الفيصل فى استمرار اصحابه و الافى حالة فشلهم يكون البديل اصحاب البرنامج و الاصلاحات الافضل .. و هكذا ليصبح البقاء فقط من حق الاقرب للشعب و لمن قلبه حقيقى على بلاده و ناسه ... و هكذا ليكون التنافس من اجل الناس و القيادة و الزعامة من اجل الناس

قادرة افهم ان كلامى ده ممكن يكون من دروب الخيال فى بلادنا لكن شعب تونس حقق الخيال اللى كلنا كنا بنحلم بيه فاضله بس خطوة و هى اهم خطوة .. اتمنى حقيقى ان الشعب التونسى يلحقها قبل ما يفوقوا اللى بيسعوا لفرض معادلة الاستقرار المزيف على الشعوب العربية

اتفق مع حضرتك تماما استاذ ابو اسامة فى الخوف من الفوضى و اراقة دماء بريئة بلاهدف .. لكن ماذا اذا كانت الدماء تسيل فى كل الاحوال ؟


كل الشكر للفاضلين استاذ زين و استاذ ابو اسامة






الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالسبت يناير 22, 2011 10:55 pm

السلام عليكم،

أستاذنا الفاضل أبو أسامة كتب يسأل و يسأل:

ههههههههههههههه
أنت أحسن من الصوره يا بن علي فارسل يستجلب كبير المصورين ليلتقط له صورة أفضل
هكذا هم رؤساء العرب يهتمون بالصورة ويتركون الجوهر
ثم ركز الاستاذ هيكل على ثم أما بعد ؟
وذكر اعجابه بان الثورة التونسية كانت عفويه دون اراقة الدماء الكثيره وبدون عنف
وأوضح أنها تركت فراغا كبيرا في السلطة وعلى الساسة ملئ هذا الفراغ ووصفها بأنها حائرة حتى الآن
وهذا ما أخشاه
وهذا ما ناديت به
وهذا هو سؤالي الحائر : ثم أما بعد ؟
ثورة بدون قيادة حكيمة ورشيدة ووجود بديل سريع لملئ الفراغ ما هي الا (هوجه ) تضر العباد وتفسد أكثر مما تصلح


و قال الأستاذ هيكل في الفقرة الأولى:

"اعتبر الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل أن الثورة التونسية جرت بصورة غير تقليدية للثورات في العالم العربي، فلم تتدخل الدبابات والمدافع، وإنما خرجت كتل متلاحقة من الجماهير، جماهير غاضبة ولكنها ليست جماهير هائجة وعصبية."

أتمنى أن تتمعنوا في تلك الفقرة من كلام الاستاذ هيكل :
ويصل هيكل في النهاية إلى أمرين هامين، الأول: يتعلق بمستقبل تونس، ويقول إن المشكلة هي أن الشعب قام بالثورة بصورة ناجحة، وبدون عنف، وخلع نظامًا مصفحًا، وهنا حدث فراغ سياسي كبير في تونس، وبدت السياسة التي يفترض أن تأتي لملأ الفراغ حائرة حتى هذه اللحظة.


إني متأمل.."حتى اللحظة"، حائرة..مرتبكة..تستجمع و تلملم شتاتها، ليكن..لكن العقلاء و الحكماء و شعبا إنتفض و قال كلمته لذلك الجبان الهارب: "ديغـــاج"، سيبنون تونس الخضراء من جديد و يبثون فيها روحا جديدة بوجوه جديدة، مستيقنين أن التحديات و المثبطات الداخلية و الخارجية ما زالت موجودة و سيعدون لها العدة..و كلنا (من أراد) يَدٌ و عَوْنٌ لأحبتنا و إخوتنا في تونس الخضراء.

لقد أبتلوا بذلك الفاسد..و قالوا له: إخسأ! و لا تعد..و إن تكالبت عليهم المحن و طعنوا في خاصرتهم من جديد بفاسد آخر، ستثور مرة أخرى "ثورة الياسمين".

"فراغ سياسي كبير في تونس".. أوكان ممتلئا من قبل!؟، عجبي!!..و سنة من سنن الكون العتيدة: "الطبيعة تكره الفراغ"، كما كره الأحرار في تونس و في كل بلد حر كل ظالم يحرق بالنار، ستملأ الفراغ بتآلف جديد، فكري، سياسي، يصنع ملامح مرحلة جديدة لا تَمُتُّ لوجه القبح البائد..

أَيُّ سياسةٍ تمارسها "المعارضة الكرتونية" في البلدان العربية في ظل "الحكومـ"ات "العاقلة الرشيدة"؟!..أدناهم "ماسح أحذية" و أمثلهم طريقة "ثمل من رشاوي المشاريع الوهمية " إلا من رحم ربي و هم قليل و أَعُدُّهُمْ عَدَّا و صوتهم (المخلصون الأفاضل..من رجال فكر، و صحافيين، و أدباء و شعراء و علماء و كل مواطن يأبى أن يشترك في مسرحية "النظام السياسي الممتلئ" فسادا ) المبحوح المخنوق، المعذب في السجون، المضروب في مظاهرات رغيف الخبز..حتى الدم (دم الأحرار) يسفك و يسال على أرصفة و أرصفة من زمــــــان، و لم نجد إلا دلو ماء يخفي لون الأحمر القاني لكي لا يشوه المنظر و لم تأبه "الحكومـة العاقلة الرشيدة" بالـ"بنآدم إياه".."سيناريو" يتكرر في كل البلدان العربية..

"دون اراقة الدماء الكثيره" خسارة تعوض و لعلها مسألة فيها نظر!..و مأزق" الفراغ " السياسي جريمة لا تغتفر...عجبي!

ماذا لو فشلوا، يقول أحدهم؟..ماذا لو نجحوا؟، أقول له..و الأيام سجال بين الحق و الباطل.

أما عن السؤال الحائر..سأحتار و سأحتار لكني سأختار، ملء الإرادة، أن أعيش بكرامتي أو أموت دونها و إن جثم البعيد بنعله على خدي و قَطَّعَ شراييني..

======================================================
أما موضوع نظرة الغرب لما حدث في تونس وتخليهم عن حليفهم وعمليهم الذي خدمهم ردحا من الزمن فليس بمستغرب لان من يصنع المعروف في غيره أهله يستغن عنه ويذمم كما قال (زهير بن أبي سلمى)
=======================
نقطة هامه حول ذات الموضوع :
شاهدت كما شاهد الملايين عبر المواقع المختلفة دعوة المصريين للخروج يوم الثلاثاء 25 يناير
وأقول : ثم أما بعد ؟
ولكي أبسط عليكم المسأله
أقول : خرج الناس عن بكرة أبيهم هاتفين مهللين مكبرين صاحين باعلى أصواتهم لا نريد تلك الحكومه
وسألتهم الحكومة العاقلة الرشيدة ومن سيكون البديل ؟
سيتلفت الجميع حول نفسه ليجد من سيتحمل تلك المسؤولية فلن يجدوا
وستمر البلاد بمنحدر خطير جدا الى الهاوية لا يعلم مداه الا الله
وبمجرد أن يخرج عليهم (أيا كان ) وأكرر ( أيا كان ) ليتجمل المسؤولية سيقولون جميعا موافقون
وفي أول ليلة يجلس فيها على الكرسي ستجد 40 مليون مواطن سيقولون ولم هذا الشخص الذي لا نعلم عنه شيئا
لم لا يكون فلان
ويقول آخر ولم لا أكون أنا
ويقول ثالث ولم لا يكون علان
وتتشتت الآراء
وتتحزب الاحزاب
وتتفرق الرؤى
وتضيع دماء الشهداء هباءا

يا قومي مالي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار


أكرر و أكرر ليس لي أن أُعَلِّقَ و لن على تاريخ 25 جانفي (يناير)..لأن هذا الشعب العظيم سيصنع المعجزات و ستمشي كل الدنيا وراءه..و لن أزيد!

و الآية 41 من سورة غافر، الجليلة، من كتاب الله.." يا قومي مالي أدعوكم الى النجاة وتدعونني الى النار"، حضرة الأستاذ، مؤداها في سياق الفقرة، بكل حب و تقدير أختلف معه (المؤدى).

==============================================
أختم:
أتمنى من كل قلبي أن يستقر التوانسة على من يعبر بهم الى بر الامان بسلام


اللهم آمين و جميع بلاد المسلمين.

تحياتي لفارس الكلمة بمنتدانا الذي يتحفنا دائما بكل مفيد
ويدعونا معه للتأمل في الاحداث الجارية عبر بابه (دعوة للتأمل )
لكم جميعا مني كل الحب

تحية خالصة لأستاذي الفاضل أبو أسامة. و السلام.

وأهمس أشاهد الكثيرين يتابعوننا وكنت أتمنى أن يشاركونا بآرائهم

أحيي كل من يتابع و أخص بالذكر أختي الفاضلة فرحـــة، أفرح الله قلبها.


في الأخير، هو مقال أضعه، يضعه كل من يريد أن يشارك، و الكل مدعو، على مائدة "دعوة للتأمل"..بكل حب و احترام و امتثالا لقوانين المنتدى الطيب.

أخوكم و محبكم زين العابدين.


عدل سابقا من قبل زين العابدين في الجمعة مايو 20, 2011 1:58 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 5:51 pm

السلام عليكم،

نوارة نجم تكتب : أول مرة تحب يا قلبي

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 50255_113026295390924_2196644_n

* نوارة نجم


السبت, 22-01-2011 - 1:31السبت, 2011-01-22 13:31



الرابــــط: الدستور الأصلي



أرسل الأستاذ إبراهيم عيسى إلي برسالة على الهاتف المحمول يسألني عن مقال تونس. تهربت بحجة أنني أتابع حركة "المولعين بجاز" التي انتقلت لمصر. شرعت مرارا وتكرارا في محاولات الكتابة، لكنني فشلت، منذ أن انتصرت الثورة التونسية وأنا افتح فمي في ابتسامة بلهاء، أصرخ في جنبات البيت بنشوة: بن علي هرب.. بن علي هرب.. المجرم هرب.. السفاح هرب.. هرب م الشعب التونسي، يا توانسة ماعدش خوف. وكأنني أردد أغنية رائعة الألحان. استسلمت أخيرا وأرسلت للأستاذ إبراهيم عيسى: "مش عارفة أكتب حاجة يا ريس :"(، عاملة زي ما أكون باحب ومش عارفة أنطق ولا أنتج Sad"، فرد علي: "اكتبي مقال بعنوان أول مرة تحب يا قلبي".

نعم، الثورة التونسية وضعتني في حالة حب، وأنا من الأشخاص غير الموصوف لهم الحب، لأنه يعطلهم، ويجعلهم يبتسمون في بلاهة، وأبويا يطلب قهوة أعمل له شاي وأسقيه لأمي، وخيالك ييجي على سهوة ما افرقش خالتي من عمي. حقا أول مرة تحب يا قلبي، وأول مرة أراك وطني العربي تنتشي بالأمل.

الأمل. أنا جالي - قريب منكم - أمل، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ها هو جمهور الكرة التونسي الذي طالما أمتعنا بصوته الرخيم وهو يردد أغنيات الألتراس، يغني لحماة الحمى الذين ربضوا في شوارعهم ليطردوا الطاغية. أصبحت أشتاق إلى تونس. لا أستطيع أن أتغيب عنها وعن أخبارها للحظة، وحين تغيب هي عن نشرات الأخبار لدقائق، أشاهد على الشبكة العنكبوتية ذلك الرجل الذي يتنفس نسيم الحرية صارخا: "يا شعب يا عظيم، يا شعب يا باهي، يا شعب يا تونسي، دمكم ما مشاش خسارة، بن علي هرب.. بن علي هرب". آه.. طلبته سمعت حسه، وقفلت السكة تاني.

العوازل ياما قالوا ليه تحبه ليه؟ قالوا: ما حدث في تونس لا يمكن أن يحدث في مصر. قالوا: النظام المصري أفضل من النظام التونسي بينما الشعب التونسي أفضل من الشعب المصري! قالوا: الشعب التونسي لديه نهضة اقتصادية، ونسبة تعليم عالية، يتحدث الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، ولديه تأمين صحي، بينما الشعب المصري أحواله الاقتصادية أكثر تدنيا، ونسبة الأمية بين مواطنيه أعلى. قالوا: الشعب المصري شعب ديني، والسلفية تسيطر على عقله. قالوا: مما سبق، يتبين لنا أن الشعب التونسي ثائر بطبعه أما الشعب المصري فهو مستكين.

بالله دي ألفاظ؟ خدشتم حياءنا يا طبقة المنتفعين، المتسلقين، المستفيدين من استمرار "تردي أوضاعنا الاقتصادية" كما ذكرتم.

يا أصحاب الكروش الممتلئة، من يتحدث الفرنسية والإنجليزية لا يحرق نفسه. يا مستقلي السيارات الفارهة - المدفوع ثمنها فوري - المنتفعون من "النهضة الاقتصادية" المزعومة، لا يثورون على الحاكم الذي أطعمهم وملأ بطونهم وتحت ظلاله الوارفة كنزوا سبائكهم المصنوعة من دماء الشعوب. ثم ما قصة "الشعب المصري ديني"؟ ومن قال لكم أن الشعب التونسي كافر؟ أجمل حضرات المتصوفة تنطلق من تونس. ما هذه الهلاوس؟ ها؟ يعني الشعب التونسي ينعم بنهضة اقتصادية، وتعليم متقدم، و"انفتاح على الحضارة الغربية" - انفتاح وهم مقفول عليهم الإنترنت - وتقدم فكري، وتأمين صحي، ومن ثم فهو قام بثورة؟ دي مش ثورة الياسمين بقى، دي ثورة الغلسين أناس ينعمون بكل مظاهر التقدم والتحضر، ومن فرط الملل، قالوا: بدل ما احنا قاعدين كده نقوم نعمل لنا ثورة تنفعنا في امتحان آخر السنة.. نقدم أرواح أبنائنا الذين سفكت دماءهم في الطرقات، ونحرق أجسادنا أفضل من مشاهدة المسلسل العربي. هل هذا الكم الهلامي من الهذيان الذي عجت به الصحف وبرامج التوك شو حول الثورة التونسية هو تقليل من شأن المصريين؟ أم محض استهزاء بدماء الشهداء التي سالت على تراب تونس؟ أم أن الهلع والخوف الذي أصاب المنتفعين جعلهم يهطرسون بخزعبلات تشبه تعليقات الواد منصور اللي ما بيجمعش؟

كيف يكون نظام مبارك أفضل من بن علي، بينما الشعب المصري أدنى من الشعب التونسي؟ اتعملت إزاي دي؟ لم يبق إلا أن تقولوا لنا أن النظام المصري خسارة فينا، وأن المصريين أرض بور، لا تثمر فيها جهود الرئيس مبارك... والله شكلكم بتقولوا كده في نفسكم. نعم، هذا ما يعتقده كل من طبقة المنتفعين، والمحركين لهم، وأسيادهم، وديكتاتورياتهم في كل من تونس ومصر وليبيا وكل أنحاء الوطن العربي، وقد لخص القذافي هذا الاعتقاد حين قال: رئيسكم من 23 سنة، تديروا ثورة وتعطوها لرئيس آخر... هذي آخرتها؟ آه.. أييييييوه أيها الأخ العقيد، هذي آخرتك. آخرتكم جميعا. أنتم جميعا، بما فيكم الهارب بن علي، تعتقدون أنكم "خسارة فينا"، وأننا شعوب غبية، خاملة، لا يثمر فيها الخير، ولا يصلح معها إلا التعامل "بكل حسم وحزم" كما ظل شين الساقطين من عل يردد طوال الشهر الذي كان ينحر فيه خيرة شباب تونس في الشوارع قبل أن يخرج على التونسيين مرددا: "أنا فهمتكم.. أنا فهمتكم..". منذ متى؟ هو أنتوا البعدا حد فيكم بيفهم أساسا؟ بل إن أحدا منكم لا يعي الآلية التي تتم بها عملية الفهم، أي أنكم لا تفهمون كيف يفهم الناس، والدليل: بن علي، بعد كل ما حدث، مازال يصر على العودة لتونس! حااااضر.. خش نام لك ساعة، ولما نطلع الفيزا حنصحيك.

تونس ثارت على الطاغية، وطردته، وستثور بقية الدول العربية - إن شاء الله - على كل طغاتها العملاء، وستطردهم، وسيأتي اليوم الذي لا تستطيع فيه جدة استقبال الطغاة، لأن طاغيتها سيخرج هو الآخر، وقال على رأي أبو عمار: شاء من شاء، وأبى من أبى.

ذلك، لأن الأنظمة العربية أنظمة متآكلة، تابعة، فاشلة، استهانت بنا، ووضعت كل رهاناتها على الأجنبي، الأمريكي، والفرنسي، والإسرائيلي، والإيطالي، والصيني، والتايواني، وأي كلب معدي إلا احنا. كل الناس حلفاؤكم يا ولاة عكا إلا نحن. كل الناس أحباؤكم إلا نحن. تهتمون برأي كل الجهات في العالم، إلا رأينا. تضعون صفحات خدودكم مداسا لكل مار، وتستأسدون علينا. تهدمون بنيتنا التحتية لصالح الشركات الأجنبية التي تعطيكم السمسرة، ولا تأبهون لجوعنا، وتشردنا، ومعاناتنا، وفوق كل ذلك، كرامتنا التي أهدرتموها. وضعتم ثرواتنا وبترولنا وغازنا تحت تصرف الاحتلال. كبلتم بلادنا بالديون المركبة، في مقابل سمسرتكم، حتى ما عدنا قادرين على السداد، فبعتم مواردنا للأجنبي، وفككتم هياكل دولنا، وحولتم أوطاننا إلى مخزن خردة تبيعونه للأجنبي جملة وبالقطاعي، ووضعتم رقابنا تحت نعل الأجنبي، حتى بلغت الوقاحة ببن علي أن يقول لشعبه الثائر بأنه يحدث ضجة تزعج السياح والمستثمرين الأجانب، ثم يقترح عليهم أن يتركوا وطنهم ويذهبوا إلى ليبيا حيث هب القذافي لنجدة زميله في الديكتاتورية، متبرعا بفرص عمل شعبه، لشعب الجوار وكأننا مجموعة من المواشي.. مواشي؟ فشر.. صاحب المواشي يطعمها ويسقيها ويرعاها. فضحتونا في الوثائق السرية، وسودتم وجوهنا، ومسحتم أنوفنا بأسفلت الشارع، وعلم القاصي والداني أن ولاءكم الأول والأخير للسفارة الأمريكية التي ترجعون إليها في كل كبيرة وصغيرة في إدارة شئون البلاد... نعم نعم.. أتحدث عن وثائق الكلينكس أيها الأخ العقيد. فما وجه الاختلاف بين مصر وتونس؟ أو بين مصر وأي دولة عربية أخرى إن كان هو هذا الحال؟

ثم يخرج علينا من يحدثنا بأرقام البنك الدولي، والأمم المتحدة، وكل مؤسسات النصب العالمي، ليقنعونا أن تونس في "أحسن حال" كما قال ملك ملوك إفريقيا. طيب.. حتى ننتهي إلى الأبد من حسبة برما التي ينصب بها البنك الدولي على الشعوب، أحيلكم إلى كتابين من تأليف جون بيركينز: "اعترافات قرصان اقتصادي"، و"التاريخ السري للإمبراطورية الأمريكية"، هذه الأوراق المترعة بالأرقام، تبرموها وتحطوها في ... أذنكم، أو أي مكان يستهويكم. أرقام البنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، ومعايير البرامج الإنمائية للأمم المتحدة لا تخدم سوى: الإمبراطورية الأمريكية، ومصالحها الاستعمارية، والشركات متعددة الجنسيات. أما بالنسبة للشعوب فهي لا تعني سوى الدمار، وكلما أثنى البنك الدولي على "الحكومة الجيدة" في الدول النامية، كلما عانت الشعوب من سوء توزيع الثروة، والفقر، والبطالة، والبؤس، حتى يأتي اليوم الذي يضرم الناس النيران في أجسادهم حنقا وغضبا. يقول جون بيركينز في كتاب "التاريخ السري للإمبراطورية الأمريكية": أنا الذي كنت أكتب هذه الأرقام، وأعلم تماما أنها لا تعنى سوى بؤس الشعوب في الدول النامية، هذا ما صنعت يداي، وأشعر بعذاب الضمير. وبسبب هذه "الأرقام" التي تقول بأن "البلاد في أحسن حال" قامت ثورات أمريكا اللاتينية، التي طردت الشركات الأجنبية، مثل شركة بكتيل التي احتكرت الموارد المائية في بوليفيا، فكاد يموت البوليفيون عطشا.

إذن، فهذا هو الفارق الوحيد بيننا وبين تونس: أنها حققت تقدما وفقا لمعايير البنك الدولي، وبرامج الأمم المتحدة، وصندوق النقد الدولي، مما يعني أن معاناة الشعب التونسي كانت أكثر من معاناتنا، وبما أن عجلة "الإنماء" قد دارت في مصر، وقد أوصى الرئيس مبارك أعضاء الحزب الوطني بأن يجيبوا من يسألهم عن "ثمار التنمية" بأنها "آتية في الطريق" والغايب حجته معاه.. قولوا لعين الشمس ما تحماشي، فنحن على الطريق يا تونس، لقد أوشكنا على "التقدم"، و"النهضة الاقتصادية"، وها هو الشعب المصري قد بدأ في حرق نفسه، فلن تنتظري قدومنا إليك يا تونس كثيرا.. وسنكيد العزال، ونقول اللي ما عمره اتقال.

أخيرا، خالص شكري لقناة الجزيرة التي ساهمت بشكل فعال في مساندة الثورة، وخالص احترماتي وتقديري للدكتور يوسف القرضاوي الذي ذكرني موقفه بمساهمات رجال الدين في ثورات أمريكا اللاتينية.

وباحبك يا تونس.. قلبين وسهم.... وبوسة كمان.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 9:45 pm

السلام عليكم،

ثورة الياسمين: تونس إلى أين والتداعيات الإقليمية

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Amr-hamzawy(1)

بقلم: عمرو حمزاوي

23 يناير 2011 09:36:51 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -



بجانب عبرها الكثيرة لمؤسسات الحكم السلطوية في العالم العربي وتذكيرها لنا كمواطنين بقدرتنا على فرض التغيير إن نحن تحركنا للدفاع عن حقوقنا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وتمسكنا بها في وجه الظلم والقمع، تطرح ثورة الياسمين الشعبية في تونس العديد من القضايا الجوهرية المتعلقة من جهة بفرص نجاحها في صناعة مستقبل ديمقراطي وفرض عقد اجتماعي جديد بين المواطنين والحكم يضمن التأسيس لحكم القانون والمحاسبة الدورية للحكام وتداول السلطة والفصل بين مستوياتها التشريعية والتنفيذية والقضائية، ومن جهة أخرى بتداعيات ثورة الياسمين على البلدان العربية الأخرى. ولتناول هذه القضايا على نحو محدد، أجملها في الأسئلة والأجوبة التالية:

سؤال أول: ما هي العوامل التي تشير إلى أن تونس في وضع ملائم لإحداث تحوّل ديمقراطي مستدام أو، على العكس، ما طبيعة العوامل المضادة التي قد تقلل من هذا الاحتمال؟

جواب: على عكس المغرب والجزائر ومصر والأردن، لم تكن سلطوية بن علي القاسية ملموسة من جانب القطاعات النشطة سياسياً من السكان وحسب، بل أيضاً من جانب كل مواطن لا ينتمي إلى المؤسسة الحاكمة. وفي حين أنتجت الأنظمة السلطوية الأخرى فضاءً للمنافسة السياسية وحرية التعبير وبرعت في ألا تدعه يتطور إلى انفتاح سياسي مُستدام، فإن نظام زين العابدين بن علي لم يتسامح البتة مع وجود مثل هذا الفضاء بعد أواخر الثمانينيات. وبينما أفضى هذا القمع القاسي للتعبير السياسي وللحريات المدنية إلى تأجيج السخط الذي رتب بدوره، في نهاية المطاف، ثورة الياسمين، فإنه منع أيضاً تطور معارضة سياسية قوية كان يمكن لها اليوم أن تقود الثورة وتأخذ زمام السلطة من النظام القديم. وبناء على ذلك، فإن إيجاد بديل مؤهل للنخبة السياسية للنظام القديم يستطيع مواصلة عملية التحوّل الديمقراطي والتأسيس للعقد الاجتماعي الجديد قد يكون صعباً.

ومع ذلك، وهنا نلمح العوامل التي قد تمكن تونس من التحول بنجاح نحو الديمقراطية، تحظى ثورة الياسمين بدعم واعد من طيف واسع من المواطنين. فبفضل النمو الاقتصادي القوي نسبياً، ونظام التعليم الكفؤ نسبياً، تتوفّر تونس على طبقة وسطى أفضل تعليماً وذات آمال اقتصادية واجتماعية وسياسية أكبر من نظيراتها في البلدان العربية الأخرى، تحديدا في البلدان العربية غير الخليجية. فثورة الياسمين حرّكتها في أيامها الأولى طاقة المُهمشين والعاطلين عن العمل ومن ثم طاقة وآمال الطبقة الوسطى، وهذا ما يُفسّر تطور المطالب الشعبية من توفير فرص العمل للعاطلين واتخاذ تدابير للحد من الفقر إلى العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد ومن ثم الحرية السياسية. وتواصل كلا الشريحتين، المهمشة والوسطى، المشاركة في الشأن العام وإيلاء اهتمام دقيق بعمل الحكومة الانتقالية وإجراءاتها السياسية، ولن يقبلا بتغيير في السلطة بديلاً عن الديمقراطية.

علاوة على ذلك، لعبت النقابات العمالية والجمعيات المهنية التونسية دوراً حاسماً في ديمومة الثورة وتوسيع نطاقها إلى ما بعد المناطق النائية التي بدأت فيها. وعلى الرغم من أنه تم، على ما يبدو، تحييد النقابات العمالية في ظل نظام بن علي، إلا أن العديد من قواعد النقابات انضم إلى الثورة وقرر في لحظة حاسمة تجاوز مخاوفه إزاء سطوة النظام السلطوي.

سؤال ثان: تشترك كثير من مجتمعات المنطقة في الخصائص التي غذّت الثورة التونسية، مؤسسة الحكم التي فقدت مصداقيتها، والأزمات الاقتصادية، والفساد المستشري، وارتفاع معدلات البطالة، والصعود الديموجرافي لفئة الشباب، وإلى غير ذلك من مؤشرات مجتمعية وسياسية سلبية. فكيف سيكون تأثير ثورة الياسمين على البلدان العربية الأخرى؟ وهل سيكون تأثيرها مختلف في الدول العربية التي تفتقر إلى الموارد كمصر وسورية والأردن والمغرب في مقابل الدول الغنية بالموارد كالجزائر وليبيا ودول الخليج؟

جواب: من الناحية الظاهرية، تتماثل تونس في عهد بن علي بوضوح مع مجموعة كبيرة من الدول العربية. فالزيادات المخيفة في معدلات الفقر والبطالة والفساد الحكومي، والقمع الحكومي للمعارضة السياسية، كلها صفات تتشاطرها تونس بن علي مع المغرب والجزائر ومصر والأردن وسورية وغيرها. واختلاف تونس قبل ثورة الياسمين عن كل هذه الدول كان في الدرجة، وليس في النوع. إلا أن هناك عوامل أخرى ميزت تونس عن ذات الدول خلال الأعوام الماضية. فقد أنتجت التنمية الاقتصادية التونسية على مدى العقدين الماضيين طبقة وسطى مزدهرة ذات قوة متنامية. هذه الطبقة الوسطى هي أفضل تعليماً ولها آمال اقتصادية واجتماعية وسياسية أكبر من نظيراتها في البلدان العربية الأخرى. ومع ذلك، وعلى الرغم من أن الطبقة الوسطى نمت وازدادت تدريجيا توقعاتها وطموحها نحو الحرية، تمادى نظام بن علي في فرض القيود عليها وقمعها. وهكذا، اشتد سخط الطبقة الوسطى وتنامي إدراكها لضرورة استعادة حرياتها وتفجر بعد أيام من بدء احتجاجات المهمشين والعاطلين عن العمل في ديسمبر 2010.

كذلك، بقي الجيش التونسي بعيداً عن السياسة الداخلية منذ الاستقلال ومن ثم لم يكتسب، وعلى عكس الجيوش في الجزائر ومصر وسوريا، خبرة الدفاع عن النظام السلطوي ومؤسسة الحكم في مواجهة انتفاضات شعبية أو في ضبط البلاد في أوقات الاضطرابات. وقد مثل بعد الجيش التونسي عن السياسة ورفضه التدخل لقمع ثورة الياسمين حين عجزت الأجهزة الأمنية عن القيام بذلك عاملا حاسما في نجاح الثورة في تحقيق أول أهدافها وهو الإطاحة ببن علي.

سؤال ثالث: هل ثمة خطر بأن يدفع نجاح ثورة الياسمين إلى تشديد الإجراءات القمعية ضد المواطنين العرب عندما يخلص الحكام إلى أن بن علي قد ارتكب خطيئة الاستسلام والفرار عوضا عن التمسك بالحكم؟ أم أن حكام العرب أقرب إلى البحث عن سبل لتهدئة الشارع والحيلولة دون تحول احتجاجات المواطنين التي تتوالى اليوم في الجزائر ومصر والأردن إلى هبات وانتفاضات واسعة؟

جواب: توحي المؤشرات الحالية بأن معظم نظم الحكم تسعى إلى نزع فتيل التوترات الاجتماعية والاقتصادية قبل أن تسيّسها المعارضة. فبعد قمعها الاحتجاجات الاجتماعية التي بدأت في أواخير العام الماضي، غيّرت الحكومة الجزائرية سياستها ووعدت بتقديم إعانات حكومية أكثر لمحدودي الدخل وضبط الأسعار واتخاذ تدابير للحد من الفقر. وبالمثل تعهدت الحكومة المصرية، وفي مواجهة محاولات المعارضة الرسمية وغير الرسمية تحريك الشارع ومع تكرار محاولات بعض المواطنين الانتحار أمام الهيئات الحكومية، تعهدت بالحد من الفقر والبطالة والسيطرة على الأسعار والاستمرار في سياسات الدعم الحكومية. والتزمت الحكومة الكويتية مؤخراً تقديم 4 مليارات دولار لمكافحة الفقر ومساعدة قطاعات من السكان على التغلب على الظروف الحياتية الصعبة.

ثم يصبح السؤال عن مدى استعداد هذه النظم لاستيعاب الاستياء العام والغضب الشعبي حين تستمر المطالبة بتوفير فرص العمل ودعم الخبز في الدول محدودة الموارد وذات الموازنات المأزومة؟ أو حين تقترن هذه المطالب بمطالب لتقليص حجم الفساد؟ فهل ستشرع نظم الحكم بإطلاق برامج لمكافحة الفساد أو على الأقل تتظاهر بذلك؟ وإذا ما طالبت المعارضة السياسية والمجتمع المدني بأن يكون لهما صوت في إدارة الشأن العام وتنادت إلى تداول السلطة ومحاسبة الحكام، فما هي مساحة الانفتاح السياسي التي ستسمح بها النظم السلطوية لتخفيف حدة الاحتقان والتوتر السياسي؟ هنا تكمن التحديات الأصعب للنظم السلطوية والتي أطاحت ببن علي وقد يخفق بمواجهتها غيره من الحكام.

في مواجهة محاولات المعارضة الرسمية وغير الرسمية تحريك الشارع ومع تكرار محاولات بعض المواطنين الانتحار أمام الهيئات الحكومية، تعهدت الحكومة المصرية بالحد من الفقر والبطالة والسيطرة على الأسعار والاستمرار في سياسات الدعم الحكومية


عدل سابقا من قبل تونسي حــــر في الأحد يناير 23, 2011 10:03 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 10:01 pm

السلام عليكم،

تونس.. إذا الشعب يومًا أراد الحياة

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Amr-hamzawy(1)

بقلم: عمرو حمزاوي

16 يناير 2011 10:17:04 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقلات و أعمدة -



للحكام والمواطنين فى العالم العربى الكثير من العبر فى ثورة الشعب التونسى التى أرغمت الديكتاتور زين العابدين بن على، على الهرب من البلاد ويمكن لها وبالرغم من حالة الفوضى والانفلات الأمنى التى تسود الشارع اليوم، أن تصنع مستقبلا ديمقراطيا رائعا.

أولى هذه العبر هى التذكير مجددا، وكما علمتنا الموجات العالمية المتعاقبة للتحول الديمقراطى خلال العقود الماضية، بعدم جواز استبعاد قدرة الشعوب التى ترزخ تحت نير الحكم السلطوى مهما طال أمده واشتدت قبضته الأمنية على فرض التغيير عبر ثورات أو انتفاضات شعبية تخور أمامها قوة الرصاص وسطوة الفساد.

ثانية هذه العبر هى حقيقة أن الشعوب العربية لا تشكل استثناء على هذه القاعدة الإنسانية الراسخة وأن بمقدورها هى أيضا حين تريد وعلى دون توقع من حكامها السلطويين، وكما أثبت المواطنون التونسيون منذ أن بدأت ثورتهم الشعبية فى 17 ديسمبر 2010، فرض التغيير وتحمل كلفه العالية إن ببذل الضحايا (فقد قتل ما يقرب من 70 تونسيا منذ أن بدأت الاحتجاجات فى ولاية سيدى بوزيد وإلى أن هرب بن على فى 14 يناير 2011) أو تحمل مخاطر الانفلات الأمنى وعنف الشارع. اليوم، أصبح الشعب التونسى مساهما أصيلا فى الخبرة العالمية المعاصرة للثورات والانتفاضات الشعبية ضد الحكم السلطوى وللمطالبة بحقوق المواطنين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية وحرياتهم.

ثالثة هذه العبر هى الهشاشة الفعلية للحكم السلطوى حين يواجه شعبا يريد التغيير والضعف الشديد للحاكم السلطوى حين يكتشف فى اللحظات الأخيرة (أو «يفهم» بلغة الديكتاتور بن على) عجز آلته الأمنية وأدواته القعمية عن حمايته فى ظل غياب الرضاء الشعبى. يمكن للآلة الأمنية أن ترهب المواطنين طويلا وتحول بينهم وبين ممارسة حقوقهم وحرياتهم وبينهم وبين معارضة الحاكم خوفا على أمنهم ومصالحهم، وربما تدفعهم إلى التوقف بالكامل عن الاهتمام بالشأن العام، إلا أن الآلة الأمنية هذه تعجز عن مواجهة المواطنين حين ينفضون عن ذواتهم الخوف ويخرجون إلى الشارع للمطالبة بالتغيير ولا يعيدهم لا الرصاص ولا سقوط الضحايا إلى منازلهم. والحقيقة أن الصورة الضعيفة والمتوسلة التى ظهر عليها بن على فى خطابه الأخير للمواطنين فى 13 يناير 2011 كانت أبلغ من أية كلمات أو عبارات قد تساق فى هذا الصدد.

رابعة هذه العبر هى أن الحكم السلطوى، وإن نجح فى تحقيق معدلات نمو اقتصادى واجتماعى مرتفعة، يظل مفتقدا لشرعية الرضاء الشعبى لقمعه المواطنين وحرمانهم من حقوقهم وحرياتهم السياسية ولشيوع الفساد داخله وحوله فى ظل غياب المحاسبة والشفافية.

نعم حقق حكم بن على معدلات نمو جيدة فى تونس، كانت الأعلى بين البلدان العربية خارج منطقة الخليج وبلغ معها متوسط الدخل السنوى للفرد 4000 دولار، ونجح كذلك فى تحسين المؤشرات الاجتماعية الرئيسية كالحد من الأمية ونشر التعليم وضمان درجة مقبول من المساواة بين النساء والرجال فى المجتمع. إلا أن القمع والحرمان من الحقوق والحريات السياسية والتحايل على المطالبة الشعبية بهم من خلال واجهة برلمانية تعددية خالية من المضمون وكذلك فساد بن على وأسرته والمحيطين به جميعها، وفى ترجمة عملية ومبهرة للمقولة الشهيرة «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان»، رتبت رفضا شعبيا واسعا للديكتاتور ظل كامنا لفترة طويلة إلى أن فجره الانتحار المأساوى للشاب محمد بوعزيزى. بل ربما أمكن القول إن معدلات النمو الاقتصادى والاجتماعى المرتفعة نسبيا التى شهدتها تونس خلال العقود الماضية أسهمت تدريجيا فى رفع سقف توقعات المواطنين ودفعتهم تدريجيا إلى عدم الاكتفاء «بالخبز» والمطالبة بكامل حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية وفى خطوة تالية بحرياتهم السياسية.

خامسة هذه العبر هى أن الحاكم السلطوى، حين يطول أمد بقائه فى منصبه وينتشر فساد المحيطين به ليتحول إلى الأصل وليس الاستثناء، يعجز عملا عن إدراك الأزمات التى يعانى منها الشعب أو يتعامل معها إن أدركها بمنطق أمنى يبرره غرور السلطة وطول البقاء فى المنصب. فقد تجاهل بن على وصول معدلات البطالة بين الشباب المتعلم إلى ما يقرب من 50 بالمائة وسوء الأوضاع الاقتصادية فى الأقاليم البعيدة عن العاصمة والمدن الكبيرة وتحول الفجوة بين الأغنياء والفقراء إلى هوة سحيقة تطال كل مناحى الحياة، ولم يفعل وزراؤه الكثير للتعامل مع هذه الأزمات. وحين بدأت احتجاجات المواطنين بعد حادثة محمد بوعزيزى صدرت الآلة الأمنية لمواجهتها، واستمر التعويل على رصاص وهروات الأمن الرسمى وغير الرسمى على الرغم من اتساع نطاق الاحتجاجات وتحولها إلى ثورة شعبية بكل المقاييس حتى الأيام الأخيرة قبل هرب الديكتاتور. وعندما شرع بن على فى كيل وعود التنمية الاقتصادية والمجتمعية للمواطنين ثم معاهدتهم على محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين ثم التعهد بتحقيق التحول الديمقراطى لم يقنع أحدا بعد الإرث الطويل لحكمه الفاسد والقمعى، والأهم أن صبر الشعب كان قد نفد ورغبته فى التغيير استحالت من حلم مراوغ إلى أمل مشروع.

سادسة هذه العبر هى أن الشعوب حين تسعى بالفعل لفرض التغيير والإطاحة بالحكم السلطوى لا تعبر عن ذلك فقط من خلال مسيرات ومظاهرات ترفع الشعارات البراقة للديمقراطية وحقوق الإنسان والحكم الرشيد والانتخابات النزيهة، بل تخرج بالأساس إلى الشارع وفى لحظات غير متوقعة للمطالبة بحقوقها الاقتصادية والاجتماعية وبالحد من الفساد ومحاسبة الفاسدين.

فتلك هى القضايا الحياتية التى تؤثر على جموع المواطنين مباشرة، وتدفعهم إلى المشاركة بكثافة فى الحراك الشعبى الذى قد يبدأ صغيرا وفئويا، ويسبب تبنيها والدفاع عنها فى التحليل الأخير المطالبة بالتغيير والديمقراطية لكون الأخيرة هى نظام الحكم الأقدر على حماية حقوق المواطنين والحد من الفساد. هذا هو ما حدث فى تونس على غير توقع وصنع ثورتها الشعبية التى لم ترفع بها اليافطات البراقة ولم يحمل بمسيراتها على الأكتاف نشطاء المعارضة والمجتمع المدنى الذين اكتفوا طوال العقود الماضية بالمطالبة العامة بالتغيير والديمقراطية والحكم الرشيد. وفى هذا درس بليغ للمعارضات ولمنظمات المجتمع المدنى فى غير تونس من البلدان العربية ولتلك المجموعات من النشطاء التى احترفت الدعوة إلى التغيير وكثيرا ما تعالت على المطلبية الاقتصادية والاجتماعية والفئوية لشعوبها الفقيرة والمحرومة.

سابعة هذه العبر، وهنا نلمح بعض فساد حديث الحكام العرب عن التدرجية والإصلاح التدريجى والخطوات المحسوبة، هى حقيقة أن التغيير والديمقراطية لا يحتجان لعقود طويلة من الإصلاح المدار حكوميا كى يتحققا وكذلك لا يستدعيان التواصل والتصاعد المستمر لضغوط قوى المعارضة والمجتمع المدنى حتى يجبر الحاكم السلطوى على التغيير إن لم يرده. بل على العكس من ذلك تماما، تدلل الثورة الشعبية فى تونس، وبعد عقود من وعود الإصلاح الحكومى الخالية من المضمون، على أن المواطنين إن بلغ يأسهم من قدرة الحكم السلطوى على الإصلاح والحد الفعلى من الفساد وتحركوا بعفوية للمطالبة بحقوقهم يستطيعون أن يفرضوا بعد أسابيع معدودة التغيير والديمقراطية وبالرغم من الغياب شبه الكامل للمعارضات الحقيقية والقوية.

أما العبرة الأخيرة، فتلك تأخذنا إلى صداقة وتحالف الحكام السلطويين فى العالم العربى مع الغرب الرسمى ورغبة حكومات الأخير فى الدفاع عنهم إلى الرمق الأخير خوفا على المصالح الغربية فى عالمنا، فتجدد تذكيرنا جميعا بخبرة ثورة إيران الإسلامية 1979 وإطاحتها بالشاه محمد رضا بهلوى.
فمهما اتسع مدى الدعم الغربى للحاكم السلطوى ومهما أطبق صمت واشنطن والعواصم الغربية على قمعه وظلمه وفساده، يظل فى مقدور الشعب إن تحرك للمطالبة بحقوقه ورغب فى التغيير أن يحيد عامل الدعم الغربى ويطيح بالحاكم السلطوى، وحينها تكون الحكومات الغربية على رأس قائمة المتخلين عنه والمتجاهلين لاستغاثاته هو وبطانته الفاسدة.

تحية لك يا شعب تونس الكريم على كل هذه العبر، وسلام الله عليك يا محمد بوعزيزى فقد انتفضت لحقك المضام وثار مواطنوك ليخلدوا ذكراك ويطيحوا بالديكتاتور.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
supervisor / Amir
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
مشرف قسم التعليق اليومي وبقسم النقاشات والصور
supervisor / Amir


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 63
Localisation : alexandria
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 14/12/2007

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأحد يناير 23, 2011 10:44 pm


اذا الشعب يوما اراد الحياة _____________ فلابد ان يستجيب القدر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.yahoo.com
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 12:25 pm

السلام عليكم،

supervisor / Amir كتب:

اذا الشعب يوما اراد الحياة _____________ فلابد ان يستجيب القدر

صدقت أستاذنا الغالي الأستاذ أمير و صدق أبو القاسم الشابي -رحمة الله عليه رحمة واسعة-.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 12:35 pm

السلام عليكم،

بصدد ثورة تونس الشعبية المجيدة

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Images?q=tbn:ANd9GcQ3_SvE8zpKljpydMvskGitT3_VXw_bw8xqN9Rfd1Vh6aRalJGE&t=1

عزمي بشارة

الرابــط: الجزيرة الإخبارية




بداية النهاية

1- انتهت مرحلة عربية. وقد تميّز فصل الختام الطويل بالتخلص حتى من المظهر الإيديولوجي، وبتقارب شكل الأنظمة العربية حتى انتهت إلى مركّب يكاد يعم عربيا لتشترك فيه الجمهوريات والملكيات. وتشمل عناصر هذا المركب أسرا حاكمة (بحزب، أو من دون حزب)، والأجهزة الأمنية التي دخلت السياسة بشكل علني، ورجال الأعمال الجدد، الذين يختلطون في علاقات القرابة والمصاهرة والصداقة مع رجالات السياسة والأمن. لقد نشأت طبقة حاكمة جديدة, وبدا لفترة كأن هذه الخاتمة هي المستقبل القاتم ذاته.

2- كان واضحا أن أسوأ ما في نهاية المرحلة السابقة هو هذه الخاتمة السلطانية المملوكية البائسة التي بدت مستديمة أو مستدامة. وبدا وكلاء المرحلة واثقين من أنفسهم إلى درجة المجاهرة والتباهي بالفساد (الناجم عن تداخل السياسة والأمن والاقتصاد وعن غياب الفاصل بين الحيز الخاص والعام)، وإلى درجة الإعداد لتوريث الأبناء في الجمهوريات العربية كافة.

3- وكان المثير للقلق والإحباط أن ملامح المرحلة القادمة لم تتضح بعد، وأن المجتمعات العربية سوف تبقى رهن هذه المجموعات الحاكمة التي تجمع النيو- الليبرالية الاقتصادية (وهي في ظل علاقات المحسوبية والزبونية لا تعني إلا الفساد) بالاستبداد السياسي. لم تمر على العرب حالة انسداد أفق شبيهة من الاستبداد والعوز والفقر والفساد وانهيار مجتمعات الإنتاج ونشوء المجتمعات الاستهلاكية وفقدان السيادة، والتبعية للغرب من دون احترام للذات، كاد العرب خلالها ينسون عناصر قوتهم وهي كثيرة.

"
أسوأ ما في نهاية المرحلة العربية التي انتهت, الخاتمة السلطانية المملوكية البائسة, وبدا وكلاء المرحلة واثقين من أنفسهم إلى درجة المجاهرة والتباهي بالفساد, وإلى درجة الإعداد لتوريث الأبناء في الجمهوريات العربية
"
4- تعلن الثورة الشعبية المجيدة في تونس نهاية هذه الخاتمة البائسة عربيا. والأهم أنها تبشّر بالإمكانيات الكامنة في المرحلة القادمة. لقد فتحت المدى مجددا وبانت ملامح الأفق.

5- بدأت ثورة تونس الشعبية المجيدة بانتفاضات خبز محلية تكررت عدة مرات في وسط وجنوب البلاد في العامين الأخيرين. ولكن الانتفاضة الأخيرة دامت زمنا يكفي كي تنضم إليها المدن والنواحي التونسية الأخرى. ويعود الفضل في ديمومتها إلى عناد وبسالة أهالي ناحية سيدي بوزيد الذين اختلط لديهم المطلب الاجتماعي بالغضب والدفاع عن الكرامة التي تمثلت في حرق شاب لنفسه رافضا تقبل العجز في مواجهة الإذلال. كانت البداية إذا انتفاضة الخبز والكرامة، وليس الخبز وحده. هذا المركب من رفض الحرمان ورفض الذل هو الذي يؤدي للعناد في التعبير عن الغضب.

6- كان الفساد موجودا دائما، ولكنه لم يكن يوما بهذه الصفاقة. وقد أثبتت الأحداث التونسية أن الشعوب تنفر من الفساد، ولا تعتبره نوعا من سوء الإدارة، بل تراه من أنواع الظلم. يثير فيها من الغضب أكثر مما يثيره الفقر وحده. فقد يرضى الناس بالفقر لحين إذا اعتقدوا أنه واقعٌ غيرَ ناجمٍ عن ظلم. الفساد الظاهر للعيان هو أكثر ما يشعر الناس بأن حالة الفقر هي حالة ظلم وحرمان.

7- وامتدت الثورة إلى سائر أرجاء تونس، وجوبهت بالقمع. وكان الثمن باهظا. ولكن ما أن أدركت الجموع قوتها واكتشفت شجاعتها التي كانت دائما في حالة كمون حتى أصبح وقفها شبه مستحيل.

8- ليست كل انتفاضة خبز مرشحة للتوسع والامتداد حتى التحول إلى ثورة. وقد نجحت في التمدد في هذه الحالة لأسباب عديدة، أهمها:

أ- رد فعل الدولة المستخف بذكاء الناس، ورد فعل الأجهزة الأمنية المستهتر بحياة الناس.

ب- أن تونس أصبحت ناضجةً لرفض الوضع القائم من قبل الفئات الاجتماعية المتضررة من التمييز والاستغلال، والمتأذية من اقتصاد النمو دون تنمية، ومن الاقتصاد السياحي الذي يغني ويطوّر مناطقَ، ويُفقِرُ أخرى، ويرفع أسعار العقارات دون نمو لسائر فئات المجتمع. وفقد الاقتصاد الذي يعتمد على صناعات صغيرة تصدر لأوروبا أهليته للمنافسة حين دخلت الصين منظمة التجارة الحرة، وانحسرت صناعة النسيج والألبسة التونسية وزادت نسب البطالة.

ج- في هذه الحالة عادت حتى إنجازات النظام السابق وبالا عليه. فقد ارتفعت نسبة التعليم في تونس فعلا، وقد اهتم نظاما بورقيبة وابن علي بالتعليم فعلا. ولكن نسب التعليم المرتفعة تتحول إلى عبء على النظام في حالة عدم تمكنه من توفير فرص عمل للخريجين، في الوقت الذي ترفع فيه نسبة التوقعات عند المتعلمين لمستقبل أفضل. فحجم الخيبة غالبا ما يكون بقدر حجم التوقعات. ويرفع التعليم نسبة التوقعات، كما يرفع منسوب الوعي الرافض للظلم والفساد.

9- نجد جزءا كبيرا من هذه الحالات قائما في الدول العربية كافة، ونضيف إليه التفجر السكاني الشبابي في كافة الدولة، وهو ينذر بحالات بطالة واسعة، وعدم استيعاب سوق العمل للخريجين وغير الخريجين، مما سوف يؤدي إلى عدم استقرار في ظل السياسات الاقتصادية الراهنة في المجتمعات العربية جميعها. فماذا يميّز تونس؟

خصوصية تونس
10- لقد تفاوتت درجات الاستبداد القائمة بين النظم العربية التي تقوم على المركّب المفصّل أعلاه. فمنها من أتاح نشوء الأحزاب الصورية أو المختَرَقة بالموالين للنظام وبممثلي الأجهزة، ومنها من أتاح حرية للإعلام إلى سقف محدد واخترقه بوسائل أخرى مثل عيون وآذان الأمن وبإفساد جزء من الصحفيين. ومنها من أتاح متنفسا للناس. ومن الأنظمة الاستبدادية من تبنى قضية وخطابا إيديولوجيا يتطابق مع المزاج الشعبي السائد.

"
كانت حالة تونس أشبه بدولة بوليسية لم تتح فيها أية فسحة حرية للإعلام، ووصل فيها تسامح النظام مع الأحزاب القليلة المسموح بها إلى 3% من الأصوات، كما لم يحترم النظام حقوق الإنسان والمواطن بل داسها بحذاء الأجهزة الأمنية
"
11- كانت حالة تونس أشبه بحالة دولة بوليسية لم تتح فيها أية فسحة حرية للإعلام، ووصل فيها تسامح النظام مع الأحزاب القليلة المسموح بها إلى 3% من الأصوات، كما لم يحترم النظام حقوق الإنسان والمواطن بل داسها بحذاء الأجهزة الأمنية. وتجاهل النظام نداءات منظمات حقوق الإنسان التونسية والغربية، التي يقال لصالحها إنها ثابرت في فضحه رغم صداقة الغرب للنظام وتجاهل دوله لفظاظة النظام في الدوس على حقوق الإنسان.

12- لم يترك النظام في تونس أي مجال، أو هامش لفئات وسيطة بين الدولة والشعب، أو حتى لمعارضات نصف فعلية يمكنها أن تربك حركة الشارع بشعارات مزدوجة كما تفعل الأحزاب المصرية مثلا.

13- النظام التونسي هو أيضا نظام بلا قضية. دكتاتوريته رمادية لا صلة لها بمزاج الشارع والرأي العام. وقد بدا غير مبال بشكل كامل بالقضايا العربية، ورتّب علاقاته مع إسرائيل منذ أوسلو، وجعل قبلته الشمال بشكل سافر وعلني. ولم يكن لديه ما يتباهى به سوى العلمانية التي عمت أعين الكثير من المثقفين والفنانين وغيرهم عن رؤية طبيعة النظام الحقيقية. فالعلمانية لا تكفي للتدليل على شيء، وهي ليست نظام حكم، ولا هي سياسة اقتصادية اجتماعية. وتوسعت الفئات المتضررة منه المتدينة والعلمانية على حد سواء.

14- والمجتمع التونسي مجتمع متجانس لا يتحوّل فيه الصراع بسهولة إلى صراع طائفي أو عشائري. ولا تتحوّل فيه الصراعات الطبقية والسياسية إلى صراعات على مستوى الهويّات الجزئية.

15- في المجتمع التونسي طبقة وسطى واسعة، ونسب تعليم عالية.

(هذه العوامل مجتمعة هي التي جعلتنا نتوقع بناء على تحليل علمي وليس بناء على خطاب الأماني قبل أكثر من عشر سنوات في كتاب المجتمع المدني وقبل ثلاثة أعوام في كتاب المسألة العربية أن تونس دولة مرشحة للتحول الديمقراطي).

التحوّل
16- وصل الاحتجاج إلى العاصمة بعد أقل من شهر. فما هي البداية. هل هي أحداث سيدي بوزيد، أم حين امتدت إلى المدن الأخرى فتميّزت بذلك عن انتفاضةِ خبزٍ في ناحية، أم حين دخلت العاصمة واضطرت الجيش إلى الحسم بين ولائه للنظام وولائه للدولة؟ ليس مهما أين كانت البداية، المهم أنها امتدت بشكل كافٍ رغم التضحيات، وأنها وجدت حالة اجتماعية شعبية جاهزة لاستقبالها.

17- ميّز الجيش بين الدولة والنظام. رفض تنفيذ الأوامر بإطلاق النار على المتظاهرين في العاصمة، واكتفى بحماية المنشآت العامة مفضّلا سقوط النظام على أن يرتكب مذبحة بحق المدنيين في تونس.

18- غادر الرئيس ابن علي مخلفا وراءه كل رجالات الدولة. لم يحاول حتى أن يقف مع حزبه ذي السبعين ألف متفرغ، وصفر قضايا. وهؤلاء فضلوا التخلّي عن الأسرة الحاكمة والحفاظ على أنفسهم.

19- لقد رفض الغرب الاستعماري ممثلا بفرنسا استقبال ابن علي وحتى عائلته، وقد حيّى الرئيس الأميركي المنافق شجاعة الشعب التونسي. وكان حتى ذلك الحين يحيّي النظام التونسي كنموذج للتحديث والنمو. لا تحسب هذه الخطوات للسياسة الغربية بل عليها. وليس صحيحا القول إنها خطوات جيدة سلبيتها أنها جاءت متأخرة. إنها مواقف سيئة في كافة الحالات. فقد وقفت فرنسا وأميركا مع الديكتاتورية والاستبداد حين كان ذلك لمصلحتها، ثم تنكَرت لصديقها وقت الضيق كما فعلت في كل مرة. والتنكر للأصدقاء حين الحاجة صفة رديئة، بغض النظر عن نوع الأصدقاء. واهمٌ كلّ من يعتقد أن للسياسة الغربية أصدقاء. واهمٌ كل من يحسب السياسي الغربي أكثر من رجل صغير وانتهازي يحاول أن يمكث في الحكم وأن ينتخب مرة أخرى على الأكثر يذهب بعدها إلى بيته.

20- بدأت ثورة تونس عفوية، ولكنها لم تستمر كذلك، إذ انضمت النقابات والمنظمات الحقوقية ونشطاء قوى سياسية واتحادات الطلاب إلى الاحتجاجات. وحتى حينها لم تكن للانتفاضة قيادة سياسية معارضة معروفة.

"
تختلط الانتهازية بالمبدئية في الحالات الانتقالية، إذ يحاول الجميع الظهور بمظهر الناقد للنظام والمعارض للنظام السابق، حتى زبائنه المستفيدين منه، وحتى من كانوا يشون بالناس
"
21- هذا لا يعني أنه يمنع على الأحزاب السياسية استثمار الثورة من أجل التغيير الديمقراطي. فهذا دورها. قد تكون الثورة عفوية، وقد تكون الفوضى الأولى من عناصر قوتها، ولكن العفوية تصبح ضعفا وخطرا حين يتطلب الأمر إدارة المجتمعات والدول، إذ يصبح الأمن الشخصي والاجتماعي وتنظيم الحياة العامة مطلب المجتمع.

22- تختلط الانتهازية بالمبدئية في الحالات الانتقالية، إذ يحاول الجميع الظهور بمظهر الناقد للنظام والمعارض للنظام السابق، حتى زبائنه المستفيدين منه، وحتى من كانوا يشون بالناس. هذه الظواهر طبيعية وغير مقلقة. فالانتهازيون يقفون مع المنتصر وإلا لما كان منتصرا، ولما كانوا انتهازيين. ولكن يجب الحذر من أن يسيطروا على المؤسسة من جديد، خاصة أن لديهم الخبرة. أما الفوضى فمقلقة. تميّز الفوضى المراحل الانتقالية كما في الثورات الشعبية كافة قبل أن تتفق النخب على قواعد اللعبة الجديدة. ومن المهم أن يحصل اتفاق فوري على طبيعة المرحلة الانتقالية.

23- فإما أن تدوم الفوضى حتى انقلاب عسكري، أو تقبض نخب النظام القائم، بدعم من الجيش، على الحكم. ولكي تحافظ على نفسها تقوم بعقد صفقة تعددية سياسية مع القوى السياسية الأخرى، وتتفق على قواعد لعبة تنظمها تتضمن هذه القواعد حماية نفسها، وربما عودتها إلى الحكم يوما ما كحزب سياسي في إطار نظام تعددي. وهذا يعني فترة انتقالية تعقبها انتخابات. والفترة الانتقالية هي فترة تفاوض على طبيعة النظام القادم. إذا تم ذلك تكون تونس أول دولة عربية تحقق انتقالا نحو الديمقراطية، بذلك تصنع تاريخها، وتفتتح تاريخا عربيا جديدا.

المجد والخلود لشهداء تونس الأحرار.

المصدر: الجزيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 1:20 pm

السلام عليكم،

معنى انتصار الثورة التونسية


دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Kloofees

بقلم: كلوفيس مقصود

24 يناير 2011 09:42:49 ص بتوقيت القاهرة

الرابــط: الشروق الجديد - مقالات و أعمدة -



الثورة فى تونس ثروة للأمة العربية فى مسعاها، وهى بمعنى من المعانى تمثل دعما لشعب فلسطين الذى وفر له الشعب التونسى دفء الانتماء. حان الوقت لمحاولة دراسة التجربة التونسية التى أدت إلى إزالة نظام شمولى استبدادى فاسد، واحتمال قيام دولة يسودها الانفتاح، ويلازم قيامها قناعة بأن البديل هو نظام يبلور قيم مطالب الجماهير، وبالتالى يحقق الآمال والطموحات التى غيبت وقمعت، وفى أحسن الأحوال همِّشت.

لأن عفوية التجاوب على المستوى القومى العربى كانت إضافة إلى عفويته فاعتبرته شعوب الأمة حافزا لاحتضان ثورة الياسمين، كونها تنطوى على بذور عملية تصحيح جذرى باتجاه توسيع احتمالات تمكين إنجازات مماثلة أن تتحقق وأن تخرج العمل الطليعى من تزمت الفئوية وإعلاء كل تباين فى الرأى إلى خلاف، ومن ثم تبعثر فى تحديد الهدف وفى تخطيط مرحلية الإنجازات المطلوبة فى تأمين الحقوق الوطنية والإنسانية للوطن والمواطنين.

من هذا المنظور تصبح ثورة التجربة التونسية الناجحة حافزا لتشارك الطلائع النهضوية من خلال تجاربها واختياراتها التى أخفقت أو التى أنجزت من خلال «ثورة الياسمين»، بخلاصات تجعل الإنجاز التونسى أكثر إحاطة فى تحديد أسباب الإخفاقات التى عرقلت مسيرة التحرر فى فلسطين والعراق مثلا، وبالتالى اجتنابها. وفى هذا الصدد لا مفر من الإشارة إلى أن ثورة الجماهير التونسية وجدت أن سلامة اندفاعاتها اختبرت تبعثر البدائل بين أطراف من المعارضات التقليدية التى اعتبرت أن المشاركة فى حكومة انتقالية بقيادة الوزير الأول غنوشى يمكن أن تكون صمام أمان للمراحل القادمة، ثم واجهت غضب الجماهير المشروعة التى اعتبرت هذا السلوك بمثابة إضفاء شرعية على ما اعتبروه فاقدا للشرعية، وهكذا وجدنا فى سلوك بعض الأحزاب التونسية أن خطابها متلعثم، وأنها لم تعد إلى مرجعية الشعب، كما كانت غريبة إلى حد كبير عن معاناة وتجارب الأحزاب التى كانت مقموعة من نظام زين العابدين على مثل حزبى النهضة والشيوعى وغيرهما.

أجل، لقد كان هذا التعثر فى جسم الالتزام بالثورة المستمرة التى حسمت أن الشعب بكل مكوناته ومن خلال القيادات التى أفرزتها وتجاوب معها تمكن بثورته الناشئة من متابعة المسيرة، كما فى موضوع أهدافه ومصداقية شعاراته أن ينتزع من السلطة القائمة إقراره بعدم قانونيتها، وأن تلبى الكثير من مطالب الجماهير، فى حين أن ثورة الياسمين بقيادتها ومرجعياتها الموثوقة، عليها أن تقوم بعملية فرز دقيق للأحزاب المشاركة، إما فى صميم أطرها أو على هامشها، وأن يتم إخراج الأحزاب المعارضة للنظام البائد من وضعها التعددى الذى إذا بقى على الحالة التى هو فيها، فقد يؤول هذا الوضع إلى إفقار الثورة قدرتها على الاستمرار فى الاختراق وفى الإلهام، وأن يؤدى إلى تأخير البديل المرغوب.

من هنا كانت ضرورة الإسراع فى مراجعة نقدية تترافق مع استمرار مسيرة التغيير وجذرية الإصلاحات المطلوبة، وأن تبقى الطليعة التى تقود الجماهير فى انتفاضتها الرائعة متفتحة على المراجعة النقدية، لأن التحديات التى تواجهها، وسوف تواجهها، تستوجب استنفار الحكماء وناشطى تونس والعرب.

من هذا المنظور فإن حرص العرب مجتمعات مدنية، ونقابات مهنية، واتحادات عمالية، ودائرة المثقفين جميعها تدرك بأن الحدث التونسى جدير بالحرص على هذه الخميرة التى علينا جميعا الالتزام بها ومرافقتها، حتى إن أثمرت تكون مشروع وحدة ونهضة للأمة.

الثورة فى تونس ثروة للأمة العربية فى مسعاها، وهى بمعنى من المعانى تمثل دعما لشعب فلسطين الذى وفر له الشعب التونسى دفء الانتماء، وبالتالى توفر ثورة الياسمين نموذجا للبنان، والعراق وغيرهما من أوطان الأمة لاستعادة نجاعة نضالاتها ووحدة أهدافها. هذا هو معنى الثورة التونسية أن نستقوى بعضنا ببعض ونحقق المناعة التى فقدناها نتيجة التفكيك الحاصل، ومن ثم يسجل التاريخ أن ثورة تونس أسهمت فى إخراجنا من احتمال اللجوء إلى عبثية الاستقالة من الأمل والالتزام.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 2:49 pm

السلام عليكم،


لَحْنُ الحَيَــــاة

( إرادة الحيــاة)




(الشاعر التونسي ابو القاسم الشابي)

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 83315_o

الرابـــط:
- إرادة الحياة
- لحن الحيـــاة




إذا الشّعْبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ ********** فَلا بُدَّ أنْ يَسْتَجِيبَ القَـدَر

وَلا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي ********** وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر

وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ ********** تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَا ********** ةُ مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر

كَذلِكَ قَالَـتْ لِـيَ الكَائِنَاتُ ********** وَحَدّثَنـي رُوحُـهَا المُسْتَتِر



وَدَمدَمَتِ الرِّيحُ بَيْنَ الفِجَاجِ ********** وَفَوْقَ الجِبَال وَتَحْتَ الشَّجَر

إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ ********** رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ ********** وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ ********** يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر

فَعَجَّتْ بِقَلْبِي دِمَاءُ الشَّبَـابِ ********** وَضَجَّتْ بِصَدْرِي رِيَاحٌ أُخَر

وَأَطْرَقْتُ ، أُصْغِي لِقَصْفِ الرُّعُودِ ********** وَعَزْفِ الرِّيَاح وَوَقْعِ المَطَـر



وَقَالَتْ لِيَ الأَرْضُ - لَمَّا سَأَلْتُ : ********** " أَيَـا أُمُّ هَلْ تَكْرَهِينَ البَشَر؟"

"أُبَارِكُ في النَّاسِ أَهْلَ الطُّمُوحِ ********** وَمَنْ يَسْتَلِـذُّ رُكُوبَ الخَطَـر

وأَلْعَنُ مَنْ لا يُمَاشِي الزَّمَـانَ ********** وَيَقْنَعُ بِالعَيْـشِ عَيْشِ الحَجَر

هُوَ الكَوْنُ حَيٌّ ، يُحِـبُّ الحَيَاةَ ********** وَيَحْتَقِرُ الْمَيْتَ مَهْمَا كَـبُر

فَلا الأُفْقُ يَحْضُنُ مَيْتَ الطُّيُورِ ********** وَلا النَّحْلُ يَلْثِمُ مَيْتَ الزَّهَــر

وَلَـوْلا أُمُومَةُ قَلْبِي الرَّؤُوم ********** لَمَا ضَمَّتِ المَيْتَ تِلْكَ الحُفَـر

فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الحَيَـاةُ ********** مِنْ لَعْنَةِ العَـدَمِ المُنْتَصِـر!"

وفي لَيْلَةٍ مِنْ لَيَالِي الخَرِيفِ ********** مُثَقَّلَـةٍ بِالأََسَـى وَالضَّجَـر



سَكِرْتُ بِهَا مِنْ ضِياءِ النُّجُومِ ********** وَغَنَّيْتُ لِلْحُزْنِ حَتَّى سَكِـر

سَأَلْتُ الدُّجَى: هَلْ تُعِيدُ الْحَيَاةُ ********** لِمَا أَذْبَلَتْـهُ رَبِيعَ العُمُـر؟

فَلَمْ تَتَكَلَّمْ شِفَـاهُ الظَّلامِ ********** وَلَمْ تَتَرَنَّـمْ عَذَارَى السَّحَر

وَقَالَ لِيَ الْغَـابُ في رِقَّـةٍ ********** مُحَبَّبـَةٍ مِثْلَ خَفْـقِ الْوَتَـر

يَجِيءُ الشِّتَاءُ ، شِتَاءُ الضَّبَابِ ********** شِتَاءُ الثُّلُوجِ ، شِتَاءُ الْمَطَـر

فَيَنْطَفِىء السِّحْرُ ، سِحْرُ الغُصُونِ ********** وَسِحْرُ الزُّهُورِ وَسِحْرُ الثَّمَر

وَسِحْرُ الْمَسَاءِ الشَّجِيِّ الوَدِيعِ ********** وَسِحْرُ الْمُرُوجِ الشَّهِيّ العَطِر

وَتَهْوِي الْغُصُونُ وَأَوْرَاقُـهَا ********** وَأَزْهَـارُ عَهْدٍ حَبِيبٍ نَضِـر

وَتَلْهُو بِهَا الرِّيحُ في كُلِّ وَادٍ ********** وَيَدْفنُـهَا السَّيْـلُ أنَّى عَـبَر

وَيَفْنَى الجَمِيعُ كَحُلْمٍ بَدِيـعٍ ********** تَأَلَّـقَ في مُهْجَـةٍ وَانْدَثَـر

وَتَبْقَى البُـذُورُ التي حُمِّلَـتْ ********** ذَخِيـرَةَ عُمْرٍ جَمِـيلٍ غَـبَر

وَذِكْرَى فُصُول ٍ ، وَرُؤْيَا حَيَاةٍ ********** وَأَشْبَاح دُنْيَا تَلاشَتْ زُمَـر

مُعَانِقَـةً وَهْيَ تَحْـتَ الضَّبَابِ ********** وَتَحْتَ الثُّلُوجِ وَتَحْـتَ الْمَدَر

لَطِيفَ الحَيَـاةِ الذي لا يُمَـلُّ ********** وَقَلْبَ الرَّبِيعِ الشَّذِيِّ الخَضِر

وَحَالِمَـةً بِأَغَـانِـي الطُّيُـورِ ********** وَعِطْرِ الزُّهُورِ وَطَعْمِ الثَّمَـر



"ويًَمشيْ الزَّمانُ، فتنموْ صُروفٌ ********** وتذْوي صُروفٌ، وتحْيا أُخَر

وتُصبح ُ أحلامُها يَقْظةً، ********** مُوَشَّحةً بغُموضِ السَّحر

تُسائِلُ: أينَ ضَبابُ الصَّباحِ، ********** وَسِحْرُ المساءِ؟ وضوْئُ القَمر؟

وَأسْرابُ ذاكَ الفَراشِ الأنيقِ؟ ********** ونَحْلٌ يُغَنيْ، وغَيمٌ يَمُرّ

وأينَ الأشِعَّةُ والكائِناتُ؟ ********** وأينَ الحياةُ الَّتي أنْتظِر

ظمِئتُ إلى النُّور، فوقَ الغُصونِ ********** ظمِئتُ إلى الظِلِّ تحْتَ الشَّجر

ظَمِئتُ إلى النَّبْعِ، بَيْنَ المُروجِ ********** يُغَنّين ويّرْقُصُ فَوْقَ الزّهَر!

ظَمِئتُ إلى نَغَمَتِ الطُّيورِ، ********** وهَمسِ النَّسيم، ولَحْنِ المَطر!

ظَمِئتُ إلى الكونِ! أيْنَ الوُجودُ ********** وأنَّي أرَى العالَمَ المنتظر

هو الكَوْنُ، خَلْفَ سُباتِ الجُمود ********** وفي أفُقِ اليَقَظاتِ الكُبَر



وَمَا هُـوَ إِلاَّ كَخَفْـقِ الجَنَـــا ********** ح حَتَّـى نَمَا شَوْقُـهَا وَانْتَصَـر

فصدّعت الأرض من فوقـها ********** وأبصرت الكون عذب الصور

وجـاءَ الربيـعُ بأنغامـه ********** وأحلامـهِ وصِبـاهُ العطِـر

وقبَّلـها قبـلاً في الشفـاه ********** تعيد الشباب الذي قد غبـر

وقالَ لَهَا : قد مُنحـتِ الحياةَ ********** وخُلّدتِ في نسلكِ الْمُدّخـر

وباركـكِ النـورُ فاستقبـلي ********** شبابَ الحياةِ وخصبَ العُمر

ومن تعبـدُ النـورَ أحلامـهُ ********** يباركهُ النـورُ أنّـى ظَهر

إليك الفضاء ، إليك الضيـاء ********** إليك الثرى الحالِمِ الْمُزْدَهِر

إليك الجمال الذي لا يبيـد ********** إليك الوجود الرحيب النضر

فميدي كما شئتِ فوق الحقول ********** بِحلو الثمار وغـض الزهـر

وناجي النسيم وناجي الغيـوم ********** وناجي النجوم وناجي القمـر

وناجـي الحيـاة وأشواقـها ********** وفتنـة هذا الوجـود الأغـر



وشـفَّ الدجى عن جمال عميقٍ ********** يشب الخيـال ويذكي الفكر

ومُدَّ عَلَى الْكَوْنِ سِحْرٌ غَرِيبٌ ********** يُصَـرِّفُهُ سَـاحِـرٌ مُقْـتَدِر

وَضَاءَتْ شُمُوعُ النُّجُومِ الوِضَاء ********** وَضَاعَ البَخُورُ ، بَخُورُ الزَّهَر

وَرَفْرَفَ رُوحٌ غَرِيبُ الجَمَالِ ********** بِأَجْنِحَـةٍ مِنْ ضِيَاءِ الْقَمَـر

وَرَنَّ نَشِيدُ الْحَيَاةِ الْمُقَـدَّسِ ********** في هَيْكَـلٍ حَالِمٍ قَدْ سُـحِر

وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ ********** لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر

إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ ********** فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ





عدل سابقا من قبل تونسي حــــر في الإثنين يناير 24, 2011 5:17 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 5:13 pm

السلام عليكم،

تونس.. هل عاد الشعر لصناعة التاريخ؟


دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 1_994371_1_3

أحمد فال ولد الدين

الرابـــط: الجزيرة الإخبارية



رُوي أن معاوية بن أبي سفيان قال: لقد رأيتُني ليلة الهرير بصفين وقد أتيت بفرس أغر محجل بعيد البطن من الأرض، وأنا أريد الهرب لشدة البلوى، فما حملني على الإقامة إلا أبيات عمرو بن الإطنابة:

أبتْ لي همتي وأبى إبائي***** وأخذ الحمد بالثمن الربيح!
وإقحامي على المكروه نفسي***** وضربي هامة البطل المشيح!
وقولي كلما جشأت وجاشت***** مكانك! تحمدي أو تستريحي
لأدفع عن مآثر صالحات***** وأحمي بعدُ عن عرض صحيح

فصمد ابن أبي سفيان ليتغير اتجاه التاريخ لصالحه.. كل ذلك كان بسبب أبيات نفثها أعرابي في لحظة إبداعية.

بعد 1400 عام، يجد العرب أنفسهم على موعد آخر يلعب فيه الشعر موقفا مفصليا في تاريخهم.. يعود الشعر اليوم من خلال ثورة تونس ليبرهن على صحة القول الدارج من أن "العرب لن تترك الشعر ما لم تترك الإبل الحنين".

يبدو أن الكلمة لا تموت، فقد كان أهم ما ميز الثورة التونسية حضور كلمات شاعر تونس الشهير أبي القاسم الشابي (1909-1934)، إذ رغم اختلاف مشارب من انضووا تحت الثورة منذ انقداحها في سيدي بو زيد حتى فرار الظالم بن علي، فإن أبرز ما ميزها كان زحف الجماهير على وقع قصائد الشابي.

عمل عظيم

وإذا كان الأديب الروسي دوستوفيسكي يقول "إن الكلمة عمل عظيم"، فإن تجليات قوتها تجددت حينما تحولت كلمات شاعر توفي قبل ثمانين عاما إلى أيقونة تلهب حماس الجماهير في شوارع تونس عام 2010.

فرغم حضور لافتات من قبيل "خبز وماء.. وبن علي لا" وسط المظاهرات، فإن معظم الشعارات الفصيحة أو تلك التي هتفت بها الجماهير بشكل جماعي في تجمعاتها ومظاهراتها كانت أبياتا معظمها مجتزأ من قصيدتي الشابي "إلى طغاة العالم" و"لحن الحياة".

قد يتبادر إلى الذهن أن السر يكمن في الطبيعة الإيقاعية لهاتين القصيدتين، فهما من بحر المتقارب (وهو بحر أناشيد عادة)، إلا أن السر قد يكون أساسا في المعاني الإنسانية التي تلامس شغاف القلوب من ضيق بالظلم وثورة على الظالمين، ومراهنة على الجهد البشري الصادق لتغيير الواقع المرير.


عودة الشعر

لقد حفظت أجيال من التونسيين كلمات للشابي عن "انكسار القيد" وعايشوها في لحظات ضعفهم تحت سلطة قمعية، بل درسوها في فصول دراسية يستبطن نظامها تهافت هذه المعاني، إلا أنها استيقظت فُجاءةً في نفوسهم متدفقة بالمعاني، ملتحفةً آمالا جديدة كأنهم يكتشفونها لأول مرة.

كانت أبرز الشعارات التي زينت شوارع تونس لأكثر من ثلاثة أسابيع مجتزأة من قصائد من قبيل قول الشابي:

ألا أيها الظَّالمُ المستبدُ***** حَبيب الظَّلامِ، عَدوّ الحياهْ
سَخرْتَ بأنّاتِ شَعْبٍ ضَعيفٍ***** وكفُّكَ مخضوبة من دِماه
وَسِرْتَ تشَوِّه سِحْرَ الوجودِ***** وتبذرُ شوكَ الأسى في رُباه

اللافت هو مزاوجة الشابي بين الوصف الدقيق لسلوك المستبد -كما رأينا في الأبيات السابقة- وتأكيده على حتمية مصرعه كما في الأبيات التالية:

رُوَيدَكَ! لا يخدعنْك الربيعُ ***** وصحوُ الفَضاءِ، وضوءُ الصباحْ
ففي الأفُق الرحب هولُ الظلام ***** وقصفُ الرعودِ، وعَصْفُ الرِّياحْ
حذارِ! فتحت الرّمادِ اللهيبُ ***** ومَن يَبْذر الشوكَ يَجْنِ الجراحْ
تأملْ! هنالِكَ.. أنّى حَصَدْتَ ***** رؤوسَ الورى، وزهورَ الأمَلْ
ورَوّيت بالدم قَلْبَ الترابِ ***** وأشْربتَه الدمعَ، حتى ثمِلْ
سيجرفُكَ السيلُ، سيلُ الدماء ***** ويأكلُك العاصفُ المشتعِلْ

حقا، فقد جرف السيلُ المستبدَّ وألقاه شرقي ضفاف البحر الأحمر غير مأسوف عليه. هذا التأكيد على حتمية مصرع المستبد قد يكون شكل رافعة -لا إرادية في العقل الجمعي- للشباب الذين عرّوْا صدورهم في الشوارع وهم يرتلون قصائد الرجل.


اللحظات الفارقة

إن اللحظات الكبرى في تاريخ الأمم تحتاج للحماسة والعاطفة، فقد قال السيناتور الأميركي ماريو كومو "إننا نخوض الانتخابات بالشعر، لكننا ندير الأمور لاحقا بالنثر"، وهي عبارة كثيفة المعنى تعني أن إقناع الناس وسوقهم نحو هدف معين لا يتأتى دون لغة محلقة واستنفار عاطفي.

فالإنسان يقاد بعاطفته لا بيقينياته الرياضية، والجماهير المجتمعة أسهل ما تكون انقيادا حينما ترن الكلمة الجميلة ملتحمة بالمعاني الإنسانية النبيلة المرفودة بواقع مرير.

يقول الشابي في قصيدة "لحن الحياة":

إذا الشعب يوما أراد الحياة ***** فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي ***** ولابد للقيد أن ينكسر
ومن لم يعانقْه شوْقُ الحياة ***** تبخّر في جوها واندثر

يبدو أن لحظة "إرادة كسر القيد" تحركت لحظة تحرك الكبرياء العربي بعد صفع الشرطية فايدة الحمدي لمحمد البوعزيزي. المفارقة أن الشابي يشير إلى قصة الصفع هذه:

فويل لمن لم تشقه الحيا ***** ةُ من صفعة العدم المنتصر!

نعم، فالاستبداد ما هو إلا عدم منتصر ينتظر لحظة رفض من الجماهير الثائرة على الضيم.

كذلك قالت لي الكائنات ***** وحدثني روحها المنتصر
ودمدمت الريح بين الفجاج ***** وبين الجبال وتحت الشجر
إذا ما طمحتُ إلى غاية ***** ركبت المنى ونسيت الحذر
ولم أتجنب وعور الشعاب ***** ولا كُبّة اللهب المستعر
ومن يتهيب صعود الجبال ***** يعش أبد الدهر بين الحفر

ظلت هذه المعاني الفوارة تختمر في نفوس التونسيين إلى أن انفرجت ذات صباح من صباحات ديسمبر/كانون الأول 2010. وكان الترديد الآلي لشعر الشابي من قبل المتظاهرين دليلا جديدا على تعلق العربي بالشعر، وقوة الكلمة.

كنتُ ضمن فريق النشرة المغاربية التي تابعت الثورة التونسية من لحظة بدايتها حتى فرار بن علي، وكنت كلما دخلت غرفة المونتاج للاطلاع على صور تونس أتخيل الشابي متسللا تحت جنح الليل يزرع كلماته ألغاما في حارات سيدي بو زيد والقصرين وبن قردان.

تخيلت الشاعر النحيل طائفا قبل عشرات السنوات يدس هذه الألغام في كل ركن من شوارع تونس.. كنت أراه رأي العين وهو يدسها ياسمينا في مقاهي تونس والقيروان فتتلقفها أيدي النسوة وتخفيها، لتضعها الجدات في القهوة وترسلها مع الطيور المتجهة شمالا وجنوبا.. كنت أتخيل صبية القصرين يدسونها في حقائبهم المدرسية ويتبادلونها قصاصات أوراق في غفلة المعلم.


الصباح الجديد

ها هو الشعر العربي يعود بعد أن راهن كثيرون على أنه انتهى تحت ضربات اللغات الأجنبية والمادية المتوحشة الساخرة منه.. يعود نضرا مشبعا بالثورة مطلا من ديار عقبة بن نافع هذه المرة.

وإذا كان الشعراء يستشفون الغيوب ويهيجون الشعوب، فإننا نتمنى أن تكون قصيدة الصباح الجديد التي حبرها الشابي وصفا للأيام القادمة، أيام ما بعد الثورة التونسية:

اسكني يا جراح ***** واسكتي يا شجون
مات عهد النواح ***** وزمان الجنون
وأطل الصباح ***** من وراء القرون.

المصدر: الجزيرة

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 5:45 pm

السلام عليكم،


و كان لا بد من إسماع صوت هذا التونسي الحر، الأستاذ المحامي عبد الناصر العويني، و أن نعيش مع بعض كلمات صرخات الحرية إليكموها:


دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 163104_10150097914589881_270871514880_5749724_5192041_a


إتحررنا..الشعب التونسي حر...

الشعب التونسي مايموتش (لا يموت)..

الشعب التونسي العظيم..تحيا تونس الحرة..

المجد للشهداء..الحرية للتوانسة..

بن علي هرب..بن علي هرب..

البقاء للشعب التونسي..

يا شعبنا يا عظيم.. يا شعبنا يا كبير

رانا (لقد) تحررنا..

يحيا الشعب..تحيا الحرية..

تحيا تونس الحرة..يحيا شعبنا العظيم..و المجد للشهداء.



دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 01

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 02

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 03

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 04





عدل سابقا من قبل تونسي حــــر في الأربعاء يناير 26, 2011 2:53 pm عدل 2 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالإثنين يناير 24, 2011 9:55 pm

السلام عليكم،

زمن الثورات وسرعة الضوء وتونسة العرب


دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Images?q=tbn:ANd9GcQ3_SvE8zpKljpydMvskGitT3_VXw_bw8xqN9Rfd1Vh6aRalJGE&t=1

عزمي بشارة


الرابــط: الجزيرة الإخباريــة



زمن الثورة

1- تمضي الثورة في تونس في طريقها من إنجاز لآخر. وتفر العوائق هاربة أمام حركة الشعب الموحد المدنية السلمية. ينهار الحاجز تلو الآخر لمسمع خطوات الثورة وهي تتقدم. لقد انتقلت الثورة المجيدة بالبلد من الزمن العادي إلى زمن آخر كما تنتقل الأجسام إلى سرعة الضوء فيتغير الزمن. تمر أحداث يفترض أن تمتد حتى يشيخ أثناء تغيّرها البشر، ولكنها لحظات في عمر التونسيين الذين يمضون الآن بسرعة الضوء. تتوالى الأحداث في تونس. ويتغير مفهوم الزمن. إنه زمن الثورات.

2- هرب الرئيس على عجل مخلفا وراءه مبنى هرميا مقلوبا. فالهرم في هذه الأنظمة يقف على رأسه. هرب الرأس، فتمايل الهرم مترنحا، ثم راح يتداعى. الأجهزة الأمنية كبيرة وعاتية، إنها مؤلفة من 130 ألف رجل أمن ( 1.3 لكل 100 مواطن). كان يمكنها من دون شك أن تقمع وأن تتصدى دفاعا عن النظام بـ"أنجع" مما فعلت. ولكنها فقدت توازنها، فهي من دون رأس لا تدرك حتى ذاتها. ينهار تماسكها الداخلي الذي كان يمر فيها كالعصب من الرأس. فجأة أصبح كل رجل أمن وحده، شعر بأنه وحده أمام الحشود وارتبك، فبحث أولا عن نجاة نفسه.

3- رئيس الحكومة (المسمى عند المغاربة الوزير الأول) عيّن نفسه رئيسا خلفا لوليّ الأمر الذي غادر لا يلوي على شيء. فاستمرت المظاهرات. بعد أقل من 24 ساعة عاد المجلس الدستوري وعيّنه رئيسا للوزراء في حكومة مؤقتة تدير البلاد بعد الانتخابات. وعرفت البلدان العربية عن ظهر قلب البند 56 والبند 57 من الدستور والفرق بينهما. أصبح كل مواطن خبيرا قانونيا. واستمرت المظاهرات. فانسحب وزراء النقابات قبل عقد أول اجتماع (الاتحاد العام التونسي للشغل). واستمرت المظاهرات. فاستقال الوزير الأول وغيره من الوزراء من صفوف حزب التجمع الدستوري الحاكم. جرى كل هذا في أربعة أيام بين 14 (يوم خلع الرئيس) و19 يناير/كانون الثاني، الفاتح في عقد الثورات المقبل.

4- واستمرت المظاهرات مطالبة باستقالة الحكومة أو بتغيير بنيتها كاملة بحيث تغدو حكومة وحدة وطنية. وما زالت المظاهرات مستمرة. لقد تفاوتت آراء الأحزاب بين من يعتبر هذه الحكومة إنجازا، ومرحلة ضرورية، ومن يرفض وجود ممثلي الحزب الحاكم فيها... وفي كافة الحالات يجري النقاش بحضارية ملفتة، من دون تخوين، ومن دون عنف.

5- بعد كلّ تراجع لبقايا المؤسسة الحاكمة تتقدم الحركة الشعبية خطوة إلى الأمام. كل تراجع هو تقدم، كل تنازل تضطر إليه المؤسسة الحاكمة هو إنجاز للثورة. إن عدم اكتفاء الحركة الشعبية به، والتطلع إلى غيره لحظة تحقيقه، لا يعني أنه ليس إنجازا.

6- حين يخوض المجتمع نضالا ضد قادة لا يقبل بهم، فإن أيّ تنازل يقدّمه هؤلاء لإرضاء الجماهير يُعتَبَرُ ضعفا، ويشجِّع الناس والحركة الشعبية على المطالبة بالمزيد. ومهما قدم هؤلاء القادة غير المرغوب فيهم من تنازلات فلن يرضى الناس بأقل من ذهابهم. أما حين يكون النظام مقبولا فيمكنه إقناع الناس بالنزول عند مطالبهم، وأحيانا قليلة يمكنه إقناعهم حتى بعدم تمكّنه من تلبية مطالبهم... وطبعا كل شيء بمقدار.


تجربة التحرر

7- حققت الثورة إنجازا بعد آخر من دون قيادة مركزية. وبعد تردد انضمت الأحزاب السياسية للحركة الشعبية. جرى ذلك بوضوح فقط بعد مغادرة بن علي. لم تثق الأحزاب بدايةً بديمومة الثورة، ناهيك عن انتصارها. وقد كانت محكومة بعقلية السياسة الحزبية اليومية في فترة الجزر، وتعتبر كلّ إنجاز كافيا. فهي تأبى التعوّد على إيقاع الثورات. ولكن الحركة الشعبية تتجاوز الإنجاز، وتنتقل إلى آخر... وظلّت على ذلك إلى أن قرّرت الأحزاب السير على إيقاع الشارع، وكان عديد من نشطاؤها في الشارع أصلا.

8- رغم غياب مؤسسات الأحزاب عن الاحتجاج يمكن ملاحظة أنه لم تبق سنوات العمل الحزبي الطويل وعمل اتحاد النقابات المعروف باسم الاتحاد العام للشغل ومنظمات حقوق الإنسان دون أثر على الجملة السياسية التي ينطبق بها المواطن التونسي. ويكشف خطاب الاحتجاج وممارسته عن تجربة متراكمة، ومخزون نضالي، وذاكرة كامنة وفاعلة في النفس، يعيها الإنسان أو لا يعيها، ولكنها فاعلة في التمييز بين ما يجوز وما لا يجوز، وفي رفض الظلم، وفي السلوك واللغة المسيسة.

9- في هذه الأثناء صدر عن الحكومة المؤقتة في جلسة واحدة من القرارات ما يحتاج إلى عهود في بعض الدول.

10- وتحررت وحدات مجتمعية كاملة بشكل يذكر بالثورات الكبرى (ومنها ثورة تونس التي سوف يتذكرها الناس كثورة كبرى). في كل زاوية وحيّ وناحية ومؤسسة نشبت ثورة. قامت اللجان الشعبية لحماية الأحياء. تمرد الصحفيون وطردوا الإدارات في العديد من وسائل الإعلام وقرروا أن يديروها بأنفسهم... أصبح الإعلام التونسي فضاء الحوار المدني العقلاني الحيوي الذي لا يهدأ. إنه الحوار الجاري بين مواطنين وفعاليات ونخب حول ماضي ومستقبل تونس وحول مطالب الثورة. لم تعد التعددية مقتصرة على الفضائيات. ومن يشاهد القنوات التلفزيونية التونسية في هذه الأيام يرى بأم العين مجتمعا مدنيا وفضاء عاما في حالة تواصل وحوار عقلاني بين المواطنين.

11- رغم طول المدة وانضمام فئات واسعة من الجمهور لم يتولد عنف فوضوي أو انتقامي، ولا حتى على هوامش الحركة. وظلت الحركة الشعبية منضبطة بل ازدادت تنظيما. وتم تجاوز حالات العنف القليلة إلى تنظيم وانضباط على درجة أرقى.

12- تحسم الثورة مسألة السلطة. وقد حسمت الثورة التونسية مصير النظام. يجب أن يغادر النظام الحاكم بأسره، لا تكفي مغادرة الرئيس.

13- يجب منع الحزب الحاكم من العودة إلى تسيير البلاد بوسائل أخرى. هنالك فرق بين منع الحزب الحاكم من العودة إلى السيطرة بوسائل أخرى وبين الاجتثاث. لا يقود الاجتثاث إلى الديمقراطية تماما كما لم يقد لها في العراق. الاجتثاث هو نفي لملايين من أبناء الشعب ممن انتسبوا للحزب والشرطة والجيش في ظروف أخرى، ولكنهم ليسوا كلهم مجرمين. المجرمون فقط يجب أن يحاكموا... ويجب أن يحاكموا بموجب القانون والأدلة، وليس بموجب الشائعات.

14- لا يجوز الانتقال من العجز الكامل أمام الاستبداد إلى الاستقواء الكامل والشامل عند التمكن، فمثل هذه الاستقواء يشكّل مزاجا لنوع جديد من الاستبداد الذي قد يسقط نتيجته الأبرياء.

15- بعد أن حسمت مسألة النظام القائم يجب تحديد طبيعة النظام القادم. يتطلب ذلك مرحلة انتقالية.

16- المرحلة الانتقالية لا تتسم بالوضوح. فهي ليست انتقالا من الأسود إلى الأبيض. ولكن وجهة التطور واضحة. يضعف نفوذ النخب القديمة وتتقدم نخب جديدة. ويفتح مجال واسع للانتهازيين. لا مساومة في حسم نهاية نظام الاستبداد السابق، ولكن يدور صراع وتفاوض واتفاقيات بين القوى المختلفة على طبيعة النظام القادم.

17- الأمر الرئيسي هو إشراك القوى السياسية الرئيسية، تلك التي كانت محظورة وتلك التي كانت قانونية. والمطلوب هو الإجماع على قواعد اللعبة القادمة بين أولئك المختلفين على أمور كثيرة أخرى. من يسمح له بدخول التنافس الانتخابي الحكم... إلخ هو من يوافق على قواعده وأسسه. من أجل ذلك يلزم دستور جديد، وربما جمعية تأسيسية جديدة.

18- يجب أن يكون واضحا أن الثورة هي من أجل التحرر والديمقراطية، وهذا يعني أن أي حزب يرغب في المشاركة كتيار رئيسي يجب أن يعترف بهذه الأهداف. والتحرر يشمل الحقوق المدنية المكتسبة للرجل والمرأة. ولا يجوز التفريط في هذه الحقوق، أو طرح علامة استفهام عليها تحت شعارات إيديولوجية. لن يقبل الشعب في تونس أن تعيده إيديولوجية أي حزب إلى الوراء، وسيكون على جميع الأحزاب النظر جيدا في وجوه المتظاهرين ودراسة ما جرى. سوف يرون مواطنين من كافة الاتجاهات والطبقات. لم يخرجوا من أجل إيصال حزب بإيديولوجيته إلى الحكم، بل خرجوا من أجل الحرية والكرامة والحقوق الاجتماعية والحقوق المدنية. وسوف يكون على كافة الأحزاب أن تعدِّل نفسها لتقبل بهذه المبادئ الديمقراطية إذا رغبت في أن تشارك في إدارة البلاد والتناوب على السلطة.

19- الكلمة المفتاح هي المسؤولية في الحفاظ على منجزات الثورة وقيادتها عبر المخاطر الداخلية والخارجية. ليس من مصلحة الثورة أن تسوء علاقاتها مع دول الجوار العربية وغير العربية. وحتى لو سُمعت تصريحات غير مقبولة من هذا الزعيم العربي أو ذاك، فإن مصلحة الثورة حاليا هي عدم توتير العلاقات مع أي أحد، فإن الحفاظ على منجزات الثورة والوصول بها إلى التحول الديمقراطي الآمن يتطلب أن لا تتعرض إلى هزات من الخارج على المستوى الأمني والاستثماري.


الإعلام الجديد

20- في ظروف احتكار الحقيقة والسيطرة الكاملة على وسائل الإعلام من قبل الاستبداد، ساهمت الفضائيات العربية كما ساهم الإعلام الاجتماعي في نشر النقد والاحتجاج والشعور بعدم الرضا. وتتميز وسائل الإعلام الاجتماعية بأنها فعالة لا يقتصر فيها المشارك على التلقي، كما أنها تحمل طابعا نادويا أو منتدويا (من نادي ومنتدى) تنشأ فيه مجموعات تضامن وجماعات وصداقات، وتتطور استخدامات جديدة للغة، الأمر الذي يُشعِر المستخدِم بالانتماء إلى جماعة يسود فيها تعريف خاص بها للمصطلحات والمفاهيم، وما هو مقبول وغير مقبول.

ولا شك أن هذا المجتمع الشبابي هو الذي قدم نفسه كعالَم قيمي وكمحفِّز جماعي في ظل أزمة الأحزاب في ظل الدكتاتورية، وفي ظروف كبت الإعلام... لقد حلّت المنتديات هذه، كما حلّ توحيد استخدام تعابير خاصة والاصطلاح عليها باللغة الدارجة والفصحى محل الزي الرسمي لحركات الشباب. وحلَّ الحوار الذي ينتج مسلمات وموافقات حول الذوق والحس بالظلم والقبح والعدل والجمال محل التعبئة الأيديولوجية.

21- هذا مهم، ومهم جدا. ولا يقل أهمية أن نمتنع عن أسطرته. فالإعلام الجديد هو جزء من الواقع الجديد الذي يجري فيه العمل السياسي. وهو يفعل فعل النار في الهشيم عند أجيال كاملة. وهو يتغلب على الحجر الإعلامي لبلاد بأكملها. ولكن لو جلس الجميع وراقب الحاسوب أو شارك في الشبكات الاجتماعية لما نشبت مظاهرات احتجاجية. إنها وسائل اتصال، وسائل في إنتاج الوعي وفي إنتاج الجماعة الاحتجاجية. ولكن مجرد المشاركة فيها ليس فعلا ثوريا، ولا فعل احتجاج، ولا يسقِط نظاما.

22- لقد عممت شبكات الإنترنت صورة البوعزيزي وهو يحترق، كما عممت صور الغضب والاحتجاج من سيدي بوزيد. ثم حصل التعاضد. رأى أهالي كل منطقة احتجاج المناطق الأخرى وصمودها في زمن حقيقي، فشعروا بأنهم ليسوا وحدهم بل جزء من شعب عظيم يتحرك. وهكذا نشأ الزمن الوطني المتجانس. ومنح الشعور بالانتماء إلى حركة شعبية عظيمة صاحبه من الشجاعة والإقدام ما يحرك الجبال. يمر الشعب التونسي بتجربة عظيمة اسمها التحرر. وهي تجربة يتسامى فيها الناس فوق ضيق الأفق والمصلحة الشخصية وحتى فوق الجريمة. إنها لحظة اكتظاظ الحيز العام بالمواطنين، إنها لحظة التسييس الشامل، وشعور كل فرد بأنه مواطن مسؤول، إنها لحظة المواطنة في تونس، التي قد تغدو دولة المواطنين العربية الأولى.

23- وامتدت جسور المواطنة والمشاعر الوطنية إلى رجالات الجيش والشرطة.


تونسة العرب

24- وبينما يستكثر البعض على العرب أن تكون لديهم ثورة ديمقراطية شعبية فيشددون على فرادتها وعدم تكرارها، وبينما يعزو البعض خصوصيتها لقربها من أوروبا، تتصاعد الهتافات من تونس باللغة العربية. ونكتشف فيها أثرا من هتافات الفلسطينيين، ومن هتافات مظاهرات التضامن مع العراق. ويكتشف العالم جملة سياسية عربية متماسكة لدى المثقفين والنشطاء التوانسة الذين يملؤون الشاشات. ويتكلم الناس عموما لغة سياسية عربية مثقفة، وتبدو عليهم آثار عهود من المعارضة والتسييس. ولا يبدو عليهم أثر تناقض بين الخصوصية التونسية والقضايا العربية.

25- هؤلاء الذين يخيرونا بين القضية المحلية والهوية العربية، هم أيضا من خيرنا بين استمرار الاستبداد وقبول التدخل الأجنبي لفرض الديمقراطية, وقد فشلوا فشلا ذريعا. في تونس ديمقراطية شعبية من دون تدخل أجنبي. وقطعت الثورة الشعبية قول كل خطيب.

26- إن الذي صنع شعارا مجردا عن قضية عربية عامة وحاول فرضها على خصوصية الأقطار من دون أن يربطها بقضايا هذه الأقطار لم يصنع ثورة. وكذلك لم يصنع ثورة أولئك الذين وجدوا تناقضا بين الاهتمام بقضايا البلد وبين عروبته. بل صنعها ناس يريدون التخلص من الطغيان، ويؤكدون انتماءهم أيضا للقضايا العربية، ويهتفون ضد السياسة الغربية وفقدان السيادة الوطنية.

27- وتأثر العرب بالثورة كأنها ثورتهم وتساءلوا جميعا متى سيحل التحول في بلادنا؟ واشتدت الرغبة إلى درجة أن يحرق مواطنون عرب في دول عديدة أنفسهم احتجاجا. وفيما عدا دلالتها العميقة على الحاجة الملحة إلى التغيير عربيا وعلى تأثر العرب وجدانيا بما يجري في أي بلد عربي، فإن الظاهرة تدل على أن الإعلام عمم فهما خاطئا وساذجا بأن سبب الثورة هو إحراق شاب لنفسه.

28- للثورة ألف سبب. ولكن إحراق شاب لنفسه ليس أحدها. كان يمكن أن يشعل الثورة عامل مباشر آخر. وحيث لم تنضج الظروف لها لا يكفي لإطلاقها عدة شبان يحرقون أنفسهم. كان يمكن أن يبقى محمد بوعزيزي شابا مجهولا أحرق نفسه لو لم تنشب انتفاضة سيدي بوزيد. وحتى انتفاضة سيدي بوزيد كان يمكن أن تبقى انتفاضة في ناحية اشتعلت وهدأت أو احتواها النظام بمطالب، وحتى الانتفاضة الممتدة كان يمكن أن تبقى انتفاضة خبز مطلبية يلتف عليها النظام بتلبية بعض مطالبها، أو يقمعها أو غير ذلك. ولكن المجتمع كان جاهزا للثورة، والجيش لم يكن جاهزا لإطلاق النار عليها.

الثورة الممتدة هي التي حولت انتفاضة في ناحية إلى ثورة شعبية لها مطالب سياسية. وليس إحراق شاب لنفسه، ولا انتفاضة الخبز هي سببها، بل إن لها ألف سبب وسبب في العلاقة بين الدولة والمجتمع، أنضجت الظروف للثورة. وسوف تعلن عن نفسها في دول عربية أخرى بأشكال أخرى، وربما تعيقها هنالك عوائق غير قائمة في الحالة التونسية. ولكن الظرف العام قائم وكذلك الرغبة العربية العامة في التغيير، ولا بد أن يتفاعل البعدان ليتخذ التغيير الثوري فيها أشكالا وألوانا لا تخطر حاليا على بال أحد. ولكنها قادمة. فالعقد القادم هو عقد التونسة، تونسة العرب.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
زين العابدين
وسام القلم الذهبي
وسام القلم الذهبي
زين العابدين


النوع النوع : ذكر
العمر العمر : 53
الدولــة الدولــة : تعانقت دماء الشهداء مع الشهداء
تاريخ التسجيل تاريخ التسجيل : 06/01/2008

دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 Empty
مُساهمةموضوع: رد: دعــوة للـتــأمــل   دعــوة للـتــأمــل - صفحة 3 I_icon_minitimeالأربعاء يناير 26, 2011 1:37 pm

السلام عليكم،

فصـل الخطــاب
(أما بعد)

الإجابة في المقال التالي..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
دعــوة للـتــأمــل
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 3 من اصل 13انتقل الى الصفحة : الصفحة السابقة  1, 2, 3, 4 ... 11, 12, 13  الصفحة التالية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
موقع الاعلامية مني الشاذلي  :: شاشات حرة لمتابعي مني الشاذلي والعاشرة مساء :: قسم النقاشات والقضايا العامة-
انتقل الى: