إنها ... المراهقة السياسية

لا أجد تفسيراً لقرار مجلس الوزراء بتعليق عمل محافظ قنا سوى بالمراهقة السياسية، هذا القرار الذي لا طعم له و لا لون و لا رائحة كان سببه المعلن هو الحفاظ على هيبة الدولة، و لا أدري أي انتهاك لهيبة الدولة الذي صدعوا رءوسنا به من أجل الحفاظ علي هيبتها.
يا سادتنا و كبرائنا إذا اعتبرتم ما قام به أهل قنا من تظاهرات و تعطيل حركة مرور السكك الحديدية و السيارات وربما الطائرات بوضع المتاريس لها في الهواء تعترض مساراتها هو انتهاك لهيبة الدولة من أجل إسقاط قراركم بتعيين محافظ لا يرغبون في قيادته لهم، فعليكم أن تحاكموا الثوار الذين أتوا بكم من أجل انتهاكهم لهيبة الدولة أيضاً وتعطيل كل سبل الحياة من أجل الإطاحة ليس بمجرد محافظ عينتموه بل برئيس دولة بحجم مصر كتم أنفاسنا حتى هرمنا على رأي أخونا التونسي.
علينا قبل ذلك أن نسأل أنفسنا سؤالاً، لماذا لجأ أهل قنا لتعطيل حركة المرور؟ ببساطة لأنهم تظاهروا أمام مبنى المحافظة وكان الرد ألا رد، ولا حياة لمن تنادي. فازدادوا تجاهلاً على تجاهلهم، مما أجج مشاعرهم و استفزهم، وكان لابد من إسماع صوتهم للمسئولين بطريقة أو بأخرى.

سادتنا و كبرائنا أما آن الأوان أن تخلع حكوماتنا المتتالية ثوب المراهقة و ترتدي ثوب الرشد و النضج السياسي
أما آن الأوان أن تخلع حكوماتنا ثوب مبارك الذي عشق اختلاق الأزمات و ترتدي ثوب الثورة، ثوب الرأي و الرأي الآخر، ثوب الحرية.

سادتنا و كبرائنا ... ليس عيباً أن نعود للصواب بل العيب كل العيب أن نصر على الخطأ...ولسنا بأفضل من أمريكا حين اعتذر رئيسها بيل كلينتون لشعبه عن خطأ ارتكبه بأن كذب عليهم، وقتها لم يقدمه شعبه لحبل المشنقة بل قبلوا اعتذاره.

أيها السادة علينا أن نركن للمنطق و العقل لحل هذه المشكلة البسيطة وألا نؤججها ونزيدها اشتعالاً...علينا أن نسأل أنفسنا سؤالاً. ماذا لو كان الاعتراض على محافظ مسلم؟ هل كنا عشنا هذا الوضع المتأزم؟

على الحكومة أن ترتدي ثوب الشجاعة و أن تعلن أنها اختارت محافظ بمحض إرادتها وليس مفروضاً عليها من أي جهة أو من كوتة المحافظين المسيحيين، ولما لم يقبل الشعب اختيارنا و أراد التغيير، فنحن إيماناً منا بالحرية التي ضحينا بخيرة شباب مصر من أجلها لا نملك سوى تحقيق رغبة الشعب في اختيار قادته، ولا نملك أن نعود بالشعب لعهد قمع وانتهاك حريته ، لذلك قررنا تغيير المحافظ.

وإذا كانت الحكومة على قناعة بقدرات و كفاءة هذا الرجل فليستفيدوا من كفاءته في مكان آخر وربما في موقع أفضل من موقع المحافظ.
وقتها لم يعترض أي فرد من أفراد الشعب لسبب بسيط، لأن اعتراض الشعب القناوي ليس اعتراضاً طائفباً، بل اعتراضاً من أجل الوجود، من أجل حياة تليق بشعب قنا.

على الدولة أن تلغي كل ما يسمى بالكوته، كوتة المسيحيين و كوتة النساء لأن هذا نوع من أنواع التمييز العنصري و الطائفي، و لتكن اختياراتنا لمن هو أصلح، ولماذا لا نختار 28 محافظ مسيحي إذا كانوا هم الأفضل؟ ولماذا نختار محافظ واحد مسيحي إذا كان هناك من هو أفضل منه؟
تحياتي...

هناك فارق بين المسكن للألم وبين العلاج الجذرى للمشكلة وللعلم تفاقم ونكسة المرض
بتكون أكثروطئة من بدايته ربنا يستر

الأخوة الأفاضل ... تحياتي
حقيقة أعجبني كثيراً الحوار بين شبابي المستقبل واستمتعت به. كما سعدت برأي أخي الأستاذ حسن.
ولكي أوضح وجهة نظري، فأنا أرى أن إدارة البلاد تحتاج لشجاعة في إتخاذ القرار ولو بنت الدولة علاقتها بالشعب على الشفافية لكان أفضل، وقرار الحكومة بتجميد نشاط المحافظ لا معنى له من وجهة نظري لأنه لماذا تترك محافظة يديرها منصب أقل من محافظ كباقي المحافظات، وماذا بعد الشهور الثلاث؟ كيف سيكون الحل؟ أليس من الممكن أن نعود بعد ثلاثة شهور لنقطة الصفر؟
أخي محمود يقول أنها وسيلة للحل و ليست الحل، وأنا أقول لو أن لدي الحل فلماذا أقدم الوسيلة و لا أقدم الحل المباشر، كما أن الوسيلة لا توحي بحل قادم مقنع، فمن الوسيلة لا بد أن نتوقع أحد حلين أيضاً إما أن يعود المحافظ نفسه بعد ثلاث شهور أو ألا يعود، هل هناك حل ثالث؟ وهذه هي الحلول نفسها المتاحة أمام الحكومة الآن، إذا لماذ التجميد؟ للعب على عواطف الشعب وتمييع المشاكل و نسيانها؟ وهنا نحن أمام عصر مبارك جديد! نفس الفكر و نفس الأسلوب، الذي كان يراهن دائماً على الزمن و العواطف واستخدام عصا الأمن إلم يستجب الشعب.

فمن أهم ما أراه:
أنه لا بد من محللين سياسيين و نفسيين وعلماء اجتماع لدراسة طبيعة أمزجة و عادات و تقاليد و تصرفات المجتمعات و أن تستنير الحكومات بدراساتهم في اختيار من يقود المجتمعات، بمعنى أن طبيعة قنا و أهلها تختلف عن طبيعة الغربية و أهلها مثلاً، فلا بد أن نراعي ذلك فربما محافظ الغربية لا يصلح لقنا و العكس صحيح.

لابد أيضاً أن نعي أسباب خروج الشعب جيداً و عدم التفرع باستنتاج أسباب لا تمت للموضوع بصلة، لأنني لو علمت الأسباب و أخذتها جميعاً بعين الإعتبار استطعت أن أحل، فلا داعي لمناقشة وسيلة اسماع صوت القناويون وهي قطع طرق المواصلات وإهمال سبب الخروج نفسه فقطع الطرق في حد ذاته ليس هدفاً لدى القناويون، لأنهم لم يقطعوا الطرق بغرض السلب و النهب لا سمح الله بقدر ما هو وسيلة لإسماع أصواتهم لآذان لا تريد سماعهم بهدؤ لكن الحكومةهي من فرضت على نفسها سماع قنا بالقوة، ولذلك عليهم أن يلوموا أنفسهم أولاً،و جرب أنت في بيتك حين تهمل مطالب إبنك فسوف يظطر لإسماعك مطالبه بالقوة، وأهل قنا خرجوا لثلاثة أسباب :
1- إعتراضاً على شخص الرجل وانتماءه المهني و ليس الديني.
2- اعتراضاً على التهميش و إهمال التنمية في محافظتهم.
إعتراضاً على كوتة المحافظين المسيحيين التي يروا أنها تطبق عليهم فقط.

هذه الثلاثة أسباب لا بد أن ننظر لها بعين الإعتبار ونبني الحل على أساسها.

ولذلك فقد اقترحت في الموضوع إلغاء فكرة كوتة المسيحيين و النساء، لأنني أرى أن الكوتة إنتقاص لحق من شرعت من أجله بمعنى آخر علينا أن نختار المسيحي على أساس الكفاءة و المواطنة ومعنى الكوته بحقه أنه لم يأتي لأي منصب على أساس كفاءته ولكن على أساس الكوته.
كما اريد أن أوضح ماذا لو اختارت الدولة السيدة/ س ص ع محافظاً لقنا، هل كنا سنرى نفس التظاهرات؟ أقولها بكل وضوح نعم و بأكثر حدة.

كما اريد أن أسأل سؤالاً أختم به مداخلتي،

كيف ينظر المصريون مسلمون قبل المسيحيون لعالم القلب العظيم الدكتور/ مجدي يعقوب؟

حين تجيبون تعلمون أننا نريد كفاءات لا نريد صراعات، نريد أن ننظر لكل المواطنين من منظور المساواة في الواجبات و الحقوق وما يميز أحدنا عن الآخر الكفاءة ... ثم الكفاءة ... ثم الكفاءة.

وألا نوجه انظارنا أول ما نتجه نحو العنصرية بل علينا ألا نلتفت إليها و أن يشعر أي مواطن بأن المشكلة موجهة ضده هو شخصياً بل موجهة ضد المجتمع و علينا جميعاً أن نتكاتف لحلها.
تحياتي

موضوع رائع وآراء محترمة جدا
وعجبنى التعليق الاخير للاستاذ محمود فرج فى السابق كان عندى سؤال ملح هوليه مفيش كلية
تخرج لنا وزرة بس؟؟؟؟؟؟؟طبعا ده لانى كنت مقتنعة ان مفيش وزير عارف هو بيعمل ايه ولا يعامل الناس ازاى
وبعد الثورة اللى حصل ان الناس نفسها اتغيرت بقت فاهمة وعارفة ومش ممكن يتضحك عليها تانى
يعنى المنصب الوزارى بقى اصعب نفس الوضع ينطبق على المحافظين
عشان كده انا مع اهمية المحللين النفسيين والسياسيين ودور علماء الاجتماع يعنى من يوم حركة المحافظين ما كانت جاهزة اعتقد انه كان مهم ان يكون فيه حاجة زى استطلاع رأى ودراسة لكل محافظة ومين الاسم اللى يناسبها حتى لا يحدث مثل ما حدث فى قنا
لكن هوموقف صعب واحساسى ان دكتور شرف عمل حاجة زى هدنة للخروج منه باقل الخسائر
تحياتى للجميع وتقبلوا رأيي المتواضع

أختي الكريمة الأستاذه رودي
تحياتي...و الله فكرتك هي اللي جميلة ولم يخطر لي على بال لماذا لا تكون هناك كلية لتخريج الوزراء...ولكن يمكن لأن الوزارات أعدادها صغيرة و بتعيش على الكرسي لفترات طويلة دون تغيير.فمش محتاجة كلية.
ومن الممكن تأهيلهم بعد إختيارهم. مش عارف الموضوع صعب عليه.
ولكن أنا من المؤمنين بإمكانية تطوير أي فكرة.
تحياتي مع خالص شكري و تقديري.

ردا على الموضوع اعتقد انه قد ان الاوان الا يكون المحافظين او رؤساء المصالح من العسكريين سواء جيش او شرطة فسبب الكارثة التى نحن فيها الان وتدهور حال البلد الى هذه الدرجة المؤسفة هو تولى العسكريين لمقاليد الحكم سواء رؤساء جمهورية او محافظين او وزراء او رؤساء مصالح اما بخصوص كون المحافظ مسيحى ام لا فيجب الانكون ملكيين اكثر من الملك فنحن دولة اسلا مية ولايجب ان يتقلد المناصب الهامة فيها مسيحيين والا دلونى على اى دولة مسيحية ديمقراطية من الدول الغربية والتى تتشدق بحقوق الاقليات ان يكون فيها وزير او حاكم ولاية او اى منصب حساس يتولاه مسلم فكل هذه الدول تنص صراحة فى شروط الترشح للمناصب العليا ان يكون المترشح مسيحيا ومن طائفة معينة فلماذا يحرمون علينا ما يحللونه لانفسهم ولماذا ننساق نحن وراء هذه الدعاوى فنحن الذين نخلق مشاكل من العدم عندما نتحدث عن الحرية والمساواة والمشاركة ونحن لاننكر على الاخوة الاقباط انهم مصريين مثلنا ولهم ما لنا وعليهم ما غلينا ولكن هذه المسالة نسبية وليست مطلقة فالمساواة بيننا وبينهم يجب ان تكون كاملة الا فيما يتعلق بامور الحكم والسيادة فهذه يجب ان تكون للمسلمين فقط لانه وبصراحة شديدة ولاء المسيحيين للكنيسة اولا والدولة ثانيا والاماتصرفت الكنيسة على انها دولة داخل الدولة فى موضوع مثل موضوع كاميليا وغيرها فهل من سلطة الكنيسة احتجاز اى شخص حتى لو كان مسيحيا؟؟؟؟؟؟؟ وماذا لو تنصرت مسلمة واراد اهلها استعادتها فماذا سيكون راى فقهاء الاعلام والحرية والمساوة وعذرا للاطالة

شكراً أخي محمد علي رمضان وعموماً كثير من الزملاء علقوا بمثل هذا الرأي و في بعض الأحيان كانت تحذف تعليقاتهم.
تحياتي